عاملات منازل من قرغيزستان والصومال!

مشكلة عاملات المنازل في المملكة المُسعودة كبيرة.

كلّ جنسية جاءتهم منها خادمات ابتليت بالإعتداءات الجنسية والجسدية وهضم الحقوق.

لا عمالة الرجال كالسواقين والعمال العاديين، ولا النساء القادمات من وراء الحدود، سلمنَ من السعوديين. الأندونيسيات منعتهن حكومتهن العمل في السعودية، وتبعتها دول أخرى وضعت قيودا مشددة، كالفلبين وحتى الهند نفسها.

الاعتداء على العمالة المنزلية لا تفرق بين بلد وآخر، مسلم أو غير مسلم، أسمر أو أسود أو حتى أبيض.

لا ننس ان العاملات الأثيوبيات قَتَلنَ وقُتلن! ومشكلة الحكومة السعودية انها تبحث في كل زوايا الكون عن خادمات لهذا الشعب الذي يكاد يفقد جزء غير قليل منه إنسانيته، وليس فقط إسلامه. وبتعبير احدهم فإنه لم يبقَ الا ان نستقدم عاملات من جزر المارشال في المحيط الهادي، صار شغلنا من أين نستقدم العمالة!

حقا فإن مشكلة العاملات في المنازل عظيمة وتكاد تنحصر في السعودية، ما يدل على أن الضعفاء في البلاد المسعودة يعاملون وفق نظام الرق والإستعباد. وكان قد ظهر فيديو مؤخراً حول الاعتداء الجنسي على أندونيسية، فقررت إيقاف تصدير العمالة المنزلية الى السعودية، وزادت من الشروط والضوابط حتى لا يُمتهن شعبها في مملكة العدل والإنسانية والإسلام السعودي!

وطغى مؤخراً خبر قطع يد عاملة منزلية هندية من قبل مستخدمتها السعودية في الرياض، وعلّق أحدهم: (هجّجْتوا الأندونيسيات ـ اي اضطررتموهم للهرب منكم ـ والحين جاء الدور على الهنديات. والله ما يعرف لكم إلا الأثيوبيات). والأثيوبيات متهمات باستخدام العنف ضد مستخدميهم، لكن الجزاء من جنس العمل أو (التعامل). فالمعاملة السيئة تُنتج نقيضها.

حديثاً نُشر خبر عن استقدام عاملات من قيرغيزستان وطاجيكستان، والراتب سبعمائة وخمسون ريالا فقط، أي (مائتي دولار شهرياً). ولأنهنّ بيضُ البشرة، فقد خشيت بعض النسوة من انجذاب رجالهن اليهن، وكان الأجدر ان يخشين من الإعتداء عليهن، كما فعلوا من قبل مع غيرهن من الأندونيسيات مثلاً.

أيضاً سعت الحكومة السعودية مؤخراً لاستقدام عمالة منزلية من الصومال عبر العاصمة الكينية، فكانت هناك تعليقات مسيئة وعنصرية ضدهن على مواقع التواصل الاجتماعي، تبعث على الغثيان والتقزز، لما فيها من استعلائية لا يقرّها عقل أو دين أو خُلق (او قانون لو كان هناك قانون في السعودية).

أقل التعليقات: (الله يكفينا شرهم وأذاهم يا رب)، كسولات رغم ضخامة أجسادهن، سيئات وصرف ريال واحد على إحداهن خسارة. هذه التعليقات تشبه التعليقات على العاملات الأندونيسيات: (وسخات، خاطفات رجّالة، أنجس خلق الله..) وغيرها.

مثل هذه التعليقات لم تلقَ رداً يليق بمستوى بشاعتها، لا في الكم ولا في الكيف، لا من المواطنين ولا من الحكومة. كما لم تلقَ ردّا عليها من قبل الحكومات التي تنتمي اليها العاملات المنزليات، اللاتي يتعرضن للإضطهاد والعنف المتنوع، والذي تضجّ به التقارير الحقوقية الدولية.

المهم ان البحث عن دول تورد عاملات منزلية الى الشعب المسعود، لم يتوقف، وقد سُمح باستقدام العاملات المغربيات أيضاً، فخشيت النساء السعوديات، من سحر أزواجهن أو اختطافهن لهم منهن. وهناك حديث عن استغلال السوريات اللاتي هجرتهن الحرب ليعملن خادمات في السعودية، ولينلنَ نصيبهن من الإعتداءات والإذلال، كما لاقى الرجال على يد حكومة السوء في الرياض الداعمة للدمار والحرب في سوريا.

الصفحة السابقة