العدد 16


هذا ما يصنعه هامش الحرية في الإعلام السعودي


اختراق المناخات وسطوة السائد

القضية هي أن سلوك (القطيع) المعروف في سوق الأسهم وتداولها والذي يتلاعب عن طريق الهوامير بالأسماك الصغيرة مسيطر على ثقافتنا وسلوكنا الاجتماعي والفكري حيث نرغب في جمال الشكل واتساق المجتمع في منظومة واحدة تسر الناظرين عند رؤيتها بغض النظر عن صلاح الجوهر وصلابته والاشتغال على إصلاحه باستكناه الظواهر والمؤشرات التي تدل عليه عندما يتاح الانعتاق من السائد وسطوته الذي لا يعني الصواب بالضرورة. إن الخروج على هذه المنظومة الأخطبوطية ليس فقط باهظ الكلفة على الصعيد الاجتماعي والفكري والثقافي. وهذا دليل قاطع على قسوة المجتمع في الانعتاق من منظومته ومبالغته في تقديس السائد والمناخ المنتشر للتو واللحظة وفي نفس الوقت لا يمنع من الانتكاس عنه إلى غيره مرة أخرى بشرط الجماعية (القطيع) حفاظاً على الشكل الخارجي. إن خطورة هذه السطوة هو تستر القناعات تحت السطح هروباً من هذا السوط المسلط بحيث يصبح المجتمع هلامياً مطاطياً إسفنجيا يستوعب الشيء ونقيضه والمتضادات لا لنضج فيه ولكن بحثاً عن تراص وتنامط شكلي ويهرب بالتالي بهذا من دفع استحقاقات أي تغيير أو تطوير. إن هذا مرض خطير يظهر فجاءة وينتقل فجاءة ويختفي فجاءة. فجأة كل المجتمع إصلاحي وقبلها بفترة كل المجتمع مؤدلج ويمكن أن يكون أي شيء آخر إذا سن بفرمان اجتماعي وفكري وسياسي أي مناخ آخر وهذا أدى إلى إشكالية المصطلح وتنازعه حيث الجميع ينادي بالإصلاح ولكن كل يفهمه على طريقته الخاصة ويحاول أن يجذبه ناحيته ويلبسه الأثواب التي كان يرتديها قبلاً.

عبدالعزيز الصاعدي

الوطن 30/1/2004

* * *

بالجهر: مؤسسات وطنية بالغة السرية

تخيلوا، فقط من نافذة الأحلام، أن نستيقظ هذا الصباح لنجد الهيئات والمؤسسات التالية وقد أخذت مواقعها الأنيقة على ناصية بعض شوارعنا: أولا: الهيئة العامة لتفريخ الإرهاب: مؤسسة خاصة هدفها بث الكراهية والعنف والعداء لكل جديد مختلف. ثانيا: اللجنة الوطنية لحماية لصوص المال والأراضي. ثالثا: المجموعة السعودية لتطفيش المواطن من العمل في القطاع الخاص: فروعها الأساسية في بنجلاديش والهند ومانيلا وشعارها المحلي هنا: نحو مجتمع بالغ التعددية. استيقظوا من الأحلام فهذه اللجان ليست من الأوهام ولوحاتها الخفية على شوارعنا ثابتة بتعاقب السنين والأيام، ويعرفها كل العقلاء من الدواب والأنام وشخوصها يسرقونكم في الليل وأنتم نيام.

علي سعد الموسى

الوطن 28/1/2004

* * *

الصحافة والشباب

ناقش الزميل خالد السهيل في مقالته في (الاقتصادية) أمس (26 يناير 2004) ما كتبته في هذا العمود عن عدم تطور أرقام توزيع الصحف بما يتناسب والنمو الديمغرافي. وركز في مقالته على عدم الاهتمام بالشباب وقضاياهم. حيث يمثلون 60% من سكان المملكة. إن صحفنا التي ابتلاها الله بالاهتمام بالانتخابات في جورجيا وفنزويلا وغيرهما، كان حرياً بها أن تناقش عدم توفر الوسائل المعاصرة التي يعبر فيها الشباب عن ذواتهم من قبيل الروابط والاتحادات الطلابية المنتخبة في الجامعات، وذلك حتى قبل أن تناقش أفكاراً من قبيل انتخابات مجلس الشورى ومجالس المناطق. إن الصحافة مجحفة في حق الشباب، وحتى في المؤسسات الصحفية نفسها لا ينال الشباب طموحه في الترقي وتحقيق تطلعاته القيادية إلا بعد أن يشيب رأسه. بفضل تمترس الجيل القديم في كراسيهم، وعدم إتاحة الفرصة للأجيال الجديدة لتحقق ذاتها.

سليمان العقيلي

الوطن 27/1/2004

* * *

دعوا الزهور تتفتح

الخوف كل الخوف من الحوار الجاري في بلادنا حالياً هو أن يؤدي التركيز على جانب واحد متعلق بإعادة النظر في بعض المواد والنصوص (التي زعموا أنها تشجع على العنف والتطرف) إلى تراجع الاهتمام بالجانب الآخر والأهم وهو العملية التعليمية والمشاكل التي تعترضها وتؤثر سلباً في مخرجاتها التي من المفترض أنها تصب في خدمة التنمية. فما زالت بعض مناهجنا التعليمية تستعصي على محاولات الإصلاح والتجديد، وما زال بعضها يحتاج إلى المراجعة والتقويم من حيث الشكل والمضمون والمخرجات التربوية، ناهيك عن ضرورة تطوير أساليب التدريس وطرقه، والبحث عن طرق أقل كلفة وأفضل عائداً في مجالات الإنفاق التربوي.

د. سعيد المليص

الوطن 23/1/2004

* * *

إنها الطبقة العازلة يا فضيلة الشيخ

يقول الشيخ سلمان العودة: (ويحق القول إننا، نحن - الإسلاميين وطلبة العلم - نمارس النقد في حق الآخرين ولكننا نخشاه كثيراً ونهرب منه، وهذا ليس بجيد بل الحق أن نفرح به.. وفي الغالب نحن نقوم بتصنيف الناس وفرزهم إلى مجموعات متناسبة في الرأي والفكر قبل أن نوجه النقد الذي يستهدفهم كأفراد وكمجموعات في الوقت ذاته). أؤكد هنا أن الشيخ الكريم لم يكن يتكلم مطلقاً بضمير المفرد بل كان يكتب حال المدرسة. المشكلة بالتحديد مع المغالين في تقديس الدعاة وطلبة العلم حتى جعلوا بينهم وبين مفردات النقد والمناصحة حاجزا يصعب على أي تجاوزه. تعتقد هذه الطبقة الأسمنتية العازلة أن كل شيخ منزَّه بالفطرة عن الأخطاء وأنه في منزلة فوق القدرة الفكرية للبشر وأن كل كلمة تحاوره أو تختلف معه ليست إلا نهشاً في لحوم العلماء المسمومة.

علي سعد الموسى

الوطن 21/1/2004

* * *

السياسة بين السلفية وفكر الصحوة

تتميز السلفية التقليدية ظاهرياً عن قيادات فكر الصحوة المعاصرة في تهميش الموضوعات السياسية، وفي طريقة إنكار المنكر المتعلق بالسياسة، والتأكيد الدائم على مبدأ طاعة ولي الأمر وعدم الخروج عليه، مما جعلها تبدو أقل خطراً في نظر السياسي، لكن المشترك بين فكر الصحوة والسلفية أكبر بكثير مما يحاول تصويره السلفيون. الاختلافات في حقيقتها شكلية، والأزمة الفكرية واحدة، وأي محاولة تفريق جذرية هي من قبيل الأمنيات أكثر منها حقيقة واقعية تستحق أن يتوهم تيار أنه في مأمن من تحمل أخطاء ما يحدث على الساحة الإسلامية من أزمات سياسية ونزوع نحو العنف. طاقة الإسلام الحركي والصحوة كامنة في الفكر السلفي وجذوره منطلقة منه. ولهذا أظهرت الأحداث مؤخراً التداخل في الأزمة الفكرية، فقبل أن يكتمل مشروع بعض أصحاب التوجه السلفي في نقد الحزبيين أو الحركيين في رأيهم منذ التسعينيات وتشويه رموز الفكر الصحوي إذا بالأحداث المحلية والعالمية تضع الفكر السلفي هو الآخر تحت المساءلة والمراجعة ونقد لجذوره، لتؤكد أن فكر الصحوة في حقيقته سلفي المرجع لكنه أكثر تنظيراً حول متغيرات الواقع. وجدنا قيادات سلفية شهيرة هي في مقدمة من ينكر علناً قرارات سياسية وعلقت فتاواهم في المساجد كما في موضوع المناهج، وقرار دمج الرئاسة العام لتعليم البنات وغيرها، مما يخالف المنهج الذي يرونه في بداية التسعينيات في الإنكار على ولي الأمر، وزايدوا فيه على قيادات الصحوة، والمفارقة أن يصبح بعض رموز فكر الصحوة أقل إزعاجاً حول هذه الموضوعات، والحوار الوطني وجميع إشكالياته الفكرية الدينية في حقيقته سيضع أصحاب التوجه السلفي على المحك أكثر من غيرهم. هذا الفكر أصبح في مأزق حقيقي مع متغيرات الواقع السياسي محلياً وعالمياً، فإما أن يخفف من شروطه المنهجية التي اجتهد وربطها في العقيدة، مما يعني سقوط مشروعه ومزايداته على أصحاب التيارات الإسلامية الأخرى، أو أن يستمر في تأصيل هذا الجانب باللغة نفسها التي اتبعها في الماضي وأوائل التسعينيات، مما سيجعل منه صداعاً سياسياً وملجأ لتكوينات تطرف مستقبلي.

عبد العزيز الخضر

الوطن 21/1/2004

* * *

حين دفعنا ثمناً لا يطاق

سنواصل الكتابة على الرغم من أنها طريق مملوء بالأشواك واعقبات وعلى الرغم من أنها تجلب لنا كل صباح مزيداً من الأضداد والصداع. الكتابة ليست نزهة وليست أيضا بالطريق المثالي لطلب الانتشار والشهرة.

الكاتب الحقيقي هو من يتناقص جمهوره مع كل فكرة أو مقال لأن الضمير الحي يستلزم تقاطعاً بين الأقلام والمصلحة. تتعرض مصلحتنا البسيطة جداً جداً للإذلال والتسويف كلما دخلنا إدارة حكومية أو طالبنا بشيء من حقوقنا تماماً مثلما يجد الصامتون حقوقهم ومعاملاتهم جاهزة للتوقيع بطرفة عين. تزداد وتكبر من حولنا دائرة الشك لندخل القوائم السوداء في ذهن الإداري وإضبارة المسؤول وتقييم المثقف ونظرة المفكر. كل ذلك لأننا حاولنا أن نضيء زاوية مظلمة في أركان إدارته أو عارضنا له حجة.

علي سعد الموسى

الوطن 20/1/2004

* * *

الأمير عبدالله ومسيرة الإصلاح

نريد حرية إعلامية تامة وفي كل أجهزة الإعلام وأنا أعتقد أن هذه الحرية تخدم هذه الأجهزة وتعطيها مصداقية تامة داخل بلادنا وخارجها، ومهما حاولت وسائل الإعلام كلها أن تسوق نفسها فلن تفلح إذا لم تكن قادرة على قول كل ما تريد بكل حرية وينبغي على هذه الوسائل أن تدرك أن المتلقي اليوم غيره بالأمس فوسائل الاتصال أصبحت في متناول الجميع ولا يمكن منافستها إلا بالإعلام القوي والصادق. والحرية التي نريدها ليست في الإعلام وحده بل في كل المؤسسات خاصة الثقافية منها وأهمها المدارس والجامعات. هذه المؤسسات التي ينبغي أن تقوي هذه الروح في طلبتها لينشأوا أحراراً أسوياء فهذا اللون من البشر هو القادر على الدفاع عن دينه ووطنه، أما العبيد فهم دون ذلك بكثير.

محمد علي الهرفي

الوطن 20/1/2003

* * *

في تكوين فكر العنف والتطرف

هل يكفي أن نعلق نشوء تيار العنف على ما تفعله السلطات وما يحيط بالمجتمع من انحرافات ونبرئ الصحوة رموزا ومناهج وسلوكيات من التبعة ونخلي جانبها من المسؤولية؟! علينا أن نكف عن إلقاء التبعة كلها على الخارج، إن إلقاء التبعة على الآخر أمر ميسور، وهو - في حقيقته - هروب من المواجهة. يتمثل الخلل الذاتي في بعض مناهج التكوين الفكري والتربية العقائدية والحركية التي يتبناها كثير من الجماعات والرموز والدعاة الإسلاميين الذين يسهمون في توجيه الشباب وإرشادهم. إن هذه المناهج تمهد الأرضية الصالحة لنمو بذور الاتجاه نحو العنف لدى بعض فئات الشباب المتلزم. الأمر الآخر يتعلق بالخطاب الديني الذي يتبناه هؤلاء المرشدون والموجهون. وهو خطاب يميل إلى (الإثارة والتهييج) أكثر مما يعتمد على (المنهجية الموضوعية) وهو أقرب إلى أسلوب الخطاب (الثوري) في العمل السياسي، منه إلى أسلوب (الخطاب البنائي) في العمل الفكري والدعوي. وهذا اللون من الخطاب التهييجي يتسبب في تصعيد العواطف وشحن النفوس مما يؤدي إلى اختلال معايير الحكم والتقويم لدى الشباب فيدفعهم إلى مالا تحمد عقباه!

عبد القادر طاش

الوطن 18/1/2004

* * *

تفكيك مدخلات الأيديولوجية

إن هذا التيار التكفيري الذي نصطلي بناره اليوم إنما يأخذ فاعليته الأبستميولوجية ومن ثم السوسيولوجية بالتبع بالاتكاء على تراث ضخم منتج بشكل تراكمي يتوافر على مقومات صلبة لإنتاج معاني التكفير وفق ما يشتهي ويتمنى المريد، إنه تراث يضم بين جنباته توليفة هائلة من نصوص مقدسة تتوافر على قراءات متباينة وتفسيرات مختلفة وتجارب بشرية تاريخية تستنبت في غير أرضها يقرؤها التكفيريون قراءة مجتزأة من سياقها العام وظروفها الزمكانية ومحاضنها النفسية والاجتماعية التي دشنت فيها، ويريدون تطبيقها على واقع مختلف تماماً إن زمانياً أو مكانياً أو حتى ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً وقبل كل ذلك العيش وسط وضع سياسي يؤصل لكيانات قومية تمثل المواطنة فيها علامة.

يوسف ابا الخيل

الوطن 15/1/2004

* * *

الحوار الوطني: مفهوم جديد للعمل الحزبي

تطوير الحوار في المركز يمكن أن يؤرخ ببدايتين، البداية الأولى: تطوير الانفتاح الفكري في المملكة، أو عصر التعبير الحقيقي عن الرأي الحر، والبداية الثانية: التفاهم والتقارب بين التيارات الفكرية التي تمثل شرائح المجتمع السعودي، وكلا البدايتين تؤطران للعمل الحزبي الإيجابي، ضمن منظومة الإصلاح السياسي المقترحة في المملكة. تكرار لقاءات الحوار الوطني ليست دعوة لتجارة الكلام، أو بيع التوصيات على قارعة الطريق، بل إنها تصب في صلب تطوير وتقوية الإصلاح السياسي، وفق نظريات قيادية حديثة، تحترم الرعية، وتعطي أهمية الأمن والسلام، من خلال ولاء وقناعة الشعب والأتباع، وأهمية لقاءات مركز الحوار للمواطنين تنبع أولاً: من كونها، ملتقى التيارات الفكرية المختلفة، في دولة لا تعمل بالنظام الحزبي، وثانياً: بعد استبعاد موظفي الدولة، أصبح من الممكن إتاحة النقد الموضوعي، للأنظمة البيروقراطية، ومستوى الخدمات التنفيذية، بكل شفافية، وثالثاً: إن معظم مشاكلنا في الإصلاح يبدأ بمصالحة التيارات الموجودة على الساحة.

مازن بليلة

الوطن 10/1/2004

* * *

نحشو رؤوسنا بأفكار الآخرين

ماذا نقول نحن يا ترى هنا في المملكة العربية السعودية حيث لا مسرح ولا سينما ولا حركة فنية على الإطلاق عدا مسلسل يتيم أفتوا بتحريم مشاهدته.. بل لا برامج قوية، ولا إنتاج فكري مكتوب.. فقط هناك رقابة صارمة على كل شيء تشم فيه رائحة الفكر والفن.. وتظل ملايين الرؤوس هنا تبحث عن الأفكار المحلية والتجارب الوطنية المجسدة بأسلوب فني.. تبحث عن وسائل لتملأ بها وقتها وتتسلى وتستفيد فلا تجد إلا تلك الأنهار المتدفقة من الخارج بأسماكها وتماسيحها وتظمأ وتجوع فتشرب وتأكل كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة من أفكار الآخرين من خلال برامجهم ومسلسلاتهم وكتبهم وتستمر وتظل هكذا متسمرة أمام شاشات التلفزيون تحشو صناديقها بالأفكار والمواعظ والتجارب والتوجيهات من كل الألوان والأشكال عدا اللون الأخضر.

حراس الفكر لدينا يحملون سيوفهم وبنادقهم ويظلون متيقظين واقفين على رؤوس أولئك الذين يمارسون تجاربهم الأولى في الآداب والفنون ويتعلمون ألف باء وسيلة العصر وكلما تعلموا حرفاً جاءتهم طلقة أسكتتهم فنسوا ما تعلموا ورجعوا إلى نقطة الصفر أما تلك الأنهار المتدفقة المقبلة عبر الفضائيات والإنترنت فتكتسح كل شيء لأنه لا سلطان لحراس الفكر عليها ولذلك تسود وتسيطر ويزداد أهلها خبرة وغنى وجاهاً على حسابنا ونزداد نحن ضعفاً وعجزاً وتبعية.

عبد الله ناصر الفوزان

الوطن 7/1/2004

* * *

مؤتمر الحوار: ثقافة الاختلاف

الإنجاز الحقيقي الذي يجب ألا يتوارى في خضم الركض وراء الإثارة هو هذا الاعتراف بالتنوع المتساوي الذي منحه الله حق الوجود على هذه المعمورة.. تنوع مذهبي.. تنوع فكري تنوع ثقافي.. تنوع طائفي بل وحتى تنوع (مظهري) في الشكل واللون والملبس، كما أن حماية الدولة لهذا الحق في التنوع هي الأساس في خلق حالة من التوازن والأمان تمهيدا لحماية المجتمع بأسره لهذا الحق وحماية الوطن من الغلو والتطرف.

أميرة كشغري

الوطن 6/1/2004

* * *

اليوم الوطني الثاني!

من كان يصدق أنه خلال أقل من ستة أشهر من بدء الحوار الوطني، ترى جلوساً على أريكة واحدة: محمد علوي مالكي وسلمان العودة والسيد هاشم السلمان! من كان يصدق أنني سأرى أمام عيني عناقاً أخوياً حاراً بين: سلمان العودة ومحمد سعيد طيب، بعد الذي كان أيام حرب الخليج الأولى! من كان يصدق أنك سترى أحاديث أخوية جانبية بين عبدالله الغذامي وعائض القرني! لم يكن يشغلني كثيراً البيان الختامي والتوصيات لأني كنت أرى أن مشاهد التمازج هذه بين أطياف الوطن هي (التوصية الأولى) التي تحققت حتى قبل أن تعلن في البيان الختامي.

زياد عبد الله الدريس

الوطن 6/1/2004

* * *

حجب القاسم

عبّر المشرف على ملحق (الرسالة)، الصادر عن جريدة المدينة، الزميل عبدالعزيز قاسم، عن حزنه لرفض إجازة الجزء الثاني من كتابه (مكاشفات) بعد ان أصدر جزأه الأول قبل سنتين. وقال: (أيعقل أن ينتهي مصير كتاب، حاز على قبول لدى نشره في الصحف السيارة، من النخب المثقفة وكثير من المسؤولين هكذا؟!). وبكل تعاطفي الشديد، وتضامني الأشد، مع الزميل القاسم فإنني أحب أن أوضح له أن المسألة: نعم هكذا. إنها هكذا، وبكل بساطة هكذا. فآلية الرقابة التي طالما ناشدنا المسؤولين بإعطائها جزءاً من وقتهم، لدراسة واقعها المتردي، لا تتلاءم مع النقلة النوعية في الهوامش المتاحة للتعبير عن الرأي. المسؤولون يجب أن يعرفوا أن أي كتاب يصدر اليوم، وأي جريدة تنتجها المطبعة، يكونان متاحين للجميع، خلال لحظة الكترونية، وأن على الرقابة أن تساير هذا التطور، وأن توسع هامشها، من خلال بث دماء جديدة ومهنية وألا تصير مصائر الفكر والثقافة والإبداع، مصائر (هكذا).

سعد الدوسري

الرياض، 28/1/2004

* * *

حماية البيضة

الحوار الوطني مقدمة فكرية لقيام مؤسسات المجتمع المدني. فإن بقي المتحاورون يتداولون البحوث النظرية فلا فائدة فيه أو منه. ومنها فكرة أن يتحول مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني إلى جمعية أهلية مستقلة تُعنى بالشأن المدني السعودي، وقد تصبح نواة لجمعية وطنية تقوم بالاستشعار المستقبلي، وعمل استفتاءات عملية تخص الشأن السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتربوي، وتخدم صانع القرار السياسي، أو أرباب الخطط المستقبلية للتنمية الوطنية وغيرهم.

عبد الله العسكر

الرياض، 7/1/2004

* * *

وضع اليد

من منطلق الحق وضرورة اتباع الأنظمة فإن ما يمارس حالياً من مخالفات وتعديات على أراض وأملاك حكومية ترهق كاهل لجنة التعديات سلوك غير مبرر ولا يتناسب مع الوعي وروح العصر ويجب أن يتوقف في كل مدينة وقرية وهجرة وبر! وقد سبق لولي العهد أن فرّج إحدى كرب مدينة جدة وجميع المدن الساحلية عندما وجه يحفظه الله بمنع التملك والبناء على الشواطئ. وكم أتمنى ان يشمل التوجيه التشدد في منع وضع اليد على مناطق الترفيه البريء وشواطئ الرمال الحمر في وسط الصحراء لينعم الجميع بما تنشق عنه أرض هذا الوطن من خير ونعمة وعشب وكمأة وما تحتضنه من شامخ النقا وطامن النقر.

محمد الأحيدب

الرياض، 7/1/2004

* * *

المحطة الإخبارية ام..

عليها أن تتخلص من الشكل التقليدي لبث الخبر المحلي، وأن تعتمد على أهمية الخبر لا الأهمية الاعتبارية للشخص، أيضاً عليها متابعة الحدث المحلي بكل أشكاله وأبعاده لأن ذلك هو الحل الوحيد الكفيل بصد تلك الحملات الإعلامية العربية قبل الغربية علينا وعلى بلادنا ورموزنا الوطنية وقضايانا الوطنية بكل أشكالها، نعم نريد أن تناقش الهم الداخلي قبل غيره لأن ذلك كفيل بتأكيد مصداقيتها للجميع وخاصة المشاهد السعودي وهو المشاهد رقم واحد لدى جميع المحطات العربية دون استثناء الاخبارية منها أو العامة أو حتى الهابطة، باختصار أريدها أن تنقل الطرح الفضائي من جميع القنوات العربية إلى سماء الوطن فقط.

هيا المنيع

الرياض 19/1/2004

* * *

الحوار الوطني.. أسئلة الحوار أولاً

من حسن الحظ، اننا نعيش مرحلة من عمر وطن، أصبحت فيه مصطلحات مثل (الحوار الوطني) و(الاصلاح) و(قبول الآخر) و(احتواء المختلف) و(الوحدة الوطنية) و(توسيع قاعدة المشاركة الشعبية).. اصبحت هذه المصطلحات شائعة ومقبولة ومتداولة بين شرائح المجتمع.. من المؤكد ان ثمة تفاصيل لابد منها، ومن المؤكد ان بعضها مصطلحات، هلامية وفضفاضة، تحتاج لتأطير وتحديد مفاهيم واضحة يمكن من خلالها الوثوق بدقة دلالاتها في هذه المرحلة.. لكن الاكيد ان ثمة خطابا وطنيا جديدا اخذ يتخلق، وثمة مفاهيم تتبلور، وثمة اولويات تتقدم.. والمقارنة بين الامس القريب واليوم، هي مقارنة فارقة وملموسة ومقدرة.. ولذلك بقدر ما نشيد بهذه الخطوات الرائعة التي جعلت نخبا ثقافية متعددة الاتجاهات والرؤى، تجلس على مائدة حوار، وتناقش مسائل تحتمل الخلاف، وتحاول ان تؤطر المشتركات الكبرى في هذه المرحلة.. هذا بحد ذاته امر رائع، ويجب تقديره، ولا يجب التهوين من شأنه.. لكن مع كل هذا ثمة حاجة ماسة لتأسيس اطر حقيقية يتم من خلالها فهم معنى الحوار الوطني، وغايته، وعلاقته بمسألة الاصلاح الداخلي.

عبد الله القفاري

الرياض، 5/1/2004

* * *

دفاع الشورى!

جاء في صفحة (صوت الشورى) بهذه الجريدة وهي صفحة يومية يُنشر فيها ملخصات لما يتم تداوله في مجلس الشورى، جاء في الصفحة أن بعض أعضاء المجلس قد حملوا بشدة على عملية التشهير بالمخالفين للأنظمة وأن أغلبية المعارضين لعملية النشر عن المخالفين قد وجهوا لها انتقاداً حاداً وقاسياً بحجة أن عملية النشر تلحق إساءة بالغة بالأفراد والمؤسسات والشركات! إذا كان أولئك الأعضاء من مجلس الشورى يخشون على مشاعر المخالفين من أن يلحق بها أذى النشر والتشهير، فقد كان الأولى بها أن تكون خشيتهم أكبر على ضحايا تلك المخالفات، حتى يدركوا البون الشاسع بين مخاوفهم من إلحاق الأذى بمشاعر المخالفين وبين تعريض حياة المئات بل الآلاف للأخطار بهدف الربح المادي الرخيص؟!

محمد احمد الحساني

عكاظ 20/1/2004

* * *

الحوار.. ثقافة وطنية!

ينبغي علينا ألا نستعجل نتائج الحوارات الوطنية المقامة أو التي ستقام بين بعض شرائح المجتمع المختلفة خاصة إذا علمنا أن حجم الخلافات بين هذه الفئات بلغ من الاتساع حداً مزعجاً.. غذّته على فترات زمنية بعيدة الاتهامات المتبادلة عبر المنشورات والأشرطة، والشك بالآخر.. وتكفيره، لذا فإن استعجال النتائج لا يبدو مطلباً موضوعياً. المهم في رأيي أن نلتقي، ونتحاور، وأن نشرّع نوافذ قلوبنا وعقولنا لبعضنا البعض، متسلحين بحسن النيّة.. والإيمان بأن الخلاف بين البشر سنّة كونية.. خاصة فيما يتعلق بالمذاهب والاتجاهات الفكرية المتباينة. وأزعم أن إقامة مؤتمر للحوار الوطني هو نجاح في حد ذاته.. فما بالك حين يتحول إلى منتدى فكري يتحاور فيه المختلفون. لقد ذهب زمن الإلغاء والصنمية الفكرية -أو هكذا أتصور- وبتنا في حاجة ماسة الآن إلى ثقافة وطنية مبنية على تقبل كل منا للآخر مهما بلغت خلافاتنا تكرس مبدأ الحوار والشفافية بين شتى أطياف المجتمع السعودي.

تركي العسيري

عكاظ 16/1/2004

* * *

مجدية أم غير مجدية

كم هو مخجل أن نجد أنفسنا نضيع وقتاً ثميناً في جدال حول مسلمات لا تقبل خلافاً! مجلس الشورى الموقر يشغل أعضاءه الكرام بالجدل حول (جدوى) تدريس التربية البدنية للبنات، وعلى المؤيدين أن يأتوا بحججهم وبراهينهم المقنعة وعلى المعارضين أيضاً أن يأتوا بمثل ذلك. وكأني بالمجلس يرى أن البنات مخلوقات لا تنتمي إلى الجنس البشري الذي ينتمي إليه البنين الذين تدرس لهم تلك المادة منذ سنين، فأراد أن يبحث جدواها على الإناث قبل أن يبت في أمر تدريسها لهن. والجدل حول (جدوى) تدريس التربية البدنية للبنات يبدو أمراً غريباً، فالتربية البدنية تكاد تكون من المواد التربوية المقرة في معظم مناهج دول العالم، حتى بات من يجادل في جدواها كمن يجادل في جدوى تعليم القراءة والكتابة.

د. عزيزة المانع

عكاظ 6/1/2004

* * *

الاصلاح من فوق والاصلاح من تحت

يمكن البدء بالاصلاح السياسي من تحت كما يمكن ان يبدأ من فوق. سوف تجد بين منظري التنمية السياسية من يجادل دون البدء في تطوير المؤسسات الاجتماعية والادارية باعتبارها اداة النمو وتجد آخرين يشترطون البدء باصلاح القانون الذي يمثل مرجعا لعمل هذه المؤسسات قبل كل شيء. ولعل جانبا من الجدل حول الاصلاح في بلدنا يعبر عن اختلاف في انتخاب اي من المسارين. لكن في كل الاحوال، فان العزم على الاصلاح ينبغي ان يترجم في اجراءات عملية. ثمة اهداف للاصلاح المنشود لا يختلف عليها اثنان، ولناخذ مثلا مفهوم المساواة الذي اقره النظام الاساسي للحكم ويتفق على الدعوة اليه جميع دعاة الاصلاح والمسؤولين الرسميين في الوقت نفسه. من الناحية النظرية المجردة، فان المساواة بين الناس هي قيمة ثابتة ومركزية في الشريعة الاسلامية، وهي العنصر الاساس في منظومة حقوق الانسان التي ينادي بها عقلاء العالم. لكن هذا المفهوم النظري لا يمكن ان يحقق غايته الا اذا تحول الى اجراءات قانونية وتنظيم مؤسسي له وجود ملموس وفاعل في الحياة اليومية لعامة الناس.

توفيق السيف

عكاظ 13/1/2004

* * *

وما خفي..

من أهم وجوه الإصلاح الذي يريده المجتمع حفظ المال العام من عبث العابثين والمهملين والمرتشين ومن هم على شاكلتهم من الذين يبخسون المواطن حقه ويحملونه لاحقاً أعباء ممارسات كهذه ينزفها من مكتسباته وقوته ومستقبله.. ويجب ألا ننكر بأن الثغرات الكبيرة لدينا قد سمحت بتفشي هذه الظاهرة بشكل مشين ومستفز، وأهم تلك الثغرات ضعف وسائل وأساليب المراقبة والمحاسبة إلى الدرجة التي تجعلها تكاد غير موجودة عملياً، وكذلك غياب العقوبات الرادعة التي تحدّ من تنامي المفسدين.. لقد ضاعت أموال طائلة، وحصلنا على كثير من الخدمات والمرافق المشوهة التي لا تبرر إنفاق القليل جداً من تلك الأموال، وحتى مع شد الأحزمة ومحاولات الترشيد في ظل الأوضاع الاقتصادية والظروف المالية الحالية يبدو أنه لا يوجد كثير من أمل في وضع حد حاسم لإيقاف عجلة الفساد هذه. كشف تقرير لديوان المراقبة العامة أن المخالفات المالية لبعض الجهات الحكومية قد تجاوزت (144) مليون ريال خلال عام مالي واحد. وأكاد أجزم أن الرقم الذي توصل إليه ديوان المراقبة العامة لا يشكل غير جزء بسيط من الرقم الحقيقي الضائع من الميزانية.

د. حمود ابو طالب

عكاظ 13/1/2004

* * *

مصادر الخطاب الديني السلفي

توجد ثلاثة مصادر أثرت في خطابنا الديني وهي الفقه الحنبلي وترجيحات ابن تيمية واختيارات الشيخ محمد بن عبدالوهاب وتطبيقاته. ومن الطبيعي أن تكون اختيارات ابن عبدالوهاب متأثرة بالبيئة التي نشأ فيها، وقد أثر في هذه الاختيارات عاملان مهمان: الأول هو الانحراف العقدي في البيئة، ونتيجة لهذا كان الجهد الأكبر في الإصلاح منصبا على هذا الجانب، والثاني هو عزلة البيئة عن العالم الخارجي. وكانت نجد تعيش في حالة متماثلة لم تتغير منذ مئات السنين، ونتيجة لهذا كان الاجتهاد الفقهي محدودا والفقه يسير على نمط ثابت لا يكاد يتغير. والرؤية المعرفية سواء كانت فقهية أو عقدية وسواء كانت في طريقة تقرير المعرفة أو التعامل مع مخالفيها تكونت خلال فترة إنشاء الدولة وكانت فترة صراع ومغالبة، وهي بالتحديد فترة الدولة السعودية الأولى. وهذه الرؤية التي تكونت هي التي حددت ملامح الخطاب الديني أو الإسلامي أو الاجتهاد الفقهي.

د. عبد الله ناصر الصبيح

الوطن 29/1/2004

* * *

ما الذي يجري لانتخاباتنا البلدية؟

يقول الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون العسكرية: (والله العظيم ثلاثا إن سمو سيدي ولي العهد بالكلمة الواحدة قال لي: أين الجماعة..؟ نحن اهتممنا بالمجالس البلدية والانتخابات البلدية وحتى يومك هذا ما رأيتها ولا شيء صار). ثم يقول الأمير متعب (كان (أي سمو ولي العهد) يتكلم بألم ويقول كيف..؟ نحن نفقد المصداقية بأشياء نحن نصدرها.. لماذا..؟ يوجد من يحاول أن يترك هذا الموضوع.. صحيح بعضهم مجتهد.. ولكن ما أَحْسَنَ اجتهادَهُ.. يجب أن نبدأ بمحاسبة المنفذين إذا لم تكن عندهم صورة حقيقية عن إظهار أسباب التأخير ولماذا هذه الأشياء لم تنفذ حتى الآن). ثم يقول الأمير متعب على لسان أبيه ولي العهد: (يا متعب للأسف نحن نفقد المصداقية.. قلت له كيف يا طويل العمر.. قال لي: نحن نعد بأشياء وتصدر فيها مراسيم ولكن لا يوجد من يتعامل مع هذا الشيء.. لا أريدكم أن تكونوا مثل المسؤولين عن الانتخابات البلدية.. كثير من الناس يطالبون الآن بالانتخابات.. وضعنا انتخابات البلدية الآن كفكرة أساسية نبدأ بها ونرى كيف تصير.. الآن ما تعاملوا معها ولا تفاعلوا معها.. فيجب أن يقوموا بهذا العمل.. لأن اللوم الآن يقع على الدولة التي أصدرت قراراً ولم تنفذه بينما أنا أستعجلهم وأحاول أن أعرف من هو المتأخر وأسباب التأخير).

عبد الله ناصر الفوزان

الوطن 12/1/2004

* * *

حوار مع بيان

وقع مئة وستة وخمسون من العلماء وأساتذة الجامعات بيانا بعنوان (بيان حول تغيير المناهج في السعودية)، ونشرته أكثر المنتديات الإنترنتية. ويتضمن هذا البيان معارضة شديدة لبعض الإجراءات التي اتخذتها الدولة مؤخرا، كدمج تعليم البنات بوزارة التربية والتعليم، وبعض التغييرات التي أجرتها هذه الوزارة على المناهج الدينية. تتضمن المقدمة اتهاما واضحا لبعض المواطنين بأنهم طابور خامس يختار موالاة الكفار على موالاة المسلمين، وقد نزَّل البيانُ بعضَ الآيات الكريمة على هؤلاء من غير تعيين. وهذا ما يفتح الباب واسعا لاتهام كثير من المواطنين الذين لا يتفقون مع موقعي البيان بأنهم من هذه الفئة. ويبدو أن هذا يشمل الحكومة التي اتخذت بعض القرارات التي أشاروا إليها وموظفيها الذين نفذوا تلك القرارات، وكثيرا من المواطنين الذين يخالفون موقعي البيان فيما يرون. وهذه تهم خطيرة تخرِج من الإسلام، فهي (تكفيرية) ويمكن أن تكون ذريعة لبعض المتحمسين لينزِّلوها على من يؤيد الإجراءات الحكومية ويخالف ما جاء في البيان. وأول ضحايا التوجه المتشدد الذي يعبر عنه هذا البيان ليس (الكفار) خارج المملكة، بل بعض المواطنين السعوديين الذين لا يشاركون الموقعين على البيان توجُّهَهم. ويمثل هؤلاء الأغلبية العظمى من المواطنين السعوديين الذين ينتمون إما إلى طوائف مسلمة أخرى، أو إلى تيارات معتدلة، وذلك واضح من التمييز الصارخ في البيان بين هذا التيار والأطياف الأخرى في المجتمع السعودي.

حمزة قبلان المزيني

الوطن 8/1/2004

* * *

الأسباب السياسية للتطرف

ومن المؤكد أن مناقشة الجوانب السياسية والاقتصادية، كأسباب محرضة على الغلو قد أصابت كبد الحقيقة. فالغلو في الدين ليس ظاهرة جديدة في مجتمعاتنا. وقد ساهمت ظروف موضوعية في انتشاره على كل الصعد. ولكن الجديد هو لجوء الغلاة إلى السلاح، كوسيلة لفرض آرائهم وأفكارهم. ولاشك أن ظروفا موضوعية، داخلية وإقليمية قد ساعدت على انتشار نهج التطرف، وتقتضي المواجهة الجدية لهذا النهج استيعاب جملة هذه الظروف ومعالجتها، لأن في ذلك قطعاً لدابر القدرة عند عناصر التطرف، وحرمانها من تضليل واستقطاب عدد كبير من الشباب اليافعين في مجتمعنا. لقد وضع المجتمعون أصابعهم على الجروح عندما تناولوا أثر الفقر والبطالة في ترميم ظواهر التطرف والانحراف.

يوسف مكي

الوطن 14/1/2004

* * *

قصة المناهج

مشكلة مجتمعنا السعودي أنه لم توثق أغلب مشكلاته الفكرية وتؤرخ جيدا صراعاته الاجتماعية والدينية لأسباب بعضها مفهوم وبعضها الآخر كسل النخب العلمية والثقافية. عدم وجود هذه الذاكرة المنظمة والملف الموثق لأمراضنا التاريخية يؤدي إلى أن تكرر الأجيال الجديدة بمختلف توجهاتها أخطاء الماضي بوجه ولغة عصرية، على حساب المنجز الحقيقي لمصلحة المجتمع. لم يسجل الكثير من انطباعات ومشاعر الأجيال الماضية مع المتغيرات في كل المجالات فقد كانت شفاهية أكثر منها مواد مكتوبة. الكتابة كانت تحكمها التقاليد المحافظة للمجتمع في الفكر والسياسة مما يحد من حرية المكتوب عادة ولا يظهر الوجه الحقيقي لتاريخنا في الموقف من المناهج التي هي حديث الساعة. تبني المرء لأحد المواقف المؤيدة أو المعارضة أو التي تفصل في موقفها لا يعطي شهادة مجانية لصاحبها بأنه محافظ على القيم ومفاهيم الإسلام ولا تميزا بالتنوير والانفتاح إلا بالقدر الذي يدرك فيه الموقف برؤية شمولية ومتوازنة وليست في سباق التحزب الوقتي الذي تصنعه ظروف اللحظة فتفرض على الكثيرين الحديث بأشياء ليست من قناعتهم الحقيقية.

عبد العزيز الخضر

الوطن 14/1/2004

* * *

استبدال المجتمع الأبوي بالمدني

استنبات المشاركة السياسية في الجذور لا تكون إلا من خلال مؤسسات وهيئات وجمعيات ومنظمات تؤسس لمشاركة الناس في الشأن العام. وفي تقديري أن ما قدمه الدكتور عبدالله الحامد من تشكيل مؤسسات المجتمع المدني هو الأنسب لمجتمعنا السعودي كمدخل صحيح نحو تفعيل المشاركة الشعبية. شرح الدكتور عبدالله الحامد في كتابه الموسوم (المجتمع المدني ومؤسساته - سر قوة الغرب وضعف الشرق) عناصر مؤسسات المجتمع المدني التي تحقق المشاركة الحقيقية للناس في صناعة القرار السياسي، من أهمها: الاختيارية القائمة على المبادرة الاختيارية الحرة، والجماعية أي عمل جماعي، والمؤسسية أي علاقة تعاقدية تعمل بصورة منهجية، والتضامنية أي مفهوم الجسد الواحد، والاستقلالية النسبية في أمورها المالية والإدارية والتنظيمية عن الحكومة، والتضحية أي عمل من أجل المصالح العامة للأمة لا من أجل الأمجاد الشخصية، والحوارية هي إقرار ضمني وصريح بحق الآخرين في الاختلاف، والعلاقة بين أفرادها أفقية بين أعضاء متساوين، والعلنية أي نشاط تحت ضوء الشمس لا تحت السراديب والكهوف، والسلمية تدير الخلاف بوسائل سلمية لا بالكلاشنكوف، والسيارات المفخخة.

غازي المغلوث

الوطن 3/1/2004

* * *

الوحدة الوطنية

إننا مختلفون، وليس في ذلك ما يعيب خاصة لو كان اختلافنا خلاف تنوع لا خلاف تضاد، إننا نضيق بالتصنيفات، ولكن التصنيف جزء من الانفتاح السياسي، لذلك لابد أن نتعود عليه دون حساسية، فليس خطأ القول إن من حضر لقاء مكة الأخير: سلفيون، وعلماء تقليديون، وإخوان، وإسلاميون تجديديون وصوفيون، وليبراليون، وشيعة إسلاميون وليبراليون شيعة، وغير ذلك من التصنيفات التي لا يمكن أن تقسم الوطن طالما أضفنا جملة (ولكن كلهم مسلمون وكلهم سعوديون).

جمال خاشقجي

الوطن 13/1/2004

* * *

الحرية المنضبطة الابن الشرعي للحوار

إذا كان الحوار وسيلة لتحقيق التواصل والتعايش الفكري، فالغاية منه أن تؤمن العقول بأهمية احترام بعضها فكرياً ومنهجياً وأسلوباً ولكن ذلك لن ينمو إلا بعد أن تتفق تلك العقول على قواعد أساسية تجعل الوطن عنوان حوارها ومركزه الحقيقي. فالاختلاف الذي يراهن فيه على المجتمع والوطن هو صراع على المواقع وهذا ينشأ عندما تتم السيطرة الفكرية لمنهج معين على حساب الأطياف الأخرى وهذه السيطرة لابد وأن تدفع مجتمعها إلى مزيد من الانغلاق على نفسه وإلى نمو اتجاهات مضادة تكبر في الخفاء ويدعمها الواقع الاجتماعي الذي قد يؤصل فكرة الإقصاء لديها، فالفكر الحواري الذي يشهده المجتمع اليوم يشكل مناظرة جادة للاتفاق على تعريف دقيق لمعنى التنوع والاختلاف والتعايش الذي يصب في إناء الوطن، لأن الحوار الذي يغفل حدود الوطن سوف يجد نفسه في فضاء بلا نهاية. من يتخلف عن هذا الحوار أو يحاول المساس به من ناحية المبدأ وليس الطريقة إنما يعلن عن نفسه بأنه مناهض لهذا التوجه في المجتمع كما أنه يعلن إفلاسه الحقيقي في المواجهة الفكرية التي تنطلق من مبادئ التحاور والتفاهم وصولاً إلى أرضية صلبة تبقي الوطن شامخاً قادراً على مواجهة الجديد.

علي الخشيبان

الوطن 9/1/2004

* * *

لنقلب الصفحة

وضع الدكتور عبدالله الغذامي يده على الجرح بمهارة عظيمة وهو يقول بين يدي الأمير: (إن أبناءنا يدرسون تكفيراً لأبناء بلدهم، المناهج التي درسها جيلنا لم يكن فيها هذا الأمر، كانت سوية فأنتجت أناساً أسوياء، لكنني لا أعرف كيف تسلل إليها من أدخل فيها خلال العقود الثلاثة الأخيرة هذه البذرة المخيفة، بدأ التكفير بأشخاص ثم انتقل إلى مؤسسات وجامعات حتى تطاول ومس الدولة، والمساس بالدولة هو الخطر الحقيقي). وسأضيف إلى ما قاله الدكتور الغذامي أن هذه البذرة لم تدخل من خلال المناهج فقط، وإنما من خلال المحاضرات والكتيبات والنشرات والتسجيلات الصوتية ومن خلال بعض أئمة المساجد الذين كانوا يوزعون تهم العلمانية والكفر على رؤوس الأشهاد. هؤلاء الذين استنكروا في (الإنترنت) مساهمة المملكة الإنسانية في كارثة إخواننا الإيرانيين وقالوا لنرسل دماً ملوثاً بالإيدز حتى يزداد عدد القتلى، هؤلاء سعوديون أو أن بينهم سعوديين، أو أنهم يستندون إلى فكر سائد بين الغلاة السعوديين، هؤلاء - يا أبا متعب - هم نتاج من أشار إليهم الدكتور الغذامي بقوله (يدرسون تكفيراً لأبناء بلدهم) سواء درسوه في قاعة الدرس أو تغذوا به من المحاضرات والتسجيلات. هؤلاء يرون أن (الشيعة) كفار. ومن هذا المنطلق يطالبون بإرسال الدم الملوث بالإيدز إلى (الشيعة) في إيران!

قينان الغامدي

الوطن 6/1/2004

* * *

ثلاثة امور تحتاجها التوصيات

تطلع إلى ولي العهد أن يتوج سعادة مواطنيه بثلاثة أمور: أولها برنامج زمني يتضمن مواعيد تنفيذ التوصيات التي تتطلب مثل هذه الجدولة في ضوء ما نصح به سموه من الصبر والتأني المدروسين، وثانيها: آلية عملية للتنفيذ والتطبيق ترافق الجدول الزمني، وتشمل تطبيق التوصيات التي لا تتطلب برمجة زمنية، وثالثها: تشكيل لجنة من الكفاءات المؤهلة ترصد وتتابع التنفيذ والتطبيق وتقدم التقارير شهريا لولي العهد. هذه الأمور الثلاثة من شأنها تحقيق هدفين، الأول: تحفيز المشاركين في لقاء المدينة المقبل وما يليه من لقاءات إلى شحذ الهمم والأفكار لتقديم رؤى وتوصيات جديدة في شؤون أخرى مع تعزيز ثقتهم في أنها ستأخذ طريقها إلى التنفيذ، أما الثاني وهو الأهم فهو تكريس ثقة المواطنين كلهم في أهمية هذه اللقاءات التي يرون نتائجها تنعكس عمليا على حياتهم وتحقيق تطلعاتهم.

قينان الغامدي

الوطن 5/1/2004

* * *

حوار في البرلمان غير المنتخب

إذا جاز لي ترتيب الإنجاز للقيادة السعودية في هذا العام أو في بداية هذا القرن فإني سأضع على قائمة إنجازها قرار إنشاء مركز الحوار الوطني وهو قرار لا أريد أن أمتدحه لقلة إنجازه، وإنما أعتبره نقطة تحول جذرية في سياسة القيادة السعودية تجاه شعبها وهي خطوة إيجابية نحو ديمقراطية الحكم ولا أريد أن أزيد في كيل المديح والثناء على واجب استدركته القيادة بعد طول انتظاره وبعد شدة عناء ومعاناة لغيابه.. تعددت الآراء والاجتهادات في الماضي وأخذ بما هو الأقرب لولي الأمر واستبعد وحورب وكفر كل ما هو مخالف في الرأي لهم وأغلق باب الاجتهاد في إبداء الرأي ومنع الرأي المخالف دونما التعمق في تحليله ومعرفة أبعاده، وأغلقت بعض الأفواه وأوقفت بعض الأقلام وحجبت بعض الآراء وهمشت بعض الشخصيات واستبعد البعض الآخر منها عن الساحة الإعلامية ولم أكن أتصور أن كل هؤلاء سيجتمعون يوما ما وبدعوة من ولي الأمر من خلال المركز الذي أنشأه لأجلهم ولفكرهم للمشاركة بالرأي الآخر.

عبد الله صادق دحلان

الوطن 4/1/2003

* * *

حرية الإعلام

لا يمكن بحال من الأحوال أن يتقدم المجتمع وتتطور الدولة دون حريات إعلامية تفسح المجال لحوار جاد حول القضايا العامة، وتسمح بانتقاد السياسات الحكومية ومراقبة عمل الأجهزة التنفيذية، وتوجيه رأي عام للإصلاح يقضي على السلبيات أو يقلل منها ويقترح الحلول للمشكلات الوطنية ويمهد الطريق نحو العمل الحازم لمواجهة حقيقة الذات. إن الحقيقة تبدأ بحرية تدفق المعلومات من المصادر الرسمية والخاصة دون وجل أو خوف. ومن ثم معالجة المعلومات في إطار النقد والتحليل، وصولاً إلى رؤية وطنية يشترك في صياغتها جملة الكتاب والمفكرين وأهل الرأي. في مناخ بعيد عن أي ضغوطات اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية. وبهذا نكون قد حصَّنا جبهتنا الداخلية بأنفسنا، وعالجنا مشكلاتنا الوطنية بعقولنا، وردمنا أية ثغرة في بنياننا بسواعدنا. قاطعين الطريق على النقد غير البريء للآخرين تجاهنا، ومبطلين مفعول أي انتقاد خارجي يعتقد أننا لا نواجه أنفسنا في المرآة.

سليمان العقيلي

الوطن 1/1/2004

* * *

حوار الفضائيات المختلف

أحمد منصور لم يتعمد احراج د. سلمان العودة تعاطفاً مع السعودية ضمن عمل خيري أو حباً في سواد عيونها، بل كانت أسئلته تقليباً وتفتيشاً في سر التناقضات التي تتجافي مع العقل والمنطق وحتى الدين أحياناً. إن أهم ما طرحه سلمان العودة في الشأن السياسي ومن خلال دورة في مؤتمر الحوار الوطني أنه انطلق من قاعدة فكرية تقول بأن الحوار من وجهة نظره يهدف إلى إعادة المخالفين مذهبياً، أو فكرياً، وردهم عن ما هم عليه أو دعوتهم إلى الاعتدال فيما يطرحونه، والاعتدال هنا مفردة جديدة في الحوار، لم يجر بعد تحديد درجاتها، عدا ذلك فإن الحوار ليس هدفه التعرف على الآخر أو قبوله والتعايش معه، بل تصنيفه، طالما هو مختلف، ونبذه حتى يعود عما هو عليه، وسلبه حقوقه السياسية والدينية، والشعار الكبير الذي أطلقه سلمان العودة بالمطالبة بإعادة الحقوق لأصحابها لا يعني (كما فهمت) المختلفين فكرياً ومذهبياً ولا حتى النساء، بل يقصد بهم المضطهدين بسبب تهم، وكأن هذا الخطاب يؤسس لما معناه أن العنف في غياب الوسائل الأخرى هو الطريقة الوحيدة لفرض المطالب.

بدرية البشر

الرياض 25/1/2004

* * *

الحوار وأنانية الإدارة

فتح الوزارات والمؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص والشركات الكبرى أمام الحوار الوطني أصبح مطلباً شعبياً حتى لا تتأطر ذاتية الإدارة وتطغى على كل مسارات الإداء الوظيفي وتتحول الى أنانية إدارية تدار بفكر الأقرباء والاصدقاء ونصبح تجمعات وتكتلات كل فئة تهيمن على ادارة معينة تحيط نفسها بـ (شللية) تستبعد الآخر بوصفه غريباً ومتطفلاً، لا يحق له المشاركة او العمل معهم فيما يسمونه بالأملاك الخاصة. الحوار الوطني داخل أجهزة الدولة يحمي من ما يسمى بالملكية الخاصة في دوائر الدولة ويوهن نغمة أنانية الادارة وعبارة مثل: وزارتي، وكالتي، مؤسستي، موظفيني (حقيني) تلك اللغة التي تذكّر بالملكية الخاصة والصكوك والإقطاعيات. المجتمع تجاوز هذا النمط من الادارة وأصبح الآن شريكاً و(شريكاً) يجب ان يستوعبه كل مسؤول ويدرك أبعاده فالمواطن شريك في القرار الإداري وليس منفذاً فقط يتلقى التعليمات والتصويبات وفق محددات لا يتجاوزها.. لغة وزارتي ومؤسستي وإدارتي وموظفيني.. أصبحت مؤذية لكرامة المواطن الذي يفتخر بوطنه وينتمي اليه ويحب ترابه.

عبد العزيز الجار الله

الرياض 26/1/2004

* * *

الوطن والوطنية

أما الوطنية فقد حيرت كثيرا من علماء الدين، وبعض ممن ما زال عالقا في عوالم الثيوقراطية، لم يسلم بأمرها بعد. ومع أنها لفظة بريئة ذات معان جميلة، إلا أنها أحيانا تحمل ما لا تحتمل. في معناها الأبسط هي، لمن ينكرها، حب الأرض التي نشأ ونما الفرد على خيرها، شيء أشبه بحب الوالدين والشعور بواجب برهما. أبي الذي لا أملكه، بل هو يملكني وما أملك، سأحبه وأذود عنه بروحي، حتى لو حدث ولم يرعني أو يتكفلني لسبب ما، فكيف بوطن أملكه وحدث ورعاني وتكفلني، هل لا أدفع حياتي دفاعا عنه؟ أعداء الوطن والوطنية يأخذونها بعيدا لتعني تقديم الوطن على الدين وتلك، لعمري، فرية يفترونها لتنفير الملأ عن الاهتمام بشأنهم العام. هذا الشأن العام هو الوطن، والاهتمام بهموم الوطن هي الوطنية.. هي السعي لحماية الوطن وحدوده الجغرافية ومصالحه المالية وحقوق مواطنيه. هل يعني هذا تخليا عن الدين؟ هل حب الوطن وحمايته، بل وإمكانية القتال دون المساس به، يعني أن يتم ذلك دون إطار مرجعي أو فكري أو عقدي يؤسسه ويشرعنه؟ هل يناقش أحد أن مرجعنا جميعا هو الإسلام حتى لو اختصرناه على أركانه الخمسة ومبادئ إيمانه الستة؟

عبد المحسن هلال

عكاظ 10/1/2004

* * *

الصفحة السابقة