محمد الرطيان

هل يستمرّ؟

محمد الرطيان: كاتب يشذّ عن القطيع

محمد شمس

بمقاييس قانون الصحافة السعودي غير المكتوب وغير الواضح في حلاله وحرامه، هو تجاوز الحدود بمراحل.

وبمقياس الشجاعة، فقد سبق زملاءه بمراحل.

وبمقياس الوطنية، ظهر في الصفوف الأولى متقدماً دعاتها الحقيقيين والمزيفين، كآل سعود وتوابع الآلات السلفية والآلات الليبرالية المزيّفة.

وبمقياس الشعبيّة، فإن قرّاء عموده ينتظرونه، لينفّس عنهم ما هم فيه من غمّ وهمّ، بعكس كثيرين لا يريد المواطن لا رؤية أسمائهم ولا تصفّح وجوههم.

وبمقياس التحدّي والشجاعة والإصرار على النهج وحتى المواجهة والإستعداد لنتائجها المرّة، يظهر أن الرطيان فاق المألوف بين كتبة الصحف.

قبل أن ينشر له مقالاً اسبوعياً لا أكثر. فالصحيفة لا تستطيع تحمله أكثر من يوم في الإسبوع.

ومسؤولو التحرير ـ كما يرشح ـ يوالون النصح (أي التحذير) بتخفيف اللهجة. وتذكيره بأنهم قد لا يكونوا قادرين على مقاومة ضغوط منعه، وكأنهم هم من يمنع ويكسر الأقلام لا أسيادهم؟!

مرّات عديدة لم تنشر مقالاته، وفي أحيان يطالب باستبدالها! وفي أحيان يتجرّأ محررو السلطة على تعديل بعض الكلمات، وحذف الجمل.

يقولون (واعتماداً على ما يقولون!) أن أمراء كبار (يقال أن بينهم سلطان ونايف وخالد الفيصل) أوصلوا له التحذيرات. (ويقولون أيضاً) أن بعضهم كانوا يزعمون بأنهم يؤيدون منهجه في الكتابة إما لكي لا يطالهم مقصّة أو لوضع حدود وكوابح له، وإما لأنهم فكروا مراراً بمنعه ووجدوا أنه من غير صالح الحكومة أولاً، والصحيفة التي يكتب فيها عاشراً!، تحويله على المعاش، خاصة وأنه شاب ووراءه عائلة!

وسائل الضغط تعرض لها كثيرون، القليل منهم قبل (استقالة) قلمه على أن يخضع.

والكثيرون أيضاً تعرضوا للإغراءات، ومعظمهم قبلوا بها، ولازال الرطيان يعيب عليهم فعلهم، والكتابة بالأقلام الملونة حسب الجو العام!

هل يستطيع الكاتب الصحافي اللامع محمد الرطيان، مقاومة عصا وجزرة آل سعود وادواتهم؟!

ومتى سيصل آل سعود الى النهاية المتوقعة والمعتادة ـ إن رفض الإنصياع ـ بتكسير قلم الكاتب؟!

سؤالان يدوران في أذهان محبّيه ومتابعي مقالات الرطيان، الذي اعتبروه لسانهم وضميرهم.

هذه مختارات من مقالات الكاتب محمد الرطيان.

* * *


ربع الشعب تحت خط الفقر

ربع البلد تحت خط الفقر.. أم إنهم أتباع (شي بلاش ربحه بيّن)!.

قبل فترة صرّح معالي وزير الشؤون الاجتماعية بأن:

المستفيدين والمستفيدات من الضمان الاجتماعي بلغ عددهم (662125) ستمائة واثنين وستين ألفا ومئة وخمسة وعشرين حالة (أسرية) بمبلغ إجمالي وقدره (960.427.953) تسعمئة وستون مليوناً وأربعمئة وسبعة وعشرون ألفاً وتسعمئة وثلاثة وخمسون ريالاً.

وقبل أن ندخل في لعبة الأرقام، تعالوا لنأخذ تصريحاً آخر أصدرته الهيئة العليا لتطوير الرياض يقولون فيه:

إن متوسط عدد أفراد الأسر هو ( 3.6).. وسنصل إلى نتيجة مفزعة :

عدد السكان الذين من الممكن أن نطلق عليهم (تحت خط الفقر) = 662125 X 3.6 = 4171387.5 = أربعة ملايين ومئة وسبعون ألف مواطن! فتخيلوا لو أننا أضفنا إلى الرقم عددا من المتعففين الذين لم تستطع أن تصل إليهم الوزارة.. سنصل إلى رقم مهول، يقول لنا وبلغة الأرقام إن ربع البلد تحت خط الفقر

ولا ترعبكم لغة الأرقام في تصريح الوزارة والذي تقول فيه إنها قامت بتوزيع أكثر من تسعمئة مليون، فبحسبة بسيطة أيضاً وبلغة الأرقام نكتشف أن كل أسرة لم تحصل على أكثر من 1450 ريالاً.. وعندما نعود إلى الضرب والقسمة (والنصيب!) سنعرف نصيب كل مواطن = 1450 ريالاً تقسيم 3.6 = 230 ريالاً لكل مواطن!

ومع هذا، هناك بعض الاحتمالات:

إما أن الوزارة لم تنتبه للأرقام جيدا، أو أن لغة التصريح فيها بعض الالتباس.

أو أن الغالبية من الشعب تطبق نظرية (شيٍ بلاش ربحه بيّن) و (مال عمك (الحكومة) لا يهمك)، وحان الوقت أن تفرز الوزارة قوائم مستحقي الضمان ليتبين المستحق الصادق فيهم ومن هو غير ذلك.

أو أنني - وصديقي خالد الذي ساعدني بالحسبة - خبّصنا بالأرقام.. وجلّ من لا يسهو، أو أننا سنصل إلى نتيجة نهائية، تقول لنا إن:

25% = طبقة: تحت خط الفقر (وبلغة أخرى: رايحين وطي).

50% = طبقة: طقها والحقها، ويالله على بابك ما خاب طلابك، ومد رجلينك على قد لحافك.

25% = طبقة: فوق - كل خطوط - الغنى (وبلغة أخرى: يلاعبون الغربي).

يخرب بيت (الأرقام) أحياناً تقول أكثر مما تقوله (الحروف).

أما بالنسبة لصديقي خالد فقد ضرب بالآلة الحاسبة في الجدار!

الوطن، 13/9/2008

* * *


معذرة معالي الوزير: غير قابلة لـ (الترقيع)!

سيدي معالي وزير الشؤون الاجتماعية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأت الحوار الذي أجرته معك صحيفة (الوطن) وشاهدت صورك الحلوة، خاصة تلك التي يقف فيها بجانبك رئيس التحرير (يخزي العين ما أحلاكم!).. وشاهدت مكتبك الفخم.. جعله الله أفخم وأفخم، ورفع ذكرك في الدنيا والآخرة. ولكن.. فخامة الصورة وجمال المكان شوهتهما (المانشيتات) تلك التي تتحدث عن الفقر (والعياذ بالله)!

ما علينا من الصورة.. لندخل إلى الكلام:

تقول في الحوار:

بعض الإخوان في الصحافة لجؤوا إلى ضرب (650 × 4) وأؤكد هنا ضرورة ألا يلجأ الإخوة إلى ضرب عدد الأسرة بالمعادلة، فقد يكون العدد 1 أو 2 أو 6 أو 7 وليس بالضرورة أن تؤخذ بهذا الشكل. ورأى الوزير أن عدد الفقراء أقل من مليوني شخص، لو أخذت الأمور بالمعيار الدقيق.

وأقول:

أظن أن (الأخوان) الذين لجؤوا إلى ضرب (650 × 4) هو الفقير إلى عفو ربه، المدعو: أنا!

وأنا (وأعوذ بالله منها) لم أفهم كيف يكون عدد ( الأسرة ) = (1)؟!

ولم أفهم ما الذي يمنع أن نضرب متوسط عدد أفراد الأسرة بالعدد ( 650000).

ثم، هذا (المعيار الدقيق) أين هو؟!.. ولماذا لم تستخدمه مع عبارة (أقل من مليوني شخص)..

هل من الدقة أن نقول (أقل من) ألا يوجد رقم ثابت وواضح ودقيق؟!

تقول يا سيدي: الضمان الإجتماعي يرعى 650 ألف (حالة) سعودية.

وفي المانشيت وبخط عريض: مشروع لسداد فواتير الكهرباء عن 650 ألف (أسرة) ضمانية.

وأقول، وأنا أريد أن أفهم: هل هنالك فرق بين (حالة) و(أسرة)؟

وهذه (الأسر) ألا يوجد لها - وبالمعيار الدقيق - متوسط عدد؟

في مقالي السابق اعتمدت على رقم رسمي، وهو متوسط عدد الأسر في الرياض، وأنتج لنا أن نسبة الفقراء في البلد تقترب من 25% من الشعب، وتعرف يا سيدي، ويعرف الجميع أن (الرياض) حاضرة، وعادات الناس تختلف، ووعيها كذلك يختلف.. فكيف سيكون الوضع، وكم ستكون النتيجة لو أخذنا متوسط عدد الأسر في الجنوب أو الشمال؟.. تخيّل النتيجة!

سيدي معالي الوزير:

سأحدثك عن حالة واحدة أعرفها جيداً - وأشباهها بالملايين في بلادي - وهو شاب سعودي، موظف متزوج وله طفلة صغيرة، وراتبه 4 آلاف ريال: 2000 إيجار الشقة، و1700 ريال: فواتير وأقساط ومصاريف أخرى.. المتبقي: 300 ريال لمعيشته طوال شهر هو وزوجته وطفلته.. وآخر الشهر يتصل بحثاً عن (50) ريالا لكي يشتري الحليب لطفلته!

هل تعرف ما هو (خط الفقر) يا معالي الوزير.. هو يشبه (خط الجنوب) و(خط الشمال)!!

سيدي معالي الوزير.. تعال لنفترض أن كل ما كـُتب أعلاه هو (كلام فاضي) وأني (ما عندي سالفة) ولنعتمد على كلامك فقط:

أليس من المخزي والمخجل أن يكون لدينا أكثر من (2) مليون فقير.

ونحن في أغنى بلد في العالم؟!

الوطن: 27/9/2008

* * *


حفلة المتناقضات الوطنية!

الكتابة: هي أن تلتقط ضوء البرق وتقدمه لقارئك، دون أن تزعجه بصوت الرعد.

صراحة.. بعض تصريحات المسؤولين لدينا (تفطّس من الضحك) وتصلح أن تكون علاجاً ضد الكآبة. وبإمكانها أيضاً أن تستأصل (المرارة) دون الحاجة لعملية جراحية، لأنها – وببساطة – (تفقع المرارة)!

والمتابع لبعض (قلنا: بعض!) التصريحات، يصل إلى نتيجتين:

إما أن المسؤول يتعامل مع المتلقي والمواطن على أنه جاهل، وغير مطلع، ولا يعلم ما يحدث حوله، لهذا يستطيعون أن (يمرروا) أي تصريح عليه.

أو أنهم يعلمون أنه ذكي، ومتابع، ولكن.. لا تعنيهم ردة فعله أبداً!

فهذا مسؤول يبشر بـ (سرير) لكل مواطن.. وأنت تعرف آلاف المواطنين في منطقتك الذين يبحثون عن ألف واسطة وواسطة للحصول على هذا (السرير) الخرافي!

وهذا الذي لكثرة ترديده لمفردة (السعودة) يخيّل لك أنه سيدخل كتاب جينيس للأرقام القياسية.. وتكتشف أنه يطالب بـ (السعودة) في الوقت الذي يسمح فيه بـ (البنقلة)!!

وآخر يطالبك بتغيير (عاداتك الغذائية).. وطبعا هو لا يطالب بإضافة الكافيار إلى مائدة إفطارك.. بل بإلغاء الإفطار من أساسه!

وآخر يقول في مجلس الشورى: نعلم أن الثلاثمائة ألف التي يمنحها البنك العقاري، لا تكفي لبناء منزل، وأضاف - لا فض فوه - قائلاً: على المواطن أن (يدبّر حاله)!

وقام أعضاء مجلس الشورى الكرام بالتصفيق له لإضافته العظيمة.

وآخر يقترح على المرأة الحامل أن تلد مولودها في منزلها، ويرى سلمت براجمه من الأوخاز، ومنحه الله فن الإيجاز: (إن الولادة في المستشفى.. برستيج)!!.. وعلينا أن نحمد الله أنه لم ير أن الوفاة عند الولادة: موضة. (طايحاتن فيها هالحريّم هاليومين).

وأخيراً، يأتي المسؤول عن الفقراء ليقول لنا بلغة وعظية (يا إخوان.. الفقر قضاء وقدر).

وكأنه لا بد من وجود فقراء حتى (يستانس) الأغنياء بتوزيع الصدقات عليهم.. هاااه عاد!.. اعترضوا على قضاء الله وقدره!!

سيدي دع القضاء والقدر لله، ونعم بالله هو ألطف وأرحم بعباده، وقم بمهمتك الوزارية.. وحاول أن تقضي على الفقر، فأجهل مواطن يعلم أن الخزينة يدخلها يومياً مليارات الريالات.

وأقل المواطنين متابعة يتذكر عندما قال لكم الملك (الخير واجد.. وما لكم عذر).

تقول الحكاية:

كان المواطن (على الحديدة).

أتت أزمة الحديد، وسرقوا (الحديدة) منه.

صار المواطن على...!

الوطن، 12/7/2008

* * *


الجدران لها آذان، وعيون، وألسن!

وبعد طول نقاش، قال لي صديقي:

أقبل أن آخذ من الغرب (الكافر) الدواء والمصباح والكمبيوتر وكل ما هو مفيد.. ولكن...

قلت له: وما الذي يمنعك من أخذ (العقل) الذي أنتج هذه الأشياء و(النظام) الذي ساعد على إنتاجها؟! و (الحرية) التي هيأت الجو لابتكار وإبداع هذه الأشياء؟!!

قال لي: الله يهديك.. فيك غفلة!!

وارتفع الجدار بيننا.. وكاد (التفكير) يتحوّل إلى (التكفير).

عندما كنا صغاراً، ويأتي الحديث عن أي شأن سياسي ونشارك فيه، يقفز أحد كبار السن إلينا، وينهرنا: (أص.. الجدران لها آذان). كبرنا واكتشفنا أن الجدران ليس لها آذان.. ولا ألسن أيضاً.

وعندما نبدأ بـ (التخبيص) ونذكر أسماء بعض المسؤولين.. يأتي أحد مدعيا الحكمة، وبعد أن يهز رأسه من الأسى علينا، يقول لنا: (أنتم مجانين.. والله أنهم بكره يقلعونكم وراء الشمس). وكان يذهلني أن أجهزة الأمن العربي استطاعت - وبتفوق - أن تبني سجنا وراء (الشمس).. في الوقت الذي مازالت فيه (ناسا) الأمريكية تحاول بلوغ (المريخ).. ياخيبتك يا أبله ناسا!!

كانت - ومازالت - وستظل (إلى أن يغير الله الأوضاع):علاقة المواطن العربي برجل الأمن علاقة سيئة يملؤها الخوف من جهة المواطن، ويملؤها الشك والريبة من جهة رجل الأمن.

كأن كل مواطن عربي - بنظر الأجهزة الأمنية - هو مشروع مجرم، وخارج عن النظام، إلى أن يثبت العكس.

رجل الأمن في عقلية المواطن العربي:

هل هو رجل (الأمن).. أم رجل (الخوف)؟!

هل هو الرجل الذي تلجأ إليه.. أم الرجل الذي تفكر بالهروب منه؟!!

رغم كل هذا.. سأقول لكم:

أيها الأبناء، لا تصدقوا الآباء فـ (الجدران) ليس لها آذان.

وتذكروا أن جدار (الوهم) أقسى وأكثر متانة من كل جدران الواقع.

الوطن، 26/7/2008

* * *


يا بلدنا.. اسمعي (كلماتنا) الطيبة!

لماذا نـُصاب بالفزع من بعض الكلمات التي تـُقال عنـّا، وعن أوضاعنا الداخليّة؟

علينا أن نفزع من الكلمات التي (لا تـُقال)..

أو تلك التي تـُقال همساً في الأقبية، والمجالس السرية، والأماكن المظلمة.

الكلمة التي (تـُقال) لا تـُخيف.

الكلمة التي (لا تـُقال) مخيفة جداً، ولا تدري بأي لغة ستأتي.

الكلمة التي (تـُقال) هي كلمة صحية - حتى وإن اختلفنا معها - لأنها تـُقال في الهواء الطلق.

الكلمة التي (لا تـُقال) هي كلمة مريضة - حتى وإن اتفقنا معها - لأنها تخرج من الظلام والأماكن الخانقة.

الكلمة التي (تـُقال) هي كلمة شجاعة، وصاحبها شجاع.

الكلمة التي (لا تـُقال) هي كلمة خائفة، أو خائنة، أو تخطط لشيء مـُربك!

الكلمة التي (تـُقال): علاج.

الكلمة التي (لا تـُقال): مرض!

(الكلمة) التي يـُغلق في وجهها باب التلفزيون الرسمي، ستجد ألف محطة فضائية تفتح لها الأبواب والنوافذ.

(الكلمة) التي تستقبلها الصحيفة بمقص يُمزق ملابسها، ستذهب إلى الإنترنت، ليزفها إلى كافة الأرجاء، عبر ألف موقع وموقع، وهي بكامل ملابسها الأنيقة.

لم نعد بحاجة لنفعل مثل المراهقين ونكتب (لا) على أحد الجدران في إحدى الحارات الضيقة.

(الإنترنت) يمنحنا جداراً إلكترونياً نكتب عليه الـ (لا) وتراها كل الحارات في كل الدنيا، ولن يستطيع أعتى (رئيس بلدية) أن يقوم بمسح (خربشات) الأولاد الأحرار من الشوارع الإلكترونية و(تنظيف) جدرانها الافتراضية.

لا تخافوا من (الكلمات).

خافوا من (الصمـت) عندما يخرج من قبوه المظلم/ الموحش/ البارد/ الخانق.. ويصرخ فجأة!

في زمن البث الفضائي المفتوح..

في زمن الإنترنت..

في زمن الهواتف النقالة والتي بإمكانها استقبال (كتاب) كامل عبر رسالة قصيرة.

في هذا الزمن، والذي تنتقل فيه المعلومة أسرع من الإشاعة، والخبر يكاد يصل إليك حتى قبل أن يحدث!

في زمن ثورة التقنية، ووسائل الاتصال: أي ساذج هذا الذي يظن أن (كلماتنا) ستبقى حبيسة في أفواهنا؟!

يا بلدنا.. أسمعي (كلماتنا) الطيبة.

فنحن أولادك الطيبون، الذين يحبونك، ويخافون عليك أن تـُصابي بالصمم!

الوطن، 24/5/2008

الصفحة السابقة