لا أفراح في بلد اغتالته الوهابيّة

(هزّ المؤخرات في اليوم الوطني)!

يستحيل أن تنبت ثقافة وطنية جامعة لسكان مختلفين مناطقياً وقبلياً وتاريخياً وسياسياً ومذهبياً، ما دامت الوهابية النجدية لها خطاب الفصل في تمزيق الشعب على أساس انتماءاته الفرعية.

ويستحيل أن ينمو الشعور الوطني في بلد يريد حكامه إبقاؤه ممزقاً كيما تبقى السلطة في يد آل سعود ومن معهم من الأقلية النجدية الوهابية.

ويصعب أن يكون هناك معنى لـ (عيد وطني) أو (يوم وطني) بالنسبة للأغلبية الساحقة من السكان مادام يعتبر (بدعة) بالنسبة للوهابية، ويوم نحس واحتلال بالنسبة لأغلبية السكان الذين لا حق لهم يتجاوز حق الرعية: (الحماية الجسدية!)، بلا حقوق (مواطنة).

4 سنوات مرّت على فرض عطلة في (اليوم الوطني) السعودي، وفي كل عام ينبري مشايخ الوهابية بمختلف أجناسهم بمن فيهم هيئة كبار العلماء، في حالة اجماع عامة، ليؤكدوا بأن الاحتفال باليوم الوطني بدعة وضلال وكفر بالنعم! ولتنفخ الروح في فتاوى علماء الوهابية الأقدمين وحتى اليوم مؤكدة على ذلك.

هذا العام لا يختلف عن كل عام. لكن المواطنين فرحين بيوم (العطلة)! وحكومة آل سعود اكتشفت مؤخراً بأنها بحاجة الى الحد الأدنى من الشعور الوطني الذي يبقي الدولة موحدة تحت رايتهم، لهذا وضعت مقررات وطنية لأول مرة، وأمرت بالإحتفال باليوم الوطني منذ سنوات أربع فقط، ضاربة برأي المشايخ عرض الحائط!

في كل عام من الأعوام السابقة يخرج الشباب الى الشوارع بحجة الإحتفال باليوم الوطني، فيعتدون على المارة، ويخرجون عن الذوق السليم، وتقطع الشوارع، وتجر النساء من السيارات للرقص عنوة، فيما تظهر فتيات ناشرات الشعور يرقصن في التجمعات بلا حجاب ولا عباءة، وكأن هؤلاء جميعاً يمارسون احتجاجاً سياسياً واجتماعياً بامتياز. إذ لم نشهد أن أمّة من الأمم تحتفل على هذا النحو بأعيادها الوطنية والقومية.

من حقهم مشايخ الوهابية أن يعترضوا، فكما قال أحد المغردين محتجاً: (تناقض! الدفاع عن الرسول = واجب، والتظاهر للدفاع عنه = ممنوع! أما اليوم الوطني فبدعة، والتظاهر للإحتفال به = مسموح)! ويقول أحد المغردين في تويتر محتجاً: (التظاهر للدفاع عن النبي بدعة ويجر للفوضى، واليوم الوطني ليس بدعة رغم الفوضى)!

جاءت دعوات لاستثمار المناسبة في 23/9/2012 استثماراً سياسياً ضد نظام آل سعود: (لماذا لا يحتفل العاطلون عن العمل باليوم الوطني أمام مكتب العمل أو ديوان الخدمة المدنية حاملين الملف الأخضر. اعتبروها دعوة للتجمع). وقال آخر: (لا ترفعوا الأعلام الخضراء، بل الملفات الخضراء) وهي الملفات التي تلازم الباحثين عن العمل (ملف علاقي أخضر)!

مجمل التعليقات تسخر من اليوم الوطني ومن آل سعود. يقول أحدهم: (لماذا لا يوجد شهر وطني؟! أنا وطنيتي ما يكفيها يوم واحد!)! وقال آخر: (العلاج بواسطة؛ والتعليم متخلف؛ والأمن معدوم؛ والشاب لا يجد عملاً يحفظ كرامته ولا يستطيع الزواج، ويقولون له: ارقص في اليوم الوطني. سيرقص جنوناً). وقال ثالث ساخراً: (أُرسل قبلاتي الحارة المغلّفة بالولاء وتجديد البيعة الى أغادير المباركة حيث يقيم سيدي ومولاي خادم الحرمين الشريفين، بمناسبة يومنا الوطني الفضيل)!. وقال رابع: (تعريف اليوم الوطني: هو اليوم الذي سيقوم فيه مجموعة كبيرة م? الأشخاص الذين لا يعرفون تاريخ اليوم، بتعطيل حركة المرور، فقط ليقوموا بهزّ مؤخراتهم).

ومن التعليقات:

(بدلاً من أغاني المديح والتمجيد للملك والأمراء في اليوم الوطني، انصروا سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم).

(أجواء اليوم الوطني للسعودية تشبه كثيراً أجواء عيد الفاتح من سبتمبر الخاص بنظام القذافي وأتباعه المنتفعين منه).

(اليوم الوطني، يوم النفاق السعودي. السعوديون يقضون إجازة اليوم الوطني في البحرين ودبي. لو كان اليوم الوطني بدون إجازة لما علم به أحد، لكن حكومتنا الرشيدة تعرف نقطة ضعفنا!).

(في اليوم الوطني يحمل المواطن العلم الأخضر راقصاً، وفي باقي الأيام يحمل الملف الأخضر عاطلاً. البيوت مملوءة بالملفات الخضراء أكثر من الأعلام الخضراء).

(اليوم الوطني هو يوم يجعل فيه السعوديون كل محرم مباح، وكل محظور جائز، وكل خطأ أمر صحيح. يا أخي ترى اليوم الوطني، يوم الفلللله يا شيخ)!

الصفحة السابقة