جيل السلاحف والديناصورات والدولة المعاقة

جيل آل سعود الحاكمين هو جيل السلاحف. جيل بطيء الفهم، بطيء الحركة، جيل الديناصورات السياسية التي انقرضت أو شارفت على الإنقضاء.

انه جيل تخرج من (مدرسة الوالد المؤسس!). يمكنه أن يحكم دولة بأقل مستوى مما حكمها ذلك الوالد، في حال عادت الدولة السعودية الى بداية القرن العشرين. ولكننا في القرن الواحد والعشرين، وأعضاء هذا الجيل لا يفهمون ما هو العلم، وما هو الإقتصاد، وما هي الأجيال الجديدة. جيل أقصى حدود المعرفة لديه التوقيع على الأوراق، وأحيانا قراءة بضعة أسطر مليئة بالأخطاء. لكن الأمير سلطان ولي العهد اعترف بأنه أكثرهم تعليماً، فقد قال أمام مجموعة من المواطنين في اليابان حين زارها قبل بضعة أشهر، بأنه يحمل شهادة الإبتدائية (ست سنوات دراسة).

برافو!

الجيل الحاكم جيل لا علاقة له بهذا العصر، فهو يحكم الدولة من أعماق القبور، ومن ظلام العصور السحيقة.. ولذا يمكن القول أن السعودية دولة متميزة فعلاً، إذ يصعب أن تجد دولة تدار بذات العقلية التي يدير بها جيل السلاحف بلدهم. والأنكى أن أعضاء هذا الجيل يعتقدون بأنهم وحدهم الحكام الذين يتمتعون بالحكمة والوعي والتجربة التاريخية. ولأن هذا الجيل الحاكم أعماه الغرور، لذا لا يرى من وما حوله. فالمقارنة تبدو مجحفة بحق دول الخليج حين تقارن بالسعودية.

عظماء آل سعود من جيل السلاحف البرية لا يرون الآخرين إلا بعقولهم الصغيرة البطيئة، ولا يمارسون السياسة إلا على أسس ما قبل الحرب العالمية الثانية! جيل يعيش الماضي، لا يدرك الحاضر، ولا يرى المستقبل. وللأسف فهو الجيل الذي قد يأخذ المملكة معه الى حتفها، الى القبر.

* * *

هناك في المقابل، ولأن الطيور على أشكالها تقع، جيل ديناصورات دينية شارفت على الإنقضاء تحالفت مع جيل السلاحف السعودي السياسي.

إنه جيل يصف نفسه بـ(العلماء الربانيين)!.

جيل (حرّاس الفضيلة)!

جيل (دعاة التوحيد)!

إنه جيل العميان والبكم.

لا يختار آل سعود مفتياً إلا منهم! وهذا ما لاحظه جهيمان الذي كان منتجهم والعلامة الفارقة لديهم.

ولا يصبح الواحد مفتياً إلا إذا قارب عمره عمر أحد السلاحف السياسية إياها. والسبب وجيه: أن يتمكن الإثنان من التفاهم مع بعضهما البعض!

ولكن كيف يفهم هذان عقلية الأجيال الجديدة التي تصغرهم بما يزيد عن ستين عاماً؟!

لقد تحالف الجهل المركب مع نظيره، فأنتج دولة طلّقت العلم، وطلّقت الإبداع، وشوّهت الدين، وأنتجت الإرهاب واستهلكته محليّاً، حتى فاض الى الخارج.

ومع هذا يعتقد هذا التحالف المشين أنه قدّم النموذج الأعظم!

الدولة المتقدمة ذات الإيديولوجيا الإسلامية المتنورة!

فإذا بنا وبين لحظة وأخرى نرى أنفسنا أمام دولة معاقة مثل حكامها السياسيين ومرشديها الوهابيين.

دولة هي الأغنى والأكثر فساداً.

هي الأكثر تعليماً للدين، والأقل التزاماً به.

دولة غير متصالحة مع نفسها أو مع شعبها ولا مع جيرانها ولا حتى مع حلفائها، بل ولا مع العالم من حولها.

دولة تقول بـ(الخصوصية) لتهرب من الإصلاح، ولا شيء لديها تختص به، اللهم إلا وجود المقدسات التي سيطر عليها الوهابيون في غفلة من الزمن، فاستخدموها في التغطية على ذلك الإنحراف في الفكر والفساد في الممارسة.

الصفحة السابقة