قريباً.. صبي سلمان ملكاً

رأى الكاتب ديفيد إيغناسيوس في صحيفة «واشنطن بوست» في مقالته في 8 سبتمبر الجاري أن ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والبالغ من العمر ثلاثين عاماً فقط، قد دخل في منافسة على السلطة مع ولي العهد محمد بن نايف الذي يشغل منصب وزير الداخلية، والحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة في حربها ضد القاعدة.

ويقول الكاتب إن محمد بن سلمان قد يصبح ملك السعودية المقبل. ويشير ديفيد إيغناسيوس إلى عدد من المبادرات السياسية الجريئة والمناورات التي قام بها محمد بن سلمان في الآونة الأخيرة والتي تعزز نفوذه كرجل ثان في النظام السعودي. ومن بين هذه المبادرات لقاؤه مع رئيس مكتب الأمن القومي السوري علي مملوك في الرياض في شهر تموز الماضي.. وفتحه حواراً مع روسيا حول الأزمة السورية.

واضاف إيغناسيوس: «إن اجتماع أوباما مع الملك السعودي سلمان ومسؤولين في الولايات المتحدة يدلل على مراقبة قلقة لمنافسة محمد طموح الملك وولي العهد محمد بن نايف». وتابع: «لاحظ المسئولون الأمريكيون في الأسابيع الأخيرة نزعة سياسية عدوانية لمحمد بن سلمان»، خاصة بعد أن تمت إزاحة الأمير مقرن بن عبد العزيز عن منصب ولاية العهد. وتكهن مراقبون أنه وبناء على ذلك قد يقوم الملك بإزاحة ولي العهد من منصبه ويضع إبنه مكانه ليصبح الملك المنتظر؛ وقد يحدث ذلك قريباً نظرا لان عمر الملك سلمان قد تجاوز الـ 75 عاماً.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» تصريحاً لمسئول عربي قال فيه «دعونا نواجه الحقيقة.. انه ابن الملك. هناك فرصة قوية لأن يكون الملك القادم». وعليه تقوم أمريكا بشكل شبه يومي بتقوية العلاقة مع محمد بن سلمان «وتربيته على يديها»، بالرغم من أن واشنطن تزعم بأنها تريد أن تبقى بعيداً عن صراع الخلافة والملك في أي بلد أجنبي، وخاصة في المملكة العربية السعودية، حيث مسألة الخلافة معقدة وغامضة.

وتقارن الصحيفة بين الفوائد والخسائر التي يمكن أن تحصل عليها الولايات المتحدة جرّاء تولي محمد بن سلمان خاصة وأنه في ريعان شبابه مؤكدة أن الفوائد المحتملة «هائلة». وتضيف «على ما يبدو لم يطلب المسؤولون السعوديون من الولايات المتحدة آراءها حول الخلافة، ولكن البعض يشعر أن زيارة سلمان كانت مثل استعلام يمكن أن يأتي قريباً - ربما يجبر واشنطن أن تقرر ما إذا كانت تريد أن تقدم أي توجيه أو البقاء مع الملك الشاب.

وتمضي الصحيفة فتقول بأن الملك سلمان وإبنه قاما ببعض المبادرات الدبلوماسية العدوانية مثل حوار واسع النطاق مع روسيا، وإرسال وفد كبير (بما في ذلك العديد من الوزراء) في منتدى سان بطرسبرج الاقتصادي الدولي في يونيو الماضي؛ كما التقى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير نظيريه الروسي والولايات المتحدة، سيرجي لافروف وجون كيري، في أوائل شهر أغسطس في الدوحة، لإجراء مناقشات ثلاثية بشأن سوريا.

وكان التحرك الأكثر إثارة لمحمد بن سلمان هو اجتماعه في الرياض في أواخر يوليو مع علي مملوك، مستشار المخابرات للرئيس بشار الأسد. في ذلك الاجتماع، بوساطة على ما يبدو من قبل روسيا، «طرحت فكرة أن الأسد يمكن أن يبقى في السلطة إذا كانت ايران ستوافق، مع بعض التعديلات التي تنهي الأزمة السورية «.

ووصفت الصحيفة مجرد البحث في نقطة كهذه يعد تغييراً حاداً في السياسة السعودية الرسمية، وعلامة على السعر الذي دفع الرياض للحد من النفوذ الإيراني في دمشق. وختمت بالقول أن «موقف واشنطن بشأن التطورات الأخيرة في السعودية يبقى مبهما».

الصفحة السابقة