اليوم الوطني في عيون الصحافة المحليّة


الوطن.. مظلوم!

احتفلت المملكة يوم الأحد الماضي (بعد حرمان طويل) بذكرى اليوم الوطني، وتمتع الموظفون بإجازة خاصة، شاركهم فيها بعض موظفي القطاع الخاص وعمل خلاله البعض الآخر. وسواء الذين تمتعوا بإجازتهم أو الذين باشروا أعمالهم لأي أسباب كانت، فإن الجميع لم يحسوا ـ بدرجة كافية ـ بأن هذه الإجازة قد سنّت بهدف أن يحس الإنسان فينا بهذا الوطن العظيم وأن يعبر عن ذلك بأشكال مختلفة من التفاعل لكن ما حدث هو أننا جميعاً أخلدنا إلى الراحة والنوم لنتأهب في اليوم التالي لممارسة حياتنا العادية ولا شيء أكثر.

هذه المشاعر 'الباردةب حد 'التثلجب نحو الوطن لا يكفي لتحريكها أن يمنح الناس إجازة أو أن تنظم وزارة التربية والتعليم ندوات أو زيارات يقوم بها بعض الطلاب لأمراء المناطق فحسب. أو تعبر عنها بعض أمانات المدن بمظاهر 'باهتةب و 'سقيمةب و 'مقتولةب... أو تعلن شركة الاتصالات السعودية عن مجانية المكالمات الهاتفية في هذا اليوم. وإنما يجب أن تشهد حياتنا 'صعقة كهربائية شديدةب تهز أبداننا... وتوقظ عقولنا... وتغذي مشاعرنا بالإيمان بحق الوطن في اعتلاء مكانته الطبيعية في وجدان الإنسان، وفي أنظمة الدولة، وخططها وبرامجها.

من يرفضون ـ في مدارسنا وسواها ـ القيام لتحية العلم، وترديد النشيد الوطني، أو يستبدلون فترة النشاط الطلابي المبكرة بنشاطات أخرى أو يشغلون الطلاب والطالبات بأمور تصرفهم عن المشاركة في تحية الصباح، تحت أي مبرر، جديرون بالفصل والإزاحة والإبعاد عن العملية التعليمية لأنهم فوق أنهم يقاطعون واجباً، فإنهم يحرضون أبناءنا وبناتنا على التمرد على أنظمة وقرارات سنتها الدولة تتحقق من خلالها مصلحة وطنية عليا. لقد كان الأمير خالد الفيصل صادقاً وصريحاً كعادته عندما تحدث إلى قادة العمل التربوي الذين اجتمعوا في جدة بحضور وزير التربية والتعليم يوم الثلاثاء 22/8/1428هـ فقال 'إن من معلمينا من يأخذ الطلاب وقت طابور الصباح إلى المسجد في حصة القرآن الكريم حتى لا يقوموا بتحية العلمب.

هاشم عبده هاشم

الوطن 29/9/2007

* * *


وطن، وإرث، وتجليات، وأسئلة

إنني في حالة إحباط من الاتكالية، والعجز، والهروب من كل ما تمليه علينا المواطنة، والإنتماء، والهوية، فلا نفعل إلا الممارسات التي تعطي المؤشرات بأننا شعب يبتعد عن السلوك الحضاري مسافات واسعة، وان المهم لبعضنا، أن نأخذ النصيب الأوفر والأكبر من قطعة الجاتوه. ونلهث كالكلاب المتدلية ألسنتها بشكل فاضح وبشع، وكأنما الوطن وليمة. أما الصورة البشعة عن التطرف، والإرهاب، والإقصاء فهذا حديث يطول!

راشد فهد الراشد

الرياض ـ 23/9/07

* * *


إحتفالية خارج النطاق

حين ينتصر المنتخب نبقى في منازلنا؟ وحين ينتصر الهلال نبقى في منازلنا. والآن نبقى في منازلنا بمناسبة يوم الوطن؟ كانت الرياض يوم الأحد خضراء وأيضاً مدينة يريد بعضها الاحتفال والفرح وبعضها يصر على المنع والضبط؟ الجميع دون استثناء من حقهم التعايش مع فرح الوحدة الوطنية دون ابتذال أو مخاطر كما حصل العام الماضي والحالي حيث تحولت الطرقات إلى تهريج ممل جعل بعضنا لا يخرج من المنزل رغم الحاجة أحياناً لذلك خاصة بعض الطرقات الرئيسية في منطقة شمال الرياض. (ما جرى) ليس احتفالية وطنية بل هو ممارسات نفسية تعبر عن حالة كبت يريد الشباب ذكوراً وإناثاً تجاوزها في أي موقف يرون أنه مناسب.

د. هيا عبد العزيز المنيع

الرياض 26/9/07

* * *


ما هكذا نكرم الوطن

الذي حدث مساء اليوم الوطني في شوارع الرياض، وتحديداً في مضمار المشي، وممر الزهور، وطريق الملك عبدالله، لا يعكس التعبير الصحيح عن حب الوطن، بل إن بعض الممارسات التي شاهدتها طوال تلك الليلة في تلك الشوارع يتنافى قولا وعملا مع حب الوطن، فقد شاهدت بعضاً من الشباب وصغار السن يستغلون خلو ممر الزهور من رجال الأمن ومن أي فرد له صلاحية الردع وحماية الممتلكات والأشخاص، ويقومون على مرآى من الجميع بالصعود على سيارة العمالة التي تتولى تركيب أضواء الاحتفال على النخيل ويستولون على عدد من (الكراتين) التي تحتوي مئات الأمتار من الأنابيب المضيئة (باهظة الثمن) ويفتحونها ويخرجون محتوياتها ويسحبونها على طول الطريق في عمل أقل ما يقال عنه إنه تنكر للوطن في يومه المجيد. طرق رئيسة توقفت تماما لأن مجموعة من الشباب يعتقدون ان الوقوف في وسط الطريق والنزول من السيارة والرقص على أنغام الموسيقى الصاخبة هو قمة الوطنية!!، وأن غلق الطريق العام وحرمان مئات العائلات والأفراد من قضاء حاجاتهم هو حق يبيحه لهم ما يعتقدون أنه تعبير عن حب الوطن!

محمد سليمان الأحيدب

الرياض 26/9/07

* * *


وطنٌ يستحق أن نعتز به

أطالب المسؤولين في الدولة بمخافة الله والأمانة في العمل والإخلاص له فالفساد المالي والإداري أصبح سمة الإدارة في بلادنا. أما الدعاة فأدعوهم إلى أن يتقوا الله في أبنائنا الطلبة والابتعاد عن الغلو الذي أدى ببعض أبنائنا إلى الإرهاب. أما تمنياتي من قيادتنا الرشيدة فهي ضرورة وضع خطة وطنية لمكافحة الفقر ومساعدة الفقراء بتوفير المدن السكنية الشعبية التي أعلن عنها ولم يبدأ التنفيذ فيها وبفتح فرص عمل لأبنائهم في إدارة وتشغيل هذه المدن. لن تساهم الحملات الإعلامية والإعلانية ولن يساهم يوم الإجازة في هذا اليوم في غرس حب الوطن في نفوس الشعوب ما لم تحصل تلك الشعوب على حقوقها كاملة وأهم هذه الحقوق حقها في العيش بكرامة وحرية وحقها في السكن والتعليم والعلاج والعمل . وحقها في محاربة الفساد والغلاء والاحتكار وإذا استطعنا أن نحقق لشعوبنا هذه المتطلبات فإن حب الوطن سيغرس في قلوبها وسيسير في دمائها وسيدافع أبناؤها عن وطنهم بدمائهم.

عبدالله صادق دحلان

الوطن 23/9/07

* * *


في اليوم الوطني كنتُ خائفاً

في البدء كنت أعتقد أن وجود رجال المرور الأمني بهذه الكثافة العددية ودوريات المرور قد يفسد احتفالات اليوم الوطني لكن ما حدث غيّر من وجهة نظري لأن الشباب (هداهم الله) حولوا الاحتفال باليوم الوطني في حي صلاح الدين إلى حالة فوضى وسعوا إلى إخافة من جاء للاحتفال أو للتعبير عن حبه لوطنه... فقد اخذوا في التحرك بشكل جماعات وأوقفوا السيارات على طريق الملك عبدالله، وحاولوا التعرض للعائلات والنساء المتواجدات في (الممشى) والأرصفة وأغلقوا الممرات الجانبية حتى تحول الموقع إلى فزع وخوف.

د. عبد العزيز جار الله

الرياض 26/9/07

* * *


الوطن ليس صورة 4×6

أبرز ما يلفت نظري منذ سنوات، وفي هذا اليوم بالذات، هو تصريحات المسؤولين وصورهم التي تمتلئ بها الصحف.. دونكم إياها اليوم.. استعرضوها.. صحيفة صحيفة.. صفحة صفحة.. ستدهشكم كثرتهم.. سيدهشكم أكثر: كثرة المسؤولين لدينا.. حتى يخيّل لي أحياناً أن 90%من الشعب هم مسؤولون.. واللافت أنهم يظهرون كلهم بأحلى حلّة للحديث عن اليوم الوطني، واللافت أكثر وأكثر أنه ليس ثمة تصريح أو كلمة دون صورة ملونة 4×6 !ينقل لي بعض الزملاء في أكثر من صحيفة، حرص أغلب هؤلاء المسؤولين على الصورة أكثر من حرصهم على التصريح.. بل إن بعضهم لا يعطي المحرر أي تصريح.. خذ الصورة والباقي عليك.. إنت عارف مشاعرنا!!

صالح الشيحي

الوطن 23/9/07

* * *


بين الشعر وضرورة الحياة

كلما مرت مناسبة اليوم الوطني المجيد انشغلنا باحتفالية الفرح، واستدعينا الشعر حول هذه المناسبة العظيمة، وانتشينا، وركضنا لساحة (العرضة) في نشوة المنتصر، وغاب في النشوة التركيز على درس التحليل التاريخي للمفاصل الأساسية في مسيرة الوطن. لقد قصرنا في شرح فكرة الوطن، ووحدة الأرض، ووحدة الشعب، ووحدة المصير. لذلك خلت مدارسنا من كتب الحب الأول حب الوطن، وخلت من ترسيخ هذا الفكر بشكل نظري يسند التصور العملي غير ما يجتهد به قلة من المدرسين المخلصين بهذا الخصوص، وما يقوم به الإعلام على قلته.

محمد العثيم

الوطن 23/9/07

* * *


الولاء والبراء.. من أجل الوطن!

اليوم نحتفل بيومنا الوطني، برغم محاولة اختطاف وطنيتنا، وغضب البعض على العناية بالوطن، وجعل حب الوطن قسيماً للبعد عن الديانة عند بعض الفئات، ومنازعة بعضهم وطننا بالسلاح، بحثاً عن نشر التطرف، وسيادة الغلو، ونشر الكراهية، وإفشاء القتل. سنبقى محبين لبلادنا، برغم شطط بعض من يعتقدون أن حب الوطن نوعٌ من أنواع الشرك، وسنقول لهم إننا نراه توحيداً. وسنبقى محبين لوطننا، برغم محاولات البعض إقناعنا بأن حب وطننا يتنافى مع أممية ديننا.

تركي الدخيل

الوطن ـ 23/9/07

* * *


الوطن في يومه المجيد

على المتكلمين الذين صمّوا الآذان بكثرة الكلام، أن يستوعبوا أنّ الوطنية (عمل لا كلام)، ولا بدّ لهم إن كانوا صادقين في وطنيتهم، أن يجسِّدوا حب الوطن والولاء له بالعمل المخلص المتقن البنّاء المعطاء النزيه الأمين، وأجزم أنّ مجيدي الكلام لا يحسنون هذا، ولأنّهم لا قدرة لديهم على العمل والإنجاز والتضحية لجأوا إلى الكلام المنمّق المعسول، والشعارات الفارغة من أي مضمون سوى لفت الأنظار والانتباه إلى الأشخاص أنفسهم لا إلى أفعالهم وأعمالهم، وليتهم اكتفوا بهذا، بل بلغ بهم الظلم والعدوان، أن أوغروا الصدور على كلِّ من لا يسير في ركبهم، فشككوا في وطنيته وولائه، لأنّه لم يرفع شعاراً، ولم يردِّد نشيداً، هكذا الوطنية عندهم، مجرّد شعارات ومظاهر لا مضمون فيها ولا روح.

عبد الله المعيلي

الجزيرة 23/9/07

* * *


نفرح.. لنستنهض الرّوح الوطنية

يأتي اليوم الوطني من جديد، بعد سنوات غربة مقيتة، بفعل فاعل. هذا الفاعل الذي عبث بالمشهد الاجتماعي والثقافي لسنوات خلت، فجعل من الوطنية وثنية، ومن يوم الوطن بدعة، وهو في الحقيقة أراد تغييب المشروع الوطني، القائم على الوحدة والتلاحم، والنهضة والتنمية، لصالح مشروع آخر عدائي، يدعو إلى أممية وهمية، وخلافة مزعومة.

حمّاد بن حامد السالمي

الجزيرة 23/9/07

* * *


أعضاء بروح واحدة

نسترجع اليوم ذكرى اليوم الوطني.. وهو استرجاع تاريخي لتوحيد بنى اجتماعية مختلفة الثقافات، في اطار سياسي سعى منذ البدء لتحقيق الانصهار بين مختلف الاعراق والانساب والمذاهب متخذا من الانصهار الوطني أساسا لارساء الوحدة الوطنية القائمة على مبدأ المواطنة، ولم يكن هذا الهدف معلنا بل مضمرا، لأن المجتمع لم يكن مستهدفا من قبل قوى مختلفة الاغراض والنوايا الا أن ثمة من يدندنون على قضايا في غاية الخطورة تستهدف نكث مفهوم الانصهار وتحويل المجتمع الى بؤر توترات، مستغلين في ذلك جهل الكثيرين في ما يمكن أن تخلقه الفوضى، وعدم الاستقرار من خلال خلق الفرقة بين أفراد المجتمع وما يدندنون عليه من احياء روح العصبيات أو اظهار الفوارق المذهبية، الا ان ما تتحدث عنه بعض مواقع النت تعطي اشارة واضحة أن ثمة قوى خبيثة تلعب بالافتراءات لخلخلة المجتمع السعودي وتغذية الفوارق بهدف الفتنة.. وتحويلنا الى مجتمع متنافر.. ويأتي التحذير لكوننا نشهد ما يحدث في دول مجاورة أو بعيدة من أن تحريك مثل هذه القضايا إنما يستهدف في البدء حياتنا نحن العامة. المتصفح لمنتديات النت سيصيبه الفزع من ذلك التأليب الواضح على مذهب بعينه أو قبيلة بعينها أو استغلال ظروف اقتصادية صعبة تمر ببعض الفئات بينما لا يتذكر هؤلاء المحرضون والمنقادون أن كل شبر في هذا العالم به هذه الاختلافات ومع ذلك فوحدة الوطن مقدمة على أي اختلاف.

عبده خال

عكاظ 23/9/07

الصفحة السابقة