‫تفجيرات انتحارية في جدة والقطيف والمدينة المنورة

إنها تفجيرات مدبّرة رسمياً هذه المرة!

عبد الوهاب فقي

هل مملكة التفجير والدعشنة والتكفير.. طابخة السم.. تأكله الآن؟!

 
العواجي: لو بدأن بالمكفّر ما سمعنا بالمفجّر

هل التفجيرات الثلاثة التي وقعت في شهر رمضان.. جدة والقطيف والمدينة المنورة، وفي ظرف أقل من أربع وعشرين ساعة، مؤامرة صنعها البلاط الملكي لإظهار حكم آل سعود ضحية، أم أن ما جرى فعلاً هو بسبب داعش، أم أن صراع المحمدين وزيارة ابن سلمان الى واشنطن وعودته ملكاً، سرّعت بولي العهد وزير الداخلية ان يفجر ثلاث قنابل دفعة واحدة لتقوية موقفه السياسي؟

لطالما روّعت مملكة داعش السعودية الآمنين في دول عديدة، ليس أقلها العراق وسوريا ولبنان وحتى ليبيا ونيجيريا وبنغلاديش مروراً باسطنبول ولندن ومدريد ونيويورك وغيرها.

صحيح أن مملكة داعش لم تستطع السيطرة على ابنتها، فقد شبّت واستقلّت بعد أن رضعت طويلاً من فكر الوهابية، وأموال النفط.. وبعد أن تغذّت طويلاً على سيل من شباب الوهابية النجدية الذين غزوا العالم بفكرهم الضال يفجّرون ويقتلون.

والنغمة الجديدة بعد أن حوصرت مملكة داعش المسعودة بتهم الإرهاب، تريد أن تقول أنها ضحية للإرهاب، بعد أن ثبت للعالم انها مصدره ومفرخته قبل ان تصبح ضحية له.

وهذه المقدمات..

 
د. العمري: السلطة تدعم الارهاب وتتنصل منه

تفجيرٌ في جدّة غرب المملكة المسعودة، وبعد ساعات تفجير في القطيف في اقصى الشرق، والتي تبعد عن جدة نحو ألف وخمسمائة كيلومتراً؛ ثم بعد ساعات أخرى، تفجيرٌ في مدينة رسول الله محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

ثلاثة تفجيرات أثارت شبهة بأنها صناعة سعودية رسمية، حيث لم يقتل في التفجيرين الأولين أحد البتة. وفي التفجير الثالث قتل اثنان من رجال أمن، في موقف سيارات خارج الحرم المدني الشريف.

شكوك كثيرة بأن هذه التفجيرات خرجت من وزارة الداخلية المعنية بمكافحة الدعشنة كما يقال. وهي تفجيرات تأتي ـ حسب بعض التحليلات ـ لتحقيق أمرين:

الأول ـ لتثبت الرياض للعالم انها ضحية داعش، وان الأخيرة لا صلة نسب بينها وبين آل سعود ومشايخ وهابيتها، وأن ضجّة العالم على الرياض غير صحيحة، بما في ذلك اتهام أمرائها بدعم القاعدة وتفجيرات سبتمبر ٢٠٠١.

والثاني ـ لاستثمار الحدث من اجل جلب التعاطف العالمي ليس فقط ضد داعش والقاعدة، وإنما ضد خصوم النظام، وتحويلها الى وقود يغذي الحرب الطائفية إقليمياً، كما هو واضح في تعليقات مشايخ الوهابية ومثقفي نجد المناطقيين، ومعلقي اعلام ال سعود في الاعلام الرسمي، وكذلك في تعليقات رجال مباحث آل سعود في مواقع التواصل الاجتماعي.

 
مضاوي الرشيد: حنين داعش لنموذج الدولة السعودية الأولى

داعش التي لا تخجل من الله ولا من خلقه في اعلان جرائمها، لم تتبنّ حتى الآن التفجيرات، بعد أسابيع من التفجير.

ثم كيف يذهب مفجر جدة مثلاً الى مبنى القنصلية الأمريكية القديم الخالي من البشر، وفي الساعة الثانية والنصف صباحاً، ليفجر نفسه في الهواء الطلق؟ لا بد أن أحدهم يمتلك جهاز التفجير عن بعد، وهو من أرسل المفجر ليرسل رسالة ما؟

ثم كيف يتكرر الحدث نفسه، فيقوم اثنان بتفجير نفسيهما عند مسجد شيعي في القطيف، دون ان يصيبا أحداً بخدش؟ بل ان زميلهما الثالث تفجرت به السيارة ايضاً؟

ثم كيف يترك الداعشي جموع المصلين في حرم رسول الله، وهم كفار بنظره، ويفجر نفسه في عملية استعراضية بعيدة عن الحرم، وكان بإمكانه ان يحدث مجزرة داخله، او على أبوابه؟

منذ تفجير جدة، توقع كثيرون ان هذا ليس فعل داعش. قالت البروفيسورة مضاوي الرشيد: (كأن أحدهم يريد أن يرسل رسالة مبطنة لأمريكا على خلفية حادثة التفجير قرب قنصليتها في جدة)؛ وأضافت: (الإحتفاء الأمريكي بزيارة محمد بن سلمان، لا بد أنها أزعجت البعض، وكذلك التكهنات بمرض محمد بن نايف). المعلوم ان محمد بن سلمان استدعي من الأمريكان في رمضان، وقبلوا به ملكاً ليتجاوز رجلهم المفضل سابقاً محمد بن نايف ولي العهد.

 
عيسى الغيث:
يدافعون عن داعش ويسابقوننا في الإستنكار!

عبدالله الحضرمي، رئيس تحرير صحيفة يمنية، والمراقب عن بعد لفعل القاعدة وداعش على ارض اليمن علّق: (كان بمقدور الانفجاري بموقف السيارات، أن ينفجر داخل الحرم النبوي او في بابه، غير أن ذلك سيصيب النظام السعودي بالعمى، بينما الغرض تكحيل عينيه). وقال اعلامي آخر هو حميد رزق: (تفجيرات السعودية واحدة من أبرز مؤشرات الصراع المحتدم داخل أسرة آل سعود، لاسيما بين المحمدين على عرش المملكة). مراقب آخر وصف تفجيرات جدة والقطيف والمدينة المنورة في ظرف يوم بأنها جميعاً (بدت كنوع من العبثية الداعشية غير المفهومة). واضاف: (ربما يفشل الدواعش في عملية، لكن ليس في ثلاث عمليات وفي يوم واحد. ما حدث ليس مصادفة، بل عملٌ مدبّر يراد له ايصال رسائل أو مقدّمات مرجوّة).

الاعلامي والمعارض السعودي غانم الدوسري، وجد هو الآخر شيئاً من الشكوك واتهم صراحة وزارة الداخلية بأنها وراء التفجيرات: (أعتقد ان وزارة الداخلية جلبت ألعاباً نارية للعيد، وانفجرت قبل أن يتم تصريفها). والدكتور فؤاد ابراهيم يقول ان آل سعود يقدمون انفسهم كضحايا الارهاب، فغيرهم يفقد حياته وهم يكسبون صفة الضحية. فكرهم يحرّض ويصبحوا هم الضحايا بدماء الأبرياء. وأضاف: (نخشى ان تكون دماء الأبرياء ثمناً رخيصاً في صراع الأجنحة، لا سيما بين المحمدين، بعد تجريد ابن نايف من جزء كبير من صلاحياته، حتى في الملف الأمني).

يقول محمد بن نايف ولي العهد ووزير الداخلية، بأن العمل الإرهابي في المدينة المنورة هو تصرف يائس من الإرهابيين لاثبات وجودهم. فلمَ لا يكون هو تصرف يائس من الأمير نفسه؟.

تفجير جدّة

 

‫حسب‬ وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، فإن ارهابياً فجر نفسه بحزام ناسف في مواقف مستشفى سليمان فقيه، بالقرب المبنى القديم للقنصلية الأمريكية بجدة، ولم يصب احد بأذى، عدا رجلي امن، بإصابات جدّ طفيفة، اضافة الى المفجّر نفسه، الذي قيل انه مقيم باكستاني. المدهش هو التوقيت في الثانية والنصف فجراً، والمبنى غير مستخدم، والسفارة الأمريكية قررت التعطيل في ذات اليوم.

وكما هي العادة، فإن المسعودين في غالبيتهم الساحقة يعتقدون بأن المفجرين صناعة محلية، وان مشايخ الوهابية رأس الإرهاب والتحريض، كما تقول الاعلامية زينب غاصب، التي اعتبرت كل من يدافع عن المشايخ المحرضين فهو مثلهم، وشريك لجرائمهم وعدو للوطن.

وهذا هو رأي تركي البراهيم، المقرب عائلياً من آل فهد.. فهو يتحدث عن مشايخ محليين ـ يعني وهابيين ـ عطلوا عقول الشباب وشحنوهم بأفكارهم السامة ليموتوا؛ وطالبت الدكتورة الهام ابو الجدايل المسلمين جميعاً التخلص من الدوغما السلفية ليرتاح العالم ويعيش في سلام. والتفت مقرب من الداخلية الاعلامي الصحفي محمد بك الساعد الى حقيقة ان القنصلية مغلقة في اجازة العيد ولا يوجد بها عمل، وقال ان المستهدف هو المسجد المجاور والمصلين لصلاة الفجر. اذن لمَ فجر نفسه في موقف السيارات؟

 
الخميس: الإخوان هم سبب التفجير!

أحدهم سخر فقال: (لا يوجد أي ضحية للتفجير. يفجر نفسه بوقت مش دوام ولا وموظفين موجودين. الظاهر من السجن اطلقوا سراحه الى القنصلية مباشرة). والمحامي عبدالرحمن اللاحم يقول ان الارهابيين لا يعتقدون بحرمة شيء. الناس تبتهل بالدعاء، وهم يبتهلون بالتفجير. والكاتب خالد الوابل، يشكو من ضعف الحصانة الفكرية وإلا لما تورط (أبناؤنا بمثل هذا الإرهاب القذر).

المعارض السابق كساب العتيبي يشتم الدواعش بأنهم وراء التفجير، وإلا فالبلد بخير، والمواطن مثله يفدي قيادته، حسب زعمه!

كسّاب هذا في جوهره داعشي، فهو يمتدح ابن عمّه الداعشي عبدالملك بن كساب الذي يقاتل في العراق والذي اصطاد خمسة جرذان بزعمه، وهم من القوات العراقية ووضعهم في سيارة! كان ذلك بعد احتلال الموصل من قبل داعش.

أما سلمان العودة فوصل الى نتيجة متأخرة يعرفها العالم كله عن داعش: (ما أرخص الدم عندهم، وما أرخص حياتهم، وما أرخص دينهم)؛ إذن لم وقعتم بيانات الجهاد والنفرة الى العراق؟! وعبدالعزيز السلمان يقول ان الداعشي يريد جر المنطقة الى جحيم الصراعات الطائفية؛ متناسياً ان استثمار آل سعود هو لهذا الغرض، فليس الداعشي والقاعدي يفعلان ذلك فحسب، بل آل سعود ومشايخهم أيضاً، وهؤلاء أخطر لأن بيدهم إمكانات دولة.

 
القرني: داعش وايران واسرائيل وراء التفجير!

الاعلامية منى ابو سليمان تتألم: (العباد في بيوت الله تصلي، والدواعش في الشوارع تنحر العباد). هذا التعليق يناسب تفجيرات بغداد التي أتت على نحو ٣٠٠ بريء، وضعفهم من الجرحى، ولم يدنهم شيخ وهابي واحد لا داخل المملكة المسعودة ولا خارجها. ولأن المشكلة هي في العقيدة الوهابية ومشايخها، اقترح ابو احمد القرني التالي: (اذا ارادت السعودية ان تتخلص من داعش، فلتفرض على كل شيخ من ذوي المتابعات المليونية ان يشجب داعش بالإسم يومياً، في كل يوم تغريدة واحدة). هيئة كبار العلماء لم تدن تفجير داعش في العراق، وكل ما قالته عن تفجير جدة: (خاب وخسر، وهلك الخارجي والحمد لله). وهناك حلّ آخر يقدمه علي آل حطّاب، الناشط النجراني: (الإرهاب لا يحارب بالدعاء، بل بتشريع القوانين، وإنعاش التعليم، وتنقية المنابر، وانقاذ جيل التغرير).

كان واضحاً أن (المسعودين مع داعش في العراق، وضدّها في السعودية)، ما دعا إحداهن لتقول: (وراء كل اصبع ديناميت وهابي موحّد)! اما الاعلامية الصحفية هيلة المشوح فتقول باطمئنان: (لن تنتهي داعش حتى نعترف بمنتجيها وصناعها). يعني لا بد ان تعترف الرياض ومشايخها بمسؤوليتهم في تربية الوحش الداعشي الارهابي والقاعدي وتغذيته فكريا وسياسيا وماليا وبالانتحاريين أيضاً. هذا لن يفعلوه حتماً!

هم، وبغرض اخلاء مسؤوليتهم، يدعون بأن الإرهاب لا دين له.

 
القصادي: حزب الله وراء التفجير!

بلى له دين وهابي، ومال سعودي، ومناهج تعليم لكتب ابن عبدالوهاب، وانتحاريين من نجد. لذا ينتقد المحامي نايف آل منسي (تسخيف وعينا بتعليق التهمة على الغرب والشرق لنخلي مسؤوليتنا بإسلوب صبياني، هو أسوأ من التفجير نفسه). وقد اتهم موظفو الاعلام السعودي (المجوس والإخوان) بأنهم وراء التفجير. والشيخ الوهابي نايف العساكر، الموظف في وزارة الداخلية، يتهم ايران والإخوان المسلمين فهما محور الشر. والشيخ عبداللطيف هاجس لا يكتفي باتهام ايران واسرائيل بأنها وراء داعش، بل يحرّض الأخيرة على تفجير ايران، فهذا حلال ويجوز هناك سفك الدم. يقول: (أيها الدواعش، تل أبيب وطهران تسلم عليكم). ويضيف: (اي ضلال اعظم من ان تمزق نفسك لتخدم عدو دينك وبلدك وامتك؟)، يعني يجوز ان تمزقها ضد أعداء آل سعود وأيديولوجيتهم الوهابية. اما هيئة كبار العلماء، فاستثمرت التفجير لغرض سياسي وهو تمجيد آل سعود ودولتهم المباركة، ناصرة الدين والحق، حيث ان العداء لها عداء للتوحيد وللحق ايضاً! والشاعر فواز اللعبون يتحدث عن مؤامرة تحرك داعش للانتقام من بلاد النور السعودية:

يا داعشيُّ جعلتَ ظهركَ مركباً

للناقمين على بلاد النورِ

تفجير القطيف

 

المؤمنون يصلون في المسجد، وانتحاريان يفجران نفسيهما خارجه، فلم يصيبا أحداً. أليس ذلك غريباً؟ ثم يتم قتل الثالث بالتفجير عن بعد ايضاً داخل سيارته! هذه حكاية تفجير القطيف الجديدة. لكن مراسل قناة الإخبارية الكذاب، يقول ان الارهابيين حاولوا الوصول للمسجد، وحين مشاهدتهم لرجال الأمن ارتبكوا وفجروا أنفسهم. يعني هو يريد ان يصنع بطولة لرجال وزير القمع الذين لم يكن احدهم متواجداً اصلاً.

النجدي الوهابي فيصل العبدالعزيز، فرح بتفجير القطيف وقال: (أحسن! إن شاء الله كل يوم تفجير الى أن يخلصون الشيعة ـ أي يقضى عليهم كلهم ـ ونِفْتَكّْ منهم). وأبو مارية أحمد القحطاني المعروف لدى السلطات الأمنية، يرى الشيعة غير مسلمين وتوقيت عيدهم يختلف عن توقيت عيدنا؛ والمعنى في بطن الشاعر، أي يستحقون القتل والتفجير! بعدها تأتيه الأوامر لينسحب تكتيكياً فيقول: (نبرأ الى الله من عمليات التفجير والتكفير واستباحة الدماء)! اذن ماذا كنتَ تفعل قبل قليل؟!

تقول ام باقر وعلي النمر المحكوم بالإعدام ظلماً: (تحولت مساجدنا الى ثكنات، وصرنا نودّع أبناءنا قبل ذهابهم للمسجد كأنهم يذهبون لجبهات القتال، وكل ذلك بسبب التساهل مع الفك الداعشي). والغريب ان الحكومة تريد من المواطنين ان يتبرعوا لإصلاح ما فجره الإرهابي في القطيف، ففوق ضريبة الدم، يجب ان تدفع ضريبة المال!

 
البريك: فجّروا إيران!

الكاتبة رائدة السبع تتهم مشايخ الوهابية: (تباً لبائعي ضمائرهم وأصواتهم وأفكارهم. تباً لمصدري فتاوى القتل والتكفير). وتساءلت: (لماذا نرمي بتخلّفنا وعنصريتنا وطائفيتنا وأخطائنا على الآخرين والدول المجاورة؟ متى سنعترف أن هذه تربيتنا ودراستنا ونشأتنا؟).

الإعلامي الرسمي يحي الأمير، يعترف بأن مرجعية الإرهاب الداخلي وراءه محاباة السلطة ومشايخ وهابيين، كناصر العمر المعني بقوله: (شاب ملتزم ومتدين، قرأ كتاباً عن «واقع الرافضة في بلاد التوحيد» لناصر العمر، فآمن بفكرهم جميعاً، وبمحاباة الدولة لهم. لا تسألوا فقط عمّن جنّد الإرهابي، اسألوا عمّن هيّأه). أيضاً، فإن عبدالاله الفنتوخ يقول أن (أنصاف الإرهابيين فرحون بتفجير القطيف، متحيّرون في تفجير المدينة). يعني بنظر مشايخ الوهابية وأتباعهم، هناك تفجير حلال وتفجير حرام، وتفجير بينَ بينْ! حتى قنوات العربية والحدث والجزيرة تميل الى تأييد داعش بتفجيرات (الحلال!) ولا تعترض عليها، فضحايا تفجير الكرادة بالعراق مجرد (قتلى)؛ وأما ضحايا تفجير المدينة المنورة فـ (شهداء).

ابن المدينة المنورة حسين الحربي لديه رسالة: (الى من يستنكر تفجير المدينة ويغض الطرف عن تفجير القطيف: هل سمعتَ بمفهوم الوطن من قبل؟ أم أن مفهوم الوطنية عندك من مفاهيم الجاهلية؟). وبنظر علي الشعيبي، فإن (من يبارك تفجير القطيف، ويستنكر تفجير المدينة المنورة داعشي أصلي). والطبيبة القطيفية ريما تقول: (لا يجب ان نضحك على أنفسنا، أو لا تضحكوا على أنفسكم. الإرهاب يستهدف الشيعة، ورجال الأمن تحديداً)؛ أما الإعلامية إيمان الحمود فترى في تفجيرات داعش المتنقلة رسالة منها للجميع: (لا فرق بين سني وشيعي في عقيدتي الشيطانية. كلكم مشروع للقتل. هل وصلت الرسالة؟).

تفجير المدينة المنورة

 

تفجير المدينة المنورة الإنتحاري تحوم حوله الشبهات أيضاً. الرواية الرسمية غير مقنعة بتاتاً، ومتضاربة المعلومات، واستثمار الحدث سياسياً ضد الخصوم الاقليميين والمحليين، وأخذ الأمور الى مجلس الأمن لإدانته، والتغطية الإعلامية المدروسة، كل ذلك يبيّن ان التفجير شأنه شأن تفجيري جدة والقطيف مشبوهاً، يرجح انه جزء من مخطط رسمي لتحقيق اغراض سياسية واضحة.

في التعليقات، فإن الاعلامي السعودي عبدالمحسن القباني مراسل قنوات سكاي نيوز والجزيرة والعربية، يقول ان داعش تتبنى العمليات الأرهابية ليتم ربطها بالوهابية، وان هذا (أداء مخابرات وليس شويّة أولاد سذّج). فهناك مؤامرة إذن، وآل سعود ومشايخهم وأيديولوجيتهم بريئة من الإرهاب! مع ان داعش لم تُعلن حتى الان عن اي من تفجيرات المدينة او جدة او القطيف!

داعشي عراقي اتهم الحشد الشعبي بأنه وراء التفجير في المدينة، فطار الوهابيون بالخبر. وعلق البلوغر عبدالله العقيل: (يا ليل البطاطس. خلاص لازم نعترف. اللي فجروا فينا عيالنا. بلاش نحطّ شماعة لأخطائنا). والإخواسلفي الشيخ عائض عوض القرني يتهم ايران واسرائيل؛ ومثله الداعية الوهابي عبدالله المقحم الذي انشد واصفاً المفجّر الانتحاري:

 
الأمير: الدولة تحابي المتطرفين

عميلٌ لإيرانَ تبّاً لهُ

ألا خاب تابعها الخاسرُ

هذه الداعية المقحم، وفي رمضان، يلقي بالتهمة على الآخرين ويبريء الذات، مع أنه ينصح غيره ولا ينتصح لنفسه فيقول: (قبل ان تغرّد في حسابك، تذكّر يوم حسابك). ليت المقحم تذكّر ما كتب!

الصحفية حليمة مظفر تقول: (فتشوا عن وجه ايران الخبيث الذي يستغل السذج ليكونوا قنابل بين الأبرياء، فداعش صناعة ايرانية). الأرجح انها اغضبت المباحث فأمروها بعكس ما كتبته قبلاً من فاتهمت الدواعش المحليين الذين يقتلون امهاتهم، ووصفت عقيدتهم الوهابية بأنها شيطانية. وهاجم الداعية الوهابي الخرعان، من يتهم مشايخه الوهابيين بالتحريض على الإرهاب، وألقى باللائمة على ابن العلقمي الشيعي المتوفى قبل الف سنة حين شبههم به. والشيخ صالح الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء، يتهم القرامطة بالتفجير وليس الخوارج، اي الشيعة وليس داعش.

المتطرف الوهابي الشيخ محمد البراك، يلقي باللائمة على ايران، ويقول ان بامكان داعش اختراق حدودها فذلك متيسّر. اي فجّروا يا دواعش في ايران. لكن امثال هؤلاء الذين يسألون لماذا داعش تقتل هنا ولا تفجّر هناك، يريدون (توجيه داعش لا إدانتها).

 
المحامي آل منسي: اتهامات تسخف الوعي

الشيخ عبدالعزيز الفوزان، الذي سبق وطرد من امريكا بعد تفجيرات 9/11 بتهمة نشر فكر الإرهاب والكراهية، فعينته الحكومة ضمن مهامه ان يكون عضو هيئة حقوق الانسان. هذا الفوزان يقول وبملء الفم: (ايران وصنيعتها داعش لن تتردد في تفجير المدينة المنورة. المجوس وأذنابهم أخطر من الصهاينة والصليبيين)! ومثله الاخواسلفي عبدالله القصادي يتهم ايران وحزب الله ايضاً في تفجير المدينة المنورة. هذا فجور في الخصومة، ولا يدل ان الوهابيين لديهم استعداد لتحمل المسؤولية ومحاربة داعش، فهم مصرون على الخطأ والخطيئة.

وعودة للشيخ عايض القرني يستثمر التفجير، فيجمع ايران الرافضية، بزعمه، وداعش الخارجية، كمسؤولين عن تفجير المدينة. أين تدين أمثال هؤلاء؟ الذين يكفرون غيرهم ويرمون قذاراتهم وفجورهم على الآخرين؟ حتى صحفيو نجد قرروا حسب وزارة الداخلية ان يوجهوا الانظار الى ايران واستثمار الحدث سياسياً في الخصومات. مع ان الدكتور الداعية حمد الماجد ينتقد استغلال الحدث لصالح منازلات فئوية، لأنه يضلل التحقيق، ويشوّش على جهود محاربة الإرهاب. ولكن هل الإرهاب خرج إلا من دولة آل سعود نفسها؟!

الطريف ان عبدالعزيز الخميس، الاعلامي السعودي المقرب من الإمارات، رمى بتهمة تفجير المدينة على الاخوان وسيد قطب؛ وشكر ابناء زايد حكام ابو ظبي على وقوفهم مع المملكة. اخواسلفي آخر هو مالك الأحمد ينفي دور مناهج التكفير في تخريج دواعش الداخل؛ ويتهم المخابرات الأجنبية التي استغلت عقول الشباب الوهابي. والشيخ عبدالله الفيفي يقول ان الدواعش ترعرعوا وقت الطغيان الليبرالي، وكأن مهلكة السواد والقمع: دولة ليبرالية. والنجدي الأصل مالك جريدة السياسة الكويتية احمد الجار الله يقول ان هناك غرفة عمليات ايرانية في مشهد تدير داعش!

 
غانم الدوسري: الداخلية وراء التفجير

في المقابل، فإن الدكتورة مضاوي الرشيد، تقول ان ما تعرفه هو ان داعش لديها حنين لاعادة انتاج الدولة السعودية الأولى وليس لدولة النبوة او الخلافة. وتركي الحمد يقول لافائدة من الشجب واللعن، فطالما بقيت الأفاعي ـ المحلية طبعاً ـ تبث سمومها بحرية، ترقبوا المزيد. وللشيخ السلفي، القاضي السابق، وعضو الشورى الحالي، عيسى الغيث، تأكيدات تبين ان كل ما جرى من تفجير هو صناعة محلية بطلها مشايخ الوهابية وفكر الوهابية؛ فهم يدافعون عن القاعدة والنصرة وداعش (ثم يسابقوننا لاستنكار التفجيرات)، حسب تعبيره؛ ناهيك عن دور قناة وصال التي تبث من السعودية ودورها في التحريض.

الكاتب خالد الوابل يقول ان عمر الارهابي ٥ سنوات وقت غزو العراق، وثلاث سنوات حين وقعت تفجيرات سبتمبر، فكيف اصبح ارهابياً؟ مشيراً الى ان دعشنته كانت محلية. والدكتور عبدالله الشمري يستغرب ادانة الوهابيين تفجير داعش في المدينة المنورة، في حين انهم هم خوارج نجد وزعيمهم ابن سعود، غزوا المدينة المنورة، وحاصروها، وكفروا اهلها، وجوّعوهم وقاتلوهم، وهنا يستنكرون!

الحقوقي الدكتور حسن العمري يرى ان السلطة السعودية لديها خلل بنيوي، فهي تدعم الفكر الارهابي ثم تتنصل منه. والمفكر محمد علي المحمود يرى ضرورة اجراء معالجة جذرية للخطاب الديني، الوهابي طبعاً، وإلا فلن تتم محاصرة الإرهاب. في حين يؤكد أحمد العواجي: (لو بدأنا بالمكفّر لما سمعنا بالمُفجّر). واخيراً يقول الدكتور مرزوق بن تنباك: (مادمنا نبحث عن مشاجب بالخارج لكل عمل ارهابي يحدث بالداخل بأيدي أبنائنا الذين لم يعرفوا غيرنا، فنحن نضحك على أنفسنا).

الصفحة السابقة