(صباح السعودية).. يغدو مساءً على العاملين

هاشم عبد الستار

لم يتوقّع أي من العاملين في برنامج (صباح السعودية) أن يكون ذاك الصباح مساءً حالكاً عليهم، لمجرد أنهم أضاءوا على موضوع يعتبر جزءً من الهموم اليومية للناس. فقد انتهت الحلقة التي بثّت بتاريخ 30 تشرين الأول (أكتوبر) 2010 الى عقوبة جماعية ضد العاملين والمشرفين والمسؤولين على برنامج (صباح السعودية). فقد تمّ إيقاف وكيل وزارة الإعلام لشؤون التلفزيون صالح المغيليث عن أعمال الوكالة، على إثر لقاء تلفزيوني شارك فيه الكاتب الصحفي (سعد الدوسري) ضمن برنامج صباح السعودية. وكان اللقاء يدور حول البطالة في المملكة، من بين قضايا أخرى تعرّض له اللقاء الصباحي. الإيقاف شمل أيضاً فريق العمل بالبرنامج وسام الزنيدي، وسميرة مدني، ومحمد الرويني، إضافة إلى توجيه انذار شديد لمخرج البرنامج، فيما ذكرت مصادر صحافية بأن الدكتور عبد الرحمن الهزاع تبلّغ قرار تعيينه في مكان المغيليث.

طاقم برنامج (صباح السعودية)

الجدير بالإشارة أن حلقة (صباح السعودية) عن البطالة تميّزت بـ (جرأة) غير مسبوقة، حيث شن فيها الدكتور حسن العجمي والناقد سعد الدوسري هجوماً على وزيري العمل والمالية وانتقدا سياسة التوظيف، وطالبا بمنح الشباب السعودي الثقة. وقال الدوسري بأن (الفرص موجودة، ولكن ليست هناك جدّية من القرار السياسي). فيما أشار الدكتور حسن العجمي الى (انعدام الثقة مُتبادل بين الشعب السعودي والمسؤولين)، مضيفاً أن (الشعب السعودي أثبت جدارته في كل مكان). وأشار العجمي أن على الوزراء أن يلجؤوا للملك في حل مشكلة البطالة، مؤكداً أن الملك (لا يمكن أن يقول لا، دع الشعب يجلس في الشارع).

وانتقد الدوسري إجابة وزارة المالية بأنه (ليست هناك وظائف) قائلاً: (أين يذهب هؤلاء؟ هم أولاد مَن؟ أهم أبناء زبَّال؟)، بحسب تعبيره، مقترحاً على الوزير أن يطلب من الملك التدخل لأن البلد ستخرب إذا استمر الوضع. وطالب الدوسري الوزراء بـ(شق ثيابهم) أمام الملك، داعياً إياهم للإضراب عن العمل إذا لم يُعطوا فرصاً لتوظيف العاطلين، وأن يقولوا: (نريد وظائف وإلا مع السلامة).

وكشف العجمي بدوره أن الوزارتين المسؤولتين عن البطالة في السعودية هما وزارة الخدمة المدنية ووزارة العمل، وأن هاتين الوزارتين (أثبتتا فشلهما في حل مشكلة البطالة) ومن ورائهما وزارة المالية ووزارة التربية والتعليم. فيما عاد الدوسري ليؤكد على أن هناك (عدة أشخاص) لهم مصلحة في استمرار الوضع في السعودية بهذا الشكل، واصفاً إياهم بالمنتفعين والمستثمرين في حياة الناس، وبأنهم (تُجار رقيق).

وشنّ العجمي عبر الحلقة هجوماً على وزير العمل السعودي المهندس عادل فقيه، قائلاً إنه (رجل أعمال) ونريد (رجلاً عانى من البطالة)، وأن فقيه متفرغ لحل مشاكل شركة (صافولا) التي يرأس مجلس إدارتها، مضيفاً أن شح الوظائف في السعودية جعل 12 ألف مواطن يتهافتون على 45 وظيفة شاغرة أعلنت عنها إحدى الجامعات أخيراً. وعبَّر العجمي عن أن أول ما يتبادر إلى ذهن الوزير عند تعيينه هو حضور اجتماعات مجلس الوزارء وركوب أحلى سيارة وأن يستنشق رائحة العود الكمبودي في كل مكان، وأنه سيبقى وزيراً.

نشير إلى أن الدكتور حسن العجمي كان قد ردّ على مقال لرئيس تحرير صحيفة (الرياض) تركي السديري في 23 يونيو الماضي بعنوان (حتى ولو اختلفت وجهات النظر) وصف فيه العاطل عن العمل من المواطنين بـ (العاطل المدلّل). وقال العجمي بأن العاطلين عن العمل في السعودية (معطّلون عن العمل وليسوا عاطلين)، وطالب العجمي تركي السديري بأن يتعرّف عليهم بقوله (تعال شوفهم في الليموزينات وفي مواقف التكاسي وفي المطاعم السريعة وتعال شوفهم على الشاحنات وفوق صهاريج المياه، تعال شوفهم في أسوق الغنم وأسواق الخضار وفي الشركات الأمنية! وبرواتب مؤسفة وتورِّث الفقر، تعال شوفهم في الزحام وتحت أشعة الشمس الحارقة، تعال شوفهم في كل عمل مرهق يتصببون عرقاً ويُشِعُّون فخراً وأسى، ولكن أنا متأكد أنك لا تأتي هذه الأماكن ولا تعرف عنها شيئاً، لأن هذه الأماكن لا يأتيها أمثالك (لأنهم يأتيهم رزقهم رغداً من كل مكان) زادكم الله من فضله، ولكن لا يجوزلك ان تحصر العاطلين عن العمل في الهارب من جامعته أو الهارب من وظيفته؟، لماذا تغض الطرف عن الخريجين والخريجات؟، ولماذا تعرض عن حملة الشهادات العليا؟ وأصحاب التخصصات النادرة من أبنائنا الذين بذلوا في طلب العلم مالم تبذله أنت و لا أشباهك من أبناء الطبقة المخملية (مع احترامي للجميع) ومع ذلك لم يجدوا إلا من يقول لهم أيها العاطلون المدللون).

نشير الى أن عدداً من الإعلاميين السعوديين أطلق عبر الشبكات الإجتماعية والمنتديات والمواقع الإخبارية الإلكترونية حملة تضامنية مع هدى الحامد، معدّة برنامج (صباح السعودية). وطالب معدّو الحملة بعودة العاملين في البرنامج ووقف الإجراءات التعسفية بحق الإعلاميين الذين قاموا بواجبهم في نقل الواقع كما هو دون زيادة.

الصفحة السابقة