علماء (بلاد الحرمين)!!

يتكرر على لسان بعض ''الحشوية'' في بلادنا مسمى ''بلاد الحرمين'' بدلاً من اسم المملكة العربية السعودية.

وكان لشيوخ الكبوة (الصحوة) قصب السبق في استحداثه.

يريدون منه التنبيه إلى زيف المسمى الحالي ''السعودية'' كونه يختزل مسمى الوطن في أسرة تتسمى بهذا الاسم.

ويريدون منه أيضاً ـ وهذا هو الأهم! ـ إضفاء ''الهيبة'' العلمية على أنفسهم باعتبارهم علماء ''بلاد الحرمين''. وفرق كبير بين علماء السعودية.. وعلماء الحرمين عند المتلقي!.

ويريدون منه كذلك إضفاء ''القدسية'' الدينية على كل الوطن في محاولة لتبرير آرائهم وفتاواهم الموغلة في ''التطير'' والتي استوحوها من بيئتهم الصحراوية!

سوف نفهم أن يُسمى العلامة الفقيه المرحوم/ محمد بن علوي المالكي بـ''فقيه مكة وأحد علماء الحرمين''؛ مع أن هذا الإمام لقي ما لقي ممن يسمون أنفسهم علماء ''بلاد الحرمين''!

أما ما لا يستوعبه إلا ''حشوي'' أن تطلق هذه التسمية على شيوخ ينتمون إلى قرى ومناطق تبعد عن الحرمين الشريفين أكثر مما تبعد عنها القاهرة أو الخرطوم!

وإذا عرفنا أن الحدود السياسية لا شأن لها بالدين والعرق، وغير مُعترف بها من قبل ''الحشوية'' قبل غيرهم.. وأن الحرمين الشريفين هما مأوى أفئدة المسلمين في الكرة الأرضية، يتساوى عندهما كل المسلمين.. فإن علماء الأزهر الشريف وعلماء السودان أولى بمسمى علماء بلاد الحرمين من أولئك الشيوخ الذين خانتهم ''حشويتهم'' في اختيار اسم بديل عن اسم السعودية!

بريدة والرياض مثلاً.. تبعدان عن مكة المكرمة والمدينة المنورة ما يزيد عن ألف كيلومتر.

بينما لا تبعد عنهما القاهرة والخرطوم أكثر بقليل من نصف تلك المسافة!.

ولا يبرر وجود سلطة موحدة تحكم الرياض والقصيم والأحساء والحرمين الشريفين محاولتهم ''التطفل'' على الحرمين الشريفين وعلمائه!.

وعدم التبرير نأخذه من الآراء السياسية عند ''الحشوية'' أنفسهم، فهم أول من روج ودعى إلى ''الأممية'' الإسلامية!.

فليبق المقياس ''الجغرافي'' لا السياسي هو ما يحدد من هم علماء ''بلاد الحرمين''.. وهو المقياس الصحيح!.

من يأخذ على أيدي هؤلاء ويوضح لهم مكانتهم الصحيحة.. ويعطيهم مواعظ عن فضل ''التواضع'' لله وللناس؟!.

عن منتدى دار الندوة

الصفحة السابقة