أنت في السعودية

إذا ارتعب ركاب الطائرة، وراحوا يفتشون جيوبهم، ويمزّقون أوراقهم، وعلت وجوههم الكآبة والقلق، فاعلم أنهم قد دخلوا الأجواء السعودية.

وإذا رأيت لابسي العقال يتوجهون الى كاونتر (مواطني مجلس التعاون الخليجي) فاحمد ربّك، فأنتَ لستَ سعودياً.

وإذا ما تمّ تفتيشك عند الجمارك بطريقة فظّة وغير لائقة، فاعلم أنّهم يحترمونك ويقدرونك، واعتقدوا أنك سعودياً، لم يلبس الزيّ الرسمي.

وحين تسمع (ذكر كلمة الله والقرآن والإسلام والفضيلة والأمانة) ولا ترى لها مصاديق على أرض الواقع، فاعلم أنك في السعودية، وبين سعوديين، جعلت الوهابية بعضهم يكروهن (الإسلام)!

وإذا رأيت عبوساً وتجهّماً يلفّ الأجواء والناس، وتأكدت بأن الإبتسامة خطيئة عند القوم، فاعلم أنّك في قلب السعودية.

وإذا رأيت نصف الشعب فقيراً في أغنى دولة شرق أوسطية على الأقل، فتأكّد أنك ما برحت ديار التوحيد السعودية.

وإذا سمعت عن شخص اشترى منزلاً على الكورنيش، وصحا صباحاً فوجد المنزل قد ابتعد كيلو مترات عن البحر، فاعلم أنه يتحدث عن السعودية.

وحين تمشي مع زوجتك في السوق، فلا ترى إلا العصا تتلوى على ظهرك، وتُقاد الى أقرب مخفر، فتأكد أنك بأيدٍ سعودية أمينة.

وإذا رأيت أُناساً يطيلون اللحى ويلبسون الى ما تحت الركبة، فيفرّ الناس منهم فرار الصحيح من المجذوم، فأنت في السعودية.

وإذا سمعت عن أن الصحارى انتهبت، فأنت مقيم في السعودية.

وإذا ضحك المذيع في شاشة التلفزيون، فهو بالقطع ليس سعودياً.

وإذا وجد رجل أعمال أميراً يشاركه أملاكه وشركاته دون أن يدفع قرشاً، فهو وأنت معه في السعودية.

وإذا لم تسمع بأن مئات الآلاف من براميل النفط تباع لحساب هذا أو ذاك، فأنت لم تسمع عن فسادٍ في السعودية.

وإذا رأيت المواطن يمتدح جلاّده ويبرّر له، ويدعو له بالبطانة الصالحة!، في حين أن بطن الجلاد مملوءة بالحرام وأكل السحت وبيت المال، فأنت في المهلكة السعودية.

وحين تجد ثلاثة أرباع موظفي الدولة لا يعملون ويستلمون رواتب، فهم سعوديون، وأنت لستَ سعودياً.

وإذا قيل لك (تعال بكرة) (انشاء الله بكرة) فلا تأت إلا بعد شهرين، لأنّ هذا هو معناها في السعودية.

وإذا لم تسمع عن أحد حوكم بتهمة الفساد في التاريخ، لأن الجميع يتمتعون بالأمانة والإخلاص، فأنت في السعودية.

وإذا رأيت حكماً يعيش خارج التاريخ، خارج الخدمة، ويعتقد أنه نقل البلاد والعباد الى القرن الخامس والعشرين، فإنه بالقطع نظام الحكم في السعودية.

وإذا لم تصدّق أنك في السعودية بعد، فاسمع أغنية: ارفع راسك أنت سعودي/ غيرك ينقص، وأنت تزودي...

وحينها أبلغ أي سعودي تقابله بأن عليه أن يخجل من نفسه بأن يكون مواطناً تحت مسمّى (سعودي) وخاضعاً لنظام (سعودي).

الصفحة السابقة