برلين: سياسات الرياض اندفاعية تزعزع الاستقرار

ألمانيا تحذر من تغلغل الوهابية في مساجدها

وجهت ألمانية انتقاداً نادراً الى السياسة السعودية في غضون أسبوع. فقد حذر نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وزير الاقتصاد الألماني زيجمار جابرييل المملكة العربية السعودية من تمويل التطرف الديني في ألمانيا.

وجاءت هذه التصريحات بعد أيام من نشر تقرير للاستخبارات الألمانية ينتقد «السياسة السعودية الاندفاعية» التي (تؤدي الى زعزعة الإسترقرار في المنطقة).

ولفت جابرييل، الذي يشغل أيضا منصب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك بالائتلاف الحاكم، في تصريحاته لصحيفة “بيلد أم زونتاغ” الألمانية الأسبوعية الى «السعودية تمول مساجد وهابية في جميع أنحاء العالم. وهناك الكثير من الإسلاميين الذين يشكلون خطرا ويأتون إلى ألمانيا من هذه المجتمعات».

وأضاف أنه على الرغم من أنه يتم الاعتماد على المملكة لحل بعض النزاعات الإقليمية، «فإنه يتعين علينا أن نوضح للسعوديين أن فترة التغاضي مضت».

وطالب نائب ميركل باتخاذ إجراء حاسم ضد المساجد الراديكالية في ألمانيا، وقال: «هذه الأصولية الراديكالية التي تحدث في المساجد السلفية ليست أقل خطورة من التطرف اليميني».

ومن جانبه حذر رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي توماس أوبرمان من انتشار الوهابية في ألمانيا عن طريق تمويل المساجد، ودعا الى «مراقبة دقيقة لهذه المساعي من خلال حماية دستورية».

وأشار أوبرمان إلى أن الوهابية تمد «الأيديولوجية التامة» لتنظيم «داعش» وتسهم أيضا في تطرف مسلمين معتدلين في دول أخرى، وقال: «ومثل هذا الشيء لا نحتاجه ولا نرغبه في ألمانيا».

وكانت المخابرات الألمانية حذرت في بيان علني غير معتاد  «سياسة الاندفاع والتسرع» التي تقودها السعودية  في المنطقة، التي من شأنها أن تزعزع الاستقرار في العالم العربي، وانها مستعدة لخوض مزيد من المخاطر في إطار تنافسها الإقليمي مع إيران. 

ويشير خبراء المخابرات الألمانية بشكل نقدي خاص إلى دور وزير الدفاع الجديد ونجل العاهل السعودي محمد بن سلمان. في هذا السياق يقول التقرير إن تركيز سلطات السياسة الخارجية والاقتصادية بيد ولي ولي العهد «يحمل بين طياته الكثير من المخاطر، ويكون مثيرا خصوصا إذا حاول الأخير تثبيت أقدامه كولي للعهد في ظل ولاية والده. فبإجراءات مكلفة أو إصلاحات باهظة الثمن سيثير غضب بقية أفراد العائلة الملكية الحاكمة وفئات واسعة من الشعب».

كما يشير التقرير إلى أن سياسة ولي ولي العهد قد ترهق العلاقات السعودية مع حلفائها وأصدقائها في المنطقة عبر تحميلهم عبئا أكثر من طاقتهم.

ويتناول التقرير ما وصفه بـ»سياسة الهيمنة» التي تمارسها السعودية في صراعها مع إيران، وما أدى ذلك إلى إضعاف الثقة بالحليف الأكبر وحامي النظام الاستراتيجي في المنطقة الولايات المتحدة. وفي هذا السياق أشار التقرير إلى أن السعودية تتبع سياسة تضخيم العداء الفكري والديني مع إيران والنظر إليها على أنها الخطر الأكبر.

ويتناول التقرير النشاط السعودي العسكري في اليمن منذ آذار (مارس) الماضي إلى جانب تقوية مساعيها من أجل الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقللت الحكومة الألمانية من أهمية التقرير، وأعلن متحدث باسم المستشارة ميركل ان «هذا التقييم لا يعكس موقف الحكومة»، مضيفا أن برلين تنظر إلى السعودية على أنها «حليف مهم في منطقة تهزها الأزمات». ويأتي هذا التصريح بعد إعلان السعودية انزعاجها من تقرير الاستخبارات الألمانية.

الصفحة السابقة