الملكات السعوديات يهربنَ من جحيم الوهابية وآل سعود

(المرأة السعودية ملكة) ولكنها لا تستطيع السفر بدون إذن وليّها الذي قد يكون ابنها الذي للتوّ قد خطّ شاربه!

(المرأة السعودية ملكة) يجري فحص المجتمع دينياً من خلالها، فهي مُدانة الى أن تثبت براءتها!

(المرأة السعودية ملكة) يجري تعنيفها من الأخ والزوج والأب، وربما تُقتل كما حدث مراراً، وإذا ما اشتكت للشرطة، قيل لها (أين وليّ أمرك أولاً؟ لا نقبل شكوى بدون حضور ولي الأمر) وقد يكون هو المعتدي والمجرم بحقها!

(المرأة السعودية ملكة) كانت الى وقت قريب لا تستطيع ان تلد في المستشفى ـ إن جاءها المخاض ـ ولا يقبل المستشفى إدخالها إلا بإذن من ولي أمرها!

(المرأة السعودية ملكة) لا تستطيع أن تجري عملية جراحية لنفسها بدون إذن ولي أمرها، زوجاً أو أباً أو أخاً أو حتى إبناً!

(المرأة السعودية ملكة) يرفض والدها أو أخوها السماح لها بالزواج، من أجل أن تبقى خادمة لهما، أو من أجل استمرار الاستحواذ على راتبها الشهري، أو بناءً على مفاهيم قبلية بالية!

(المرأة السعودية ملكة) وتشكل نصف المجتمع، ولكن (كل المجتمع) مشغول بالحديث عنها، وعن تفاصيل حياتها، عن عباءتها، وتعليمها، وسفرها، وسواقتها للسيارة، وولاية الذكر عليها، وجدوائية عملها، وتسوقها، وغير ذلك: (اختاه احذري التلفون؛ أختاه احذري البلوتوث؛ اختاه احذري التلفاز؛ أختاه انتبهي لحجابك؛ أختاه لا تضربي برجلك الأرض منعاً للفتنة؛ أختاه اقطعي الشارع بسرعة فهو ليس لعرض الأزياء؛ أختاه تحشّمي؛ أختاه أنت أثمن من الجواهر المخبأة وأحق بالحماية؛ اختاه حذاري ان يجعلك الغرب سلاحاً يهدم به الأمّة؛ أختاه عباءتك الشرعية تضمن لك الزواج)!

(المرأة السعودية ملكة) شعار أطلقه وعاظ السلاطين، في حين أنها ليست ملكة لا في بيتها ولا في عملها ولا في حياتها. هي مجرد خادمة، بل أقل من ذلك.

(المرأة السعودية ملكة) يمكن أن تقضي عمرها كله في دار رعاية، أو في سجن، ولا يمكن أن تخرج منه بدون موافقة واستلام ولي الأمر لـ (البضاعة) التي هي الملكة نفسها!

إذن.. (المرأة السعودية ملكة)، والدليل أنها لا تقود السيارة، وإنما هناك سائق خاص لها، أو ولي يوصلها الى المكان الذي تريده!

لكن الملكات السعوديات قلن: لا نريد أن نكون ملكات، نريد أن تعاملوننا كآدميات!

الملكات يهربن الآن من مهلكة الطغيان الوهابي السعودي.

بعضهن هربن الى أمريكا، وطلبن اللجوء.

بعضهن هربن الى تايلند وأذربيجان وتركيا!

بعضهن الى كندا!

وآخرهن دينا علي اليامي، هربت من تعنيف ولاة أمرها وهم أعمامها الوحوش، وكانت في طريقها الى استراليا، فتم اعتقالها في الفلبين، بتنسيق أمني سعودي وتدخل من السفارة السعودية، التي نفت تدخلها! فلم اعتقلت اذن، وما هي الجريمة التي ارتكبتها؟

وبعدها جاء دور الملكة مريم العتيبي التي أرادت السكنى لوحدها، فدبر أخوها مكيدة لها، وقال أنها تريد الهروب خارج المهلكة، فاعتقلوها بتواطئ مع شرطة (الرسّ)!

انه العدل السعودي، والكرامة التي تفيض على الإنسانية جمعاء!

في مملكة العبيد السعودية، لا حقوق لا لرجال ولا لنساء!

الرجال يهربون كما النساء، بل أن الرجال أقدر على الهرب من الجحيم، نظراً للقيود على سفر المرأة!

مليون مواطن يعيشون خارج المهلكة، فرّوا بأنفسهم وعوائلهم، وتجدهم الآن في كل بلدان العالم!

أينما أُتيحت الفرصة، يفضل المواطنون العيش في الخارج.

حتى المبتعثون للدراسة، طلبة وطالبات، فضل الكثير منهم، وهم بالآلاف، البقاء في الخارج، هرباً من القمع الاجتماعي، والقمع السياسي، والآن القمع الإقتصادي، حيث البطالة والفقر والضرائب!

حتى من يزعم تأييده لوعاظ الوهابية ولآل سعود، كثير منهم لا يطيقون العيش تحت سيطرتهم! اذهبوا للشارقة وتأكدوا!

لا أحد يعلم كم عدد النساء اللاتي استطعن الهرب، فهناك تغطية على الأمر.

لكن المؤكد أن هناك ظاهرة قد بدأت بهروب النساء والفتيات من القهر الإجتماعي، وهي ذات أبعاد سياسية واضحة.

وهذا ما يفسر حرص الحكومة على ملاحقة الهاربات الى خارج المملكة في دول العالم الثالث، أما في الغرب فلا حيلة ولا إمكانية لها!

هروب الفتيات والنساء عامة من السعودية أصبح موضوعاً سياسياً، ويترافق مع حملة اسقاط الولاية الذكورية بلا حق عن المرأة. اصبح موضوعاً يمثل الدليل الذي لا يستطيع أحد ان ينفيه، على القمع متعدد الأشكال في مهلكة آل سعود.

قيل ان موضوع المرأة الملكة في السعودية قد يفتح الانسداد الاجتماعي؛ لكن أنّى للنساء في السعودية أن يفتحن عقول مشايخ الوهابية وآل سعود التي اصابها العقم والصدأ منذ زمن بعيد؟

الصفحة السابقة