السعوديون المغرر بهم

صالح الطريقي

كل مرة يتم القبض على سعوديين في العراق أو أي مكان آخر مشبوه، تأتي عناوين الصحف متشابهة ومتطابقة إلى حد كبير "فصول جديدة في مأساة السعوديين المغرر بهم في العراق".

مع أن بعض هؤلاء يحملون شهادة " بكالوريوس"، أي هم أشخاص تجاوزوا "التغرير"، لأنهم ليسوا قصرا، ومن المفترض أنهم يملكون وعيا كافيا ليفرقوا بين ما هو خير وما هو شر، إلا إن كانت جامعاتنا لا تنتج عقولا تفرق بين الخير والشر؟

قد يبدو السؤال أشبه بإصبع اتهام موجه لجامعاتنا، وأن لا دخل لها في صناعة عقول واعية، أو هي لا تجعل العقول محصنة من هذا التغرير الذي يمارس على أبنائنا.

لا أحاول هنا أن أشير بإصبع الاتهام لجامعاتنا، وبالتأكيد لا أريد توجيه التهمة للإعلام، وأنه يضيف ضبابية على واحدة من أخطر أزماتنا، أو هو يخفي الحقائق باستعماله كلمة "المغرر بهم"، بقدر ما أريد تسليط الضوء على تلك الرؤية المعطلة والمعيقة والحاجبة لسبر أغوار المجتمع، وأعني رؤيتنا لأنفسنا بأننا ملائكيون، وأن لنا خصوصية تختلف اختلافا مطلقا عن باقي المجتمعات المتشابهة في أمور كثيرة، وإن بدت مختلفة بسبب عاداتها وتقاليدها.

عكاظ 5/3/2009

الصفحة السابقة