محمد الرطيان

109 مليارات.. وين راحت؟!

محمد الرطيان

قال الحبيب المصطفى عليه السلام:

إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها.

(1)

تقرير ديوان المراقبة الأخير: مخيف ومبهج!

مُبهج: لأننا أصبحنا بهذه الشفافية: نُعلن عن (ضياع) 109 مليارات ريال.. ونناقش مثل هذا الأمر في مجلس الشورى.

مخيف: لأن هذا فقط ما وصل إليه ديوان المراقبة، فكم من (مليار) يا تُرى لم يصل إليه الديوان بسبب محدودية صلاحياتهم بوجود جهات لا تشملها المراقبة، أو لأن هنالك مليارات تختفي بشكل جيّد حتى لا تستطيع أن تراها بالعين المجردة.. ولا حتى بالمجهر!

109 مليارات يا قوم؟!

نحن لا نتحدث عن 109 ريالات أو 109 آلاف أو 109 ملايين.. بل 109 آلاف مليون ريال... ريال ينطح ريال!... وعشر العشر من هذا المبلغ كفيل بهز حكومة بأكملها لدى الدول الأخرى، ولدينا لا يهز إدارة صغيرة!

مسكين رئيس إحدى الحكومات، سيقدم استقالته، ويحاكم بتهمة الفساد، والسبب: خمسون ألفا.. يا بلاش!

(2)

نُشر هذا التقرير.. وسيصرخ مواطن في مكان ما: (وبعدين)؟!

ماذا سيحدث بعد ذلك؟

كم من يد سيتم قطعها؟

هل ستكون هناك آلية وأنظمة وعقوبات صارمة تمنع تكرار ذلك في المستقبل؟

(3)

هذا المبلغ الضخم يؤكد لي أن لدينا الكثير من اللصوص.

(كأني أسمع صوت قارئ، يقول لي ساخراً: لا يا شيخ.. توّك تدري!)

وسأقول له: صبرك عليّ يا أخا الوطن.. فهذه فرصة لتمرير ما لا يمكن تمريره!..

لأني أريد أن أسأل هذا السؤال: متى آخر مرة سمعتم، أو قرأتم، خبراً يقول:

تم فصل المسؤول/ فلان بن فلتان الفلتاني، وذلك لسرقته لكذا مليون من أموال الشعب؟!

ألا يوجد لدينا ولو (مسؤولا) واحدا يستحق أن يُشهر به علانية لسرقته أو لإهداره لأموال الناس والبلد؟!

الوطن، 4/4/2009

الصفحة السابقة