العدد 13


مشاكل المملكة:

إنذار واضح لما يحدث في المستقبل


بيروقراطية الحكومة

مشكلتنا هي التلكؤ في اتخاذ القرارات أو بطء إصدارها، فلقد كان بإمكاننا أن نلتحق بمنظمة التجارة العالمية في عام 1995م بسهولة قبل أن تواجهنا الشروط القاسية التي تفرض علينا الآن. وكان بإمكاننا أن نجني ثمار مبادرة الغاز لو أن الدولة تجاوزت تحفظات إحدى الجهات الحكومية (ذات المصلحة) وقررت ترسية مشروعات الغاز التي ما تزال تراوح مكانها بسبب ما طرأ لاحقاً من تأثيرات 11 سبتمبر وتراجع الشركات الأمريكية. البيروقراطية الحكومية تضرب أطنابها في معظم أعمال الدولة، وبعض المعاملات تدور شهوراً، بل بعضها يدور سنوات عديدة قبل أن يتخذ فيها قرار رسمي واضح.

سليمان العقيلي

الوطن 21/10/2003

* * *

مثقفو الجاهلية العظمى

منذ سنين ونحن نستعرض إنجازاتنا على دول الخليج وكيف تفوقنا ببناء صحراء قاحلة بمطارات وجامعات وطرق وجسور وبقينا نعيد سطورنا مرارا وتكرارا منذ الثمانينيات إلى اليوم وبقينا (مكانك سر) ونسينا أن نلتفت خلال هذه الرحلة إلى ما هو حولنا وماذا حدث مع من كانوا متخلفين عن ركبنا ونسينا أن نسأل أنفسنا أين نحن عنهم اليوم ولماذا البعض تفوق علينا ونحن الأمة الأغنى ماليا والأقوى استراتيجيا. يجب أن يكون هناك جرس إنذار يقرع بإعادة هيكلة هذه الرؤوس التي لا تقوم بدور غير قتل العقول التي قد تشكل تهديدا لها، وهذه النفوس التي تأتي بحماس لإعمار هذا الوطن وتفاجأ بالبيروقراطية المتحجرة والشللية الفاضحة التي لم يكفهم شلل البيوت بل نقلوها إلى مكاتبهم.

وفاء عبد الله الرشيد

الوطن 21/10/2003

* * *

مزايدة صحافية

ما تقوله كل أقطاب المعارضة نقوله بذات القوة في صحافتنا ومقالاتنا: الفارق يكمن في اللغة المؤدبة التي تستهدف تأصيل اللحمة الوطنية بعيدا عن الإثارة. وحتى لا يدخل (التغرير) قلوب البعض بفعل مظاهرة الرياض، أذكر أن المعارضة فعل واقع حتى في أعتى النظم الديمقراطية التي لا يمكن أن تجد الأغلبية إلا ضدها وضد سياساتها. السؤال المطروح نهاية: ما هي الدولة ومن هي هذه الدولة التي تتشكل لها المعارضة؟ الدولة هي أنا وأنت ونحن جميعا. كلنا في دوائرنا جزء من القرار: جزء من النجاح والفشل وجزء من القبول والرفض، الصلاح أو الفساد الإداري بما فينا حتى هؤلاء الذين كانوا جزءا من تلك المظاهرة.

علي سعد الموسى

الوطن 16/10/2003

* * *

جلد ذات أم احتجاج عليها؟

تعج بلادنا هذه الأيام بضجيج الآراء المنطلقة من مبدأ النقد الذاتي، وكأن السعوديين اكتشفوا للتو ضخامة أخطائهم. أصبحت موضتنا هذه الأيام النقد ولا شيء غير النقد. وأنا مسرور لهذه الطبيعة النقدية في المجتمع ولا اعتراض عليها، غير أن ما يشعر به المرء - أحياناً - هو أن هناك نزعة إلى جلد الذات بطريقة ماسوشية. تعودنا في الماضي على النقد بالطريقة السعودية وهي تمرير النقد مصحوباً بالمديح. وكأن الإنسان عندما يبدي رأيه يعتريه إحساس بالذنب أو التنبؤ بسوء الفهم من الآخرين. وهذا مع الأسف خلق كوامن احتقانات متراكمة فجرها أصحاب الرأي دفعة واحدة عندما وجدوا أقرب فرصة للتعبير المريح عن الذات.

سليمان العقيلي

الوطن 13/10/2003

* * *

عندما نجبر الناس على الرياء ونشتري الخداع

الأستاذ الجامعي المتعاقد الذي استوعب تعليمات الطرف الأول المتعاقد وعلم أن الرياء والمراءاة هي الكفيلة باستمراره وبتجديد عقده كلما انتهى هذا الأستاذ الذي أجبرناه على (ألا يكون محترماً) وأرغمناه على أن (يتفرغ من محتواه) وأن (يصنع لنا ما نريد وليس المفيد) هو أستاذ غير مجد ولا نافع ولا هو بصديق ولا صادق لأنه يجاملنا ويداهننا ويراعينا(ويهاودنا ويطاوعنا) (ويأخذنا على قَدْ عقولنا) وغداً هو في بلده من يفضحنا ويسخر منا ومن سذاجتنا وبساطتنا ويحكي قصته المضحكة مع الشخصية التي تقمصها في مسلسل الخداع في الأيام النحسات التي قضاها بين أظهرنا. لماذا نحرص على تنميط الناس وإجبارهم على الخداع؟ لماذا لا نريده صادقاً منسجماً مع نفسه كما (هو) متوقداً متوهجاً لا يخشى أن يدلنا على عيوبنا وألا يؤمن على ضلالاتنا وأن يحرص على أن يعطينا أفضل ما عنده عندما نتركه يفيض من وجدانه وقناعاته وأخلاقيات مهنته بعيداً عن التقمص والتمثيل. والحل (إذا أردناه) أن نخلي بين الناس وأنفسهم ونسمح لهم ليكونوا(هم) كما خلقهم الله وفطرهم وأعطاهم من الطباع والصفات لا كما نريدهم نحن قسراً.

عبد العزيز الصاعدي

الوطن 16/10/2003

* * *

حقوق الإنسان... انتهاك الوعي

القضية ليست أن نطيل الحكي بأننا سبقنا العالم في المناداة بهذه الحقوق بقرون عديدة عند كل جدل، دون أن نتنبه إلى أن هذا دليل إدانة على أنفسنا لأننا فشلنا في تأسيس ونشر ثقافة عملية بهذه الحقوق عند شعوبنا مع أنها من أسس ديننا. من الأوهام السائدة حصر أشكال انتهاك هذه الحقوق في الاستبداد السياسي والمقابر الجماعية على طريقة الأنظمة الشمولية، فعالمنا العربي والإسلامي مليء بالمستبدين الصغار في البيوت، حيث انتهاك حق الطفل والمرأة والخادمة. هناك انتهاك قوى اجتماعية لقوى أخرى أضعف منها، وقد يأتي المستبد بصورة فقيه يشرعن سيطرته على الآخرين ويجعل لحمه مسموماً ومختلفاً عن لحوم بقية الناس. الاستبداد ليس مظهره السجن التقليدي، فهناك سجن المعاملات عبر بيروقراطية قاتلة من موظف صغير مستبد! إن صور الاستبداد لا نهاية لها فالقتل ربما يأتي من طبيب مستهتر بصحة مرضاه، ورجل الفكر والإعلام قد يقوم بمهمة انتهاك الوعي العام وتزييف الحقائق.. وهي التي تصنع لنا في النهاية الاستبداد في صورته السياسية.

عبد العزيز الخضر

الوطن 15/10/2003

* * *

لماذا صورتنا هكذا في الخارج؟

حفل زفاف الطبيب والممرضة حدث داخل سكن مستشفى في الطائف، ونقل عن مسؤول في صحة الطائف أن هذا انتهاك لقرارات وزارة الصحة. هذا المسؤول بدا من كلامه، وكأن كارثة قد حدثت، ولذلك فأنا أنصحه أن يقرأ أولاً كلام المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه ومعه كل الحق في إخفاء اسمه لأن لديه تعليمات لا تنسجم مع العقل ولا مع المنطق ولا مع مقتضيات الحياة الإنسانية، وقد خالفها عن قناعة لكنه لو أعلن اسمه فإن سياط حراس التعليمات لن ترحمه. الذين يضعون مثل هذه التعليمات لا يفكرون في أبعادها، ولا يعتقدون أن هؤلاء الناس الذين يأتون إلينا من الخارج بشر من حقهم أن يعيشوا حياة سوية، أو على الأقل يتلقون تعليمات منطقية. الأمر هنا لا يقتصر على وزارة الصحة إنه يطول كل التعليمات والأنظمة التي تطبق بحق العمالة الأجنبية والتي لو روجعت لوجدنا فيها كثيراً مما سنعاقب عليه ممرضة احتفلت بزواجها، ولوجدنا فيها ما يجعلنا نكف عن التساؤل باستنكار: لماذا صورتنا مشوهة في الخارج!، ولعرفنا أن تعليماتنا وأنظمتنا وتعاملنا هي التي تعبر عن حقيقتنا دون رتوش.

قينان الغامدي

الوطن 14/10/2003

* * *

لم نصل الى الكارثة بعد.. ولكننا قريبين منها!

لقد صدمت وغيري بعد استماعنا للورقة الأولى عن (بيئة الاستثمار في المملكة) والتي كانت الأكثر شفافية ووضوحاً، وصفها أحد الحضور من رجال الأعمال وقت الحوار بأنها (صورة قاتمة) ووصفها الآخرون بأنها صورة (محبطة) وحمّل بعض رجال الأعمال بعض قيادات الدولة التنفيذية المسؤولية. ورغم أننا لم نصل بعد إلى مرحلة الكارثة الاقتصادية إلا أنه ينبغي عدم إهمال معالجة هذه القضايا وسرعة العمل على إعداد خطة إنقاذ سريعة وبعيدة عن بيروقراطية الإدارة ومحددة بزمن معين لنستطيع تجاوز هذه الكارثة المتوقعة.

بعض الاختلالات الهيكلية كان من أهمها (تدني كفاءة الاستثمار في تحقيق النمو الاقتصادي إلى جانب تباطؤ تأثيره في تحقيق عملية التحول الهيكلي وتوسيع النشاطات الاقتصادية)، (محدودية قدرة المملكة على جذب الاستثمارات الأجنبية)، (القصور في البنية التحتية، مقارنة بدول مماثلة)، (استمرار عجوزات الموازنة العامة خلال أكثر من 15 سنة مع وصول مستوى الدين العام إلى قرابة 96% من إجمالي الناتج المحلي)، (تقلبات التجارة الخارجية واستمرار عجز الحساب الجاري لميزان المدفوعات من عام 1983 إلى 1999م)، (التحولات السكانية التي ساهمت في عدم توافق مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل).

وتؤكد الدراسة تدني حصة الاستثمار الرأسمالي إلى إجمالي الناتج المحلي من 28% في بداية الثمانينيات إلى نحو 18.4% في عام 2001 في الوقت الذي وصل فيه هذا المتوسط إلى 27% في الدول النامية. ووصل المجموع التراكمي للاستثمار الأجنبي في المملكة إلى 6.4 مليارات دولار في الفترة من 1984م وحتى عام 2000م بينما بلغ حجمه 75 مليار دولار في سنغافورة خلال الفترة نفسها. أوضاع البنية التحتية التي شهدت تطورا في بعض القطاعات مثل الكهرباء والطرق والمدن الصناعية ومحطات تحلية المياه في الثمانينيات أخذت مسارا تراجعيا في التسعينيات وهذا ساهم في رفع تكلفة الخدمات مما تسبب في رفع كلفة التشغيل للمشروعات وعزوف المستثمر عن الاستثمار في المملكة. وترجع الدراسة السبب إلى تدني الإنفاق الحكومي على تجهيزات البنية الأساسية إذ لم تتجاوز حصتها من إجمالي موازنة الدولة 1.2% في عام 2000م.

إن نسبة 7.7% من المستثمرين السعوديين أبدوا امتعاضهم من عدم استشارتهم من قبل الجهات الحكومية في حالة صدور أنظمة وقوانين جديدة، وتقول نتائج الاستقصاء في الدراسة إن الغالبية العظمى من المستثمرين ترى صعوبة في التوقع بالإجراءات والأحكام القضائية، ويعتقدون بأنها عائق على درجة عالية من الأهمية لنشاطاتهم الاستثمارية. وبلغت نسبة المستثمرين الذين يعتقدون بأن الحكومة معرقلة لأنشطتهم نحو 41% تقريبا وهي أكثر من مثيلاتها في الدول المتقدمة والنامية والتي بلغت 25% و30% على التوالي. وترى الدراسة بأن الانطباع الإيجابي لأصحاب الأعمال عن الحكومة قبل 10 سنوات قد تراجع قليلا في الفترة الحاضرة حيث أعرب 41% من المستثمرين عن اعتقادهم بأن الحكومة معرقلة لنشاطهم الاستثماري مقارنة مع 34% قبل 10 سنوات. وبينت نتائج الاستقصاء في الدراسة أن نسبة 75% من المستثمرين المشاركين في الاستبيان يلجؤون إلى تجاوز النظم واستخدام طرق غير قانونية لتسيير أعمالهم. وتأتي (الوساطة) في مقدمة أساليب التجاوز حيث استخدمها 62% من المستثمرين يليها من الوسائل الأخرى (المساعدات المالية) و(التحايل) وبينت نتائج الاستقصاء أن ثلثي المستثمرين السعوديين قد أحجموا عن الاستثمار بسبب صعوبات تطبيق اللوائح والنظم الحكومية، ويصرف 30% من وقت الإدارة العليا في مراجعة الدوائر الحكومية وهو يزيد بمقدار 65% عن نظيره في الدول النامية، ويمضي 25% من إجمالي المستثمرين السعوديين 25% من وقتهم في مراجعة الدوائر الحكومية في الوقت الذي لا تتعدى النسبة 2% من وقت المستثمرين في الدول المتقدمة.

عبدالله صادق دحلان

الوطن 12/10/2003

* * *

لا إشارات كثيرة قبل الكارثة!

مشكلات البلد لم تنته. فالبطالة في ازدياد، والبيروقراطية تراوح مكانها، والبيئة القانونية لم تتزحزح قيد شعرة والتعليم ما يزال يشتكي منه سوق العمل، والاستثمار الأجنبي يغازلنا عن بعد، والاستثمار المحلي مهووس بالعقار والأسهم. عدم تفعيل التوصيات المطروحة في المنتديات، سببه عدم تفاعل الجهات الحكومية المعنية. مشكلات البلد معروفة، وحلولها ليست مجهولة، ولعل إحدى حسنات هذه المنتديات أنها تذكرنا بالحلول وتضعنا أمام الأمر الواقع ـ وإن كان مما يزيد الكمد أن ترى توصيات تلك المنتديات تذهب أدراج الرياح ـ إن ما نحتاجه هو الإرادة التفعيلية لما هو موجود على الورق والقدرة على تحمل التكاليف. أتمنى ألا يكون هناك اعتقاد بأن مشكلاتنا ما زالت تحت السيطرة، فلا تؤخذ حلولها بجدية، لأن المصيبة أن انهيار السد غالبا لا تصاحبه أية إشارة بقدوم الكارثة.

تركي الثنيان

الوطن 13/10/2003

* * *

صحوة مطلوبة... ومتأخرة

لو أننا مارسنا نقداً ذاتياً لأنفسنا منذ سنوات، هل كنا سنصل إلى ما وصلنا إليه في الوقت الراهن من عجز في الميزانيات، وارتفاع في معدل البطالة، وفشل في سياسات السعودة، وركود في النشاط الاستثماري. مشكلتنا في الماضي أننا كنا نقول إن كل شيء على ما يرام، وإنه لا توجد لدينا مشكلات، حتى تراكمت الأزمات، وأصبحنا أمام جبل شاهق من التحديات المصيرية، فإما أن نبدأ التصحيح أو نواجه مصيراً سيئاً.

سليمان العقيلي

الوطن 11/10/2003

* * *

في البحث عن هوية توطين الوظائف

ليس أشد مرارة وأوقع إيلاماً من تصريحات فضفاضة يلقي بها بعض المسئولين عن توفر الفرص لكثير من الشباب السعوديين للعمل في قطاع من القطاعات، فهذه التصريحات تفعل فعلها في نفوس كثير من الشباب، بل قد تجعل بعضهم يعيش أحلام الوظيفة وإنشاء الأسرة وتربية الأولاد في رفاهية الأحلام ونعومة الخيال، في تذكير بقصة صاحب جرة العسل وعصاه الغليظة، والفرق أن أحلام صاحب الجرة مبنية على أساس، أما أحلام هؤلاء الشباب فهي مبنية على مجرد تصريحات. والمشكلة هنا أن أصحاب الوعود هم القياديون في قطاعات حكومية وفي غالب الأحيان يأتي الوعد من الرجل الأول في الوزارة أو المؤسسة قال ما قال في احتفالية ويظل الموعودون يلعقون السراب ويعانقون صنوف المأساة.

سعد عطية الغامدي

الوطن 13/10/2003

* * *

مجلس الشورى يطالب بدور حقيقي

علمت بالصدفة أن المجلس رفع وثيقة للمقام السامي ضمنها رؤيته لتعزيز الجبهة الداخلية وتكريس الوحدة الوطنية، وشرح فيها مطالبه لتوسيع صلاحياته، ومن أهم تلك الصلاحيات أن يتولى المجلس دراسة ومناقشة ميزانية الدولة السنوية وإقرارها وأن يكون من حقه سحب الثقة من أي مسؤول وكذلك استدعاء أي مسؤول ومحاسبته وفق آلية معينة دون استئذان، إضافة إلى عدم تعيين أي مسؤول كبير في أي قطاع إلا بعد موافقة المجلس كما تضمنت الوثيقة المطالبة بحقوق المرأة وضرورة مشاركتها في مجلس الشورى، وانتخاب أعضاء المجلس في مرحلة لاحقة، وأتصور أن الوثيقة تضمنت أمورا أخرى كثيرة في شؤون الإصلاح.

قينان الغامدي

الوطن 11/10/2003

* * *

الضمير المستتر في قيم المجتمع

إن تأسيس القيم المستقرة في المجتمع يتطلب اتفاقاً اجتماعياً وحواراً يضع أسسا قيمية أخلاقية مثل تكافؤ الفرص وقيم الانتماء والمواطنة والمشاركة الاجتماعية وقيم التعامل الفردي والاجتماعي إذ يتم تشكيلها في عقول الأفراد بشكل يضمن انتقالها وتأكيدها لديهم ورضاعتهم لها من الأسرة إلى المدرسة إلى المجتمع ولكن بشرط أساسي هو عدم اختلال تطبيقها أو اتساقها الفكري في أي من هذه المواقع لأن ذلك سوف يفرز انفصاما يعيد نشوء الضمائر المستترة في القيم الاجتماعية.

علي الخشيبان

الوطن 10/10/2003

* * *

صحافة تعيش بالنيابة عن الدولة!

أصدقُ كُتابِنا يكتبُ أشياءَ تبعدُ بسنواتٍ ضوئيةٍ عمّـا يفكّرُ فيهِ أو عمّا يحدثُ للناسِ في الواقع. فالناسُ أنفسهم هُنا مجردُ كُتلةٍ وهميةٌ. قيمةٌ تخيليةٌ في وعي الكاتب. ليست لهم تجمعات أو حركات، ولا تصدرُ عنهم مبادرات، إلا ما قد يُقترحُ عليهم أو يوجهونَ إليه. أفكّرُ أيضاً أنّ القراءَ متورطونَ معَ الكُتابِ في عمليةِ الوهمِ هذه؛ فهُم لا يدركونَ (خِفة) الكلمات، تجريديتها، قصورها، إنهم لا يعونَ أن الكلمات مجردَ كلمات، ويتوقعونَ منها كثيراً بل المستحيل. وهُم يأخذونَ الكُتَّابَ على محملِ الجِد بِـعُنف، سلباً وإيجاباً. الصحيفةُ لا يمكنها أن تملأ كُلّ الوظائفِ الشاغرة التي يطالب بها الناسُ - بمنتهى الجدية! - بملئها، لكنها تحاول. هكذا يولدُ كُتَّابُ وصحافةُ الـ(سوبر مان) التي تقومُ بواجبات الجميع: (الصحيفة - الشعب)، (الصحيفة - المسؤول)، (الصحيفة - البرلمان)، (الصحيفة - الحزب)، (الصحيفة - النقابة)، (الصحيفة - المؤسسات المدنية)، (الصحيفة - الجمعية الخيرية)، (الصحيفة - الوسيلة الترفيهية). مرحى؛ هذه صحيفةٌ تعيشُ بالنيابةِ عن الدولة!

إيمان القويفلي

الوطن 9/10/2003

* * *

بوصلة التوظيف!

كلما حاولت الابتعاد عن تكرار الحديث عن موضوع توظيف السعوديين أجد أمامي خبرا مزعجاً يوحي بوجود ''قنبلة موقوتة'' بيننا قد تنفجر في أي لحظه! ما نشرته الوطن حول 40 ألف شاب يتسابقون على80 وظيفة في وزارة المالية، و44% من المدمنين في الشرقية تتراوح أعمارهم بين 20 و29 عاماً.. خبران عن العاطلين ليسا بحاجة إلى تعليق! لن ينفعنا التذمر من (التستر) وبطء إحلال القوى العاملة الوطنية مكان الوافدين ولا تفنيد أعذار رجال الأعمال. نحن مازلنا نسير في تجربة متعثرة لسعودة الوظائف البسيطة وآخرها الحلاقة على الرغم من أننا نعلم أن قرارات رسمية صدرت مرارا منذ عام 1419 لسعودة وظائف البائعين وسائقي سيارات الأجرة وبائعي الخضار والأجهزة الكهربائية وغيرها لكن مفعولها مازال ضعيفا على الرغم من أن 200 ألف وافد يشغلون هذه الوظائف التي تصل مداخيلها إلى 5 مليارات ريال سنوياً!

محمد عبدالله المنصور

الوطن 7/10/2003

* * *

الحوار الوطني.. حوار الذات أم الآخر؟

الحوار لا يكون إلا مع شخص آخر تختلف معه في الرؤى والتوجهات والأفكار، وهدف الحوار شرح وجهة النظر التي تعتقدها مع محاولة إثبات هذه الوجهة بما لديك من أدلة مقنعة للشخص الآخر، كما أن الهدف كذلك أن تفهم الآخر لأن هذا الفهم يقربك منه كما يقربه منك وعندها يحصل التفاهم وتقع الألفة والتعاون. ولكن هل يمكن أن أحاور شخصاً دون أن أعترف بحقه في الاختلاف معي مهما كانت درجة هذا الاختلاف؟ بالطبع لا؟ ولهذا فمن أهم مستلزمات الحوار الاعتراف بأن هناك أشخاصاً في المجتمع يخالفون غيرهم الرأي وأن لهم كامل الحق في هذا الاختلاف، وأن هذا الاختلاف لا يقلل من شأنهم، لأنه حق لهم كما هو حق لغيرهم من الذين يخالفونهم الرأي، ولهذا فمن حقهم أن يدافعوا عن رأيهم بكل الوسائل المشروعة وفي كل القنوات المتاحة لغيرهم. الإيمان بالحوار بهذه الصورة يؤدي بالضرورة إلى قيام وحدة وطنية، لأن الجميع سيشعرون بالمساواة، كما سيشعرون أنهم يعبرون عن آرائهم بحرية مطلقة، ولكن عندما لا يوجد مثل هذا الحوار النزيه وعندما تكبت الألسنة فإن هذا يؤدي - بالضرورة كذلك - إلى تفتيت الوحدة الوطنية وتباغض الناس وبعدهم عن بعضهم، كما قد يؤدي ببعضهم إلى التعبير عن آرائهم وذواتهم بالعنف لأنهم لا يجدون إلا هذه الطريقة.

محمد علي الهرفي

الوطن 7/10/2003

* * *

سفراؤنا في الخارج: الله يسعد أيامهم!

سمعت من يقول إن السفارات السعودية أصبحت محطات استراحة للمتقاعدين، وهناك من قال لدينا سفراء في بعض العواصم لا يعرف أحدهم لغة البلاد التي يمثلنا فيها، وقال آخر إن كبار موظفي وزارة الخارجية الدبلوماسيين محبطون، لأنهم تمرسوا وتدرجوا في العمل الدبلوماسي سنوات طويلة وكلما شغر منصب سفير في إحدى العواصم تطلعوا إليه، لكنهم يرون متقاعداً أو شخصا آخر لا علاقة له بالدبلوماسية من قريب أو بعيد ينال ذلك المنصب وهم يتفرجون. وأخيراً هناك من يؤكد أنه لا علاقة للكفاءة ـ في الغالب ـ بتعيين السفراء، هناك أسباب أخرى لا نعلمها وهي التي تجعلنا نردد: الله يسعد أيامهم!

قينان الغامدي

الوطن 10/10/2003

* * *

جرعات الحرية

للحرية الإعلامية ثمن باهظ يسمى المسؤولية مما يعني حرية مسؤولة مما يرتب على الكتاب التزام ذاتي قد يكون عند تمثله وعند من يؤمن به أشد وطأة من الرقابة المفروضة. إن قسطاً من الحرية والشجاعة والجرأة في طرح المسكوت عنه على مختلف الصعد أمر ملح وعاجل. نعم نحن مجتمع ناشئ وعمره في الحوار والتحاور قصير ونجد صعوبة بالغة في تقبل الطرح المختلف فضلاً عن التعايش معه ولكن لا بأس بإعطاء جرعات مركزة وموزعة من الحرية الإعلامية تنضج هذا المجتمع الناشئ، وتبدل هذه المعطيات ولا بد من تحمل بعض السلبيات والهنات من هذا الطرف أو ذاك فلكل شيء ثمن ولكل هدف استحقاق ولكل طموح تضحية وبدون هذا سنراوح مكاننا أو نكون أبطأ من المفترض وكلاهما يفوت الغرض.

عبد العزيز الصاعدي

الوطن 6/10/2003

* * *

الإعلام والمرحلة القادمة

قناة فضائية أجرت دراسة عن أكبر مشاركة في البرامج التي تعبر عن حرية الرأي في الموضوعات الساخنة فكانت المشاركة السعودية رقم واحد، وهذا يدل على ثقافة ووعي المواطن السعودي بما يدور من حوله. هذا التطور عند المواطن يجب أن يتواكب مع الإعلام السعودي المرئي والمقروء وأعتقد أن دور الإعلام مهم في المرحلة القادمة لأن عليه دورا كبيرا في إظهار الحقائق وعرضها على المسؤولين وتسليط الضوء على أهم المشكلات في دولتنا وأن تكون صحافتنا صحافة حرة جريئة وأن تحترم الأقلام الشريفة التي تهدف إلى تنمية البلاد والرفع من قيمة المواطنين وأن نواجه الخلل والتسيب مهما كلفنا ذلك من ثمن لأن الأقلام الحرة التي سجل التاريخ لها أفضل المواقف ما زالت تعيش بيننا على الرغم من رحيلهم عن عالمنا. نتمنى للصحافة السعودية أن تحتل مركزها الطبيعي ويعمل لها حساب وتقوم بدورها الطبيعي في كشف الحقائق وألا تكون منبرا للمجاملات والمحسوبية والتطبيل بل تكون منبرا للحقيقة مهما كلفها الثمن.

أسامة جمال تركي

الوطن 6/10/2003

* * *

شِرْعـةُ الانشقاقات ومجتمع الفضيلة

تسرَّبَ خبرٌ عن سحبِ مجموعةِ كتبٍ من المكتبات المدرسيةِ في أنحاء البلاد، لأنها تحتوي على ما لا تجيزهُ الأعرافُ الرقابية. واحدٌ من هذهِ الكتب كان (أساطير شعبية) لـ(عبدالكريم الجهيمان). وهو كتاب تراثي جداً، مضمونهُ تراثي ومشاكلهُ تراثية؛ حتى الخطيئةُ التي أُخِذَ بها هذا الكتابِ القديم... قديمةٌ مثله. وقد رُفعت من المكتبات النُسخ التي تداولتها الأيدي الصغيرةُ لأعوامٍ خَلَت، وفي الزمنِ والإطارِ ذاتهما كانت تتنزلُ في مكانٍ آخرَ عشراتُ الصفحاتِ الإلكترونيةِ التي ستبقى جديدةً ولن تمسسها يد، ستراها آلافُ الأعينِ وفيها ما لم يخطرُ على قلبِ رقيبٍ بشر. هذا الرقيبُ يطمحُ بهمتهِ العاليةِ إلى (تنظيف) التراث، على الرغم مما ينطوي عليهِ هذا من تناقضٍ ضمني: إذا كان التراث ساقطاً ومُفسدا إلى هذه الدرجة، فكيفَ وُلِدَ مجتمعُ الفضيلةِ الخالصةِ الحاليّ (ممثلا بهذا الرقيب) من رحمِ التراث ذاتها؟ منَ السهلِ في هذه البلادِ أن تسمي نفسكَ بطلاً. فقط قِف على الحافةِ وقُل: (أنا أفعلهُ من أجلكم). وخلفَ هذهِ الانشقاقاتِ المزاجيةِ هناكَ مُـشرّعٌ مزاجي ورقيبٌ مزاجي، يزيدان الممنوعاتِ حولنا فتزدادُ فكرةُ البطولةِ ابتذالا وسهولة. وتـَقِلّ حقيقيتها أكثر. وحيثما كثرتِ المحرماتُ وتقاطعت كثرَ المُـنشقونَ وقلّ نصيبهم من البطولة، مثل اليانصيبٍ يفوزُ به ألفُ شخصٍ دفعةً واحدة؛ لكلِّ واحدٍ منهم بضعةُ قروشٍ بائسةٍ لا تعني شيئا ولا تُغيـّرُ شيئا. على الخريطة الوهمية، يوجدُ مُنشقونَ وهميون، وطاعاتٌ وهمية، ورقباءُ وهميون، وحدودٌ وهمية. ولو كُشفَ الغطاء عن الخريطةِ الحقيقيةِ التي لم تلعب بها الأهواء، لتبدلت أماكنُ الأحجار، ولرأينا المُنشقَّ البطلَ لصاً، ورأينا الرقيبَ الصارمَ مارقاً حقيقياً، والطاعاتِ في حقيقتها معاصيَ، والحدود... لا ترى.

إيمان القويفلي

الوطن 2/10/2003

* * *

40 ألفاً 80

وقفت حائراً أمام الأخبار الصحفية التي نشرت صوراً لأربعين ألف شاب سعودي يتزاحمون على 80 وظيفة في وزارة المالية. في ذات الوقت الذي يصطف فيه 40 ألف شاب أمام 80 فرصة وظيفية فقط، يجدر بنا أن نصدر إحصائية رسمية بعدد الوافدين القادمين والمغادرين من مطاراتنا في ذات اليوم بالتحديد لنكتشف أن الرقم قريب جداً من بعضه. الفارق أن شبابنا يصطفون أمام وزارة لديها فرص شحيحة جداً فيما يصطف الوافد أمام السفارة في الخارج في مواجهة فرصة حقيقية. الفارق أيضاً أن تحويلات العمالة وحدها تناهز سبعين مليار دولار في العام فيما رواتب كل موظفي الدولة قد لا يصل سقفها لهذا الرقم. تحرير المشروعات الاقتصادية الصغيرة جداً من سيطرة الوافد كفيل وحده بحل المشكلة لو أن هناك جرأة في الحلول.

علي سعد الموسى

الوطن 4/10/2003

* * *

صنَّاع الوهم!

تعبت منه والله، وهو مني أتعب، فكلانا مجنون بشيء ما، فأنا مجنون بحروفي وهو مجنون بالمصلحة العامة أو الخاصة، وكلانا على حق، فلا يرغب أحدنا أن يكون قربانا للآخر، وفي سبيل من؟ لا تقولوا الكلمة الحرة... فهي كلمة داخلها مفقود والخارج منها مولود. يراوغني رئيس التحرير بمحرريه اللطفاء، وأراوغه بكلماتي المتقاطعة، ألست لكعا عندما أزايد على أرزاق البشر؟ فما الذي يحصل عندما يلتقي مجنونان، كاتب ورئيس تحرير؟

الإصلاح... الإصلاح... هيا كرروا معي الإصلاح... الإصلاح فالعجائز في منازلهم يبكون لأجل أبنائهم العاطلين وأزواجهم الذين أنهكهم الدَين المستتر بأقساط لا تنتهي إلا لتبدأ، وما زال رئيس التحرير حائرا حتى هذا السطر، هل ينشر المقال أم لا؟ لأذكره بقامتي التي لا تتجاوز قلمي، وقلمي الذي لم يتجاوز وطني، ووطني الذي لم يتجاوز وجعي، والوجع فجر الإصلاح فما دمت أتألم وأصرخ سأجد من يسعفني فأنا كاتب موتور برئيس التحرير.

مجاهد عبد المتعالي

الوطن 3/10/2003

* * *

فخر الصناعة الوطنية!

لا بد وأن نزرع في هذا الطفل المولود حب الصناعة الوطنية منذ نعومة أظافره. لا بد أن نربيه على مقاطعة كل ما هو غير وطني! حتى وإن كان سريره تايلندياً، وبطانيته إنجليزية، وبيجامته فرنسية، وحليبه أمريكياً، ورضاعته ألمانية، وألعابه صينية. لا بد أن يرضع عشق الصناعات الوطنية، حتى وإن كانت سيارة والده يابانية، وثوبه كشميرياً، وشماغه إنجليزياً، وساعته سويسرية، ونظارته إيطالية، وحذاؤه تركياً، وشراباته إسبانية، وقلمه وصبغة شعره ألمانية، ومشطه هندياً، وماكينة حلاقته ألمانية، ومقص أظافره صينياً، وعطره فرنسياً، وقهوته تركية، وثلاجته أمريكية، ومكيفه يابانياً، وتلفزيونه كورياً، وسجادته إيرانية. أعدكم بأنني سأعمل جاهداً في المستقبل أن يلتحق هذا الرضيع بالعمل في (وزارة الصناعة). عفواً، هل قلت وزارة الصناعة السعودية؟!

صالح الشيحي

الوطن 3/10/2003

* * *

الميزانية القادمة

كل شيء بالبلد صار مدرجاً في ميزانية العام المقبل. مستشفى العلا للنساء والولادة في الميزانية. طريق جدة - الجنوب الساحلي قطعوه بالأمس إرباً إرباً على شركات متعددة في الميزانية القادمة. مجمع المدارس في جنوب شمال القصيم اعتمدت له المبالغ اللازمة. أزمة المياه في طريقها للزوال بعد انتهاء مرحلة الدراسة وقريباً ستفتح المظاريف للاعتماد أيضاً في الميزانية. أندية أدبية ورياضية ستنتقل إلى مقراتها بعد تخصيص النقود في الميزانية العتيدة القادمة. تطول القائمة ويصعب عليّ سردها فالمكان لن يتسع لتصريحات الوزراء: باختصار لا يمكن لي إعادة كتابة صفحات (المحليات) في صفحاتنا التي تحولت عناوينها إلى قاسم لغوي مشترك: مدرج في الميزانية القادمة. كل ما نعمله أننا نرحِّل هذه الأماني من ميزانية لأخرى، من عام لعام قادم. كل مشروعاتنا يتم تنفيذها على الورق: بتصريح واحد.

علي سعد الموسى

الوطن 1/10/2003

* * *

حقوق المرأة السعودية

كشف الاستطلاع الذي قامت به الزميلات في القسم النسائي بجريدة ''الرياض'' أن نسبة (71%) من المبحوثات لم يعرفن بتوقيع المملكة لمعاهدة حقوق المرأة والطفل والتي تنص في الأساس على عدم التفرقة العنصرية بين الجنسين. لابد أن نعترف أن إلمام المرأة بالجوانب القانونية وحقوقها في متن التشريعات النظامية بل وحقوقها التي كفلها لها الإسلام غير كاف بل إنها لا تعرف إلاّ بالقدر الذي يريده الرجل. قد يقول قائل عليها أن تقرأ وأن تبحث عن حقوقها التي أعطاها الله إياها وان لا تكتفي بثقافة المجالس بل عليها أن تعود لقراءة الأنظمة والتشريعات التي تكفل لها حقوقها القانونية والشرعية، نعم هذا صحيح ولكن أتصور أن القوانين والتشريعات القادمة يجب أن تأخذ المرأة في الاعتبار بشكل كامل، فالمرأة لم تعد كائناً هامشياً أو إنساناً بعيداً عن الأحداث.

هيا المنيع

الرياض، 18/10/2003

* * *

اؤنا والمنتديات العلمية

لماذا يعتقد الوزير انه بمجرد تقلد هذا المنصب أصبح أكبر من ان يحضر مجالس العلم وحلقات النقاش وهو يعلم أن إناء العالم غير قابل للامتلاء بل في حاجة ماسة للاستزاده، وهو يعلم ايضاً ان درجة علمه لم تكن السبب الرئيس في الترشيح بل لم تكن ضمن أهم نقاط مواصفات الاختيار. اذا كان وزراؤنا يقللون من اهمية ما ينشر في الصحف بحجة انه كلام جرايد يفتقد للعمق والتوثيق على حد قولهم، فبماذا يفسرون غيابهم عن المنتدى الاقتصادي الذي أكد الجميع انه الأعمق والأصدق والأكثر جرأة وشفافية ونم عن تغير كبير يشهده مجتمعنا في كل مجال باستثناء نظرة بعض الوزراء.

محمد الأحيدب

الرياض، 11/10/2003

* * *

محاسبة المسؤولين: هل قلتُ الكبار؟!

المسؤولون الذين يجعلون من قطاعات الدولة مؤسسات خاصة لهم ولأبنائهم وأقاربهم يريدون أن تغض الصحافة الطرف عن تجاوزاتهم المالية والإدارية بحجة استغلال الصحافة العالمية لتلك الأخطاء.. ماذا ينتظر مثل هؤلاء؟ هل ينتظرون أن تحجم الصحافة عن كشف التجاوزات والأخطاء وإفساد الأجهزة الحكومية وإغراقها بالشللية والمناطقية والجهوية؟ علينا أن نعيد صياغة الفكر الإداري القديم الذي يتكىء على إخافة الأجهزة الرقابية بما في ذلك الصحافة وجعل الصحافة العالمية (فزاعة) مرعبة تجبر الآخرين على دفن كل ما يتعلق بالفضائح المالية.. لا بد أن نخطو خطوة إلى الأمام لنتكاشف ونرمي الأوراق جميعها على الطاولة ونفتح الأبواب أمام أجهزة الدولة الرقابية لمراجعة الوظائف والسجلات المالية ويُسمح للصحافة أن تؤدي دورها في كشف الكوارث والسرقات والتجاوزات أمام الرأي العام.. وجعل باب المحاسبة مفتوحاً على مصراعيه أمام ترصد ومراقبة المتجاوزين والذين يشعرون أنهم فوق النظام، وأنهم غير مشمولين بنظام المحاسبة.

عبدالعزيز الجار الله

الرياض 20/10/2003

* * *

نبض الشارع

منذ عدة سنوات عاتبني هاتفياً أحد الوزراء على نقد وجهته إلى وزارته، وفي سياق محاولة إقناعه قلت له إننا إنما ننقل لك ما يدور في الشارع (أقصد نبض الشارع) فما كان منه إلا أن قال (بئس المرجعية، إذا كان مرجعك هو كلام شوارع)! بدا واضحاً أن معاليه خلط بين حديث الشارع كنبض وشكوى وانطباع يستخدمه الساسة في قياس نجاحهم وأصحاب القرار في تقييم قراراتهم وبين شائعة الشوارع كأداة توثيق. إننا في أمس الحاجة إلى حوارات تستشف نبض الشارع وشكوى المواطن ومشاكله ومع من هذه المعاناة؟ وممن يعاني؟ وكيف؟ وهو نبض يستحيل أن تقيسه جهة واحدة مهما بلغت من القدرات والإمكانات الاستخبارية بل يستحيل عليها نقله بنفس الوضوح الذي يوفره الحوار المفتوح.

محمد الأحيدب

الرياض، 1/10/2003

* * *

حقوق الإنسان في السعودية

الكتابة عن حقوق الانسان في الصحف السعودية ستكون موضة في الايام القادمة. لعل الاعتراف بالنواقص لدينا في هذا الجانب وهي موجودة أفضل من الرفض غير العقلاني أو الموضوعي، أو لبس ثوب المحاماة للدفاع عن المملكة كحكومة أو كمجتمع لأن ذلك لن يفيدنا فنحن الآن تحت المجهر شئنا أم ابينا. علينا ان نكون واضحين من البداية مع انفسنا وان لا نخشى فتح باب الحوار مع الآخر ونقف مدافعين في كل الاحوال. مؤتمر حقوق الانسان فرصتنا لإصلاح الداخل لمصلحة الداخل وليس لارضاء الآخر. علينا ان نتوقع ملف الإعلام الغربي وخاصة ما يتعلق بشؤون المرأة حيث سيسألون عن قيادة السيارة وعن بطاقتها المدنية وعن منعها من السفر دون محرم أو عدم تجنيس ابنائها حين زواجها من رجل غير سعودي وخلافه من الامور التي يرتبط بعضها بالجانب الديني وبعضها من مخرجات العرف الاجتماعي باسم الدين البريء منها براءة الذئب من دم يوسف.

هيا المنيع

الرياض، 4/10/2003

* * *

الأصل أم الصورة

قلتها مرة وأقولها مرات إن اردت أن تحصل على جمهور غفير مثل جمهور كرة يشجب ويشتم وأحيانا يصرخ (يعطيك الف عافية) فاكتب عن موضوع يخص المرأة، قل مثلا لماذا يحرمون المرأة من حقها في المشي في الطريق العام وستجد من ينبري لك بأحاديث وآيات واحكام وتجارب شخصية ليعيدك لجادة الطريق الذي لا تمشي فيه امرأة، لاشيء في بلادنا يثير جدلا كما تثيره موضوعات حقوق المرأة ولا تتعطل قرارات مثل تلك التي تخص المرأة، والبعض يضع المرأة وسط زحام عجيب غريب من المناكفات، فحتى لو حدثته عن نسبة الأمية عند النساء وضرورة تعليمهن، لوضع قبل هذا الموضوع أهمية تحرير فلسطين، وكأن المرأة يجب أن تظل في آخر جدول اعمال تصحيح الواقع. (هناك) فئة ليس من مهمتها سوى إعاقة وجود المرأة على سطح الأرض، لأن حضور المرأة مشوب بالريبة والشك مرتبط بالفتنة والخطيئة، أو كأن عملها وتعلمها يمس كرامة المجتمع وينتقصها، وأسوأ حجة يحتج بها المتآمرون على حضور المرأة ومشاركتها الاجتماعية أن الإسلام كفل حقوق المرأة فلا حاجة لنا بهذا الكلام ثم يعودون هم أنفسهم بحجب حقوقها وتعطيلها.

بدرية البشر

الرياض، 14/10/2003

* * *

الديمقراطية وجدلية التغيير

هل مجتعاتنا لديها القابلية للتغيير الديمقراطي؟ هل ثمة قبول شعبي بالصيغة الديمقراطية، اذا افترضنا جدلا انها صيغة ديمقراطية حقيقة وليست مجرد واجهة بائسة لاستبداد سلطوي جديد؟

الاجابة البدهية، نعم ثمة حاجة أكيدة.. وليس ثمة علاج لاوضاع الديمقراطية التي تنفر منها الشعوب لخلفية ثقافية متوجسة وقلقة، سوى بالمزيد من الديمقراطية، التي ما ان تتذوقها الشعوب وتشعر بنتائجها على اسلوب ومستقبل حياتها.. حتى تتبناها مع الوقت وربما تقاتل من اجلها يوما. وكل الطروحات التي تؤجل المشروع الديمقراطي بحجة ان شعوب المنطقة غير مهيأة لها.. دون ان تساهم في صناعة أي بيئة قابلة لهذه التجربة، هي أيضا تؤجل سنة اولى ديمقراطية بلا مبرر.

الذين يرفضون المشروع الامريكي لدمقرطية المنطقة، بحجة انه مجرد واجهة استعمارية بلون جديد.. ويرون ان التغيير اذا لم يكن من الداخل، وبفعل قوى الداخل الرازحة تحت عوامل التهميش والقمع والتغييب والاستبداد.. فهو لايعدو ان يكون واجهة بائسة لن تنال منها هذه الشعوب سوى بريق وشكل اجوف يخفي خلفه مشروع استعماري قامع. لا يمكن اعتبار هؤلاء ايضا مجرد مثقفين انتهازيين او جزء من جوقة تسويق الاستبداد.. وإن كان ثمة وجود حقيقي لهذا النوع المضر من المثقفين الذي يستخدمون العقل كشاهد زور لتأجيل فكرة التغيير باستثمار الضغط الخارجي تحت وهم او حقيقة قوى الاستعمار الدولي الجديدة.. وبالمقابل ينال منهم المستبد المحلي بشهادة زور أخرى كل ما يحتاجه لابعاد شبح التأثير الخارجي ليعيد رسم خريطة تحكمه بمفاصل الداخل وفق صيغة تؤجل أي حلول حقيقة لمشاكل مزمنة ومستعصية تنال الانسان ومقومات وجوده.

عبد الله القفاري

الرياض، 13/10/2003

* * *

حب وطني أم مزايدة؟

هل التعبير عن حب الوطن أن نكتفي من الحب بالتغني بأمجاد الماضي والمبالغة في الاطراء لأبسط المشاريع الحكومية والخاصة أو المنجزات. لا أدري لماذا وكيف تفشي بيننا كمواطنين، حس (غريب) يربط الولاء للوطن وحبه بترديد معزوفة المديح. مع أن ذلك قد لا يكون تعبيراً عن ولاء وحب للوطن بل تعبير عن ولاء للذات وحب في تحقيق مصالح شخصية آنية باقصر وأسهل الطرق.

فوزية أبو خالد

الجزيرة 9/10/2003

* * *

الإعلام والمنتديات

هناك نوع معلن من السخرية المتبادلة بين الإعلام ومنتديات الانترنت. حيث يرى الإعلام أن صخب المنتديات هي أقرب إلى العبث من الواقع، أقرب إلى التخبط والفوضى والإشاعة من حرية التعبير. فيما ترى المنتديات في الإعلام جموداً وصمتاً لا يمكن غفرانه. سيبقى الإعلام الحر أو الأقل قيوداً هو القادر على الوصول بنا إلى الطريقة الصحيحة لسماع الكلمة. لكن حين يخنق الإبداع في مساحات عدة، كما قد تخنق الكلمة في أفواه وأقلام أصحاب الكلمة، حين يكون ذلك جزءاً من الواقع مع ترحيب حار بكل مهارات المجاملة والتجميل وكل أفعال التفضيل.. فإن ذلك يكون مؤشراً غير مريح على الاطلاق لمهنة الصحافة التي يطلب منها أن تفعل الكثير وأن تقدم الكثير للوطن وللمسؤول الباحث عن الإصلاح والتطوير واقتلاع كل البثور والعلل المشوهة لأي عمل أو منجز وطني. هل تتطلب الشجاعة لطرح القضايا الصامتة إلى ساحة الحوار.. منتدى على الانترنت وأسماء مستعارة لضمان استمرار أداء النفاق الاجتماعي في أقصى طاقاته.

ناصر الصرامي

الرياض، 11/10/2003

* * *

فلتة أميرية جديدة ممنوع الولادة بدون محرم

كان من بين أهم توصيات مؤتمر حقوق الإنسان الذي استضافته الرياض ضرورة تفعيل دور المرأة المسلمة المعاصرة وإتاحة الفرصة لها للمشاركة الفعالة وتولي دورها في المجتمع والوقوف أمام أي تسويق لنماذج وقيم تتعارض مع عقيدة الأمة. ولكن دعونا من كل هذا التنظير (الكلامي) وتأملوا معي التعميم الذي نشرته الصحف في 4 شعبان 1424هـ حول تحذير جميع المستشفيات من عدم قبول أي امرأة للولادة ما لم يكن يرافقها رجل من محارمها. هذا القرار فيه امتهان للحقوق الأساسية للمرأة التي لم يجف بعد حبر أوراق العمل التي تحدثت عن صيانة هذه الحقوق.

عبدالعزيز الصويغ

عكاظ 22/10/2003

* * *

الثقافة الطائفية.. الخطر الأكبر

قلب نظرك ما شئت بين تلك المواقع الانترنيتية التي تدعي حوارية.. وهي ليست أكثر من مخابر تصب زيت الفتنة على رؤوس القراء، واذكاء مشاعل الفرقة بين ابناء الوطن الواحد.. لن تصل في الأخير سوى لنتيجة واحدة ان ثمة خلل كبير في الرؤية وخلل كبير في فهم الواقع.. واستهتار أكبر بمصير ومستقبل وطن بحاجة الى الوحدة واللحمة الداخلية ما يغنيه عن كشف الغطاء عنها بمثل هذه المقولات المستهلكة والمنبعثة من اضبارات التاريخ أو المتوجسة شرا وخيفة بكل مختلف او طائفي او مذهبي. ماذا يريد هؤلاء، هل يريدون دولة مذهبية صافية، لهم وحدهم، هل يريدون نسيج وطن بلون واحد ورؤية واحدة وعقل واحد وفكر واحد.. عنوانه الكبير المذهب وعلاقاته تحددها لون الطائفة والتباساتها المقموعة. ثمة خلل كبير في عقل لا يريد الاعتراف بالآخر، فقط لأنه الآخر مذهبيا او طائفيا.. بغض النظر عن المشتركات الكبرى وبغض النظر عن مستقبل وطن تتنازعه قوى ومصالح دولية.. لا يمكن ان تنفذ الى نسيج الوطن الا من خلال اللعب على حبال الاقليات ومصالحها وحقوقها التي يساهم هؤلاء من حيث يعلمون او لا يعلمون في اذكاء فتيلها وتقديم الفرصة السانحة لبناء جبل من المتناقضات بين أبناء الوطن الواحد على جسر الاختلاف المذهبي والطائفي.. تحت عناوين حماية الأقليات او تمكينها من حقوقها.

عبد الله القفاري

الرياض، 6/10/2003

* * *

أكاذيب (المؤامرة) على المرأة

لابد أن تخرج المرأة من ذهنية المؤامرة التي صنفها لها خطاب الصحوة، وتدرك أن العالم المتحضر في مجمله لم يعلم بحالها، فضلاً عن أن يحيك لها المؤامرات. وإنه لتصور في غاية السذاجة أن تتصور أن القوى العالمية قد فرغت من أشغالها، وأهملت قضاياها الكبرى، كي تتآمر على المرأة في بلد هنا أو بلد هناك، وماذا يعني للعالم المتحضر أن تكشف المرأة عندنا عن وجهها أو تستره، وهل ستضطرب سياسات ذلك العالم وتتقهقر جيوشه، وتتهاوى اقتصادياته إن بقيت نساؤنا حبيسات البيوت. إن هذا التصور وما يلحق به من تخيلات كاذبة لا جدوى من ورائه إلا أن يجعلنا أضحوكة على الملأ فضلاً عن أنه يرسخ تخلفنا ويمنعنا من رؤية الوقائع كما هي عليه.

محمد بن علي المحمود

الرياض 16/10/2003

* * *

ألم يحن الإعتراف برشدنا؟

هل حقاً نحن أناس لا تليق بنا الحرية والديمقراطية، لأنها في الأغلب نابعة عن تجربه غربية مستوردة لا تليق بعروبتنا! فالشعوب العربية يجب أن تكون أيدلوجياتها ونظمها السياسية هي نتاج تجربتها البحتة ومعاناتها المحلية! ونحن كما يقول الكثير غير مؤهلين لها بسبب ( تخلفنا وجهلنا) مكملين بمقولتهم الشهيرة بأننا إن مارسنا الديمقراطية اليوم بالترتيب العربي القائم سنجد نتائج قد تكون عواقبها بشعة ومفجعة! مما يعيدنا إلى واقع الفزاعة الذي يمارسونه علينا، كلما ناقشنا مصيرنا أخرجوها من جيوبهم، وكلما ناقشناهم في الحرية أخرسونا وكتمونا بسؤال: هل تعرفون العواقب، وهل تعرفون البديل؟الأنظمة العربية تتهم المواطن بالجهل بينما هي تمنع عنه أي تنوير يغير به واقعه! فإذا كان دواء التقاليد والقيم البالية: التنوير، فهو أصبح اليوم مطعونا في مصداقيته ومسحوبا من الأسواق.

وفاء عبدالله الرشيد

الوطن 28/10/2003

* * *

الصفحة السابقة