(خراف) في حملة تزويج صاحب الخروف

سألت امرأة زوجها أن يأتيها بخروف، وتقصد أن يكون مذبوحاً، فجاءها الزوج الستيني بخروف حيّ الى المنزل، وطلب من زوجته ان تساعده في إخراجه من السيارة، فرفضت المساعدة، مزحاً مع زوجها، أو لطبيعة الوضع الاجتماعي المحيط بالمرأة عامة. وقامت بتصوير الزوج الذي (تبهدل) وهو يحاول إدخال الخروف الى المنزل؛ وقامت بتصويره في مقطع فيديو ظهر على شبكات التواصل الاجتماعي، وكانت الزوجة غارقة في الضحك.

 

انتفض الذكور في مهلكة التوحيد الوهابي، مملكة سلمان الحزم والعزم والظفرات، فكيف تهين المرأة زوجها، وكيف تقوم فوق ذلك بتصويره، ولماذا لم تسمع كلام زوجها وتساعده. وهكذا تجمع نفرٌ من البشر يتمتعون بالذكاء والغيرة الرجولية، لينددوا بالزوجة، وليقرروا إفساد الزواج من أصله، مطالبين بتطليقها، او بالزواج عليها، حتى يتم تركيعها بزعمهم البهيمي!

السؤال: وما دخلكم أنتم، إن كان ما فعلته المرأة مع زوجها صحيحاً أم لا؟ فلا الزوج ولا الزوجة طلبا من أحد مساعدتهما. بل على العكس، فإن مناقشة الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي قد سبب ازعاجاً لهما ـ كما يُرجّح ذلك.

نحن امام فئة من البشر، أغلبها وهابية نجدية، ترى ان لها حق التدخل في شؤون الناس، في دينهم، وحياتهم، وحتى في نوعية أسمائهم، وفي عقائدهم، وأعمالهم، وحتى في شؤون دولهم. ولكن اعضاء هذه الفئة يرفضون في نفس الوقت ان يقترح عليهم احد مجرد اقتراح، او يوجه لهم ولحكومة الأبالسة التي يتبعونها نقداً.

انهالت على الزوج عروض المساعدة الكاذبة في حال قرر الزواج من امرأة ثانية.

 

مركز شاطئ الراحة تبرع بهدية خدمة تجهيز العروسين وطقم ملبوسات وعطور؛ وطلال بن سعود، ويمكن ان يكون أميراً، قال ان هديته للزوج ستكون تذكرة لمكة اسبوع شاملة النقل والسكن وكل شيء، في حال قرر الزواج من ثانية. 

أحدهم تبرع بكلفة مودم نت مفتوح هدية، عشان يطقطق بجواله مع زوجته الثانية. وقفز ثان وقال انه سيتبرع بخمسة آلاف ريال إعانة زواج؛ وعشرات آخرون وعدوا بهدايا لم يحددوها؛ وتاجر قال أنه سيتبرع بإيجار شقة لمدة ستة أشهر، وزاد ثالث بأنه سيدفع تكلفة رحلة أسبوع عسل العروسين الى دبي، ونكاية بالزوجة الأولى سيتبرع ايضاً بقيمة التاكسي الذي سيأخذها الى بيت أهلها وقت سفر زوجها لقضاء اسبوع او شهر عسل الزواج.

السلفي الجاهل عبدالله القرني الذي يقول انه خبير في الاستشارات الأسرية ألقى بدلوه ليخرب علاقة زوجية قائمة، وليحرض على الزوجة بلا مبرر ولا عقل ولا دين حتى. داعية وهابي آخر هو الاخواسلفي سعد التويم دعا الى التبرع بالمال للزوج من اجل الزواج بثانية، وذلك على شكل (فَزْعَةْ).

وهكذا نحن امام شعب او جزء من شعب يحب الفتنة، خاصة اذا تعلقت بشؤون المرأة. لا عجب ان يكون لدينا مليونا عانس. ولدينا ما شاء الله من المعنّفات.

غضبت نساء السعودية، فسألت إحداهنّ الذكور: (وِشْ حارق رزّكم ـ اي لمَ انتم غاضبون ـ، زوجة تمزح مع زوجها، يا جعلكم الرصاص المتلاحق يا مجرمين)؛ اخرى قالت بأن مقطع الفيديو عادي ولكنه التعصب الذكوري ضد المرأة؛ وثالثة اعتبرت المتبرعين والمعلقين (حملة لقافَةْ) اي تدخل في شؤون الآخرين الخاصة، او في شأن لا يعنيهم؛ رابعة ذكّرت الجهلة بحديث رسول الله عليه الصلاة والسلام: (مِنْ حُسنِ إسلامِ المرء تركهُ ما لا يعنيه). والخامسة خلود القحطاني تخاطب مخربي البيوت والدول ورؤوس الفتن: (انتو لو يسلمون العرب منكم، تراهم في خير. اتقوا الله في انفسكم. ما لكم شغل فيهم. رجّال وحرمته، إلاّ تنشبون بينهم؟)؛ وسادسة ترى أن (كل اللي شجعوا وهايطوا، حريمهم راكبات عليهم. يعني امبااااع عندها “خرفان”، وجايين هنا يطلّعون رجولتهم).

نصح أحدهم: (يالرّبَعْ: الزوج ما قَدَر يمسك الخروف، لا توَهْقونَه بالثانية، لأنها بِتْجِي أنشط من هالخروف النعيمي بكثير). وأخيرا قدمت إحداهن ذات النصيحة بطريقة مختلفة: (ما شاء الله عليكم، حريصين على الرجال. اللي ما قدر على خروف، ما هو قادر على حرمتين. ريحوا واستريحوا).

الصفحة السابقة