العدد 11


القوة لا تصنع وحدة وطنية

استخدام القوة والقسر والفرض، لا يؤدي إلى الوحدة الحقيقية، لأن استخدام القوة لا يفضي إلا إلى المزيد من اكتناز المشروع الذاتي أو الخاص، ويتحين أصحابه الفرصة السانحة لإنهاء الوحدة المفروضة بقوة الحديد والنار. الوحدة بين الوجودات الاجتماعية والكيانات البشرية، لا يمكن أن تنجز بالفرض والقوة، وأي وحدة تنجز بهذا السبيل فإن مآلها الأخير هو الفشل والتشظي والهروب من كل الأشكال الوحدوية والارتماء في أحضان المشروعات الذاتية الضيقة. الوحدات الاجتماعية، التي تفرض بقوة الحديد والنار، تقضي على كل القيم والمبادئ الضامنة لمشروع التوحيد والوحدة والمحافظة على الأخلاقية المطلوبة في هذا الاطار. فالقوة والعسف من وسائل الافتراق بين البشر واستخدامها من أجل التوحيد والجمع لا يؤدي إلا إلى المزيد من التفتت والتشرذم والتشظي لأنها تزيد النفوس ابتعاداً عن بعضها، وتنفر العقول من البحث عن المشترك ووسائل التعايش والوحدة وتهيئ الأوضاع والظروف للهروب من كل مقتضيات الوحدة ومتطلباتها الاستراتيجية. الوحدة تبدأ باحترام حقائق التنوع والتعدد، لأنها ليست حالات أو وقائع مضادة للمنظور الوحدوي، بل هي عناصر تثري مفهوم الوحدة الوطنية، وتزيد مضمونهما حيوية وفاعلية.

محمد محفوظ

الرياض، 5/8/2003

* * *

تقويم العون السعودي الخارجي

المساعدات الخارجية السعودية لها نسق خاص متيمز عن غيرها من المساعدات التي تقدمها غيرها من الدول سواء كان في طبيعتها أو دوافعها أو نسبتها:

1) المساعدات السعودية الخارجية غير مقيدة أو مشروطة.

2) إن المساعدات السعودية تشكل نسبة عالية من الناتج القومي حيث بلغت نسبة ما قدمته المملكة من مساعدات خلال الفترة من 1973-1981م نحو (7،7%) كما تحتل المملكة العربية السعودية المركز الثاني في العالم من حيث الحجم المطلق للمساعدات خلال نفس الفترة.

3) إن قسماً كبيراً من المساعدات السعودية الخارجية هي مساعدات غير مستردة. كما تقوم المملكة بتقديم قروض إلى الدول الأخرى دون فوائد، كما أن تلك المساعدات والقروض تتصف بسرعة الصرف والسيولة العالية. يبقى بعد هذا سؤال: مع تغير الظروف الاقتصادية العالمية والمحلية، هل من الحكمة استمرار المساعدات الخارجية السعودية على نفس المنوال؟

عبد العزيز حسين الصويغ

عكاظ، 12/8/2003

* * *

ماذا وراء الحملة البريطانية أيضا؟

الحملة البريطانية السياسية والصحفية الحالية على المملكة لا يوجد ما يبررها لا من النواحي السياسية والأمنية، ولا من مختلف جوانب ومجالات المصالح العملية المتبادلة التي تنطلق من الأهداف الثنائية المشتركة. لماذا (الحملة) في هذا الوقت بالذات بعد أن أفرجت المملكة تكرما منها عن المتهمين البريطانيين من سجونها بدلاً من معاقبتهم على جرائمهم؟ وما الدواعي المصلحية الملحة لمثل هذه التحركات السياسية؟ نرجو ألا يكون التحامل البريطاني هذا وسيلة لتحقيق غاية أيا كانت تلك الغاية. هل يتوجب على المملكة استخدام حقها في التعامل بالمثل مع بريطانيا؟

وحيد حمزة هاشم

عكاظ 16/8/2003

* * *

هل تخسر أميركا السعودية؟

الآن جاء دور المملكة بإشغالها بنفسها وبذر بذرة الشقاق في مجتمعها، فكان الحرص في البداية على إشعال القيادة وإيجاد فجوة بينها وبين أبنائها فكان العتاب على وجود هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنها سبب البلايا، أعقبه طرح عن مناهج البلاد التعليمية وأنها السبب في كل أذية تنال أمريكا والعالم في السوية. ثم جاء دور المرأة وأنها في المملكة مهضومة وعن حقوقها المزعومة. وكل هذا مطالب محلية تحاول أمريكا التدخل فيها بلا حياء. ثم جاء خامسها قضية عربية فطلب من المملكة مشاركة لوجستية أو فعلية في القضية العراقية، فكان موقف المملكة الموقف الواجب بل اعتبرت هذا تدخلاً سافراً ولا يحق لأمريكا وغيرها أن تملي ما تريد.

محمد عبد العزيز الثويني

الجزيرة 15/8/2003

* * *

أمريكا.. تُريدُ.. فماذا نُريد؟

بعض المتابعين للشأن الأمريكي، والعارفين به، يقولون ان الخطوط الإستراتيجية الكبرى، للسياسة الخارجية تصنعها، عادةً، (المؤسسة) الأمريكية، ولا تعتمد، على رئيس معين، أو إدارة هذا الحزب، أو ذاك. وهؤلاء ينصحوننا، بأن السياسة الأمريكية الجديدة، خرجَت إلى العالم لتبقى، وتستمر وان ما نسمعه من الإدارة، والاعلام، وما نراه من التحركات هو تعبير حقيقي أصيل عن (الأمريكي) الجديد ولذلك، يجب ان ندع الأوهام والتمنيات جانباً، وان نستعد للتعامل مع هذا (الأمريكي) على أسس جديدة. العقلاء، لايصرفون وقتهم، فقط، على محاولة فهم، ارادات الآخرين، وتوجهاتهم، ونواياهم، بل لا بد من تفعيل إراداتهم، ومبادراتهم، واعداد انفسهم، لأسوأ السيناريوهات. سنصْرف عمرا طويلاً، لا نملكه، لفهم نوايا امريكا، وإرادتها، ولابد ان نصرف على الأقل شيئاً منه لنفهم ماذا نُريد ونستخدم امكاناتنا الوطنية، وجهدنا الاقليمي، لتفعيل تلك الارادة، وتحقيق تلك الرغبة. ماذا تُريد امريكا.. سؤال مهم جداً، ولكن الأهم منه: هو ماذا نُريد نحن.. وهل نحن عازمون على فِعل ما نريد؟

أنور الجبرتي

الجزيرة 12/8/2003

* * *

السياسة والصداقة

كانت احداث الحادي عشر من سبتمبر بداية للمنحنى السلبي لهذه العلاقات المتميزة (بين أميركا والسعودية). ورغم ادانة الحكومة السعودية لهذه الاعمال، ورغم ما عانته المملكة من اعمال ارهابية مماثلة.. الا ان تعامل بعض الاطراف داخل الادارة الامريكية مع الحركة اتجه في الفترة الاخيرة الى تحميلها مغبة ما حدث في الارض الامريكية. ولقد سعت المملكة للتوصل الى تفهم مشترك مع واشنطن وبحث مختلف الطرق لسبر غور تلك الاحداث عن طريق التعاون الامني والاستخباراتي ومحاولة السيطرة على تداعياتها الخطيرة خاصة فيما يتعلق بالعلاقات بين البلدين. ومهما كانت شدة الانتقادات للجانب السعودي فلم يكن يدور في ذهن اي مراقب لتطور العلاقات السعودية الامريكية ان تصل درجة سوء الظن الى اتهام المملكة أو مسؤولين فيها بأنهم على علاقة بعمليات الحادي عشر من سبتمبر ناهيك عن مسؤوليتهم عن اي جانب منها تخطيطاً أو تمويلاً أو تنفيذاً. لذا فلقد جاء التقرير الاخير المقدم من الادارة الامريكية الى الكونغرس صدمة عنيفة للسعوديين تؤثر دون شك على طبيعة العلاقات بين الرياض وواشنطن وعلى الثوابت التي بنيت عليها هذه العلاقات.

عبد العزيز حسين الصويغ

عكاظ 14/8/2003

* * *

إبتزاز أميركا للسعودية

هل تقرير الحالة السعودية هذا الذي امتنعت الادارة الامريكية عن الكشف عنه لاسباب امنية سيبقى فزاعة تستثمره ربما ادارة بوش او غيرها في أي وقت تشعر بالحاجة لاستخدامه كأداة من ادوات السيطرة وربما ابتزاز المملكة اوتليين موقفها المتشدد في التطبيع مع اسرائيل؟! ام ان المسألة لا تعدو ان تكون غطاء تكتيكيا يخدم ادارة بوش في ابقائها لاربع سنوات اخرى بذريعة عدو حقيقي هذه المرة ومصالح امريكا الكبرى في قبضته؟! كلا الاحتمالين وارد.

عبد الله الطويرقي

اليوم، 11/8/2003

* * *

من يحب أمريكا مسخ!

أي مسخ ذلك الذي يحب دولة لا تفتأ تجعلك كبش فداء لمراسم انتخاباتها! وتراهن على أن تضخ كل مقومات الدوافع الإمبريالية في سبيل أن يستحيل القرن الآتي قرنا أمريكا وليس ثمة شيء آخر؟ أحمق من يسعى في محاولة أن يحب دولة كأمريكا وهي تبذل جهدا في أن تختزل علاقة تاريخية بـ 28 صفحة من تقرير يكتبه المتصهينون في ذات الإدارة‍! ومهما يكن من أمر فإن ثمة أوراقا أخرى مندسة في أدراجها لم تدق بعد ساعة إخراجها! يتم إرجاؤها إلى لحظات تكون أشد حرجا وأكثر انتهازية في أجواء حاسمة! وفق التوقيت الأمريكي!

خالد السيف

الوطن 4/8/2003

* * *

لم تعد أميركا صديقاً

بعيدا عن التغني بصداقة ستين عاما مع أمريكا الشريك والحليف وبعيدا عن عقلية العربي المغرم بالتاريخ والكرم والحفاظ على الود والعهد والمواثيق يجب التعامل بعقلية الطرف الآخر وبراغماتيته ورعايته لمصالحه. جزء من البراغماتية مراكز ودراسات بحوث تفرز وتدرس وتبحث المواقف والشخصية الأمريكية والدوائر ونتعامل خارجيا تبعا لنتائج هذه الدراسات ماليا وسياسيا واقتصاديا وإذا كانوا هم عوالم متراقصة ومتصارعة فيمكن تصنيف ذلك والتعامل معه، وإذا كان لهم بدائلهم فينبغي أن يكون لنا بدائلنا وخياراتنا وإذا كانوا لهم تكتلات سياسية فإن العالم ليس فقط أمريكا فليكن لنا انفتاح على بقية العالم واستعانة بالأشقاء والأصدقاء ومن تجمعنا معهم مصالح فهذا على الأقل خير من التباكي. آن لنا أن نعرف ماذا نريد؟ وكيف نريده وكيف يتحقق؟ وأن تكون البراغماتية في علاقاتنا الدولية هي المحك والفيصل. فليكن مفصلا تاريخيا بدءا من وعينا للدرس الأمريكي المتجدد معه ومع غيره.

عبد العزيز الصاعدي

الوطن 20/8/2003

* * *

تدهور العلاقات السعودية الأمريكية

ليس الجمهور الأمريكي وحده المستاء من السعوديين، بل حتى الحكومة الأمريكية التي تمتعت بعلاقات وثيقة مع السعوديين لعقود. لا يمكن وصف العلاقات الديبلوماسية بين البلدين بعد 11 سبتمبر بمجرد الفتور، بل إن مفردة (التصعيد الخفي) هي عبارة مناسبة ودقيقة للوصف. فعلى الرغم من التزام الطرفين بعبارات المجاملة السياسية ولغة الصداقة إلا أن التقارير والتصريحات كانت بالغة الوضوح في كيل الاتهامات بالتقصير والخطأ من كل طرف للطرف الآخر. ما تحتاجه العلاقات السعودية الأمريكية هو المزيد من الشفافية والوضوح في الجهود والمواقف، إن الرغبة في تلافي الأخطاء من قبل الطرفين باتت مهمة اليوم، ويبدو مستقبل العلاقات السياسية بين البلدين مفتوحا على فرص متعددة، التغيرات الأخيرة في المنطقة، لا سيما بعد حرب العراق، قد تسهم في تعزيز العلاقات على المستوى السياسي، ولكن على المستوى الشعبي فإن الفجوة ما تزال واسعة للغاية، ولكن العمل على إعادة مداواتها لا يزال ممكنا.

عادل بن زيد الطريفي

الوطن 13/8/2003

* * *

تقرير الكونغرس: سلاح مدّخر ضد السعودية!

وإذا كنت غير مقتنع بالمبررات الأمريكية التي قدمتها لحجب هذا الجزء من تقرير الكونجرس، فإنني أعتقد أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها السعودية مع الإرهاب أحد الأسباب المهمة التي أدت إلى عدم النشر، فقد وجد الأمريكيون أنه من غير المنطقي اتهام دولة بدعم الإرهاب وهي في قمة معاناتها معه داخل حدودها، أما السبب الآخر المهم، فهو في نظري أن الأمريكيين يريدون ادخار بعض ما لديهم في (مخازن التهم) لاستخدامها عند الحاجة وفي الوقت المناسب. ستظل تهمة دعم الإرهاب تهمة أمريكية جاهزة للسعودية تستخدمها كيفما شاءت وفي الوقت الذي تريد، وهذا الجزء المحجوب من تقرير الكونجرس سيظل جاهزا للنشر بمجرد أن تقول السعودية (لا) لأي غطرسة أمريكية وما أكثر الغطرسات!.

قينان الغامدي

الوطن 1/8/2003

* * *

الإبتزاز الأمريكي وضرورة الإنشغال بمشاكل الداخل

تقرير الكونجرس الأمريكي الذي انتزع منه عدة صفحات لا تتجاوز الثماني والعشرين صفحة والتي تسرب إعلامياً أنها تتهم المملكة وبعض رموزها بالتعاون مع الإرهاب يمكن اعتبارها شكلاً من أشكال الابتزاز الواضحة. العودة بقوة للداخل وإصلاح الأوضاع هو أفضل من تكريس جميع الجهود لمواجهة الحروب الإعلامية التي علينا مواجهتها بنفس القوة والوضوح الذي تعاملنا فيه مع أوراق الكونجرس، ولكن دون أن تطغى على العمل في الداخل خاصة وان احداث اليوم ليست أمنية فقط.

هيا المنيع

الرياض، 18/8/2003

* * *

صوتنا التائه وغسيلنا المعلق على نوافذ العالم

الإشكالية لم تعد فيما يقال عن السعوديين خارج بلادهم، فقد فتحت أغلب الأبواب على مصراعيها والقادم من النقد الشديد ضد المجتمع السعودي سوف يكون أكثر وطأة خاصة في غياب الأصوات السعودية المتنوعة والتي لا تعكس دوماً وجهة النظر الرسمية للحكومة السعودية وتتجاوز ردود الفعل العشوائية والعاطفية وتتخلى عن الخطاب القديم الذي عجز عن فهم حقائق الواقع وظروفه ولغته المتجددة. المشكلة الحقيقية هي في غياب الصوت السعودي المؤهل لنقل وجهة نظر تمثل المجتمع السعودي أو تشرح موقفه. إن واحدة من أسباب غياب الصوت السعودي في الخارج، خاصة في مثل هذه الأزمة، يرجع إلى الخوف من سوء الفهم في الداخل.. خوف تعددت مصادره وأشكاله وتبرره تجارب مريرة لسعوديين حاولوا التواصل مع الإعلام الغربي بخطاب جديد على بعضنا في المملكة وفكرة مقدسة في الغرب هي (استقلالية) المثقف وتنوع الآراء وتعدد الأفكار داخل المجتمع الواحد. لماذا يصر البعض على أن نكون صوتاً واحداً ونحن في واقعنا أصواتا متنوعة متعددة لا يضيرها أن تختلف في أفكارها وتتباين في وجهات نظرها؟

سليمان الهتلان

الوطن 20/8/2003

* * *

هل نرد أم نصمت كالعادة؟!

لو كان لي من الأمر شيء لقمت بتعليق رحلات الخطوط الجوية البريطانية إلى المملكة إلى أجل غير مسمى. مرة واحدة أيها السادة اتخذوا موقفا.. بالله عليكم أستحلفكم برب السماوات والأرض. من الخطأ الصمت وعدم الرد على مثل هذا القرار، الذي يعني أن حالة الأمن في بلادنا سيئة إلى درجة لا تثق فيها هذه الخطوط على أمنها، إعلان مثل هذا القرار له تبعات وتكاليف أقلها ارتفاع التأمين وشرخ جهود جذب الاستثمار وإحداث ارتباك بين المواطنين والمقيمين يساهم في إبراز صورة غير حقيقية. يرى بعض المواطنين أن ردود الفعل الرسمية أحيانا على مثل هذه القرارات تأتي بطيئة أو لا تأتي، وأنا معهم في هذا الرأي.

عبد العزيز السويد

الرياض، 16/8/2003

* * *

تجفيف منابع الإرهاب: مقت التعصب المذهبي

الذي لا يمكن الاقتناع به هو حمل المسلمين كلهم أو فئة كبيرة منهم على مذهب واحد من المذاهب الإسلامية الأربعة (الحنفية، والمالكية، والحنبلية والشافعية) فالأئمة الأربعة اجتهدوا واختلفوا في الفروع أما الأصول فهم متفقون عليها. التعصب لمذهب واحد والإصرار على إلزام الناس به، يعني ضرورة استخدام العنف في ذلك، والعنف كما يعلم الكل يفضي دائما إلى نتائج وخيمة. من المقبول ومن المعقول أن تقوم دولة ما بتنظيم قضائها ومؤسساتها الحقوقية وفق أحد المذاهب الأربعة، أما اعتبار أن هذا المذهب وحده هو الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومحاربة من لا يقنع به أو يقبله فهذا هو غير المعقول وغير المقبول. إن التعصب لمذهب أو فئة يفضي في النهاية إلى الإرهاب الذي نمقته ونحاربه وما دمنا نحارب الإرهاب ونمقته فلا بد أن نجفف منابعه.

قينان الغامدي

الوطن 2/8/2003

* * *

تغييب الآخر والمنقذ الأميركي

نشرت الزميلة وجيهة الحويدر مقالاً في تحت عنوان (فئات مغيبة) أشارت فيه إلى وجود فئات تعاني بعض أنواع الظلم ولأن المجتمع لم يستطع تقديم حلول جذرية لهذه الفئات فقد رأت في أمريكا المنقذ والمخلص لها من واقعها. هذا ملخص مقال الزميلة وجيهة الحويدر وهو مقال يدفع إلى الكثير من الوقفات وأعتقد أن مصلحة المجتمع أن نتحدث عن عيوبنا وأن نجعل هذه العيوب مدار حوار بيننا. ما تحدثت عنه الزميلة حق لا يمكن إنكاره وهو وإن كان سيئاً فإنَّ تجاهل المجتمع له بكل دوائره أكثر سوءاً. ولكن هل هذا الأمر يجعلنا نصوب شطر البيت الأبيض أنظارنا باحثين عن حلول لمشاكلنا؟ هنا أختلف تماماً مع أصحاب هذا التوجه، وسأتحدث هنا عن فئة أخرى أحسبها أكثر عدداً وكنت أحسبها أكثر فهما.. هذه الفئة تنادي بالإصلاح بكل أشكاله وأنواعه ولكنها لا تريد أن تقدم شيئاً في سبيل تحقيق مثل تلك الإصلاحات وتتطلع في الوقت نفسه إلى أمريكا وقيادتها لتحقيق الإصلاحات التي يتحدثون عنها وكأن أمريكا لا هم لها إلا خدمة الآخرين لوجه الله تعالى. هذه الفئة أحسبها تجهل أمريكا كثيراً وأحسبها كذلك لا تحسن قراءة الواقع بصورة جيدة.

محمد علي الهرفي

الوطن 12/8/2003

* * *

تعويض الغربي المدلّل!

قامت بعض الشركات المختلطة، بتعويض موظفيها الغربيين عن الظروف أو الضغوط النفسية التي تعرضوا لها بعد تفجيرات الرياض واستهداف الأجانب، والمقصود بالأجانب الغربيين تحديداً، وللعلم فإن عقود هؤلاء أصلاً هي عقود مختلفة تحتوى على عدد من المميزات التي لا تتوفر في عقود المواطنين أو الأجانب من جنسيات أخرى، وتأتي هذه التعويضات ميزة إضافية، وليس سراً أنه أثناء فترة التفجيرات وحتى قبلها عند العدوان الأمريكي على العراق قدمت العديد من الشركات والبنوك تسهيلات لهؤلاء العاملين الحد الأدنى منها إجازات مفتوحة مع تذاكر وحفظ للوظيفة. ماذا قدمت هذه الشركات الأجنبية الشريكة والمستفيدة لنا في بلدانها؟ هل تطوعوا بالدفاع عن حقوق مواطنينا في مطارات الدول الغربية وغرف الاحتجاز والتحقيق والحجز على الأموال، لا وألف لا، أبدا هم من الشطارة بحيث يأخذون دائما، ونحن الذين نقدم دائما. الغربي لدينا مدلل حتى ولو كان متقاعداً في بلاده لا يجد وظيفة.

عبد العزيز السويد

الرياض، 13/8/2003

* * *

كيف نواجه الإرهاب؟

أحداث الحادي عشر من سبتمبر أسقطت كثيراً من الأقنعة، ولم تعد تجدي تلك التبريرات، العالم من حولك يسألك عن حقيقة اعتقادك ورأيك فيما فعلت أو صنع بالنيابة عنك ووفق ثقافتك، وأنت لن تملك الإجابة، هل نقول لهم بأننا لم نجرب اختبار قيمنا الداخلية، أو أننا لم نتصور أننا بحاجة إلى تطبيقها. الذين قتلوا أنفسهم بهذه الطريقة يحسبونه جهاداً، والذين لا يتفقون معهم في الطريقة ممن يحملون أفكاراً أصولية مشابهة، سيعتبرونه اجتهاداً وفتنة على أكثر تقدير، هل من الممكن أن يكون ذلك من الاجتهاد؟ معنى الاجتهاد في ثقافتنا الدينية واسع جداً، فأن تعملَ على أمرٍ ينفعُ الناسَ اجتهاد تؤجر عليه، وأن تقتل الآمنين في بلدان أخرى تحت أي حجة، أو تقتل أبناء وطنك هو اجتهاد كذلك، وللمجتهد المخطئ أجر، وللمصيب أجران. كيف نواجه الإرهاب حين لا نعترف بجذوره الكامنة؟ أو حين نرفض مناقشة الأفكار التي يتم رفع شعار الجهاد عبر إعادة تفسيرها؟ إن البعض يرفض مناقشة موضوعات مثل الجهاد أو السلفية أو الولاء والبراء. إن الذين يرغبون في الدفاع عن المذهب السائد عليهم التوضيح عبر المناقشة الثقافية المفتوحة براءة تلك الأفكار. إن الجهود الأمنية التي تقام اليوم ضد هذا الخطر الداهم هي هامة بالفعل، ولكن من دون إصلاح ديني وثقافي يواكبها فإنها لن تحقق أهدافها المرجوة.

عادل بن زيد الطريفي

الوطن 20/8/2003

* * *

دور السعودية والتبريرات النشاز

يبدو أن تلهف معدي تقرير (الكونغرس حول 11 سبتمبر) إلى ذريعة لإلقاء اللوم على المملكة يخدم عدة أغراض منها تخفيف الضغط على الأجهزة المخابراتية وتقصيرها في تحليل المعلومات التي لديها، وأيضاً موافقة هوى في نفوس حاقدة على المملكة. وهناك أمر آخر وهو الطموح الشخصي والبحث عن مجد ذاتي ومصالح خاصة، فالانتخابات على الأبواب. إن محاولة الاساءة إلى علاقة المملكة بالولايات المتحدة الأمريكية من قبل أفراد أو جماعات أمريكية ذات نوايا وأهداف مشبوهة هو عمل لا أخلاقي، وهو كذب واضح وأهم من ذلك يعرض مصالح البلدين لحالة من عدم الاستقرار، والضرر في النهاية مشترك.

عبد المحسن الضويان

الجزيرة 31/7/2003

* * *

تضخم الفقر حتى!

يكفي اللجنة المكلفة بدراسة أحوال الفقر في بلادنا أن تطالع يومياً ما ينشر من حالات فقر مدقع في الصحف ليكون لديها مؤشرات مادية عن حجم الفقر المستشري بين الآلاف من العائلات السعودية في مختلف أنحاء البلاد لا سيما إذا ما علمنا أن ما يصل إلى الصحف لا يمثل إلا نسبة واحد إلى الألف أو أقل أما الباقون فإن منهم من لا يعرف كيف يصل إلى الطريق السريع ناهيك عن الوصول إلى الصحف وكشف المعاناة, ومن قدر له أن يتجول في القرى القريبة من مكة المكرمة فسيجد أمامه فقراً لا يطاق.. رمضاء ولا زرع ولا ضرع ولا ماء وبيوتا من الصفيح الصدئ وأجسادا ناحلة سوداء. أما فقراء المدن والمحافظات فإن معظمهم عوائل فقدت عائلها موتاً أو عجزاً وأرامل في حلقهن سبعة أو ثمانية أيتام صغار يعيشون في أكنان بائسة أو في شقق مظلمة تطاردهم مطالبات المُلاك حيث لا يجدون ما يسد رمقهم. ومن هذه البيئات المحرومة يتخرج المحرومون الذين يكونون قابلين للانحراف مثلهم مثل من يعيش ترفاً غير رشيد فيفسد أبناؤه بالميوعة والانفلات!

محمد احمد الحساني

عكاظ 27/8/2003

* * *

كثرة الشكاوى الفردية: إدهن السير!

لدينا أنظمة لكنها لا تطبق بدقة، بل إن اختراقات هذه الأنظمة أصبحت أنظمة جديدة، يتحدث عنها الناس ويسيرون وفقها، فالواسطة أصبحت نظاماً، والاستثناء أصبح نظاماً فكل من لا ينطبق عليه النظام تجده يبحث هنا وهناك عمن يحقق له هذا الاستثناء. والرشوة - آه من الرشوة - لا أستطيع أن أقول إنها أصبحت نظاماً كذلك، لكنها في الحقيقة حديث كثير من الناس، إنهم يقولون مثلاً ''ادهن السير بسير'' ويقولون ''بُلّ ريقه'' ويقولون ''غمزة تكفي''. وهم بكل هذه الأمثال وغيرها يشيرون إلى استفحال هذا الداء بين عينات من الموظفين لا أحد يدقق في الإجراءات التي يتخذونها، ولا أحد يستطيع مراقبة كيف يقبضون المقسوم ومتى يقبضون، والذين يدفعون لهم ملومون، لكن الناس يتحدثون عن عشرات المبررات التي يقدمونها لهذا الدفع. والمشكلة إن كثيراً من هذا الدفع ليس لتمرير مخالفة، وإنما لنيل حق يكفله النظام ولكن من يكفل النظام.

قينان الغامدي

الوطن 21/8/2003

* * *

التطرف أكثر إغراء للشعوب التي تفتقد الأمل!

التصريحات الأمريكية ترى أن الأنظمة المستبدة في المنطقة، هي التي تهدد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية.. لا تلك التي تعيش أجواء ديمقراطية ولو نسبية حتى. أين يمكن لنا أن نقف من المشروع الأمريكي المعلن، الذي يشدد على أن المنطقة من حقها أن تحظى بالمزيد من الفرص لتطوير شكل أو آخر من الديمقراطية، وتأسيس مختلف لمفاهيم الحرية. تقول اليزابيث ديك تشيني المسؤولة في الخارجية الأمريكية عن برنامج تنمية الديمقراطية في العالم العربي.. (إننا نحاول دعم شعوب المنطقة التي تعمل من أجل التغييرات الديمقراطية، ونتطلع إلى سبل تقديم المساعدة وتشجيع إحداث التغيير لأن ذلك بالغ الخطورة بالنسبة للمنطقة لكي تعزز إمكاناتها.. وكلما عاش الناس بحرية يتعزز أمننا جميعاً).. وتقول أيضاً (انه سواء تعلق الأمر بالشرق الأوسط أو منطقة أخرى من العالم، فإن التطرف يجتذب المجموعات التي تقدم مقاربة متطرفة لحلول المشكلات.. والتطرف يكون أكثر إغراء بالنسبة إلى الشعوب التي تفتقد إلى الأمل. لذلك إذا نظرنا إلى ديموغرافية الشرق الأوسط حالياً فإن 50 بالمئة من السكان دون العشرين وهناك الملايين من الشباب الذين يبلغون سن العمل دون أن تتوفر لهم فرص العمل لأن الاقتصاد لا يوفرها.. في وضع كهذا حيث لا يتمتع الأفراد بالأمل بالمستقبل، فإن التطرف سيكون أكثر اغراءً). ستظل كل الطروحات الأمريكية لإحلال الديمقراطية ودعم التنمية والحريات لشعوب المنطقة حبراً على ورق ما لم تكذب الإدارة الأمريكية كل هذا من خلال تجربة حية في عراق حر هو في قبضتها اليوم.. وتستطيع بالتعاون مع قواه الحية على ابتداع صيغة جديدة، لدولة حرة جديدة.. تقوم على أنقاض الاستبداد والوجه الكريه لحكم الديكتاتور. لا يمكن لمثقف حر أن يرفض شعارات رائعة ظل يناضل من أجلها ويدعو لها.. فقط لأنها جاءت على دبابة أمريكية.. يمكن له أن يرفضها حقاً، عندما تصبح تلك الدبابة وسيلة لتكريس وجه الاستبداد أو الضحك على الذقون باسم ديمقراطية زائفة تخفي وجهاً طائفياً أو عرقياً كريهاً.. أو أن تكون عامل تهديد وضغط لاستغلال ثروات الشعوب.. أو تمرير مشروعات تصب في مصلحة قوى وأطراف دولية وإقليمية ليس لهذه الشعوب مصلحة في دعمها أو تمريرها.

عبد الله القفاري

الرياض، 25/8/2003

* * *

الحاجة إلى عفو عام

أجزم أن هناك متورطين دخلوا إلى دائرة الفكر التكفيري وهم غير مقتنعين تماما، و آخرين يريدون الخروج منها فلا يستطيعون، دفعت الحماسة والإحباط بعضهم دفعاً وتمت السيطرة الفكرية على بعض آخر. للمصلحة العامة مصلحتنا جميعاً وحتى لا نزرع ندوباً تتحول في المستقبل إلى أورام مستعصية على العلاج ، أنادي وأطالب بإصدار عفو عام عن كل من يسلم نفسه للسلطات الأمنية ولا يثبت عليه جرم بحق أحد، بصدور مثل هذا العفو العام نفتح باباً واسعاً لهؤلاء للعودة ، ومثل هذا العفو العام لا يكفي وحده إنه يتطلب أموراً عملية أخرى تُكمله وتزيد من أثره وينقص ويضعف إذا ما تم إهمالها، فلابد من التسامح والرأفة بهؤلاء عند التحقيق معهم ، هذا أمر ضروري ولابد من عدم الانتقاص أو المس بكرامتهم، إنني أشعر أن هناك من يود الخروج من دائرة التكفير ولا يستطيع خوفاً على نفسه أو كرامته، من جهة وخوفاً من منظّري هذه الدائرة انتقاماً أو تكفيراً، فهل نقدم على حل ناجع مثل هذا، بعد العفو و التسامح يجب أن يكون هناك حوار حقيقي مع هؤلاء.

عبد العزيز السويد

الرياض، 24/8/2003

* * *

المثقفون في السعودية علمانيون أم مساكين؟

كيف استسهل المجتمع إطلاق العلمانية والضلالة وربما الفسق امتدادا إلى الكفر على كتّابه وأدبائه ومثقفيه؟ ماهي العلاقة المستترة بين العامة من الناس وبين بعض مطلقي التهم دون بينة؟ ولماذا أصبحنا مجتمعا منشغلا بالتصنيفات فهذا علماني والآخر ليبرالي وصار من السهل توزيع التصنيفات فضلا عن التهم ونشرها؟ كم من كاتب وكاتبة أطلق عليهما لقب العلمانية والتصق بهما حتى وكأنه اصبح قالبا لا يستطيع الكاتب أو الكاتبة منه فكاكا وكم من كاتبات أو كتاب اختاروا الانعزال وهجر الكتابة لما واجهوا من الإساءة إلى سمعتهم. ما الذي فعله المثقفون لمواجهة زحف النسق الواحد لقد صرنا مادة دسمة للمؤسسات الاعلامية خارج بلادنا في تندرها على مجتمع يقسو على مثقفيه ويحاربهم مع ان في مجتمعنا خير كثير. لقد وصلنا إلى مرحلة اننا ككتاب صرنا لا نأمن صدور احكام بالعلمانية والفسق بعد نشر مقالاتنا في صحف محلية تنشر وفق خطوط واضحة من الالتزام الديني والاخلاقي والمجتمعي؟

ناهد باشطح

الرياض، 24/8/2003

* * *

حجب المواقع الاليكترونية أم حجب العقول؟!

القضية ليست في حجب موقع أمان ولا في استمرار حجب منتدى طوى الشهير مثلاً. القضية في أن نعرف آلية هذا الحجب.. في أن نفهم لماذا وكيف حتى نقتنع فنسكت، والمسألة تكون ابعد من مجرد عشوائية تمارس في حجب المواقع الى ترسيخ مفهوم ليس دقيقا عن تحسس السلطات لدينا من نشر المعلومات حول بعض القضايا.

عندما حجب موقع منتدى طوى منذ اشهر وما زال محجوبا كنت افهم أن الحجب لجرأة ما يطرح من انتقاد يوجه الى المجتمع أو المسؤولين أحيانا، لكني بالمقابل لا افهم عدم حجب منتدى الساحات مثلاً وهو يكيل بمكيالين من النقد والتجريح لكل ما هو جميل في مجتمعنا. اذا كنا ككتاب ننادي بالحوار إذن علينا أن نقبل سماع وجهة النظر الأخرى مهما اختلفت او تطرفت لانه من المهم ان تعرف كيف يفكر الآخر وليس مهما ان تتفق معه او تختلف.

كان علينا أن نفهم أننا نمر بمرحلة لا متوازنة من محاولة فهم كيف نتعامل في عصر المعلومات مع الحرية وكان على المسئولين أن يدركوا أن السياسات القديمة لم تعد مجدية في تقنين الوصول الى المعلومة أو منع المواطن أن يعبر عن رأيه. قالت صحيفة ''عكاظ'' إن عدد المواقع المحظورة على الإنترنت في المملكة وصل إلى 220 ألف موقع، وهو عدد كبير للغاية ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية تتنصل من تهمة العشوائية في موضوع الحجب. أرجو أن نعي ان سياسة حجب المواقع ستضعنا امام العالم في تناقض حول مناداتنا بالحوار وحرية التعبير وبين آليات القمع التقليدية ومصادرة رأي الآخر.

ناهد باشطح

الرياض 17/8/2003

* * *

منع الرواية السعودية!!

عدد من الروايات السعودية التي تتعرف عليها عبر الصحف المحلية ممنوعة في السوق الثقافي السعودي وكي تحصل عليها لابد ان تلجأ للمكتبات العربية حتى أن بعض المكتبات المحلية تخبرك ان هذا العمل السعودي أو ذاك متوفر في فروعها الموجودة خارج المملكة ولم تجز لتدخل بلد مؤلفها! عمل يناقش على مستوى نوادٍ ادبية محلية وأمام الملأ وتنقلها الصحف لا تجيزها وزارة الثقافة والإعلام؟! يفسح للنقد الذي يأتي على تفاصيل العمل الدقيقة ويؤولها ويفسرها كل حسب رؤيته ويمنع العمل الأصلي! الى متى سيظل هذا؟!

أمل الحسين

الرياض 23/8/2003

* * *

عندما يتحول التعصب إلى عقيدة موروثة!

كيف تنظر الشعوب بعضها لبعض؟ بمعنى آخر ما موقف الشعب السعودي مثلا من الشعب الأمريكي؟ كيف ننظر إلى الشعب الياباني أيضاً؟ هل نقبل على سبيل الافتراض أن نصادق أي يهودي في الأرض أو نتعامل معه في تجارة أو أن نقبله كعضو في جماعة؟ هل نساكن أو نتعايش مثلاً مع رجل ألماني في غرفة واحدة لفترة من الزمن؟ كيف ننظر للشعوب الأخرى بغض النظر عن ثقافتها أو جنسها أو لغتها؟ ما طبيعة الصورة النمطية التي نرسمها نحن تجاه الشعوب الأخرى؟ وكيف نقيم علاقتنا معهم؟ ومن يصنع هذه الصورة؟ هل السياسة/ الثقافة/ الدين تساهم من قريب أو من بعيد في رسم ملامح هذه الصورة؟

التعصب، ومدى تأثر المجتمع أو ثقافة المجتمع به، محور مهم يحدد هذه النظرة سلباً أو إيجاباً، وإشكاليته داخل المجتمعات قديمة وتتجدد مع الأحداث، ونظن لفترة من الزمن أنه اختفى لكن ما يلبث أن يظهر مرة أخرى دون مقدمات وبأشكال متعددة، منها التعصب الديني، والتعصب المذهبي أو التعصب الطائفي، والتعصب القبلي، والتعصب العائلي، وهناك أيضاً تعصب ضد الوافدين بشكل عام أو ضد القادمين من بلاد أو جنسيات معينة، وهذه الأشكال من التعصب قد تجد ما يدعمها ويغذيها في فكر وثقافة هذا المجتمع أو ذاك، كما تعتبر مناخات الاستبداد الفكري والثقافي منابع ومنابت للتعصب ، لأن الاستبداد نتيجة طبيعية ومحصلة نهائية للتعصب، أو لنقل إن التعصب إحدى المقدمات الفكرية للاستبداد، أو نوع من التهيئة النفسية له، فالمتعصب شخصية استبدادية ينتقل من فضاء الفكر ورحابته إلى فرض فكرته أو رأيه أو منهجه من خلال رؤية أحادية بل يستميت في نشرها،وبذلك تنتفي عنده أي آلية للحوار أو الجدل أو الاختلاف أو مجرد المعارضة، وقد يتحول التعصب مع الزمن لعقيدة موروثة تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل من غير رؤية علمية أو تبرير عقلي مقبول، وتصبح هذه العقيدة الدخيلة ضمن التركيب العضوي لتلك الثقافة.

محسن عبد الرحمن المحسن

الجزيرة 20/8/2003

* * *

ينددون بالإرهاب ويبرؤون الأصل!

الادعاء بان تلك الحركة الاصلاحية (الوهابية) كانت السبب الرئيسي وراء بزوغ او ظهور تنظيم القاعدة والمجموعات الارهابية المنتشرة في كل مكان من هذه المعمورة.. ادعاء موغل في الاخطاء, ذلك ان تلك الحركة لم تقم في جوهرها على مسالك التطرف والغلو والتشدد المفضية كلها الى ركوب موجة الارهاب, وانما قامت على مبدأ التسامح وهو مبدأ غير متوافق بطبيعة الحال مع تصرفات رموز القاعدة الموغلين في التطرف الى ذقونهم. لقد ادعت بعض الاوساط السياسية والاعلامية والثقافية استنادا الى ادعائها الاول ومعطياته الخاطئة بان النظام السعودي بني منذ انشائه على التطرف الذي نشأ في الاصل من تاييده لتلك الحركة الاصلاحية, وبالتالي فانه نظام يقوم على تأييد الارهاب ودعمه, وتلك مقولة لا اساس لها من الصحة. عود على بدء فان القول بان الحركة الاصلاحية في نجد هي حركة متطرفة هو قول يجانبه الصواب, ولايستند الى ادلة ملموسة تؤكد ارتباط الحركة باي نوع من انواع التطرف والغلو, وما تأييد النظام السعودي لها الا دليل على صحة توجهاتها, ودليل على ارادته الثابتة السليمة بالتمسك باهداب عقيدة ربانية خالدة لايأتيها الباطل من كل الجهات, فارتباط الحركتين السياسية والاصلاحية منذ نشأتهما هو ارتباط صحي, ولايمكن التشكيك في اهدافه السامية العليا, وكل من يدعي ان الحركة التصحيحية في نجد هي حركة متطرفة فانه يسيء بشكل مباشر الى النظام السعودي, وعلى كل حال فان الخائضين في بحور ضلالاتهم لايفرقون بين الحركة والنظام, فكلاهما في عرف اولئك القادحين ومن سار في ركبهم يمارسان التطرف ويدعوان الى نشر الارهاب في العالم.

محمد الصويغ

اليوم 9/8/2003

* * *

غياب مؤسسات المجتمع المدني

في حين تجد في الدول العربية والخليجية مئات المنظمات والجمعيات التي تقدم كثيرا للمجتمع بدءاً من اهتمامات التربية ومشكلات الأطفال إلى المرض بالقلب والسكري إلى الإرشاد الاجتماعي وغيرها وكذلك التي تجمع المهتمين والمتخصصين، فإن عددها عندنا محدود جداً، وإن كنا نعلم أن إعطاء ''تصريح على بياض'' لإقامة مثل هذه الجمعيات أمر غير صحيح إلا أن ذلك لايبرر هدر الجهود والطاقات ولابد من وضع الضوابط وفتح المجال لاستثمار العقول والطاقات. ومع أن السعودية هي أكبر بلد (يحلي) المياه في العالم إلا أن مؤتمر المياه يعقد في البحرين تحت رعاية (جمعية المياه) لأنه ليس لدينا جمعية مهنية مماثلة تتبنى مثل هذه الفكرة.

محمد عبد الله المنصور

الوطن 20/8/2003

* * *

حقيقة الإصلاح الديمقراطي في المملكة

أذاعت هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، الأسبوع الماضي، خبراً يفيد أن برلمان أوروبا يطالب بالديمقراطية في السعودية، حيث دعا وفد برلماني أوروبي يزور المملكة العربية السعودية، حكومة الرياض إلى اعتماد الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، وقال سامي ناير عضو الوفد إن تطور البلاد اجتماعيا أو اقتصاديا رهن بتحقيق هذين الشرطين، وأوضح المصدر ذاته أن الشيخ صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى السعودي قدم للوفد الأوروبي تحليلا ''متوازنا'' حول النظام الحاكم، غير أن ناير أشار في الوقت ذاته إلى أن البرلمانيين الأوروبيين لم يتفقوا مع وجهات نظر المسؤول السعودي، ووعد ناير بمنح مساعدات أوروبية لـ''قوى التطور والانفتاح'' في السعودية، انتهى الخبر، لكن يدل على أن هناك جهات خارجية ترصد الساحة السعودية، وتحلل ما يقع فيها، وتريد أن تبحث عن أسباب مقنعة لتوجهات العنف المتصاعد، مما يؤكد أن المملكة، تتعرض لضغوط متزايدة لإدخال إصلاحات ديموقراطية على النظام بعدما تبين أن معظم المشتبه في تنفيذهم هجمات 11 سبتمبر 2001 مواطنون سعوديون. الإصلاحات الديموقراطية بالمملكة، يجب ألا تأتينا من الخارج، بل يجب أن تأتي بقناعة داخلية، كونها مفيدة ومطلوبة لنا، بل أصبحت مطلباً أساسياً للتنفيس عن موجة العنف التي تجتاح مدن المملكة، والخشية أن تكون هذه الأسلحة والأوكار المضبوطة، مجرد رأس لجبل جليد، مغطى لم يظهر منه سوى النزر اليسير، وما خفي كان أعظم، وأشد، والشواهد معروفة، وجلية، فعندما يتحدث الإعلام، والوسائل العامة المتاحة نسمع ما يطرب المسؤول، ولكن في الجلسات الخاصة، وفي منتديات الحوار الوطني، وفي مذكرات الإصلاح، تجد أن هناك فرقا، وأن نبرة الكلام قد اختلفت، وأن هناك مساحة أكبر لوصف العيوب والمثالب، التي تحتاج إلى إصلاح، وتعديل.

العنف مفتعل وليس أصيلا، وعرض وليس أصلا، لذلك بالمقابل يكون تعريف العنف المحلي: بأنه موجة تعبر عن أمرين لا ثالث لهما، إما الرغبة في الانتقام، أو الرغبة في الاحتجاج، وفي كلتا الحالتين لن يقلل من هذا العنف الصوري سوى الحوار الديمقراطي، لأن المنتقم يشعر، أو يوعز له أن هناك خطأ في حقه، فيزين له الانتقام من المجتمع، وفي حالة الاحتجاج، يرى الخطأ ولا يستطيع أن يغيره بالكلام، ويجد كل الآذان مغلقة، فيبادر للعنف ليقول للمجتمع عندي رأي آخر. الإصلاح الديمقراطي لن تكفيه الحلول الترقيعية، مثل الشجب، والفتوى الحرام، وتأليب الرأي العام ضد هذه الموجة، ووصفهم بالخوارج، لأن الصدود في الحوار المفتوح، وتأخير الإصلاح الديمقراطي، نذير شؤم، وبوابة لمزيد من العنف والصدود والقناعة بأن العنف هو الحل الوحيد للمجتمع السادر في غيه، والرافض لسماع الرأي الآخر، وتصنيف يحصر هذه الفئة في ركن العنف ولا شيء غير العنف.

الإصلاح الديمقراطي ينبغي ألا يخيفنا، ولا يجب أن نرفضه لأنه جاء نصيحة من الغرب، وعلينا ألا نفزع منه، لأنه في نهاية المطاف، حركة إصلاحية لصالحنا، فسماع الرأي الآخر، إما أن يكون بقول خطأ أو صحيح، فلو كان خطأ لاستطعنا أن نسمعه، وبالتالي معالجته واستطعنا أن نوضح الحجج والبراهين ببطلانه، ولو كان صحيحاً فهو حق يجب الانصياع له، ونحن أولى من يستفيد منه، وأولى من يستمع له، ولو ذهبنا معه، لكان هناك حركة إصلاح حقيقية، لم تكلفنا ولم نتعب من أجلها لأنها ستزيد الانتماء، وجاءت من قلب مخلص لوطن يستحق الرعاية، والحب والولاء.

مازن عبد الرزاق بليلة

الوطن 16/8/2003

* * *

الحوار الوطني بين السائل والمجيب

فكرة مركز الحوار وإن كانت قد جاءت متأخرة بعض الوقت إلا أنها طرح يستحق الإشادة فالتقارب الفكري لا يتحقق بالأحادية الفكرية أو الثقافية إنما يخلق تحت مظلة من الحوار التشاركي من أجل قيمة كبرى يتفق عليها. الحوار ليس سلوكا يمكن اكتسابه بسهولة على المستوى الشعبي فقد يكتسبه المثقفون ببساطة ويسهل عليهم تحديد أطره وحدوده ولكن على المستوى الشعبي سوف يكون الحوار في البداية مجرد طلاسم ورموزاً يصعب فهمها وسوف يظهر محاربو الحوار ليفسروا للعامة الحوار بشكل يزرع عدم الثقة في الحوار وفكره والمتحاورين. سنعاني كثيرا من تحويل هذا المصطلح إلى فكرة أساسية في ثقافة المجتمع إذا لم نسلك المسار الأمثل، فالبعد عن الواقع الشعبي يشكل إذابة حقيقية لفكرة الحوار فما يحققه المتحاورون في قاعة اجتماعات مغلقة يتنازل فيها كل منهم عن أطروحة في فكره لن يحقق شيئا على المستوى الاجتماعي ما لم تمتد يد الإعلام بكل أشكاله إلى نقل الحوار علنا ليتم قطع الطريق على أولئك المشككين في الحوار وجدواه الاجتماعية.

الحوار تلبية لحاجات اجتماعية ولضرورة سياسية وفكرية أكيدة تدعو إلى تشكيلة ودمج المجتمع في ثناياه وبما أن الإرادة السياسية قد وفرت الشرط الأول لنجاح الحوار فإن الإرادة الفردية والاجتماعية يجب أن تتحقق من خلال إيمان مطلق بحقيقة أن الوطن والمجتمع يمثلان النقاط الساخنة التي يجب أن يذوب عليها كل اختلاف وأن تتحول ساحة المجتمع إلى مكان قابل لكل الأطياف وألا يقتصر الحوار على الفكر الديني فقط إنما يجب أن يتجاوز ليشمل كل أركان الثقافة واختلافاتها ومشاربها الاجتماعية.

علي الخشيبان

الوطن 15/8/2003

* * *

الصفحة السابقة