عريضة المطالبة بحق المرأة في قيادة السيارة

بسم الله الرحمن الرحيم

خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسعدنا تهنئتكم والشعب السعودي الكريم بمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية التي أرسى دعائم وحدتها ومسارات تقدمها والدنا الراحل الكبير جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله.

يا خادم الحرمين الشريفين:

نستذكر نحن ـ النساء والرجال ـ الموقعات والموقعين على هذا الخطاب ما أكدتم عليه في كثير من المناسبات (من أن مسألة قيادة المرأة للسيارة مسألة اجتماعية، وليست دينية).

وفي هذا الإطار، فإننا نرى أن الدين الإسلامي الحنيف بريء من التضييق على المرأة في مجال قيادتها للسيارة، لأن المركبة الحديثة ليست سوى شكل متطور لأشكال المركوب القديم من الدواب الذي لم يحرمه الدين ولا العرف الاجتماعي، كما نعلم مثلكم أن المرأة في الصحراء أو في القرى والهجر النائية تقود مركبتها الحديثة رغم توفر عادات النخوة والفزعة في محيطها الاجتماعي، مثلما تقود المرأة سيارتها في بعض المجمعات السكنية الكبيرة، رغم ما يتوفر للمرأة داخل هذه المجمعات من وسائل نقل عامة مكثفة ومبرمجة تفي باحتياجاتها.

أما المدن فإنها تفتقر إلى كل تلك المعطيات مما يضطر العائلة إما لاستئجار سيارات الأجرة بشكل يومي مما يستنزف دخلها بشكل كبير، أو اضطرارها إلى وجود سائق غريب يقاسمها دخلها وبيتها وخصوصياتها، مختلياً بأطفالها، ومراهقاتها، وقد حملت الأخبار الاجتماعية ووسائل الإعلام تجارب مأساوية تستدعي التحذير من مخاطر وجود السائق الأجنبي في المنازل.

يا خادم الحرمين الشريفين:

إننا وبمناسبة اليوم الوطني لهذا العام 1428 هـ نرى أنه قد حان الأوان، لتمكين المرأة من حقها الطبيعي في قيادة سيارتها، ذلك الحق الذي تعطّل لأسباب إجتماعية صرفة، لا مبرر لها، ونعتقد أن ما وصل إليه المجتمع من رقي في الوعي، وما بلغته المرأة من مستويات عالية في التعليم والعمل، يجعلنا أكثر ثقة في القول بأن السماح بقيادة المرأة للسيارة أصبحت من ضرورات المرحلة، وذلك وفق تشريعات وقوانين وضوابط لهذه المسألة يتم تحديدها من قبل الجهات المسئولة مثل مجلس الشورى والجهات الحكومية ذات الصلة.

خادم الحرمين الشريفين

وإذ نزهو بالاحتفال معكم ومع الشعب السعودي بهذا اليوم التاريخي المجيد، فإن الأمل يحدونا وأنتم تقودون مسيرة الإصلاح والتطوير المستمرة في بلادنا، لكي يكون تشريع حق قيادة المرأة للسيارة أحد مشاريعكم التي تهدونها بهذه المناسبة إلى نساء الوطن، الشريكات في المسيرة التي تمضون على طريقها المباركة.

حفظكم الله ورعاكم، وسدد على طريق الخير خطاكم، لرفعة هذا الوطن وشعبه، رجالاً ونساء .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لجنة حملة المطالبة بحق المرأة في قيادة السيارة

وجيهه الحويدر

هيفاء أسره

ابتهال مبارك

فوزيه العيوني

11/9/1428 هـ

الموافق 23/9/2007 م

الصفحة السابقة