المال، والسلطة، والدين

الوهابية بين التكفير والغنيمة

يحي مفتي

غالباً ما كانت التجارب البشرية تئن تحت وطأة ثالوث المال والسلطة/الحكومة والدين، فإذا ما نجحت هذه العناصر في تشكيل تحالف موحّد على قاعدة مصلحة متبادلة، بما تمليه من تقاسم مهمات مشتركة لضمان استمرار التحالف، فإننا حينئذ أمام ظاهرة شديدة الخطورة في تداعياتها على المجتمعات التي يتمسرح في فضائها الثالوث نفسه، ويوظّف كل مفاعيله الإجتماعية والسياسية والثقافية.

وقد مثّلت الظاهرة الوهابية التي برزت في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي نموذجاَ فريداً للعلاقة المركبّة بين الديني والسياسي بخلفياتها الإثنولوجية/القبلية، والمحفّزات العقدية والاقتصادية. ومنشأ الفرادة لا يعود الى أصل العلاقة بين الديني والسياسي، فقد شهد التاريخ البشري أنواعاً متعاقبة من تلك العلاقة، ولكن يعود الى الظروف التي نشأت فيها، والآليات التي جرى استخدامها في تعزيز العلاقة وتحقيق أهداف، لم يكن بغير تلك المصاهرة بينهما تحقيق أي من طموحاتها.

بات معلوماً الآن، أن ظاهرة السلفية الجهادية التي عبّرت عن نفسها بصورة راديكالية منذ الحادي عشر من سبتمبر 2001، شكّلت الوارث الشرعي والأصيل لمشروع الوهابية منذ بداية نشأتها. فقد حافظت السلفية الجهادية على نقاوة وفورانية المحرّضات العقدية لمشاريع الغزو، مستعينة بمكوّنات الخطاب السلفي الجهادي الذي صاغه الآباء الأوائل للوهابية.

لم تسلك الوهابية سبيلاً هادئاً في استعلان نفسها إجتماعياً وسياسياً، فقد اختارت الوعورة في أفكارها وآلياتها كدالة على وجودها، فأخذت شكلاً اعتراضياً من خلال التمرّد على الواقع الاجتماعي السائد، وعبّرت عن ذلك بطريقة الارتطام العنيف بنظام القيم، والتقاليد، والأعراف الجارية. واختارت أقصى ما يمكن للصراع الاجتماعي أن ينجبه من أشكال عنفية، بتصنيف المجتمع في خانة الكفر، فيما استأثرت الصفوة الوهابية الناشئة بالحقيقة الدينية، التي قدّمت المسوّغ العقدي لهجومات مفتوحة على المجتمع لناحية احتوائه طوعاً وكرهاً داخل مشروعها الدعوي.

في تصوير عقدي تقدّمه الوهابية عن حال المسلمين في بداية برزوها، جاء في مقدمة كتاب (تاريخ نجد) المعروف بإسم (روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام) للشيخ حسين بن غنام، المعاصر للشيخ ابن عبد الوهاب ما نصه: (كان أكثر المسلمين ـ في مطلع القرن الثاني عشر الهجري ـ قد ارتكسوا في الشرك، وارتدّوا إلى الجاهلية، وانطفأ في نفوسهم نور الهدى، لغلبة الجهل عليهم، واستعلاء ذوي الأهواء والضلال، فنبذوا كتاب الله تعالى وراء ظهورهم، واتّبعوا ما وجدوا عليه آباءهم من الضلالة، وقد ظنوا أن آباءهم أدرى بالحق، وأعلم بطريق الصواب..وظلّوا يعكفون على أوثانهم تلك..وأحدثوا من الكفر والفجور، والشرك بعبادة أهل القبور.. ولقد انتشر هذا الضلال حتى عمّ ديار المسلمين كافة)(1).

هذه الرؤية الكونية العقدية فجّرت جدالاً واسعاً داخل الإقليم الذي نشأت فيه الوهابية، وشملت لاحقاً أرجاء مختلفة من العالم الإسلامي. فبعد سيطرة الوهابية على مناطق شاسعة من الجزيرة العربية، برزت إشكالية عويصة تتصّل بالمسوّغ العقدي لمشروعها السياسي. فكان السؤال الكبير في أوساط بعض سكان نجد: كيف نقبل وصف أهل البلاد بالجهل والشركيات قبل ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب وفيهم العلماء؟ وقالوا: بأن ابن عبد الوهاب: متسرّع في التكفير.

وبإزاء المواقف العقدية البترية، جرت محاولات للخروج من مأزق السؤال بإجابة مواربة، تشي بحدّة الضغوطات وردود الفعل الغاضبة سواء في نجد أو خارجها. ويقدّم أبو عبد الرحمن ابن عقيل تفسيراً مخفّفاً وفي الوقت نفسه مخاتلاً بما نصه: أن القوم قبل الشيخ في جاهلية، وإن لم تكن جاهلية الكفر المحض قبل الإسلام، ولكنها جاهلية الشرك باجتهاد خاطىء من علماء ورثوا كل ما في الدولة العثمانية من بدعة وقبورية وإخلال بصفاء السلفية، وجاهلية سلب ونهب تذهب هدراً بلا رسالة شريفة، وجاهلة أمة لا يحكم فيها بشرع الله إلزاماً..والعلماء الموجودون ـ مع وشب في العقيدة، وتحقيق في مسائل الفقه الفرعية ـ لا حول لهم ولا طول..)، وبرر ابو عبد الرحمن شيوع لغة التكفير الى جهل بعض العلماء والمؤرخين المرتبطين بالدعوة الوهابية، كما توضح رسالة عتب بعث بها الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ الى الشيخ حمد بن عتيق، وكذلك غلو بعض المؤرخين مثل ابن غنّام (غير المتمكّن في الشريعة والعقيدة من الإنصاف)، فعبّر هؤلاء (عن الحروب الأهلية بأنها حرب بين مسلمين وخوارج..وتارة يقول غزا المسلمون أو الموحّدون كذا..وفي هذا إيماء بأن الغزو ليس كذلك..فالسلبية في فهم وتعبير هؤلاء الأنصاف..) وأراد بذلك تبرئة ابن عبد الوهاب من تهمة التكفير (أما الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب والمحققون من أبنائه وحفدته وتلاميذه فيكفّرون ويفسقون ويبدّعون تبع النص الشرعي الصحيح الصريح، ولا يجرون ذلك على معيّن إلا ببينة..)(2).

ولكن نجد الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالته الى أهل الرياض ومنفوحة ما يفصح عن خلاف ذلك، حيث تهجّم على الأموات وخاصة العلماء في نجد، حين اتهمهم بعدم تحقيق التوحيد ومعرفة دين الإسلام:(..فمن زعم من علماء العارض أنه عرف معنى لا إله إلا الله أو عرف معنى الإسلام قبل هذا الوقت أو زعم عن مشايخه أن أحداً عرف ذلك فقد كذب وافترى ولبس على الناس ومدح نفسه بما ليس فيه)(3). وبالرغم من أن اعتراض ابن عبد الوهاب يحوم ظاهراً في المجال التيولوجي، إلا أن مساجلاته مع علماء نجد وخارجها تفشي حقيقة الموقف العقدي من المجتمع.

ففي رسالة للشيخ سليمان بن محمد بن أحمد بن سحيم (ت 1181هـ)، وكان يتولى التعليم والافتاء في الرياض في عهد أميرها دهام بن دواس، يعترض فيها على الشيخ ابن عبد الوهاب جاء: (ومنها أنه ثبت أنه يقول الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء وتصديق ذلك أنه بعث إلي كتاباً يقول فيه أقرّوا أنكم قبلي جهال ضلال)(4). وكان الشيخ عبد العزيز الرزيني من علماء نجد قد كتب ردّاً على الشيخ محمد بن عبد الوهاب في موضوع الأوقاف، جاء فيها (فلما قرر عند عوامه ما قذف به علماء الإسلام ونفّرهم منهم غاية التنفير حكم عليهم بالفسوق والظلم فاطرحوا قولهم ولم يعنوا بهم، وليتهم اقتصروا على من يعرفون من العلماء، ولكن كفروا من لم يعرفوه، وحكموا عليهم بالكفر من نحو ثمانماية سنة كما صرح به طاغوتهم فيما كتبه بيده ونقله الثقات من كتاباته)(5).

ولعل من أشد عبارات الشيخ ابن عبد الوهاب استفزازاً ما ورد في رسالته الى علماء الدرعية بقوله: (وأنتم ومشائخكم ومشايخهم لم يفهموا ولم يميزوا بين دين محمد ودين عمرو بن لحي الذي وضعه للعرب..)(6)، وبن لحي هو أول من جاء بالإصنام الى مكة من الشام. ونشير هنا الى الاستعمال المتكرر لمثال عمرو بن لحي في الأدبيات السلفية القديمة والحديثة، فكانوا يطعنون على من خالفهم بأنهم يجدّدون سيرته.

وأورد إبن غنام طائفة من رسائل الشيخ ابن عبد الوهاب الى علماء نجد وخارجها تشتمل على أحكام بالتكفير والجاهلية، وتنطوي على تهكّم واضح كقوله عنهم بأنهم لا يعرفون شيئاً من الدين، وأنّهم لم يعرفوا من العلم الذي بعث الله به محمد صلى الله عليه وسلم منه خبراً ولم يقفوا منه على عين ولا أثر، بل وصف أهل شقراء في رسالة له (المعروف منكم أنكم ما تدينون للعناقر(قبيلة نجدية حكمت ثرمداء ومناطق كثيرة في الوشم) وهم على عنفوان القوة في الجاهلية فيوم رزقكم الله دين الاسلام الصرف وكنتم على بصيرة من دينكم وضعف من عدوكم أذعنتوا له)(7).

ونعثر في الأدبيات السلفية القديمة على مواقف مماثلة لسلالة الشيخ المؤسس، فنلحظ بأن ابناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد نسجوا على منواله في استعمال أحكام التكفير، فقال الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في حكم من وجد متاعه المغصوب منه..وقال:(ومن أسلم على شيء في يده قد ملكه في الجاهلية لم ينزع من يده في الإسلام لأن الاسلام يجبّ ما قبله..) وقال في الوصية (الذي أوصى في الجاهلية بأعمال البر فالعادة ندعه على ما أوصى به ولا نتعرضه) وكذا في مسائل الإرث والوقف بل حتى الزواج. ويقول الشيخ حسين بن غنام عن سيرة محمد بن سعود (وكان الأمير محمد بن سعود في جاهلية بحسن السيرة معروفاً...)(8).

وقد أسهب الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رمي خصومه بألوان التهم مثل السفاهة، والإبتداع. بل قد نجده يمنّ على أهالي الدرعية بالاسلام والهداية على يده (فالرجل الذي هداكم الله به ـ في إشارة إلى نفسه ـ لهذا إن كنتم صادقين لو يكون أحب إليكم من أموالكم لم يكن كثيراً)، ومثل ذلك رسالته الى أهل الرياض ومنفوحة (فاتقوا الله عباد الله ولا تكبروا على ربكم ولا نبيكم وأحمدوه سبحانه الذي منّ عليكم ويسّر لكم من يعرفكم بدين نبيكم)(9).

وتلفت عبارات ابن غنّام (وقد غزا المسلمون..ثم سار المسلمين..وقُتِل من المسلمين..وأخذ المسلمون..فدمّر المسلمون..وأشباهها) الى أن ثمة استعادة واثقة وكثيفة الحضور لرؤية عقدية جازمة تلمح الى النزوع القتالي من خلفية أيديولوجية تنزيهية. وقد جاء في رسالة جوابية للشيخ عبد الله المويس الى الشيخ ابن عبد الوهاب جاء فيه (وإنما نبغض ما سميته أنت توحيداً من تلقاء نفسك فيه تكفير المسلمين واستباحة دمائهم وأموالهم بلا برهان عن الله أو عن رسوله إلا طريقة الخوارج..)(10).

ينظر بعض من كتب عن سيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من الأجانب الذين عاصروه بأن خصائصه الذاتية من الحيلة والشجاعة خلقت رؤية ما في أذهان قبيلته، فاستخدمها بمهارة لجعلهم ينظرون إليها كنبي. وقد تكون ضراوة النزعة الرسولية لدى ابن عبد الوهاب تميط عن جزء جوهري من سر نجاح مشروعه الدعوي. فقد جعل أنصاره يعتقدون بأنه منفذ غضب الله، وقد أرسل للقضاء على من يعتبرهم مشركين وضالين(11). وقد أتاح المذهب الجديد فرصة للأمير محمد بن سعود المتعطّش للغزو، كيما يعثر على سبب للقتال، وقد ابتهج لحصوله على مسوّغ جاهز ومحدد، لا ينتمي الى المسوّغات التقليدية أو الأرضية القابلة للتنازع والجدل، فلم يتردد في اعتناق تعاليم الشيخ ابن عبد الوهاب، فصار الأخير يضطلع بمهمة تكفير المجتمعات، فيما يتولى محمد بن سعود القيام بمهمة الجهاد. وسار الخلف من نسل الشيخ والأمير في ذات السبيل، فكان الأمير عبد العزيز بن محمد يبعث بالرسل الى القبائل وشعاره (القرآن في يد والسيف في الأخرى)، فإما الاذعان للمعتقد الجديد أو الموت. فكان المقاتلون التواّقون الى خوض المعارك طمعاً في الغنائم في حال استنفار دائم بانتظار أوامر الغزو، حتى صارت الحرب هدفاً وليس نشر الرسالة، لأن في الحرب حصداً للغنائم، التي يعود المقاتلون محمّلين بها بعد أن انتزعوها من أعدائهم، فكانوا متأهبين لتنفيذ ما يطلبه الأمير منهم، لأن في طاعته مكسباً مادياً عاجلاً.

وكان نموذج الرسائل التي يبعثها أمراء آل سعود منذ الدولة السعودية الأولى يحمل دلالات أيديولوجية واضحة، فالسيف الذي يشهره الأمير يستظل بحزمة مزاعم دينية. من بين تلك الرسائل (من عبد العزيز إلى قبيلة (..) سلام. واجبكم يدعوكم إلى الإيمان بالكتاب الذي أرسل لكم. لا تكونوا وثنيين كالأتراك الذين يشركون بالله. إذا آمنتم نجوتم، وإلا فسنقاتلكم حتى الموت). وفي رسالة الأمير سعود الى سكان المدينة المنورة يقول فيها (إني أبتغي أن تكونوا مسلمين حقيقيين، آمنوا بالله تسلموا وإلا فإني سأقاتلكم حتى الموت)(12).

وهنا يتقمّص الأمير سعود دوراً رسولياً، بل يتجاوزه الى انتحال صفة الوصي على معتقدات الناس، بل عارض هجوم علي بيك الكتخدا بأمر من والي بغداد على الأحساء والبحرين، ليس على قاعدة تجريم أصل الهجوم، ولكن لأن الأحساء، على الأقل، قد خضعت للإسلام الوهابي بحد السيف، ما يحبط مبرر الحرب عليها. وننقل هنا ما جاء في كتاب (مطالع السعود بأخبار الوالي داود) لمؤلفه الشيخ عثمان بن محمد بن أحمد بن سند البصري (ت1250):

أنه في سنة 1213هـ غزا علي بيك الكتخدا بأمر الوزير سليمان باشا والي بغداد الحسا من البحرين بعدما تولاّها عبد العزيز بن سعود وبنى فيها القلاع المحكمة، وسام أهلها الخسف وخبّرهم على اعتقاداته الفاسدة..فسار العسكر إلى أن نزلوا في المبرز وحاصروا قلاع إبن سعود، ولم يقابل أحداً من عسكر الكتخدا ولا من العرب سوى عقيل فأطاع غالب أهل الحسا من غير قتال. ولكن نصحاء الكتخدا خانوه وأوهموه أوهاماً فاسدة حتى إنه فرّ هارباً راجعاً الى العراق، وذلك لأن الباشا صرف أموالاً على العرضي، والكتخدا أسلم أموره لبعض الخون فخانوه في الصرف وأكلوا أكثر الأموال، وصرفوا القليل، فلهذا عمدوه على الهرب لكي يتم ملعوبيهم، فلما أخذ في الفرار هو وعسكره وسائر أعراب العراق تبعه ابن سعود بعسكره ولحقه في محل يقال له ثاج وأنزل إبن سعود في الحنا (هكذا)، فبينما الفريقان يتحاربان، إذ لانت شكيمة رؤساء العساكر للصلح، وصاروا يبكون للكتخدا ويفهّمونه قوة ابن سعود، والحال أن الأمر على خلاف ذلك، وإنما من أبطر الخيانة تيقّن أن عساكر ابن سعود لا زاد معهم، وأن مآلهم أن يهربوا، فما أراد الفشيلة على صديقه وابن عمه في الباطن، بل حسّن للكتخدا أن الصلح أوفق والكتخدا غلام غرء سلّم أموره لأعدائه وهو لا يشعر، وقتل قبل ذلك خالد بن ثامر أخو حمود، فلم يؤخذ ثأره، ثم ورد كتاب على الكتخدا من سعود يقول فيه: من سعود ابن عبد العزيز إلى علي..أما بعد: فما عرفنا سبب مجيئكم إلى الحسا، مع أن الحسا روافض، ونحن جعلناهم بالسيف مسلمين، وهي قرية ليست بداخلة في حكمكم، والذي يحصل منها قليل بالنسبة إلى تعبكم، ولو أن جميع أهل الحسا وما يليها يدفعون إليكم كل ما يملكونه من دراهم وغيرها لما يعادل مصاريفكم في هذه السفرة فقط، وما كان بيننا وبينكم من المضاغنة إلا ثويني، وقد لقي جزاءه، فالآن مأمولنا المصالحة وهي خير لنا ولكم سيد الأحكام)(13).

فلما اطلع الكتخدا على رسالة ابن سعود قبل الصلح، ولكن على شروط منها ألا يقرب الحسا بعد الآن، وأن يرجع الأطواب الذي أخذها من ثويني، وأن يسدد جميع ما صرفه الكتخدا في سفرته، والرابع أن لا يتعرض للحجاج الذي يأتون اليه من طرف العراق، ولا لأبناء السبيل، وأن يكف عن غزو العراق. فأحال عبد العزيز الشروط الى والده، باستثناء عدم التعرض للحجاج فقبل بذلك ظاهراً، ولكن نكث بكل وعوده يقول البصري: (ولما تم الصلح رجع الكتخدا الى بغداد ولم يف سعود بواحد من الشروط بل طغى وبغى وزاد في نشر بدعته وقتال المسلمين عليها) (14).

وفي سنة 1216 غزا عبد العزيز بن سعود العراق، وأناخ على كربلاء وأذاقهم كأس البلاء، فقتل أكثرهم، ونهب البلد، ويعلّق البصري بما نصه (حتى يقال أنه ما غنم ابن سعود في مدة ملكه بعد خزائن المدينة المنورة أكثر من غنائم كربلاء من الجواهر والحلي والنقد، ثم قفل إلى نجد متبجّحاً بما فعله من سفك دماء، لا إله إلا الله، وإن كانوا روافض)(15).

وفي سنة 1223 هـ أمر السلطان العثماني محمود والي مصر محمد علي باشا أن يجهز جيشاً لإزالة الوهابية بقيادة فيصل بن سعود بعد ما استولى على الحرمين ونهب جميع مافي الحجرة النبوية من الذخائر والجواهر ومنعه حجاج مصر والشام على أنهم مشركون فلا يقرب المسجد الحرام بعد عامهم هذا(16).

يثير جنوح القوات الوهابية الغازية نحو الحصول على الغنائم سؤالاً جديّاً حول العلاقة بين الرسالة الدينية المزعومة والهوس المنفلت بالغنيمة. هذا السؤال تذكي أواره كثرة النصوص التاريخية التي تتحدث عن قصص السلب والنهب بطريقة تتجاوز المقصد الديني. فلو كانوا دعاة، بحسب الرؤية الايمانية، لآثروا العاطفة الانسانية والتسامح مع سكّان المناطق الخاضعة تحت سلطانهم. على الخلاف من ذلك، فإن كمية الغنائم، وطرق الحصول عليها تبعث شكوكاً في الأهداف المعلنة للغزات السعودية ـ الوهابية.

في رسالة لبعض علماء المسلمين من أهل الرياض حول قسمة الغنائم، وهي تؤسس لشرعية حروب آل سعود على المناطق الأخرى، وتقدّم المسوّغ الفقهي والشرعي لعمليات مصادرة مملتلكات الآخرين، بل اشتملت الرسالة على حوافز للجند والمقاتلين وماينتظرهم من غنائم (العدو) الذي ليس هو غير المسلمين، لأن حروب آل سعود كانت معهم ولم يحاربوا غازياً قط.

يشرح لويس دوكورانسي غريزة الغزو لدى الوهابية بالقول (وقد رأينا أن حملاتهم العسكرية لم تكن سوى هجوم مفاجىء، ينجح إذ كان غير متوقع، وتكون غايتهم السلب أكثر من القتال. وهكذا كان غزو الامام الحسين واحتلال الطائف ومكة)(17). وفي مكان آخر يقول أن المبادىء الدينية التي رفعها الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأسر بها الجماهير، وجعل بها صوته مسموعاً، وبها أيضاً كان عبد العزيز يوسع يومياً حدود دولته، حتى أخضع بالنهاية الجزيرة العربية بكاملها، تبيّن بعد تحقيق الهدف (قلّت الحاجة إلى التقيّد بهذه المبادىء، بل صار من الصعب التقيّد بها)(18). فقد تحرر سعود من المبادىء الدينية التي استعملها الشيخ ابن عبد الوهاب لاستقطاب الأنصار، وعاش، شأن أي حاكم زمني، حياة البذخ. وزاد على ذلك، بأن قام بعمليات تهجير قسري لقاطني الحرمين، وطرد جميع العثمانيين من دون تمييز، بموجب قرار أصدره في إبريل سنة 1807، وكان من بينهم النساء والمسنين، ولم يبقِ سوى على المخلصين للعقيدة الوهابية.

وقد عرف عن الوهابيين تكفيرهم للمسلمين الآخرين، يقول البصري في (مطالع السعود) (هؤلاء الوهابيون تغالوا في إظهار النصح للإسلام، حتى خرجوا عن الحد، وأظهروا للناس بعض زخارف لا تروّج إلاّ على العوام، وصاروا يكفّرون ماعداهم من المسلمين، حتى إن بعضهم ألّف كتاباً، وذكر فيه أن الإمام السبكي مشرك، وهم يسمّون أنفسهم بالسلف، ويزعمون أن لهم قدرة على أخذ الأحكام من الأحاديث النبوية، مع إني رأيت أعلمهم يقرأ الحديث، ويقول: حدثنا الحَرث بن هشام، بفتح الحاء وسكون الراء، ولم يعرف أن نحو الحارث مع (أل) يرسم بدون ألف، ومن جهل مثل هذا، أفهل يجوز له أن يستنبط الأحكام من الأحاديث النبوية، مع أنه لا يعرف اصطلاح علم الحديث، بل ولا الضروريات منه..)(19).

بدا جليّاً أن الدعوة الوهابية المتصاهرة مع مشروع الدولة لا يسيران دونما رؤية أيديولوجية اقتلاعية، ولذلك لم تخفّف الاعتراضات الواسعة من صرامة البيان الدعوي الوهابي. ببساطة، لأن عنصري التكفير والغنيمة هما ما يكفلان ديمومة الدعوة والدولة معاً، إذ لايمكن بعد انهماك النموذجين التركي والايراني في تشكيل صورة الدولة الدينية في تاريخ المشرق الاسلامي، أن يولد نموذج ثالث لدولة دينية متاخمة ومنافسة لهما، دونما عمليات مشاغبة تفضي إلى انفرازها كنموذج (آخر/مختلف). فالغيرية هنا لا تتم من خلال مجرد إشعال فتيل نزعة دوغمائية في الأتباع الجدد، وإنما تتطلب ما هو أقسى من ذلك، إنها دعوة تقوم على التمرّد على المحيط بكامل حمولته، مجتمعاً، وعقائد، ودولاً، وقيماً.

سنجد ذات الصرامة في الخطاب العقدي تحافظ على نسق موحّد منذ ولادته وحتى الآن، لا يغيّر في مضمونه ملامحه المجمّلة، ويرجع السبب في ذلك الى أن الرؤية العقدية للمجتمع مصمّمة لخدمة مشروع سياسي مفتوح. فرغم انهدام الدولتين السعوديتين الاولى والثانية، فإن الأيديولوجية المشرعنة للدولة السعودية بقيت ذاتها. ما يلفت الانتباه أيضاً، أن بنى العلاقة بين الديني والسياسي، والوظائف المرسومة لكل منهما لم تتبدّل، لا على مستوى البنية الدينية والتراتبية الحاكمة عليها، ولا على مستوى البنية السياسية.

أدى انحسار الدور المصري عن الجزيرة العربية، وتراخي القبضة العثمانية فيها بعد أن زهد الباب العالي العثماني في تعزيز مواقف الدولة العثمانية على الشطر الغربي من الخليج، الى تهيئة ظروف مؤاتية لنشوء دولة سعودية على مساحة محدودة، في الفترة ما بين 1824 ـ 1891، تحت قيادة تركي بن عبد الله، قبل أن يقوم حاكم حائل محمد العبد الله الرشيد بإخضاع الرياض والوشم والمجمعة والخرج ووادي الدواسر الى إمارة حائل.

وبرز في حقبة الدولة السعودية الثانية مجموعة من علماء نجد السلفيين، وفي مقدمهم الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ الذي نفي الى مصر بعد سيطرة طوسون باشا على مصر، ثم عاد إلى نجد سنة 1241هـ بعد أن أقام تركي بن عبد الله آل سعود مملكة في الرياض على أنقاض الدرعية التي خربت من قبل الجيوش المصرية. فورث الشيخ عبد الرحمن المهمات التي كان يزاولها جده المؤسس الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فكان بمثابة المفتي العام للدولة السعودية الثانية. وقد صنّف كتباً ورسائل في الرد على المخالفين للمذهب الوهابي، ومن بينها (رسالة في الرد على داود بن جرجيس)، و(الرد على عثمان بن منصور). وذكر إبن بشر في كتابه (عنوان المجد في تاريخ نجد) في حوادث سنة 1241هـ طرفاً من سيرته، وقال عنه (وكان كثيراً ما يتعهد أهل بلدان نجد بالمراسلات والنصائح، ويعلمهم ما يجب عليهم من أمر دينهم، ويذكرهم نعمة هذا الدين؛ واجتماع شمل أهل الإسلام عليهم؛ وما منّ الله به على أهل نجد في آخر هذا الزمان)(20). في إشارة واضحة إلى أن نجد لم تكن قبل ظهور الوهابية على الإسلام، إلى جانب الدلالات البالغة التي تحملها مراسلاته ونصائحه الى سكّان نجد.

ويقول الشيخ عبد الرحمن في رسالة بعث بها الى أهل نجد جاء فيها (فالذي أوجب هذا الكتاب ذكر ما أنعم الله به عليكم من نعمة الاسلام الذي عرفكم به وهداكم إليه وتسمون به فلا يعنى بإسم المسلمين إلا أنتم وما أعطاكم الله تعالى في هذا الدين من النعم أكثر من أن تحصر لكن منها نعم كل واحدة منها حصولها نعمة عظيمة لأن المعارض لها قوي جداً أولها كون الدعوة إلى دين الله الإسلام ما قام في بيانها والدعوة إليها إلا رجل واحد (في إشارة الى الشيخ محمد بن عبد الوهاب)، فلما شرح الله صدره واستنار قلبه بنور الكتاب والسنة وتدبّر الآيات وطالع كتب التفسير وأقوال السلف في المعنى والأحاديث الصحيحة سافر الى البصرة ثم إلى الأحساء والحرمين لعله أن يجد من يساعده على ما عرف من دين الاسلام فلم يجد أحداً..)(21).

وكان من تلامذة الشيخ عبد الرحمن قاضي بلدة الحلوة، في إقليم نجد، الشيخ حمد بن عتيق ( (1227 ـ 1301هـ). وله رسالة في جواب لمن ناظره في حكم أهل مكة وما يقال في البلد نفسه جاء ما نصه (جرت المذاكرة في كون مكة بلد كفر أم بلد اسلام، فنقول وبالله التوفيق قد بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بالتوحيد الذي هو دين جميع الرسل، وحقيقته هو مضمون شهادة أن لا إله الا الله وهو أن يكون الله معبود الخلائق فلا يتعبدون لغيره بنوع من أنواع العبادة..وهذا هو الأصل العظيم الذي هو شرط في صحة كل عمل.

والأصل الثاني: هو طاعة النبي صلى الله عليه وسلم في أمره وتحكيمه في دقيق الأمور وجليلها وتعظيم شرعه ودينه والإذعان لأحكامه في أصول الدين وفروعه (فالأول) ينافي الشرك ولا يصح مع وجوده (والثاني) ينافي البدع ولا يستقيم مع حدوثها، فإذا تحقق وجود هذين الأصلين علما وعملاً ودعوة وكان هذا دين أهل البلد أيّ بلد كان بأن عملوا به ودعوا إليه وكانوا أولياء لمن دان به ومعادين لمن خالفه فهم موحدون.

وأما اذا كان الشرك فاشياً مثل دعاء الكعبة والمقاوم والحطيم ودعاء الأنبياء والصالحين وإفشاء توابع الشرك مثل الزنا والربا وأنواع الظلم ونبذ السنن وراء الظهر وفشوا البدع والضلالات وصار التحاكم الى الأئمة الظلمة ونواب المشركين وصارت الدعوة الى غير القرآن والسنة وصار هذا معلوماً في أي بلد كان فلا يشك من له أدنى علم أن هذه البلاد محكوم عليها بأنها بلاد كفر وشرك ولا سيما إذا كانوا معادين أهل التوحيد وساعين في إزالة دينهم وفي تخريب بلاد الإسلام).

ثم يقول (وأما قول القائل ما ذكرتم من الشرك إنما هو من الأفاقية لا من أهل البلد فيقال له أولاً هذا إما مكابرة أو عدم علم بالواقع فمن المتقرر أهل الآفاق تبلع لأهل تلك البلاد في دعاء الكعبة والمقام والحطيم كما يسمعه كل سامعه ويعرفه كل موحد). ثم يقول (بل الظاهر عندنا وعند غيرنا أن شركهم اليوم أعظم من ذلك الزمان)(22).

وفي أوائل شهر رمضان 1217هـ (الموافق 25 كانون الأول 1802) توجه سعود الى مكة على رأس جيشه فدخلها بدون مقاومة وقام بعزل قاضي مكة منيب أفندي ثم أعدمه لعدم تقيّده بالتعاليم الوهابية، ولحق به عشرون من المشايخ ذهبوا ضحية رفضهم اعتناق الوهابية(23).

وفي خطاب بعث به الإمام سعود بن عبد العزيز آل سعود إلى (إبان سيطرة الدولة السعودية الأولى على الحجاز) والي الشام يوسف باشا عام 1224هـ جاء فيه:(..فأنت تفهم أن البيت بيت الله، والوفد وفده، ولا نمنع عن بيته إلا من أٌمِرنا بمنعه...ولا يخفاكم ما يجري مع الحاج من الأمور العظائم الشركية من دعوة غير الله، وتعظيم الشرك بالله، وتعظيم المشاهد، وترك الفرائض. وأعظم الفرائض بعد التوحيد الصلوات الخمس، لا يؤذّن لها ولا يصلّي مع أحد جماعة، والأمور العظائم القبائح التي تنقل مع الحاج من أنواع المنكرات والفواحش من اللواط والقحاب وشرب المسكر والزمر والطبل..) ثم يقول (ولما أراد الله أن أهل الحرمين يدخلون في الإسلام، ويشهدون أن الذي هم عليه قبل ذلك أنه الباطل. والشاهد بذلك الشريف والعلماء والعامة. وأراد الله أن يجعل لنا في الحرمين حكم (اً) نافذ (اً) مطاع (اً) فلم يكن لنا عذر من الله من منع (ما) أمرنا الله بمنعه ونمع من منعه القرآن، ونأذن (لمن) أذن له القرآن..)، ثم وصّف محمل الحاج الشامي بقوله (لأن المحمل فيه اعتقادت وتآليه به من دون الله. وظهرت للمسلمين ورأوها في مخالطتنا لكم في الحج الماضي..) واشترط عليه بأن الحاج (يبايعون على العمل بالإسلام)(24).

وقد حاول يوسف باشا أن يوحي للوهابيين بأنه يسير على طريقتهم، فقام ببعض التدابير الدينية الصارمة، مثل اغلاق الأسواق في أوقات الصلاة، وأجبر المسلمين على إطلاق اللحى، وغيرها، وأراد بذلك التقرب من الوهابيين وكان يريد بذلك تسهيل عبور الحاج الشامي بأمان، وحين قرر المحمل الشامي التحرّك الى الحج في كانون الأول 1807 تخلى عن كل الأهازيج والمظاهر الاحتفالية، ولكن من التحق بالمحمل لم يتجاوز ثلاثمائة وخمسين حاجاً، بينما كان العدد يصل في الماضي إلى أكثر من ثلاثين ألفاً أحياناً، بل كان يوم انطلاق القافلة يوم حداد بعد أن كان يعتبر من أيام الأعياد. وكان يأمل يوسف باشا بأن سعود سيغيّر من موقفه بعد نزوله على طلباته، ولكنه أخطأ التقدير، فما إن وصلت القافلة الى بركة ست زبيدة حتى وصلتهم الأوامر بالعودة إلى ديارهم. وألحقها سعود برسول حمل كتاباً الى المشايخ والأعيان يطلب فيه منهم قبول دعوته الوهابية كشرط للأمان والسماح لهم بالحج، وفي مارس 1808 بعث بكتاب آخر الى مشايخ حلب، بل تلقت بقية المدن السورية كتباً مماثلة.

ما يلفت الإنتباه في تجارب الوهابيين منذ الدولة السعودية الأولى وحتى اليوم، أنهم كانوا شديدي الخصومة لكل دعوات التقريب، وينقل عن الباب العالي العثماني أنه تبنى مشروع التقريب بين المسلمين، ولكن الوهابيين رفضوا ذلك وتشبّثوا بعقيدتهم. يعلّق لويس دوكورانسي (وكان تشبّثهم هذا وتشدّدهم في المبادىء يضاهي تشدد المصلحين في كل العصور. خصوصاً أن التشدّد وحده كان سبب وجودهم. وهكذا اجتمع التعصب والطموح للمحافظة على انشقاق كان الباب العالي يرجو زواله). فلم تبق سوى وسيلة وحيدة لتحقيق التقارب وهي (أن يصبح المسلمون جميعاً وهابيين، أو أن يتظاهروا بذلك)(25).


المصادر

(1) الشيخ الإمام حسين بن غنّام، تاريخ نجد، حررة وحققه الدكتور ناصر الدين الأسد، تقديم الشيخ عبد العزيز بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ، دار الشروق، بيروت، الطبعة الرابعة 1994، ص ص 13، 14، وقد تم تنقيح الكتاب وحذف كثير من الرسائل والمساجلات بين ابن عبد الوهاب وعلماء عصره، كما وردت في طبعة مصر سنة 1368هـ.
(2) أنظر: د. أحمد بن عبد العزيز البسام، من أسباب المعارضة المحلية لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في عهد الدولة السعودية الأولى، مجلة الدرعية، السنة الرابعة، العدد 14، يوليو 2001، هامش ص ص 23 ـ 24
(3) حسين بن غنام، روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام، مطبعة الحلبي، مصر 1368هـ، ج1، ص 146
(4) بن غنام، المصدر السابق، ج1 ص 112
(5) البسام، مصدر سابق، ص 30
(6) ابن غنام، مصدر سابق، ج1، ص 155
(7) البسّام، مصدر سابق ص 35 عن الرسائل الشخصية، وتحتوى على رسائل كتبها الشيخ محمد الى العلماء وغيرهم، إعداد عبد العزيز الرومي، ومحمد بلتاجي وسيد حجاب، طباعة جامعة الإمام بالرياض بمناسبة أسبوع الشيخ محمد اابن عبد الوهاب ص 292
(8) ابن غنام، مصدر سابق، ج2، ص 3
(9) المصدر السابق، ج1، ص 146
(10) البسّام، مصدر سابق ص 44
(11) لويس دوكورانسي، الوهابيون: تاريخ ما أهمله التاريخ، دار رياض نجيب الريس، بيروت، 2003، ص 17
(12) لويس دوكورانسي، المصدر السابق، ص ص 62، 92
(13) الشيخ عثمان بن محمد بن أحمد بن سند البصري، مطالع السعود بأخبار الوالي داود، اختصار أمين الحلواني، نسخة مقتطعة من كتابة خزانة التواريخ النجدية، جمع وترتيب الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام، ص ص 283 ـ 283
(14) المصدر السابق، ص 286
(15) لويس دوكورانسي، مصدر سابق ص 98
(16) البصري، مصدر سابق ص ص 295 ـ 296
(17) لويس دوكورانسي، المصدر السابق، ص 119
(18) البصري، مطالع السعود، مصدر سابق ص 289
(19) المصدر السابق ص 292
(20) الشيخ عثمان بن عبد الله بن بشر، عنوان المجد في تاريخ نجد، مطبوعات دارة الملك عبد العزيز، الرياض، الطبعة الرابعة 1983، الجزء الثاني، ص ص 41 ـ 49
(21) إبن بشر، عنوان المجد في تاريخ نجد، المصدر السابق، هامش ص 48
(22) أنظر: مجموعة الرسائل والمسائل النجدية، فتاوى ورسائل لعلماء نجد الأعلام، مطبعة المنار بمصر، الطبعة الأولى سنة 1928، الجزء الأول، ص ص 742 ـ 745
(23) لويس دوكورانسي، مصدر سابق ص 88
(24) مجلة الدرعيّة، دورية، العددان الحادي والعشرون والثاني والعشرون، مايو وأغسطس 2003
(25) لويس دوكورانسي، المصدر السابق، ص 176

الصفحة السابقة