الحديث عن حقوق المرأة يقسم السعودية

(ولي أمري لا يدري بأمري)!

سامي فطاني

نشرت صحيفة (نيويورك تايمز) في 31 مايو الماضي تقريراً من جدّة غربي المملكة، للكاتبة كاثرين زوبف جاء فيه:

قبل عامين تقريباً، بدأت روضة يوسف تلحظ إتجاهاً مضطرباً: بدأت النساء السعوديات، مثلها، بتنظيم حملات من أجل حريّات شخصية أكبر. على حين غرّة، كانت هناك نساء تطالبن بحق قيادة السيارة، واختيار لبس وعدم لبس الحجاب، وقبول وظيفة دون إذن ولي أمر، وقد استعملن الإنترنت لجمع توقيعات وتنظيم لقاءات، وأصبحن جميعاً، كما شعرت بذلك، ذات حجم أكبر بنهاية الشهر.

وجاءت آخر قشة الصيف الماضي، حين قرأت تقارير بأن إمرأة ناشطة في المنطقة الشرقية من السعودية، وجيهة الحويدر، ذهبت الى الحدود مع البحرين، مطالبة بالعبور باستعمالها جواز سفرها، دون اصطحابها ولي أمر، أو إذن مكتوب من وليّ أمرها الذكر.

وجيهة الحويدر

لم يسمح للسيدة حويدر بمغادرة البلاد بمفردها، وشأن نساء سعوديات أخريات يطالبن بحقوق جديدة، أخفقت، حتى الآن، في تغيير القوانين السائدة أو العادات.

ولكن السيدة يوسف لاتزال غاضبة، ومنذ أغسطس واصلت الناشطات ممارسة لعبتهن بمفردهن. فإلى جانب 15 إمرأة أخرى، بدأت السيدة يوسف حملة (ولي أمري أدرى بأمري). وخلال شهرين، تمكّنت المشاركات في الحملة من جمع أكثر من 5400 توقيعاً على عريضة (رفض الطلبات الجاهلة من أولئك الذي يحرّضون على الحرية) ويطالبن (بعقوبات لأولئك الذين ينادون بالمساواة بين الرجال والنساء، ويدعون للإختلاط بين الرجال والنساء في بيئات مختلطة، وتصرّفات أخرى غير مقبولة). محاربة السيدة يوسف ضد المتحررين ترمز الى صراع كبير في المجتمع السعودي حول حقوق المرأة التي جعلت بصورة مفاجئة العامل الأنثوي قضية بالنسبة للإصلاحيين والمحافظين الذين يناضلون من أجل تشكيل مستقبل السعودية.

الفصل العام بين الجنسين يعتبر مائزاً قوياً في السعودية، ما قد يجعلها مجالاً منطقياً للمناظرة الجادة. وحيث أن للناس دوراً محدوداً في الحياة العامة في السعودية، فمن المدهش الى حد ما أن تصبح حقوق النساء شأناً في النضال المفتوح في المجتمع الذي يجعل معظم المناظرات مستترة. ومما يبعث على الدهشة أيضاً، هي التعقيدات التي أظهرتها المناظرات، التي تمضي بعيداً عن ما يراه بعض السعوديين بكونه الجدل الغربي المبسّط بأن النساء مؤهّلن ببساطة للمزيد من الحقوق.

خذ مثلاً السيدة يوسف. تبلغ من العمر 39 عاماً، وهي مطلّقة وأم لثلاثة أطفال (أعمارهم 13،12،9) والتي تتطوّع كوسيط في قضايا العنف المنزلي. إمرأة فارهة، واثقة، حميمية، متدفّقة، بحذاء طويل الكعب، وحديثها، في مقهى ستاربكس، يتراوح بين العنصرية في المملكة (السيد يوسف ذات جذور صومالية وتطلق على نفسها سعودية سمراء)، واعجابها بهيلاري رودهام كلينتون، والإمتهان التي تقول بأنها عانت منه على أيدي الليبراليين السعوديين.

وتعتقد بقوة أن معظم السعوديين يشاركونها القيم المحافظة، ولكنها تصرّ على أن التمسك بأحكام الشريعة وعادات العائلة لا تفرض قيوداً على المرأة في مجال البوح برأيها. الناشطات في المعسكر الإصلاحي، حسب قولها، خضعن تحت تأثير المتغرّبين الذين لا يفهمون حاجات ومعتقدات النساء السعوديات. وتقول (مجموعات حقوق الإنسان هذه تأتي، ولكنها تستمع الى طرف واحد، أي أولئك الذين يطالبون بحرية المرأة). كل إمرأة سعودية، بصرف النظر عن السن والوضع الإجتماعي، لا بد أن يكون لها ولي أمر قريب يقوم برعايتها ويتحمّل مسؤوليتها، وتكون له سلطة عليها في شؤون شخصية وقضائية عدّة.

السيدة يوسف، التي يتولى أمرها أخوها الأكبر، تقول بأنها تتمتّع بحرية كبيرة جداً في الوقت الذي تحترم قوانين المجتمع. قوانين الولاية هي بأن تكون قادرة على بدء حملتها، على سبيل المثال، دون طلب إذن ولي أمرها. لم تكن ترغب في الحديث بصورة تفصيلية حول طلاقها، ولكن يمكن ملاحظة، بخلاف المعتاد، أنها تحتفظ برعاية أبنائها حتى السن الـ 18. وقالت بأنها أسّست حملة الولاية دون مساعدة، ودون اتصالات خاصة، وتحتفظ بقائمة من النساء في دائرة الاتصالات باعتبارهن عضوات مؤسسات زميلات.

ناشطات مثل السيدة حويدر، كما تعتقد السيدة يوسف، هن مشبوهات من حيث خضوعهن للتأثيرات الأجنبية بسبب مشاكل شخصية مع الرجال. وتقول السيدة يوسف (إذا كانت تعاني بسبب ولي أمرها، فبإمكانها الذهاب الى المحاكم الشرعية التي قد تلغي مسؤولية ذلك الرجل عنها وتنقلها الى شخص يستحقّها). بالنسبة لشخص أجنبي، قد تبدو جهود السيدة يوسف ـ مناشدة الملك عبد الله بتجاهل الدعوات المطالبة بالمساواة بين الجنسين ـ غير ضرورية. مهما يكن، فإن النساء السعوديات غير مسموح لهن حتى الآن من قيادة السيارة أو التصويت، وأنهن مطالبات بحكم العرف إرتداء العبايات، والحجاب خارج بيوتهن.

قد لا تحضر النساء في المحكمة، رغم أنهن قد يتم تطليقهن عبر تصريح فعلي مختصر من قبل أزواجهن، ولكنهن يجدن صعوبة بالغة في الحصول على الطلاق بأنفسهن. الآباء قد يزوّجن بناتهم في عمر العاشرة، وهي ممارسة تمّ الدفاع عنها من قبل أعلى سلطة دينية، المفتي العام عبد العزيز آل الشيخ. إن الفصل بين الجنسين في الحياة العامة السعودية من الصعب المبالغة فيه ـ فهناك محلاّت تجارية للنساء فقط، وصفوف للنساء فقط في المطاعم السريعة، ومكاتب للنساء فقط في الشركات الخاصة. أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يطوفون بسياراتهم للحيولة دون وقوع الإختلاط بين الجنسين. وهناك قلّة من الأماكن التي يعمل فيها الرجال والنساء سوية ـ الكلّيات الطبية، وبعض المستشفيات، وعدد قليل من البنوك والشركات الخاصة/ ولكن نسبة السعوديين في مثل هذه المواقع تعتبر نادرة.

تستضيف جدّة والرياض بعض العروض الكوميدية حيث يختلط الشباب ـ رغم أنهم يجتمعون بناء على إشعار خلال ساعة عبر الجوّال في محاولة لتفادي الرقابة. في احتفال الجنادرية الثقافي في الرياض، يسمح للعائلات بالزيارة معاً لأول مرة في العام الماضي، بدلاً من أيام مخصصة للرجال وأخرى للنساء. و
هتون الفاسي
حيث يرجع المحافظون مثل السيدة يوسف الزيادة في عدد الناشطات الحقوقيات مؤخراً الى التأثير الغربي، يقول الليبراليون بأن المجتمع السعودي نفسه يتغيّر، وأن زيادة الحريات بالنسبة للنساء السعوديات يحظى بدعم حذر من الملك عبد الله نفسه.

وينزع كل من طرفي المناظرة الى دعوى دعم الملك. ويفيد التاريخ القريب بأن مشاعر الملك البالغ من العمر 85 عاماً ـ والذي لم يتم الفصح عن مشاعره مطلقاً في الحياة العامة ـ تميل الى الإصلاحيين. وإذا كان الأمر كذلك، يبدو أنه في جبهة معظم رعاياه الشباب (يقدّر ثلثا الـ 29 مليون سعودياً تحت سنة الخامسة والعشرين).

وقد ظهر الملك في صور فوتغرافية بجانب نساء سعوديات دون غطاء للوجه، وهو وضع لم يكن متخيّلاً حتى وقت متأخر. في العام الماضي، قام الملك بتعيين إمرأة في منصب نائب وزير، وهي الأولى في السعودية. وتبقى المدارس والكليات منفصلة بصورة كاملة بحسب الجنس، ولكن افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا في سبتمبر الماضي قد أثار مناظرة ساخنة، رغم أن نحو 15 بالمئة فقط من بين 400 طالباً في كاوست، كما يطلق عليها، هم من السعوديين.

تمّت إقالة عالم دين كبير من منصبه في أكتوبر الماضي بعد نقده الاختلاط في كاوست في برنامج تلفزيوني مع المشاهدين. وبعد شهرين من ذلك القرار، تسبّب الشيخ أحمد الغامدي، رئيس فرع هيئة الأمر المعروف والنهي عن المنكر في مكة، في إثارة الحساسية حين تحدّث مع صحيفة (عكاظ) وقال بأن اختلاط الجنسين كان (جزءً من الحياة الاعتيادية). وفي فبراير الماضي، أصدر الشيخ عبد الرحمن البراك، وهو عالم آخر بارز، فتوى تفيد بأن المناصرين للإختلاط بين الجنسين يجب قتلهم. وسواء كان ذلك بدعم الملك، أو ببساطة بسبب الوفرة الهائلة للشبكات الإجتماعية الالكترونية، فإن النشاط منشطر في الجانبين إزاء حقوق المرأة، بالرغم من أن السيدة يوسف التي يُعتَقد بأنها المجهود المحافظ الوحيد الذي تقوده إمرأة.

هتون الفاسي، مساعدة إستاذة في تاريخ المرأة في جامعة الملك سعود بالرياض، أطلقت على عام 2009، بأنه (عام الحملات)، بالنسبة للنساء في السعودية. فقد شاركت ناشطات سعوديات من اتجاهات مختلفة، في محاولة لمنع زواج الأطفال وحق إدارة أعمال تجارية دون رعاية أو إشراف من الذكور.

ريم أسعد تحاضر في قسم المال في كلية دار الحكمة في جدة. وقامت بتنظيم حملة مقاطعة على المستوى الوطني لمحلات الملابس النسائية الداخلية التي توظّف الرجال فحسب، ويعود اختيارها الى محلات الملابس النسائية الداخلية لأن حتى المحافظين السعوديين يتفقون على أنه قد يكون من المهين بالنسبة لإمرأة أن تشتري ملابس داخلية من بائع ذكر.

إن هدفها النهائي هو زيادة الفرص الوظيفية للنساء. ففي خارج مكتبها الجامعي، حيث تنتظر طالباتها اللقاء مع معلّمتهم، تعلق صورة من صفحة السعودية في تقرير الفجوة الجنسية العالمية للعام 2009 الصادر عن المنبر الاقتصادي العالمي. في (المشاركة والفرصة الاقتصادية) للنساء، تحتل المملكة مرتبة 133 من أصل 134 بلداً، أي ما قبل اليمن، باعتبارها الدولة الأخيرة. وهناك كثير من السعوديين يفضّلون رؤية إمرأة في حالة معدمة بدلاً من رؤيتها في العمل) كما تقول أسعد (ذلك يدور حول فتح الأبواب أمام النساء في القطاعات المختلفة للإقتصاد).

السيدة حويدر، التي أثارت إعجاب السيدة يوسف في محاولاتها للعبور الى البحرين، هي ناشطة متمرّسة، وقد شوهدت علناً وهي تقود سيارة بصورة غير رسمية وقد تم وضع المشهد على موقع يوتيوب في العام 2008. وتقوم الآن بتوزيع شرائط سوداء لاصقة صغيرة على النساء السعوديات، وتدعوهن لوضعها إلى حين تعاملهن القوانين السعودية كبالغات. وتقول في مقابلة معها، بأنها تخطط للقيام بحملة تطالب فيه الحكومة السعودية بسن قانون يطالب فيه الرجال الراغبين في الزواج من إمرأة ثانية بالحصول على إذن من الزوجة الأولى. في المغرب هناك قانون كهذا، والتي تعتقد حويدر، بأنه مثال يحتذى. السيدة حويدر، التي تعارض بشدّة توصيف السيدة يوسف بأنها تهاجم نظام الولاية بسببب مشاكل شخصية. وتقول بأن ولي أمرها الذكر، هو زوجها السابق، وأنهما على علاقة ممتازة.

وتتفق، من حيث المفهوم، مع زعم السيدة يوسف بأن كثيرين إن لم يكن معظم الرجال السعوديين يسعون لأن يكونوا عدولاً وأولياء حريصين. وتقول السيدة حويدر (يفاخر الرجال السعوديون بمروءتهم، ولكنه نفس نوع الشعور الذي لديهم إزاء المعوّقين والحيوانات. فالطيبة تأتي من الشفقة، من فقدان الإحترام). تعيش السيدة حويدر حسب قولها عند مستوى انفاق معقول ـ بما يساوي 16 ألف دولار سنوياً ـ في مجمّع خاضع للحراسة في شركة أرامكو السعودية للنفط. وهي موظفة في أرامكو، تعمل في قسم يدير تعليم وتطوير الموظف، وتأخذ خطوة نادرة، كسعودية، للتحرّك في المجمّع في العام 2007، بعد حملتها من أجل الحق بقيادة السيارة والتي تلقت إثرها رسائل تهديد عدّة بالقتل. في بعض الأحيان، كما تقول، يبدو ذلك مخيفاً. ولكنها بلغت الى مستوى يؤهّلها الى التعوّد على مثل هذه التهديدات (في بعض الأحيان، أفكّر بيني وبين نفسي، أوه، لم أتلقى أي تهديدات هذا اليوم).

ريم أسعد

في حديث شاي وبعض الفطائر في بيتها في الرياض، تطلق السيدة فاسي على نفسها بأنها (متفائلة جداً) حول حملات النساء من أجل المزيد من الحرية. فقد تجاوزت التقريع على التعبير، وأن قائمة الموضوعات التي يقوم الكتّاب السعوديون بعرضها بدون رقابة قد تمدّدت أيضاً بصورة سريعة. تقول فاسي (الإعلام ليس حراً كما ينبغي، ومازال، ولكنه أفضل بكثير من سنوات قليلة ماضية. في هذه الأيام نتحدث بانفتاح حول الزواج من قاصرات، وحول الاغتصاب، وحول قضايا ضد الشرطة الدينية) في إشارة الى رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وبطبيعة الحال، فإن النشاطية تنتج ردود فعل. وتقول الفاسي (إن حملة روضة يوسف هو رد فعل) ـ ولم تكن تعلم بأن السيدة يوسف، حين تمّ الإتصال بها من قبل مراسلة الصحيفة (نيويورك تايمز)، عبّرت عن دهشتها بأن صحافية جاءت من نيويورك لزيارتها. وقالت السيدة يوسف بأن هناك أكثر من 30 مقالة تناقش حملتها وقد ظهرت في الصحافة السعودية، ولكن لم يكن هناك مراسل سعودي واحد يرغب في لقائها، وأن التغطية كانت بصورة رئيسية ما تطلق عليها أعمدة رأي زائفة.

أحمد العمران، صيدلاني، يدوّن تحت إسم سعودي جينز، ويشير إلى أنه في غياب استطلاع للرأي أو انتخابات حرة، فمن الصعب قياس شعبية أو طبيعة تمثيل حملات النساء. فليس هناك أحد أصدر رد فعل رسمي من قبل القيادة السعودية. وتساءل السيد عمران (ماذا حقق هؤلاء؟. فتغيير القوانين يتم من الأعلى، وليس من الأدنى). وحتى الأشد تفاؤلاً يقول بأن التغيير سيكون بطيئاً. وتشرح السيدة فاسي بأنه حتى الإشارة بكسر التابو بخصوص الإختلاط كان جارحاً لكثير من السعوديين. (فالناس عاشوا طيلة حياتهم يعملون شيئاً واحداً ويعتقدون بشيء واحد، ولكن فجأة قال الملك وكبار العلماء بأن الإختلاط جائز)، كما تقول السيدة فاسي.

إلى أي حد يبدو هذا جارحاً، من الصعب على الأجانب فهمه، كما تقول السيدة فاسي. وتضيف (لا يمكننك البدء بتخيّل أثر منع الإختلاط على حياتنا، وماذا سيعني رفعه).

نورا عبد الرحمن، موظّفة في وزارة التعليم أسّست مؤخراً برنامج دراسات إسلامية بعد الدوام الدراسي الرسمي بالنسبة للفتيات المراهقات في الرياض، تقول بأنها تحاول أن تكون كريمة إزاء الليبراليين.

دوافع الليبراليين قد تكون جيدة ـ قد يريدون جعل السعودية منافسة مع المجتمعات الغربية ـ ولكنهم يخفقون في فهم خصوصية (فرادة) المجتمع السعودي، كما تقول السيدة عبد الرحمن. وتوضّح ذلك (في الثقافة السعودية، النساء لهن عالم خاص، وحياة خاصة، وهي منفصلة عن الرجال. وكسعودية، أطالب بأن يكون لي ولي أمر. فعملي يتطلب مني الذهاب الى مناطق مختلفة من السعودية، وخلال جولات العمل أحضر معي دائماً زوجي أو أخي. ولا يطلبا مني شيئاً في المقابل ـ فهما يريدان أن يكونا معي فحسب).

وفيما كانت السيدة عبد الرحمن تناقش موضوع الولاية مع زائرة، جاءت جارة، أم محمد لجلسة شاي الصباح. وقد تطوّعت بالمشاركة بفخر بأن ولي أمرها، زوجها، كان خارج المدينة، ولكنها كانت على اتصال دائم معه عبر التلفون. وفي الحقيقة، للتو إتصلت به لطلب إذن بزيارة السيدة عبد الرحمن.

(إن الصورة في الغرب هي أننا تحت هيمنة الرجال، ولكنهم ينسون دائماً جانب الحب) حسب قولها. وتضيف (الناس الذين ليس لديهم إطلاع على الشريعة غالباً ما تكون لديهم فكرة خاطئة. فإذا ما أردتي الاستقرار والأمان في حياتك، وإذا ما أردتي زوجاً يرعى شؤونك ويهتم بك، فإنك لن تجدي ذلك سوى في الإسلام).

إيمان فهد هي 31 عاماً طالبة متخرّجة من قسم اللسانيات وأم لثلاثة. تصف في مدوّنتها حملة السيدة يوسف بأنها محاولة (للوقوف ضد النساء اللاتي يطالبن بأن يعاملن كبالغات).

وحتى إذا كان أغلب الرجال السعوديين هم أولياء أمور موضع عناية، كما تقول السيدة فهد، فما لم تحوز النساء على حقوقهن كاملة بحكم القانون، فسيكون هناك انتهاكات. وتقول بأنها سئمت تصوير المحافظين للناشطات الحقوقيات السعوديات باعتبارهن منحّلات وطائشات. وقد تحدّثت عن نساء إلتقت بهن وقد أرغمن على ترك أعمال كانوا يحبّونها لأن الولاية عليهن انتقلت إلى رجل جديد وأقل إدراكاً، وكذلك بنساء ليس لهن ملجأ قانوني حين قام أزواج نافرون باختطاف أطفالهن. تقول السيدة فهد عن الناشطات السعوديات في الحملات (إنهن أولئك النساء اللاتي يحاربن من أجلهن، فهن ـ أي الناشطات ـ لا يقمن بحملات لأنهن يردن حقاً أن يسمح للنساء بأن يذهبن كالمجانين إلى بعض النوادي الليلية).

ولكن السيدة فهد تقرّ بأن معظم النساء السعوديات قد يميل الى التقاليد. (وإذا ما تحدّثت حقاً مع الناس العاديين) بمن فيهم من هم في دائرتها، حسب قولها، (فإنك ستجد بأن معظم الناس تريد أن تبقى الأشياء كما هي).

الصفحة السابقة