(جيش الكبسة).. وسيف آل سعود الخشبي!

محمد شمس

الاعلام السعودي ينقلنا من نصر الى آخر في اليمن.

بالأمس، قالت العربية في أحد فلاشاتها السريعة أن القوات المنصورة تتجه للسيطرة على الحديدة، الميناء اليمني الأول. ثم اختفى الخبر كليّة.

وقبله كان هناك خبر من العربية إيّاها، بأن إيرانيين قد تمّ قتلهم في هجوم على نجران، المنطقة السعودية او المُسعودة. وقد حذفته بعد ساعة تقريباً، لكن الجميع أخذه واستخدمه باعتباره مصدراً (موثوقاً)؛ او على الأقل هو جزء من الحرب الإعلامية ضد إيران.

وقبله تحدثت العربية والشرق الأوسط وغيرهماعن هجوم شامل على صنعاء من كل المحاور لتحريرها. اختفى الخبر ايضاً كغيره، بعد يوم من نشره بالبنط العريض في الصفحة الأولى كخبر رئيس في الشرق الأوسط.

وقبله أيضاً، خبر السيطرة على تعز، وقبل ذلك، مأرب، وقبله باب المندب.

هذا ولازال الإعلام السعودية يتحدث عن السيطرة على الجوف، ويزحف باتجاه صنعاء من جهة، وبعض القوات ذهبت الى صعدة، اضافة الى التمسّك بفرضة نهم، التي وقعت فيها مذابح للقوات المتحالفة مع السعودية، بل أن الرياض قصفت قواتها، كما تفعل دائماً، وبالخطأ طبعاً، نتيجة الإحترافية العالية!

ويستمر اعلام الدجل في الحديث عن السيطرة على ميدي، الميناء والبلدة في الشمال الغربي اليمني بالقرب من الحدود السعودية، ولاتزال محاولات السيطرة مستمرة.

ولا ننس هنا اعتقال سفينة ايرانية تحمل اسلحة، ثم قيل انها سفينة تحمل اجهزة اتصال! وكأنهم ينتظرون من السفينة أن تكون بلا أجهزة اتصال، ثم ليأتي مبعوث الأمم المتحدة ولد الشيخ أحمد ومن نيويورك ليقول أنها سفينة إغاثة ولا علاقة لها بممنوعات يجري تهريبها!

الإنتصارات السعودية كبيرة ومتلاحقة، ولا نستطيع مواكبتها!

 

وها هو جيش الكبسة بقيادة محمد بن سلمان وزير الدفاع ذي الثلاثين عاماً، يفكّر في فتح جبهات جديدة، اولها في سوريا، نظراً لفائض القوات والسلاح لديه!

لكن وزراء اعلام مجلس التعاون الخليجي الذي انعقد في 18 من هذا الشهر، فاجؤونا بتباكيهم على المناطق الجنوبية السعودية، وندّدوا بهجوم (الحوثيين) عليها، وقالوا أن ذلك مخالف للقانون الدولي!

الجيش السعودي ومعه جيوش المرتزقة يقصفون اليمن لأحد عشر شهراً، ويقتلون ابناءه بقنابل عنقودية كما في تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية (هيومن رايتس ووتش).. هذه الجيوش التي تحاصر اليمن وتجوع أهله، لا تخفي عزمها احتلال مدنه، وكل هذا غير مخالف للقانون!

يبدو أن (مقذوفات) الحوثيين من وراء الحدود، حسب تعبيرات الاعلام السعودي، أزعجت جيش الكبسة، ولم يعد بالإمكان إخفاء حقيقة الخسائر السعودية مدناً ومواقع عسكرية. مزاعم الاعلام السعودي لم تعد تصمد امام الهزائم التي يتلقاها جنود جيش الكبسة، وقد بدأ الخطاب الإعلامي السعودي يختلف مرغماً. وبسبب الهزائم المتتالية على كل الجبهات العسكرية، بدأ اعلاميو النفط يتحدثون بلغة استعطاف لقوات الجيش اليمني وكأنها مناشدة تطالبهم بأن ينضموا الى ما يسمونه (قوات الشرعية)، ووصل الأمر حدّ الإغراء بالمناصب والأموال، وكل هذا يُناقش علناً على الهواء مع (خبراء سعوديين!) على قناتي العربية والحدث!

إذن.. مالذي دهاكم يا أمراء الهزيمة، لاستعراض عضلات فارغة، وتسعير الحرب البرية في سوريا؟!

في 17 الشهر الجاري، نشرت صحيفة الحياة، تقريراً عن حالة كتيبة (سلمان الحزم) التي شكلت من 680 فرداً كلهم جنوبيون، بأمر من مستشار عبدربه هادي، محمد علي الشدادي، وتدرب افراد القوة في رمضان الماضي في منطقة شرورة ثم في جازان السعوديتين، ثم نقل افرادها الى معسكر صلاح الدين في عدن.

ويقول صالح العلهي، المتحدث باسم الكتيبة انها شاركت في الحرب في عمران والوهط ومطار عدن وكريتر والتواهي والعند وأبين ولودر، ليعقبها حلّ الكتيبة، بحجة تكليفها بدور نواة قوات أمن مركزي في عدن. لكن، وحسب العلهي: (لم نر شيئاً من ذلك، فمنذ سبعة أشهر لم يتسلم الأفراد رواتبهم)، واضاف بأن كل أفراد الكتيبة مغتربون، تركوا أعمالهم وكل ما يملكون، وأن تبدد الوعود (جعلهم يتسكعون في شوارع عدن بلا رواتب أو عمل، كما أنهم لم يستطيعوا العودة إلى السعودية التي تطلب أوراقاً من الشدادي بحكم أنه المسؤول عن تأسيس الكتيبة، كما أن من عادوا وجدوا بلاغات هروب عليهم، وإقاماتهم منتهية، وتم ترحيل بعضهم، وبعضهم لا يزال يقبع في السجن).

حتى جرحى الكتيبة تم ايقاف علاجهم في الأردن، وكذلك مصروفهم اليومي!

هل هذه هي (عاصفة الحزم)، وهل هذه هي (إعادة الأمل).

أفبعد هذا (التخبيص) السعودي؛ والفشل الذريع لجيش الكبسة، المدعوم بمرتزقة، ومليارات الدولارات، يمكن أن يثق عاقل في ما يُزعم من عنتريات سعودية قادرة على تغيير المعادلات العسكرية والسياسية في الشرق الأوسط؟

هزُلت!

الصفحة السابقة