محمد بن نايف: جزّار لدى (الدبّ الداشر)!

محمد بن نايف، ولي العهد، ووزير الداخلية، ورئيس مجلس الشؤون الأمنية والسياسية في مجلس الوزراء، أي الشخص المعني برسم سياسات البلاد الأمنية والسياسية.. اشعل فضيحة جديدة مرّة أخرى.

فهذا الرجل أثبت أنه مجرد (جزّار) لا يتمتع بأيّ كاريزما، ولا يجيد أيّة لغة غير العنف.

ففي الوقت الذي يُنضب فيه الرجل الثالث في الدولة، محمد بن الملك سلمان، وزير الدفاع، وولي ولي العهد، ورئيس مجلس الشؤون الإقتصادية والتنموية في مجلس الوزراء.. ينضب فيه صلاحيات ابن عمه الجزّار، بحيث استولى على صلاحياته كولي للعهد، وكرجل ثان في الدولة، وكمسؤول سياسي وأمني، وراح يطوف دول العالم، ويستقبل القيادات السياسية.. ترك لابن نايف الجزّار، لقاء سفراء جيبوتي، والغابون، وأضرابهما!

بل ان محمد بن سلمان (الملقب تهكما برومل آل سعود) فرض على ولي العهد ان لا يسافر إلا بإذنه (أي ان يأخذ الإذن من الديوان الملكي الذي يرأسه محمد بن سلمان نفسه)! كما عمد ابن سلمان الى طرد رجال ابن نايف في وزارة الداخلية، والذين يعتمد عليهم في إدارتها (وبأوامر من الديوان الملكي نفسه!)؛ بل أن محمد بن سلمان، اتجه الى مشايخ الوهابية من هيئة كبار العلماء، ليستقطبهم الى جانبه، وليجرّد ابن عمه من كل قوة قد تعينه في ان يصبح ملكاً قادماً.

محمد بن نايف الجزار، ذهب الى الجزائر غاضباً، وأمضى نحو شهرين، تخلل تلك الفترة أن وقع تفجير مسجد (محاسن) ضد المواطنين الشيعة في الأحساء، فعاد وزار المرضى، ونقل لهم تحيات الملك وتحيات ولي ولي العهد محمد بن سلمان، مخالفاً للبروتوكول؛ ما يدل على ان الرعب قد وصل الى العظم. وبمجرد أن انتهى عاد الى الجزائر مرة أخرى (في السابق كان يقضي وقته في تونس كما كان يفعل ابوه نايف، صديق بن علي).

المهم، حانت فرصة لوزير الداخلية محمد بن نايف، ليخرج من الأسر، وليرأس اجتماعات وزراء الداخلية العرب في تونس، وليتوجه بعدها الى باريس ويلتقي بالمسؤولين الفرنسيين وبالرئيس هولاند. لكنه قبل ان يذهب الى باريس، طلب من السفارة الفرنسية ان تبلغ الخارجية بأنه يود ان يُمنح اعلى وسام فرنسي، فاستجيب له على أن يبقى الأمر سراً خشية الفضائح بمنح جلاد منتهك لحقوق الإنسان أعلى وسام شرف فرنسي.

كان محمد بن نايف الجزار يأمل في تقوية موقفه مقابل ابن عمه ابن سلمان، حتى لا تضيع منه فرصة ان يصبح ملكاً قادماً لصالح ابن عمه الملقب بـ (الدبّ الداشر). وحين حصل على الوسام، سارع وأمر عادل الطريفي وزير الاعلام بنشر الخبر، فانكشفت الفضيحة، وهاجت فرنسا ومثقفوها وفنانوها، وأعلنت الممثلة صوفي مارسو تخلّيها عن الوسام الذي كان يفترض أن تُمنح إياه؛ فيما أعاد ألين نيكولا، وهو ضابط وانثروبولوجي، الوسام الى الحكومة، مع رسالة الى الرئيس الرخيص هولاند يقول له فيها: (علمت أنكم كرمتم ولي العهد ووزير الداخلية السعودي بوسام جوقة الشرف، وأعتبر، كحائز وسام جوقة الشرف، الذي قدمه لي الرئيس جاك شيراك سنة 2002، بادرتكم هذه، إهانة شخصية وجماعية غير مقبولة). وأوضح نيكولا سبب إعادته الوسام بأنه يكمن في (عدم رغبته في الوقوف جنبا إلى جانب مع الأشخاص الذين لا يشاطرون فرنسا قيمها الإنسانية والديمقراطية).

لقد أراد محمد بن نايف ان يستفيد من الوسام لتقوية موقعه السياسي مقابل محمد بن سلمان، فارتدّ عليه، وعلى حكومته، وعلى عائلته غير الكريمة.. فضائح مجلجلة.

وقد سبق لابن نايف بأن روّج في الإعلام بأنه متخرج من احدى الجامعات الأمريكية العريقة، فما كان من الجامعة إلا أن اصدرت بياناً تنفي فيه ذلك، ولتقول بأن الأمير كان اخذ دورة في الإنجليزية لبضعة اسابيع فقط.

صراع المحمدين متفاقم، والى اشعار آخر، سيبقى ابن نايف مجرد جزّار يعمل في خدمة سلمان وأبنائه، خاصة (الدبّ الداشر).

الصفحة السابقة