كلاب نايف يمارسون الديمقراطية في مكة

غزالي سعد يماني، من أهالي مكة، يعتزّ بالإنتساب اليها، ويفخر بمداومته في الظهور بلباسه المكي وعمامته المميزة.. غزالي يعمل في المقاولات، وقد أصبح شريكاً لأحد ضباط المباحث (المتقاعدين) في بعض أعماله، لكن هذا الأخير لم يكن أميناً، فسلب من غزالي بعضاً من حقوقه الأمر الذي دفعه للشكوى لدى الجهات القضائية المختصة. عندئذٍ جاء عدد من ضباط المباحث الى بيت غزالي، ولكنهم وجدوا إبنه عند باب المنزل حيث سألوه عن إسمه فأجابهم بأنه محمد غزالي يماني، فظنّ هؤلاء بأنه الرجل المطلوب، لأن من عادة أهل الحجاز إضافة إسم محمد فيصبح مركباً. حينها قام أشاوس المباحث، فطرحوه أرضاً، وانهالوا عليه ضرباً بقضيب من حديد فكسروا بعضاً من أضلعه (فقط!)، كما كسروا ساعده الأيسر ثم هربوا!

من حسن الحظ، أن كاميرا الفيديو كانت جاهزة بالقرب من أخت محمد، فصوّرت الحادثة من خلال نافذتها وتمّ التعرّف بالضرورة على المجرمين من كلاب المباحث، وقد طُبعت نسخ عديدة من الفيديو ووزّعت على الجمهور، وقد قام الأب ببعث رسائل الشكوى لهذه الجهة الحكومية وتلك، فيما يرقد الإبن في المستشفى. المعروف ان القضاء يتلاعب به الأمير نايف وزير الداخلية، كما هو واضح في كثير من الحالات، ولعل أبرزها في الوقت الحاضر قضية المعتقلين الإصلاحيين.. ولا يعتقد أن يحصل يماني على حقّه من (كلاب الداخلية) ومن سيدهم.


التطرّف الوهابي لا حدود له

جاء الوهابيون النجديون هذه المرّة ليعلّموا أهل الحجاز كيفية الدفن! وليستخدموا عضلاتهم من جديد في فرض آرائهم وأفكارهم على غيرهم وليعيثوا فساداً في الحجاز وليمارسوا عملية إذلال لشعبه. هؤلاء الجهلة يزعمون الإحتساب، ويزعمون العلم، ويزعمون امتلاك الحقيقة.. في حين أنهم لا يملكون سوى عقول فارغة، وتطرف أقرب الى الخوارج منه الى أي أمرٍ آخر. هؤلاء تصدّى ثلاثة منهم مؤخراً الى رجل جاء ليدفن إبنته صغيرة السن في مقبرة المعلا بمكة، حيث قام أحدهم بخطف البنت الميتة من أبيها، وساعده آخر على ذلك ليدفناها في ركن قصيّ من المقبرة حتى لا يعرف أبوها مكان دفنها فلا يزورها، فيما قام الثالث بحجز الأب عن ملاحقة زميليه.

أما المبرر فهو أن هؤلاء الثلاثة المتطرفين النجديين الوهابيين، يريدون (الإحتساب)! فلم يجدوا بدعة أو شركاً إلا في مقبرة المعلا، وإلا من منع المواطنين من دفن موتاهم، لأنهم لا يعرفون الطريقة الصحيحة والشرعية للدفن، فجاء هؤلاء من عمق الصحراء النجدية ليعلموا أهل العلم ومركز النور ومبعثه كيفية الدفن، وحتى لا يمارسوا الشرك وغيره، حسب رؤية الوهابيين. ولازال الوهابيون المتطرفون كلاباً جامحة يطلقها آل سعود على سكان الحرمين، وكلما أرادوا تقديم تنازل لهم زودوهم بأسنان قارضة وجرعات تطرف مركزة إضافية وأموال ليمارسوا ما يرونه ضد المواطنين، فيما يصمت دعاة الإحتساب الوهابي عن فساد أسيادهم آل سعود وجرائمهم البيّنة والواضحة.

ولقد زاد نشاط هؤلاء المتطرفين في مكة والمدينة مؤخراً، حتى أن هذه الحادثة لم يكتب عنها أحد، اللهم إلا خبر نشرته جريدة الوطن، ومقالة كتبها نجيب عصام يماني في 28/3/2005 الماضي، حيث وصف الخاطفين بأنهم مجرمين لا يعرفون معنى للرحمة ولا يتقنون مواساة للأب المكلوم. وانتقد نجيب يماني المدرسة الفكرية الوهابية التي خرجت هذه الوحوش الضارية، والمعلمين الذين شحنوهم بالتطرف وهم أبعد الناس عن دين الله. ووصف عقولهم بأنها متحجرة وأفكارهم شاذّة.


من أحكام القضاء الوهابي

من أغرب أحكام القضاء في جدة ما حدث مؤخراً في قضية اعتقال عشرات من المعتمرين المصريين نساء ورجالاً. والقضية أن عشرات من المصريين رجالا ونساءً جاؤوا الى الحجاز معتمرين فسكنوا في جدة في شقتين مستأجرتين.. ونظراً لاختلاط النساء بالرجال في نفس السكن، فقد قام رجال الحسبة الوهابيين بالقبض عليهم جميعاً وأُحيلوا على القضاء الشرعي الوهابي بتهمة (شبهة الزنا) وقد صدر الحكم على كل واحد منهم (أي من الرجال والنساء) بالسجن سنتين والجلد ألفاً وستمائة جلدة توزع على مدّة السجن. وهذا نموذج من أحكام القضاء الجائرة المؤلمة المتكررة بحق الأبرياء من المواطنين وغيرهم.


من قال بجهل مطوع يجلد!

ذهب أحد المطاوعة الى كبير أشراف بدر، وهو الشريف محمد آل نمي، وعمره يتجاوز الخامسة والسبعين. وهو شخص يعرف آثار منطقة بدر، موقع المعركة الأولى في الإسلام، وكذلك موقع دفن شهداء بدر، وقليب بدر وغير ذلك؛ وحين يأتي كبار المسؤولين ـ كما حدث مع ولي العهد ـ يُستدعى الشريف محمد آل نمي لكي يشرح وقعة بدر حيّة على الأرض.

حين جاء المطوع الوهابي الى الشريف لأمر ما، قام بالإستهزاء بالآثار عامة ـ وبالإسلامية خاصة ـ كما هي عادة الوهابيين الذين يربطون الآثار دائماً بعبادة الأوثان! جهلاً منهم وحمقاً، ولذلك ـ وبناء على هذه القاعدة ـ دمروا معظم آثار المسلمين في الأماكن المقدسة بحجة الخوف من الوقوع في الشرك! ثم قام المطوّع بالإستهزاء بالشريف وبأهمية معلوماته، فانزعج الشريف وقال له: يا جاهل! إذهب وادرس السيرة النبوية وما كتب عن بدر كموقعة لتعرف صحة وأهمية ما أقول! هنا انطلق المطوع الى المحكمة شاكياً وأقام دعوى على الشريف بأنه قال لأحد أهل الحسبة (يا جاهل)! والحال أنه أعلم العلماء! بل لا أحد ـ حسب الرؤية الوهابية ـ يستحق صفة العلم والعالم سواهم!

وبناء على ذلك صدر حكم بجلد الشريف أربعين جلدة؛ وقد تدرج الحكم في مراتب الحكم القضائي وصدّق عليه من قبل هيئة التمييز. ونظراً لمقام الشريف محمد آل نمي بين قومه، وهم أولو بأس، طلب أمير مكة الحكم لدراسته، وحتى الآن لم يتم تنفيذ الحكم نظراً لحساسيته البالغة، لكن من غير المستبعد أن يقوم جهلة الوهابية ومتطرفوهم بذلك بغض النظر عن آثاره عليهم وعلى حلفائهم من آل سعود الجهلة بالدين والدنيا.

والشيء بالشيء يذكر، أن جهلة آل سعود اتفقوا مع جهلة الوهابية فصدر مؤخراً (أمرٌ كريم)!! لجميع الصحف المحلية بألاّ تذكر أو تنشر خبراً يتعلق بالبابا ووفاته، وقد استثنيت صحيفة الشرق الأوسط والحياة من ذلك

، لأن ذكر الوفاة تستدعي من وجهة النظر الوهابية تمجيد البابا والديانة المسيحية، وتجيز للحكومة التعزية بذلك والإشادة ببعض فضائل البابا، وهذا من المحرمات، بل قد يكون من الكفريات الوهابية!

الصفحة السابقة