فوربس: إنهيار الاستثمار الداخلي

في تقرير لمجلة (فوربس) الاميركية في السابع من يونيو الجاري حول الصدمة التي تعاني منها المملكة السعودية نتيجة انهيار الاستثمار الداخلي.

وذكرت المجلة بأن الاستثمارات الداخلية في المملكة السعودية إنهارت العام الماضي، وفقاً للبيانات الصادرة حديثاً عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، مما يثير أسئلة جدية حول آفاق الإصلاح الاقتصادي التي يسعى إليها ولي العهد محمد بن سلمان.

 

ووفقاً لأحدث تقرير عن الاستثمار العالمي الصادر عن الأونكتاد، والذي تم نشره في 7 يونيو، فإن الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة العربية السعودية في العام الماضي بلغ 1.4 مليار دولار فقط، مقارنة بـ 7.5 مليار دولار في العام السابق وبقدر 12.2 مليار دولار في عام 2012.

ويعني هذا السقوط المتدهور أن البلاد تجاوزت مرتبة الاقتصادات الأصغر حجماً من حيث قدرتها على جذب الاستثمارات الدولية في العام الماضي، مع حلول أمثال عمان والأردن مكانها في العام 2017 ، حيث بلغ الاستثمار الأجنبي المباشر نحو 1.9 مليار دولار و 1.7 مليار دولار على التوالي.

بالقدر نفسه من السوء، عندما ينظر المرء إلى حجم الاستثمار القادم إلى المملكة السعودية مقارنة ببقية منطقة غرب آسيا المحيطة. ففي حين أن المملكة تمثل حوالي ربع إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر الإقليمي بين عامي 2012 و 2016، فإنها لم تجذب سوى 5.6٪ من الإجمالي الإقليمي العام الماضي.

وبينما كان الاقتصاد السعودي يخسر، فإن آخرين يكتسبون حصة أكبر من كعكة الاستثمارات الأجنبية. فقد شهدت دولة الإمارات حصة من الاستثمار الأجنبي المباشر الإقليمي أكثر من الضعف خلال السنوات الست الماضية، أي من 19٪ في العام 2012 إلى 41٪ في العام 2017.

وحتى قطر، التي كانت موضوع المقاطعة الاقتصادية من قبل البحرين ومصر والمملكة السعودية والإمارات منذ يونيو من العام الماضي، تمكنت من زيادة استثماراتها من الاستثمار الأجنبي المباشر في العام 2017، حيث استقطبت 986 مليون دولار مقارنة بـ 774 مليون دولار في العام السابق.

وعزا الأونكتاد الانخفاض في الاستثمار في المملكة السعودية إلى عمليات تصفية كبيرة وقروض سلبية داخل الشركات من جانب شركات أجنبية متعدّدة الجنسيات. وكمثال على ذلك، فقد أشير إلى مجموعة شل الهولندية البريطانية التي باعت حصتها البالغة 50٪ في مشروع صدف للبتروكيماويات إلى شريكتها في الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) مقابل 820 مليون دولار في أغسطس الماضي.

ومع ذلك، يشير التقرير أيضاً إلى أن الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة السعودية قد تستقطب عقوداً منذ الأزمة المالية العالمية في 2008/09. وعلى الرغم من وجود نمط مماثل في جميع أنحاء المنطقة – فقد انخفضت التدفقات المالية إلى غرب آسيا في معظم السنوات منذ أن وصلت إلى 85 مليار دولار في العام 2008 - ولا يزال أداء المملكة السعودية العام الماضي أسوأ بشكل ملحوظ من أي اقتصاد آخر في دول الجوار المباشرة للمملكة. كما أنها أسوأ بكثير من الصورة العالمية - حيث انخفضت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في جميع أنحاء العالم بنسبة 23٪ في العام الماضي إلى 1.43 تريليون دولار.

الصفحة السابقة