ملوك الصلاح والطهارة!

ذات مرة قال الأمير نايف جملة في مقابلة له مع صحيفة سعودية، في إجابة على سؤال يتعلق بالضغوط الأميركية على المملكة من أجل الإصلاح، أنه لا يود استخدام كلمة (إصلاح) لأن الدعوة اليه تعني أن هناك في المملكة (فساد)!

وحاشا لله أن يكون في (مملكة التوحيد) فساد!

فهي طاهرة مطهرة لا يسكنها إلا مطهرون، ولا يحكمها إلا أطهر الخلق من أصناف نايف وإخوانه خاصة أبو الطهارة نفسها: سيدي ومولاي، صاحب السمو الملكي، أبو الكلام، الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع والطيران، والمفتش العام، الخ...

حاشا أن يكون مثل هؤلاء المطهرون، الأتقياء الأنقياء، بحاجة إلى إصلاح!

وإذا كان هؤلاء مفسدون، فمن الصالح إذن؟! إنها مؤامرة لطعن هذه البلاد التي نقاها الله من الشرك في صميم قيادتها المؤمنة المدافعة عن الحق أينما كان، الداعية الى الخير والناهية عن المنكر!

إنها مؤامرة تريد تشويه سمعة أخيار الأمّة، الذين لم يتركوا وراءهم لا بيضاء ولا صفراء!

نعم تركوا شيئاً من الأوراق الخضراء، يقال لها دولارات، فخادم الحرمين الشريفين السابق ترك نحواً من 150 ألف مليون دولاراً لأيتامه وعياله، هم في مسيس الحاجة إليها، وهو مبلغ تافه بمقاييس هذا الزمان. كما ترك للأيتام إيّاهم بعض الدور في عدّة مدن من المملكة، وبعض العواصم العالمية، يزعم الأفاقون الذين يريدون بالمملكة سوءً أنها قصوراً، وأن بها مخابئ ضد القصف النووي، مع أن تقديرات سعرها جميعاً لا يدلّ على ذلك، إذ لا يتجاوز المبلغ خمسين ألف مليون من تلك الأوراق التافهة الخضراء! ولذا أوصى رحمه الله أن تكون تلك الدور المتواضعة من حصّة زوجته أم عزيّز!

ومع هذا لازال عملاء الغرب من بني جنسنا، وممن يتكلمون لغتنا، ويستقبلون قبلتنا، ويحملون جنسيتنا!، يرددون كالببغاوات أنهم يريدون الإصلاح!

لا أصلحهم الله! ولا هداهم ولا وفقهم لخير!

كان الأجدر بهم أن يصلحوا (عقيدتهم) الشركية، وأن يبتعدوا عن ثقافة (الخروج) على ولاة الأمر، فليس هناك ما هو أهم من إصلاح العقيدة، فمن صلحت عقيدته، صُلحت نظرته لولاة أمره، وحينها لن يرى سواداً ولن يدعو لإصلاح!

ماذا يقصد هؤلاء الحداثيون العلمانيون المشركون الصوفيون الروافض المتلبرلون من الإصلاح؟!

إنهم يريدون طعن العقيدة في صميمها! ولكن أنّى لهم ذلك، وقد تكفّل الله بحفظ هذا الكيان، الصرح الشامخ، وحفظ لحكام هذه البلاد كراسيهم، فهو من قدّر أن يكونوا زعماء الى الأبد، وهو من فضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا!

من يزعم الإصلاح يعترض على إرادة الله، الذي يؤتي الملك من يشاء وينزعه عمّن يشاء، ولا شأن للأفراد في ذلك.. فلو رأى الله أن في آل سعود سوءً لأزال ملكهم، وألحقهم بصدام وفرعون والحجاج. فلا يعترضنّ معترض على ولاة أمره، وإن صفعوا وجهه وسرقوا ماله، وجلدوا ظهره واختطفوا حرمته، وأهانوا كرامته، وأذلوا رقبته، وفعلوا به ماشاؤوا.

وقبل هذا وبعده، إن للفساد ظواهر، والمملكة لم تشهد شيئاً من ذلك، فهاأنت ترى المساجد ولله الحمد وبها المصلون، فهل هذا فساد، وهل المصلون مفسدون، وهل هذا يحتاج الى إصلاح؟! وها أنت ترى العمران والشوارع والخدمات الأخرى، فهل هذا يحتاج الى إصلاح؟! لربما (نقول لربما) هناك بعض النواقص هنا وهناك، ناتجة عن أخطاء فردية صغيرة، ولكن الصورة العامة تزيد يقيننا أن كل شيء يمضي بصورة سلسلة حسنة. فالمملكة هي الأفضل في كل شيء، والأجدر بكل خير إن شاء الله!

ما يردده أدوات الغرب بيننا بشأن الإصلاح يعني تسليم أو تسنيم الأمر الى غير أهله، وإن حدث: فانتظر الساعة، كما قال رسول الله! فهل تريد أيها الشعب السعودي العظيم أن تقوم ساعتك قبل أن يرتدّ اليك طرفك أو تقوم من مقامك؟!

هل تريد أن يسرع بك غضب الرب الى الهاوية بعد أن تخرب الأرض ومن عليها؟!

إذن: انطمّ، وتناول شيئاً من التبن الموجود في حظيرة مجاورة أو سوق الغنم، وأغمض عينيك، واحلم بالجنّة، وادعو لولاة الأمر بالخير، فهم سيتقدمونك باتجاهها حتماً!

الصفحة السابقة