الحوثي.. خطاب ناري ضد السعودية   الزياني في عدن للقاء عبد ربه هادي

خطاب ناري لعبدالملك الحوثي ضد السعودية

وفد حوثي في الرياض، وجواب سعودي بنقل السفارة الى عدن

عمر المالكي

أرسل زعيم «أنصار الله» السيد عبد الملك الحوثي وفداً خاصاً رفيع المستوى الى الرياض بهدف شرح وجهة نظر قادة الثورة، وفي الوقت نفسه طمأنة الجانب السعودي خصوصاً والخليجي على وجه العموم بأن الثورة ليست موجّهة ضد أي دولة، وأن الثورة تستهدف تصحيح أوضاع مختّلة منذ عقود.. وقد عاد الوفد الى صنعاء، ولم يتأخر الجواب السعودي، حيث سمع الثوار و»أنصار الله» نبأ نقل السفارة السعودية من صنعاء الى عدن، وحذت بقية دول مجلس التعاون حذوها، وسبقهم الى هناك رئيس مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، الذي التقى بالرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي. هنا شعر الثوّار اليمنيون بأن السعودية ومعها دول الخليج قرروا استعداء أغلبية الشعب اليمني، وقطع الطريق على أي تسوية ومصالحة وتفاهم على المستوى الداخلي أو الخارجي.

ألقى عبد الملك الحوثي خطاباً غير مسبوق في 26 فبراير شنّ فيه هجوماً على الدورين الاميركي والسعودي في اليمن، واتّهم هادي بالخضوع والطاعة لأمريكا والسعودية و»تلقي أوامر مباشرة منها». ويضيف: «كان لدينا رئيس سابق خاضع للامريكان والسعودية ويتلقى أي أمر ويتوجه لتنفيذه مباشرة». ويوضح: «النفوذ المطلق في صنعاء في الشأن السياسي كان للسفير الامريكي والسفير السعودي». واتهم السيد عبدالملك السعودية بالعمل على إرسال اموالها إلى اليمن بهدف التخريب. وقال: «المال السعودي الذي يقدم في ظل المصلحة العامة لا يمثّل شيئاً أبداً، ولا يلبي اي احتياجات اساسية لهذا الشعب، مقابل الاموال التي تتدفق للتدمير».

وأضاف: «الذي كان يموَّل بشكل كبير في هذا البلد المشاريع التدميرية وتضر بالاقتصاد المحلي». وتابع: «اذا كانت جارتنا (السعودية) لا تتقبل نهائيا أن نقول لها نريد علاقات قائمة على حسن الجوار والاحترام المتبادل، فينبغي ألا تنظر الى هذا الشعب باحتقار». وهنا يلفت الحوثي الى الرسالة التي نقلها الوفد الذي زار الرياض والتقى المسؤولين السعوديين. واتهم الحوثي السعودية بالسعي إلى «فرض النموذج الليبي في اليمن»، لافتا إلى أن السعوديين «أسخياء وكرماء في كل ما يثير فتنة في هذا البلد ويشجعون على الاقتتال». وقال إنه «لا يمكن ان نتجاهل الاخرين ليلعبوا كيفما يشاؤون ويثيرون الفوضى كيفما يشاؤون، ويمكن أن نقدم على خطوات فعالة وقوية».

في واقع الأمر، إن ما قاله الحوثي خصوصاً فيما يتعلق بالنظرة الدونية الى الشعب اليمني من قبل الحكومة السعودية والتي انتقلت الى قطاع من الناس المقرّبين منها لقي قبولاً واستحساناً لدى كثيرين ولامس عصباً حساساً لديهم، بفعل تجارب مريرة كان فيها يعامل المواطن اليمني بطريقة غير إنسانية ولا تعبر عن الروح العربية وحسن الجوار والشراكة الجغرافية.. ولذلك، كان الحوثي في خطابه قد صوّب على قضايا يجري تداولها في المجالس الخاصة أو في الاعلام ولكن على نطاق ضيق، وجاء هو ليضع النقاط على الحروف داخلياً وليسمع الخارج، كل الخارج، بما كانت تفعله الأموال السعودية في اليمن، ولماذا بقي هذا البلد فقيراً، متخلفاً رغم وصول مليارات الدولارات الى زعمائه السياسيين والقبليين والحزبيين، فيما بقيت البنية التحتية اليمنية متخلفة، وبقي نسبة الفقر والبطالة والأمية والخدمات متدنيّة.

بطبيعة الحال، هناك من سوف ينظر الى ما جرى في اليمن على أنه أحد تظهيرات الصراع السعودي الإيراني، إذ يصبح الشمال اليمني مجال نفوذ ايراني فيما تحوّل الجنوب اليمني مجال نفوذ سعودي، بحسب المعادلة الحالية..

سالزبري.. سيرة النهوض الحوثي

تضيء ورقة بيتر سالزبري التي أعدّها للمعهد الملكي للشؤون الدولية «تشاتام هاوس» في لندن، على نقاط النزاع بين طهران والرياض ما يزيد في تعقيد المشهد الإقليمي، حيث يحاول كل طرف دعم عدد من المحاور المتنازع عليها، بما فيها اليمن. يرى سالزبري بأن أسباب النزاع في اليمن «محلية»، لكن الدور الذي تلعبه القوى الخارجية يؤثر وبشكل مستمر في حسابات اللاعبين اليمنيين والقوى الإقليمية الداعمة لهم. كما إن وصول الحوثيين لصنعاء فتح مجالاً لتنظيم القاعدة والعشائر اليمنية في الجنوب للرد، كما أثار قلق السعوديين، حيث تواجه المملكة الآن خطراً على حدودها الجنوبية، وكل هذا يضيف بعداً طائفياً للنزاع السياسي الذي تشهده البلاد منذ الانتفاضة التي اندلعت عام 2011 وأجبرت علي عبدالله صالح على الخروج من السلطة.

وفي الوقت الذي تنظر فيه السعودية للحوثيين كحركة تابعة لإيران، إلا أن دعم الأخيرة لها لا يعني بالضرورة تلقي الحركة أوامر منها، كما جاء في الورقة البحثية. ويرى الباحث «سالزبري» أن الحوثيين لن يكونوا قادرين على إدارة شؤون البلاد والتعامل مع بلد يعيش أكثر من تمرد. ويؤكد الكاتب أهمية تقديم الدعم المالي لليمن من الدول الغنية حتى لا ينهار اقتصاده. ويعتقد سالزبري أن الولايات المتحدة ومعها السعودية معنيتان في الوقت الحالي ببناء علاقة عمل مع الأطراف المهمة في البلاد من دون أن تتوقع منها خدمة مصالحهما كما كان النظام السابق يفعل. وفي هذا السياق يتحدث الكاتب عن ماهية الصراع اليمني وطبيعته، فهذا البلد الفقير الذي يقع في منطقة إستراتيجية لم يكن محلاً لاهتمام الإعلام الغربي إلا عندما يتعلق الأمر بنشاط تنظيم القاعدة.

وقد تجاوز الإعلام الغربي أهم تطور شهده اليمن في المرحلة ما بين 2011 - 2015 وهو صعود حركة الحوثيين التي سيطرت على اليمن وأجبرت هادي على الاستقالة وتواصل معاركها لتعزيز سيطرتها على اليمن وسط تحركات جديدة من الرئيس هادي لتأكيد شرعيته.

واستطاع الحوثيون خلال عقد من الزمان تحويل أنفسهم لتنظيم عسكري ضخم، وبحسب دبلوماسيين في الرياض وواشنطن ولندن فقد تلقت الحركة دعما من طهران كجزء من محاولات الإيرانيين توسيع شبكة التأثير في المنطقة. ويرى الكاتب أن مخاوف اللاعبين الخارجيين تذهب أبعد من سيطرة الحوثيين على صنعاء، فكل من الرياض والقاهرة تشعران بالقلق من إمكانية تأثر حركة النفط الدولية حال سيطر الحوثيون على غرب اليمن ومضيق باب المندب الذي يمر عبره 5% من النفط العالمي. وفي الوقت نفسه تحاول الولايات المتحدة الحفاظ على نظام في صنعاء تعتمد عليه لمواصلة الحرب على القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

ويقول مسؤولون غربيون ويمنيون إن علاقة إيران مع الجماعات المتمردة تذهب أبعد من الحوثيين، ويرون أن لها علاقة مع بعض قيادات الحراك الجنوبي الذين يطالبون بالانفصال عن الشمال. ومع ذلك فمن المبالغة كما يقول وصف كل من الحراك الجنوبي والحوثيين بالجماعات الوكيلة عن إيران. ويعود هذا إلى طبيعة العلاقات التاريخية لكل من السعودية وإيران مع اليمن التي تعتبر متداخلة. ففي الوقت الذي ينظر فيه الكثير من اليمنيين للمملكة في الشمال كدولة غنية وشابة تنظر السعودية لجارتها الجنوبية باعتبارها تحدياً ومشكلة نابعة من عدد سكانها وصراعاتها الداخلية التي تستدعي اهتماماً وحذراً.

ويتبنى القادة السعوديون سياسة «احتواء وترميم» مع اليمن، حيث يتم تقديم الدعم لأي نظام حاكم فيه لمنع انهيار البلاد. فقد كانت وصية مؤسسة المملكة عبدالعزيز «إبقوا على اليمن ضعيفاً». وتخشى المملكة من موجات هجرة يمنية حال انهار الاقتصاد في اليمن. وفي عام 2013 قامت السلطات السعودية بملاحقة العمال اليمنيين غير الشرعيين.

وتقوم الرياض ببناء سياج طوله 1500 كيلومتراً على طول الحدود مع اليمن لمنع المهربين والعمال غير الشرعيين والمتطرفين. ويلحظ أن العلاقة، تاريخياً بين الشمال اليمني والسعودية، اتسمت بالبراغماتية، فقد دعمت الرياض الملكيين/ الإمامة ضد الجمهوريين الذين تلقوا دعماً من مصر في الستينيات.

وبعد انهيار الإمامة واصلت السعودية دعمها للعشائر اليمنية في الشمال، وظلت تدعمها منذ الثمانينيات من القرن الماضي. وعندما دعم الرئيس صالح العراق في غزوه للكويت، ردت السعودية بترحيل مليون عامل يمني ودعمت الحركة الانفصالية عام 1994 التي قاتلت ضد وحدة الشمال مع الجنوب. ولكن الحكومة السعودية تعايشت مع صالح فيما بعد وتصالحت معه، حيث وقعت معه معاهدة حول ترسيم الحدود بين البلدين.

وفي السنوات الأولى من القرن الجديد ركّزت السعودية تعاونها مع اليمن على مكافحة تنظيم القاعدة الذي شنّت عليه حرباً دفعت بالكثير من قادته للهرب إلى اليمن.

مثل السعودية، فعلاقة طهران مع اليمن معقدة وإن لم توثق مثل السعودية. فقبل الثورة الإيرانية تعاون الشاه مع السعودية لدعم الإمامة. وفي الوقت نفسه حافظ على علاقة جيدة مع الإدارة البريطانية التي ظلت تدير الجنوب اليمني حتى عام 1967. وبعد ثورتي اليمن حافظ النظام في الشمال على علاقات جيدة مع السعودية والعراق وخفّت علاقاته مع إيران الثورة الإسلامية. وفي المقابل تلاقت مصالح النظام في اليمن الجنوبي مع طهران لمقاومة الاستعمار الغربي.

ودعمت إيران الفصيل الماركسي أثناء الحرب الأهلية في عام 1987، وكان منصور هادي، الرئيس اليمني، في الجانب الخاسر وهذا يفسر حذره من إيران. وقد استفادت طهران في التسعينيات من سياسات صالح التي قامت على بناء علاقات مع دول المنطقة التي تخدم مصالحه ولعب القوى الإقليمية ضد بعضها البعض.

وفي السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين ظهرت حركتا «الحراك الجنوبي» و»الحوثي»، حيث زادت مظاهر الديكتاتورية لدى صالح ولكنه حظي بدعم من السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا طالما كرس نفسه لمكافحة الإرهاب.

خرجت جماعة الحوثيين، أنصار الله، من معطف حزب الحق الذي شكّل لخوض انتخابات عام 1993،وانضم حسين بدر الدين الحوثي إلى جناح الشباب في الحزب المعروف باسم «الشباب المؤمن»، وهي حركة إحيائية ضمن المذهب الزيدي. وفي عام 1997 ترك الحوثي اليمن وسافر إلى إيران. وعاد إلى اليمن من السودان، حيث كان يحضر الدكتوراه بعد هجمات 9/11. وبدأ يقدّم خطابا أشد تطرّفاً وتبنت حركة «الشباب المؤمن» «صرخة»: «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام».

وحاول صالح دفع الحوثي لتخفيف خطابه ولكنه هرب مع مجموعة من أتباعه إلى جبل مران قرب صعدة وهي مركز الزيدية. وفي عام 2004 وبعد مواجهات قصيرة قُتل الحوثي. ومن هذه النقطة تطورت الحركة خلال العقد التالي، خاصة بعد أن طور قائدها عبدالملك الحوثي خطابها وانتشرت في الشمال اليمني وركز منذ عام 2011 على الثورة بدلا من الدين ودعم المتظاهرين ضد صالح.

وفي لقاءات مع قادة الجماعة، خاصة «اللجنة التنفيذية»، قالوا إن الحركة كانت حذرة في خطابها العام وركزت على التعايش إلا أن قادتها ظلوا ملتزمين بمبادئ الثورة وأفكار بدر الدين الحوثي المتأثرة بالثورة الإسلامية في إيران.

وفي الوقت الذي ركز فيه على الزيدية، إلا أن هذا لم يمنع عدداً منهم من التحول للإثني عشرية المذهب المفروض في إيران وسافروا إلى هناك للدراسة. ومع ذلك جمعت الحركة بين تقاليد الحكم في عهد الإمامة ومبادئ الحكم في إيران وخطاب حزب الله اللبناني، وقدمت الجماعة نفسها لمشايخ القبائل كتنظيم يريد التعاون.

على خلاف الحوثيين، نشأ الحراك الجنوبي كرد فعل على حالة الإحباط التي أصابت رجال الإدارة والعسكريين في الجنوب ممن وجدوا أنفسهم من دون عمل بعد حرب 1994. والحراك بالضرورة حركة مطلبية للعودة إلى الوظائف السابقة والحصول على التقاعد. ومثلما فعل مع الحوثيين حاول صالح قمع الحركة وسجن بعض قادتها عام 2007 ومنع التظاهرات وهو ما أدى إلى تعزيز حركة المطالب بالانفصال عن الشمال.

في عام 2014 نشرت صحيفة «الفايننشال تايمز» تقريرا تحدثت فيه عن الدعم المالي واللوجيستي الذي قدمته إيران وحزب الله للحوثيين. وهو رأي قالت الصحيفة إنه مدعوم بمواقف مسؤولين أمريكيين. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» في يناير2013 عن مسؤولين أمريكيين حديثهم عن مصادرة السلطات الأمنية اليمنية لشحنة أسلحة إيرانية. وبحسب «سالزبري» لا تزال مسألة الدور الإيراني وحزب الله للحوثيين غير واضحة.

وفي أحاديث الكاتب مع عدد من المسؤولين الأمنيين والدبلوماسيين أكّدوا أن الدعم تركّز على بناء الجماعة داخلياً، وأشاروا إلى فشل الحراك الجنوبي الذي لم يستطع بناء وجود له في الجنوب بسبب محدودية الدعم الإيراني.

ويعتقد الكاتب أن الحوثيين هم مثال جيد على الدعم الخارجي الذي أسهم في بناء الحركة خلافاً للحراك الجنوبي الذي فشل في تأسيس بنية متماسكة، وتقول بعض الفصائل إنّه تلقى عروضاً للتعاون من السعودية والإمارات وحتى من منصور هادي عندما كان في السلطة.

ومن هنا، يرى أنه من الصعب وصف الحراك بوكيل لإيران فطبيعته المتعددة تمنع من تصنيفه بهذه الطريقة. ورغم كل هذا، فهناك تقارير في صنعاء تقول إن تلفزيون المسيرة التابع للحوثيين وعدن لايف التابع لعلي سالم البيض الذي دعم الوحدة ومن ثم انقلب عليها، يديرهما حزب الله اللبناني. ويرفض مسؤولون في عدن لايف هذه المزاعم، لكن الكاتب يرى أن الحوثيين وبناء على روايات جمعها تشير إلى تلقي الحوثيين دعما من إيران عند دخولهم صنعاء في العام الماضي ولم يتم التأكد من هذه الأقوال مع ذلك. ويقول ناشطون شاركوا في ثورة 2011 من الحوثيين والحراك الجنوبي والمجتمع المدني إنهم تلقوا تدريبات في بيروت حول بناء القدرات الذاتية، وهي نفس ما تقدمه المنظمات غير الحكومية الغربية.

وفي السياق نفسه، يرى الكاتب أن الدور الإيراني وأثره في صعود الحوثيين لا ينفصم عن سياسات صالح والأمريكيين، خاصة وأن الرئيس السابق متهم باستخدام بعض السلاح الأمريكي في حروبه مع الحوثيين. كما أسهمت الاستقطابات والمنافسات بين دول مجلس التعاون الخليجي، اللاعبة المهمة في اليمن، في تسهيل الاختراق الإيراني.

وهنا يشير الكاتب إلى أن الدول الخليجية وإن ركزت على إيران في نقدها للحوثيين، ولكن العلاقات الخليجية - الخليجية أثرت في مواقفها من اليمن، حيث اختلفت المسارات خاصة في طريقة تعامل كل من السعودية وقطر مع الملف اليمني.

وفي الأزمة الأخيرة لا يُعرف الموقف الذي اتخذته كل دولة في المجلس ولكن صحافيين تحدثوا عن دعم إماراتي لصالح الذي دعم بدوره الحوثيين، وإن صحت التقارير فإن الإمارات لم تكن لتدعم صالح من دون معرفة الرياض. وحتى لو حدث هذا يقول الكاتب فإن الدولتين ربما تراجعتا عن موقفهما بعد الأحداث الأخيرة.

استدراك:

قد تكون ورقة سالزبري قد نشرت قبل حصول تطورات لافتة جرت بعد يوم من خطاب السيد عبد الملك الحوثي الذي تحدّث عن أن اليمن لن يعيش عزلة وأن الآفاق واسعة أمامه للانفتاح على دول عربية واسلامية وعالمية. وهذا ما حصل بالفعل حيث زار وفد من حركة أنصار الله طهران وعاد على متن طائرة إيرانية محمّلة بالمساعدات الصحية وكانت باكورة رحلات إسبوعية تصل الى 17 رحلة وتشكل مظهراً لافتاً في التعاون بين اليمن وايران وهذا ما لفت اليه دبلوماسي إيراني في صنعاء بأن التعاون لن يقتصر على مجال المساعدات الطبية وإنما سوف يشمل كل المجالات، وهذا ما فسره ضاحي خلفان رئيس شرطة دبي السابق بأنه في حال استمرار تلك الرحلات سوف يمنح الحوثيين ترسانة عسكرية هائلة تهدد السعودية..

في واقع الأمر، التعاون اليمني الايراني في حال سلك طريقه سوف يحدث تغييرات هائلة جداً على مستوى الجيوبوليتيك الإقليمي والاقتصادي والاستراتيجي والامني..

نتذكر أيضاً أن أنصار الله قررت الانفتاح على روسيا ومصر وغيرها، وهذا يمهّد لنقل اليمن الى مرحلة جديدة يحررها من كل قيود الماضي وما فرضته النخب السياسية والعسكرية والامنية والقبلية التي كانت تتعامل مع السعودية والولايات المتحدة والتي حرمت اليمن من فرصه في التنمية والتحديث، وهذا هو ما تخشاه السعودية.

الصفحة السابقة