سعد الدريهم يؤيد دعوة داعش بقتل الشيعة

هيثم الخياط

ساعات فقط مرّت على إعلان ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بتشكيل تحالف إسلامي عسكري لمواجهة الإرهاب.. حتى خرج علينا الشيخ سعد الدريهم بإحدى قنابله الإرهابية والطائفية، تحت سمع وبصر آل سعود، الذين شددوا من تحالفهم مع المتطرفين الوهابيين، وأفسحوا لهم المجال لترويج أفكار التكفير والتفجير، ومواقف الدم والإستباحة للمواطنين، فكيف بغيرهم؟.

سعد الدريهم، خريج إحدى الجامعات الإسلامية السعودية، وهو عضو هيئة تدريس في كلية الملك خالد العسكرية، وإمام وخطيب في احد الجوامع الكبيرة، ويظهر على وسائل الإعلام الرسمية. هذا الشيخ الداعشي داعية دم، فقد سبق له أن غرد علناً فقال: (لو مارس المجاهدون في العراق الغلظة والقتل حتى في من وقع أسيراً، حتى لو كان طفلا أو امرأة، لهابهم الرافضة. لكن المثالية هي من جعلتهم ـ أي الشيعة ـ يتمادون). هذا نص داعشي صريح بالقتل، والتأييد لجنود القاعدة وداعش المجاهدين، بنظره.

وفوق طائفيته، فإن الدريهم عنصري، يعتقد ان الجنّة مخصصة لأهل نجد الوهابيين فقط. فقد اعتبر الأباضية من الفرق التي ستدخل النار، وأما (الفرقة الناجية فهي ما كان عليه علماؤنا وأهل نجد ومن تبعهم). وسبق له أن هاجم الحجازيين، واصماً إياهم بالكفر، لأنهم يحتفلون بالمولد النبوي الشريف، كما يفعل كل المسلمين في العالم، عدا الوهابيين.

هذه المرة غرد الشيخ الدريهم محرضاً ضد المواطنين الشيعة في السعودية، وقال بأن (الخطوة الأولى لمكافحة التشيّع، إغلاق جميع الحسينيات أو هدمها، والخطوة الأخرى مراقبة مساجد الشيعة وضبطها). للعلم فقط فإن تشيع المنطقة الشرقية معروف منذ القرن الأول الهجري، وأن نجد الوهابية أقلية حاكمة، وهي احتلت الحجاز كما احتلت الشرق، وانها تريد فرض مذهبها على الجميع، ولكن هيهات، رغم العنف والتمييز.

وللدريهم وأمثاله من مشايخ التطرف الوهابي الكثير من التصريحات والتغريدات الطائفية والتحريضية على العنف ضد المختلف الشيعي او الصوفي الحجازي أو غيرهم. وقد رفع البعض دعاوى ضده عبر النت الى وزارة الداخلية، ولكن لا فائدة. فالملك سلمان لا يقطع أصابعه التي ينفذ بها أجندته الداخلية.

التصريح بهدم الحسينيات القائمة قبل وجود آل سعود وحكمهم ووهابيتهم، استفزّ المواطنين شيعة وسنّة، متدينين وغير متدينين. قالت إحداهن من الأحساء ساخرة من مكافحة الإرهاب المزعوم سعودياً: (صباح التحالف الاسلامي! من حكومة ساكتة عن إرهاب سعد الدريهم وأشكاله). وأضافت: (تقولون: تحالف اسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب؟ طيّب، والّلي يقولوه هالخَمَّةْ، هل هو فن من فنون التعايش؟). وسأل وليد بوخمسين: (الى متى سيستمر الدريهم واشكاله بتجهيز الأرضية لداعش؟ الى متى سيستمر في اتهام الخارج بالإرهاب، والفتاوى تصدر أمامنا؟). ويندهش المحامي والكاتب عبدالرحمن اللاحم فيسأل: (هل يُعقل هذا؟ إمام وخطيب جمعة؟) ويضيف: (وزارة الشؤون الإسلامية لازالت في سباتها. مثل هذا الشيخ لا بدّ أن يُقاد صاغراً للعدالة).

أيضاً يقول الدكتور مرزوق بن تنباك: (هذا رجلٌ بشحمه ولحمه، واسمه وجسمه، يعلن الإرهاب علانية على أبناء وطنه. ماذا يجب ان يُفعَل أمام هذه الدعوة الصريحة؟)؛ والمحامي الآخر إبراهيم المديميغ يصرخ متألماً: (مأساةٌ وربّي أن لا يُردع هذا وأمثاله. تبّاً له من قول. وتبّاً لمن يؤجج الفتن، ويحرّض على الكراهية).

ومن جانبه خاطب الإعلامي فاضل الشعلة، الشيخ الدريهم: (يا شيخ لا تُوصِّي حريصاً. أولادك قاموا بالواجب في الدالوة وسيهات ـ تفجير مسجديهما داعشياً. نَمْ قرير العين، فإذا لم تُحاسَبْ هنا، فعند الله الحساب). 

اما الناشطة نسيمة السادة، فرأت في تصريحات الشيخ الدريهم نسخة من افكار داعش ودعواتها. والناشط الحقوقي الآخر وليد سليس يقول بأن (مسلسل الكراهية والتحريض على العنف مستمر. مالفرق بين كلام الدريهم وبيانات داعش؟) وتفجيراتها التي قتلت المواطنين الشيعة، بذات حجة الدريهم التي يشجع عليها وهي: (هدم معابدهم)!

وعلقت احدى الاعلاميات: (المطاوعة لا يفهمون ولا يريدون أن يفهموا بأن التعايش ليس خياراً يا حمقى. بل فريضة، إن أردتم أن ننعم جميعاً بالسلام). وقال آخر بأن (محاربة الإرهاب الداخلي المحمي والمُحصّن رسمياً، أولى بآلاف المرات من تحالف اسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب الخارجي). وتوقع المواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي بأن لا يعاقب الدريهم ولا غيره من مشايخ الإرهاب والتحريض (الفارس والبراك والبريك وغيرهم)، إذ لا يوجد قانون يمنع الإساءة والتكفير، ولذا يتوقع بأن تزداد الخلافات الداخلية بين مكونات الشعب المسعود، فيما توقع آخرون أن ينفذ داعشي تفجيرات في مساجد الشيعة في المنطقة الشرقية وغيرها كنجران.

المحامي سلطان العجمي قال أنه (إذا قام انتحاري وهدم الحسينيات، بيطلع سَعَدْ يدين العملية، ويسوّي نفسه حمامة سلام). وتوقع مغردة استجابة داعشية لدعوة الدريهم: (ننتظر التفجير القادم الذي سيهدم الحسينية، وحينها سيتباكى الدريهم، وسيأتينا مُعزّياً). والعبرة التي توصل لها عبدالله بن عباد هي: (قلنا كثيراً أن الوهابية هي الخطر الحقيقي على الوطن).

أما الدكتور عبدالعزيز بن فوزان فيلمح الى التواطؤ الرسمي: (السؤال الذي بحّت حلوقنا ونحن نطرحه: أين الجهة المختصة عن هؤلاء الناعقين بالطائفية؟ هل تنتظر حتى تشتعل أوار الحرب) الداخلية طبعاً؟

الصفحة السابقة