حماة الأرض والعرض!

الملك عبدالله (أبو متعب) لم يدخل ميدان المنافسة في غزّة. قال بصراحة: للحروب رجال مغامرون متهورّون، وأنا مدبّر مفكّر حكيم!

لم ينطق ببنت شفة وهو يرى شعب غزّة يذبح. لم يجد في غزّة نصراً مؤزّراً يمكن أن يدّعيه أو يزعمه أو يشارك فيه، كما فعل آخرون.

رأى جلالته أن السكوت أحجى، وأن رضا واشنطن هو أقرب للتقوى!، وأن اضعف الإيمان قد تحقق بالدعاء على (وليس لـ) شعب غزّة ومن يؤازره!

صحف أبو متعب تلطم يميناً وشمالاً كلّ الدول الداعمة أو الزاعمة بالدعم!

(خضراء الدمن) مستاءة من ذكر (فجر 5)، وطارق الحميد ـ الجاهل والأعمى حقداً ـ رأى أن نصر الله قد أدان نفسه حين قال بأن الصواريخ الإيرانية تمّ تهريبها من السودان جنوباً الى سيناء شمالاً، ومن الأنفاق في رفح، الى أيدي المقاتلين بوجه العدوان! قال الحميد: أرأيتم كيف أن الفرس يريدون تخريب الدول العربية؟!

الراشد في مقالاته وفي قناته (العبرية) تباكى كيف أن العرب لم يتعلموا درساً! وراحوا يكررون التجربة الخاطئة في مواجهة العدو التي لا تجدي. كل الناس بلهاء، إلا موظفي آل سعود. هم دائماً على الحق يدور معهم أينما دار!

عباقرة هم موظفو الإعلام السعودي، وما أكثرهم، وما أسخف ما يكتبون!

لازالوا وفي حمّى الصراع والقصف، يلطمون مرسي والإخوان، فلا شغل لهم إلا إفشال التجربة المصرية الإخوانية.

بعضهم يصفع تركيا التي تريد أن تهمّش الدور السعودي، بدل أن تقوّي (حماة السنّة وأسودها) في الرياض (المناضلة)!

كل ما يجري من قتل وحرب ودماء، مجرد show business، وحاشا لخادم الحرمين الشريفين أن يشارك في (مهزلة غزّة)!

لقد قدّم لهم نصيحة توزن ذهباً: اعقلوا، وصيروا حكماء! اتركوا عنكم الحرب والقتال، وانتظروا اصحاب العقل والحكمة مثلي! انتظروا نتائج مبادرتي للصلح مع اسرائيل التي وافق عليها (الذو عماء) العرب في بيروت!

أبو متعب خيّب آمال أسود السنّة الوهابيين، حيث لم يعلن (الجهاد المقدس) كما فعل الكذاب الأشر: فهد بن عبدالعزيز عام 1982 في مؤتمر القمة بالمغرب! وحين قيل له: أين جهادك؟ قال: جهاد النفس! (عن فعل الخير طبعاً)!

أسود السنّة الذين تستهويهم الحروب الطائفية دون غيرها، كما يستهويهم قتل الأبرياء في الأسواق والشوارع، صفق بعضهم للصواريخ، وجعل نفسه متعامياً عن مصدرها، الذي لا فضل له ولا كرامة، بل هو عميل اسرائيل صهيوني أصلاً!

أسود السنّة لم يخرجوا الى الشوارع في الرياض وبريدة وغيرهما متظاهرين منددين بمجازر الصهاينة، بل الذي فعلها وتظاهر هم (روافض) الشرقية، (عملاء اليهود والنصارى)، بل هم (حمير اليهود) كما يروج بعضهم، في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى!

قال أبو متعب وأسود السنّة في بريدة والرياض، أن حزب الله عميل لإسرائيل (من تحت الطاولة) وكافر بما أنزل على رسول الإسلام، لا يجوز حتى الدعاء له بالنصر، كما أفتى بن جبرين، إن كنتم تذكرون. كان ذلك عشية حرب تموز 2006. ها هم سنّة غزّة هاشم يقرعون رأس الصهيوني بالصواريخ، فأين نصركم لهم، أيها الليوث الأشاوس؟ يا من وصلتم الى القوقاز، والى واشنطن، والى مجاهيل افريقيا، والى أندونيسيا، والى شرق الكرة الأرضية، تدفعون بالمقاتلين وبالأموال، وتبكون صبح مساء على المسلمين المضطهدين، ألا تخنقكم عبرة على أهل غزة؟ ألا تستطيعون ارسال بعض من دولارتكم ومفجّريكم وقتلتكم اليها ليواجهوا الصهاينة قبل أن يسقطوا في أحضان (الحور العين)؟!

خالد العمير، اعتقل في 1/1/2009 لمحاولته الإعتصام السلمي احتجاجاً على اسرائيل أثناء حرب غزة الأولى. لم يتم الإعتصام واعتقل الرجل وهو في الطريق للمشاركة فيه!

وحوكم العمير بأحكام غريبة من قبل قضاة آل سعود (حماة السنّة)، وصدر بحقه السجن لثمان سنوات. كان معه محمد العتيبي في السجن، وهو قد حكم أيضاً بثمان سنوات لذات التهمة، ثلاث منها سجن، وخمس يمنع فيها من السفر. يقول العتيبي أن القاضي (المؤمن الموحد غير المشرك بالله): (أداننا بتهمة الشروع في الاعتصام السلمي، والخروج على ولي الأمر. لا ادري ما دخل اعتصام سلمي ضد إسرائيل في الخروج على الحاكم؟).

ويضيف العتيبي: (في جلسة الاستماع للدعوى، تَلاَ المدعي العام الدعوى وذكر فيها إنني مثير للشغب، وخارج على ولي الأمر؛ وطالب بتعزيري تعزيراً قاسياً ومنعي من السفر؛ وعلى خالد العمير مثلي وزيادة لأنه قام بتصوير السجين خالد الصيعري الذي عذب في السجن. ضمن ما ادّعي على خالد العمير انه أدخل صبغاً احمر لصبغ السجين لتشويه سمعة المملكة ـ يعني أن التعذيب ليس صحيحاً. وكأن التعذيب في السجون يخفى على الناس. تم التحقيق مع السجين الصيعري المعذب ليس عن تعذيبه، بل عن الصور كيف نشرت، وكان الرقيب الذي عذبه يمارس صلاحياته ويعمل بشكل طبيعي بعد انتشار الصور، بل تم التضييق على السجين ولفقت ضده تهم أخرى حتى تنازل عن الرقيب الذي عذبه).

أمثل هذا النظام، وطبّالوه الأشاوس يحررون أرضاً أو يحمون عرضاً.

مبروك عليكم أبو متعب، وحكم آل سعود بن مردخاي!

الصفحة السابقة