إطاعة ولي الأمر ترامب: محمد بن سلمان يقدم أوراق اعتماده ملكاً!

إبن سلمان عاد من واشنطن محبطاً

الصفقة الكبرى فشلت.. والحرب على اليمن مستمرة!

عبد الوهاب فقي

في الخامس عشر من مارس الماضي، وعشية زيارة محمد بن سلمان الى واشنطن، نشرت صحيفة (الأخبار) اللبنانية مقالاً للباحث والناشط والسياسي فؤاد ابراهيم مقالة بعنوان (الصفقة الكبرى بين واشنطن وآل سعود). المقالة، كما يبدو، تستند الى كمية معلومات وازنة مستمدة، في الظاهر، من مصادر مقرّبة أو مطلعة على ما يدور خلف الكواليس من نقاشات حول التفاهمات بين ولي ولي العهد محمد بن سلمان، ومعه ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد من جهة، وإدارة ترامب من جهة أخرى.

الكلام، كما يذكر ذلك إبراهيم، يدور حول «صفقة كبرى» بين ترامب والرياض وأبو ظبي قوامها حرب شاملة في المنطقة تبدأ باليمن وتمتد لتشمل محور إيران برمته، ولكن ثمن ذلك خيالي على شقيّن: الأول مناصفة السعودية والإمارات في الثروة النفطية، والثاني التطبيع الشامل مع إسرائيل بما يمهّد لنقل السفارة الأميركية إلى القدس.

الصفقة، بحسب معطيات المقالة، تواجه مضادات كثيرة وكثيفة في الداخل الاميركي وهناك من داخل «المؤسسة» بكل متوالياتها من يعارض بشدّة الذهاب في حرب خارج الحدود تلبية لرغبات السعوديين أو الاسرائيليين. ولكن ترامب لا يبدو كان في وارد الاستجابة للتيار المعارض للحرب، إذ كان همّه وغمّه هو موافقة الرياض وأبو ظبي على شرطيه. لناحية بن سلمان، فإن أي صفقة ناجحة مع ترامب يعني الاقتراب من العرش. وافق ابن سلمان على دفع فاتورة الحرب الشاملة في المنطقة، ولكن ليس بمستوى توقعات ترامب الحالمة.

وفي 28 مارس الماضي، عاد فؤاد إبراهيم ليقارب ملف «الصفقة الكبرى» من الزاوية اليمنية، وكتب مقالاً في (الأخبار) بعنوان: (السعودية..الحرب مهما تكن!)، ولفت الى فشل الصفقة الكبرى بثمنها الخيالي في شقه الأولى (مناصفة الثروة النفطية)، مع الابقاء على الشق الثاني (التطبيع مع الكيان الاسرائيلي). يبدو من معطيات كثيرة أن لقاء ابن سلمان وترامب لم يكن ناجحاً، إذ كانت تصريحات مسؤولي البيت الأبيض تنزع نحو التقليل من شأن اللقاء، إلى جانب الايحاءات التي حملتها زيارة وزير الداخلية الاميركي الى الرياض ولقائه نظيره محمد بن نايف وقبلها تتويجه وسام جورج تينيت في فبراير الماضي..

ما أعلن في زيارة ابن سلمان هو صفقة كبيرة عبارة عن برنامج استثماري بقيمة 200 مليار دولار، ولكن ليست الصفقة الكبرى التي أرادها ترامب. لا يجب أن نقلّل من شأن هذه الصفقة، لأنها تتزامن مع زيادة وتيرة الانخراط العسكري الأميركي في اليمن، والموافقة على صفقة تكنولوجيا الصواريخ الموجّهة بدقة إلى السعودية التي كان الرئيس السابق باراك أوباما قد منعها بناءً على طلب 60 عضواً في الكونغرس، وهي أمور «ترسل إشارات مهمة حول أولوية الإدارة الأميركية الجديدة، وطبيعة المرحلة المقبلة التي ستقود خلالها واشنطن تحالفاً قوياً من أجل محاربة الجماعات المسلحة، وأيضاً من أجل تحجيم دور إيران في المنطقة»، وفق صحيفة «واشنطن تايمز» في 7 فبراير الماضي.

في أول مقالة حول فشل زيارة بن سلمان، كتب سيمون هندرسون مقالة في مجلة (فورين بوليسي) نشرت في الثاني والعشرين من مارس الماضي، حيث لفت هندرسون الى أن وسائل الاعلام الأميركية بدت صامتة الى حد ما فيما يتصل بزيارة محمد بن سلمان لواشنطن. وكانت في موضع المترّقب الحذر إزاء ما جاء في البيان الرسمي الذي ذكر أن محمد بن سلمان أو (إم بي إس) أخبر الرئيس ترامب أن المخابرات السعودية «تؤكد وجود مؤامرة ضد الولايات المتحدة الأمريكية والتي تم التخطيط لها» في البلدان الستة التي تمّ منع موطنيها من دخول الولايات المتحدة. ولم تبدِ وسائل الاعلام الأميركية أي ردود فعل إزاء ما أسهب في شرحه «مستشار سعودي كبير» لم يكشف عن هويته، والذي أشاد باجتماع المكتب البيضاوي وتناول وجبة الغداء مع ترامب واعتبر ذلك «نجاحاً كبيراً» و»نقطة تحول تاريخية»، و»تحولاً كبيراً في العلاقات» السعودية الأميركية، بناء على «فهم الرئيس ترامب القوي لأهمية العلاقات.. ورؤيته الواضحة لمشاكل المنطقة” بحسب البيان.

 
ترامب يأمر آل سعود بإعادة المساعدات لمصر، ويطالب بنصف ثروة السعودية!

لم يكن الحال نفسه في الاعلام الأميركي ولا تصريحات مسؤولي البيت الأبيض، التي خلت من مفردة «إعادة» العلاقات مع واشنطن إلى سابق عهدها..هندرسون قال بأن من السابق لأوانه الحكم على مهمة ابن سلمان بأنها ناجحة لجهة إعادة العلاقات بين واشنطن والرياض.

هندرسون الذي يهوى الإبحار في صراعات العرش السعودي، استخدم معياراً على فشل مهمة ابن سلمان من خلال التوقّف عند ما يراه إشارات أو حتى رسائل بعث بها البيت الأبيض على ضوء الخلاف الدائر بين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان، وأن بن نايف ليس على استعداد للسماح لابن عمه الأصغر منه سناّ بالقفز فوقه. وعليه، من اللازم على إدارة ترامب التعامل مع إثنين من القادة المستقبليين في المملكة، وقد يكون من السابق لأوانه تفضيل أحدهما على الآخر.

وبرغم من تفادي المحمدين تظهير الخلاف للعلن، فإن كلاً منهما حريص على كسب موافقة ليس فقط مجلس الشورى السعودي ولكن النواب الأمريكي أيضاً. يومىء هندرسون الى أن كفة محمد بن نايف قد تكون رجحت بعد زيارة ابن سلمان الأخيرة لواشنطن، وقد تكون لابن نايف الضحكة الأخيرة على رحلة بن سلمان. وحسب وصفه «وبرغم من فرص التقاط الصور وحرس الشرف، فإن مغادرة محمد بن سلمان للولايات المتحدة كانت على مستوى منخفض للغاية، إذ لم يكن هناك حشود المعجبين، ولكن بدلاً من ذلك فقد جاءت رحلته إلى الرياض في الساعة 2:30 فجراً، أي بعد يوم واحد من الاجتماع مع وزير الدفاع جيمس ماتيس ورئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد، بدلاً من التوجه إلى نيويورك لعقد اجتماعات عمل كما كان متوقعاً. فمالذي حدث؟ كان والده، الملك سلمان، عائداً إلى المملكة بعد قطع جولة آسيوية إستمرت شهراً واحداً، وكان الأمير بحاجة للعودة للترحيب به.

ولكن زعم القصر الملكي بأن عطلة الملك في جزر المالديف قد تمّ إلغاؤها بسبب تفشي فيروس أنفلونزا الخنازير بدا إخراجاً مناسباً بشكل دبلوماسي حتى يمكنه تصديقه. وقد ذكرت صحيفة (فاينانشال تايمز) أن المعارضين السياسيين المحليين في تلك الدولة أثاروا ضجة بسبب الترتيبات المفترضة لمجموعة الجزر التي سيتم التنازل عنها لمحمد بن سلمان للأبد.

كان أعضاء الوفد المرافق للملك، والذين كانوا يأملون في الاستحواذ على منتجعين في المحيط الهندي قد وجدوا أنفسهم عائدين إلى الرياض في وقت مبكر، ما يعني أن محمد بن سلمان، وبصرف النظر عن المهمة التي ذهب لأجلها الى واشنطن، اضطر للعودة في وقت مبكر أيضاً.

ما لا يذكره هندرسون وكشفت عنه مصادر أخرى مقرّبة من العائلة المالكة، أن محمد بن سلمان طلب من والده العودة الى الرياض للتفاهم معه على ما تلقاه من شروط وتوجيهات من ترامب ومن بينها المصالحة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وإعادة ضخ النفط الى مصر الذي توقف منذ أكتوبر الماضي.

يقول هندرسون بأنه برغم من إعادة العلاقات بشكل نظري، فالصور ومقاطع الفيديو في واشنطن تشير إلى أن هناك شعوراً فاتراً من قبل ترامب تجاه محمد بن سلمان. وأشار الى أن جانباً من هذا الفتور عائد الى عدم إظهار الاحترام من جانب الشباب السعودي للرئيس ترامب.

ولكن الجانب الشخصي ليس على قدر كبير من الأهمية في السياسة، مع كونه عاملاً رئيساً بالنسبة لآل سعود.

وكما لفت زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي في خطبته الأخيرة في ذكرى العدوان السعودي على اليمن في 26 مارس الماضي، بأن ابن سلمان ذهب الى واشنطن لتلقي التعليمات من ترامب بشن حرب الحديدة، فإن اليمن تمثل بالنسبة للسعودية محكّاً أساسياً في اختبار جديّة ترامب في تحقيق الانتقال الفعلي والجوهري في العلاقات السعودية الاميركية..

ولكن يبقى الملف الاقتصادي هو الذي يشغل ذهن ترامب كما يشغل ذهن ابن سلمان أيضاً، وقد لفت الاستعراض الرسمي للبيت الأبيض عن «التعاون الاقتصادي الموسّع الذي يمكن أن يخلق ما يقرب من مليون وظيفة أمريكية مباشرة في غضون الأربع سنوات المقبلة، والملايين من الوظائف الأمريكية الغير المباشرة، فضلا عن فرص العمل بالمملكة السعودية». وذكر أيضاً صفقات «تقدر قيمتها بأكثر من 200 مليار دولار في استثمارات مباشرة وغير مباشرة خلال السنوات الأربع المقبلة”.

يلفت هندرسون الى إن هذا التطور يجعل المتغيرات التي حصل عليها كلا الطرفين من اجتماعات واشنطن أكثر تحدياً. ومن الواضح، يضيف هندرسون، أن هناك اتفاقاً على العمل معاً، ولكن اليمن مشكلة عاجلة. ويقع الأمر على عاتق زمرة ترامب من المستشارين الوثيقين للتصدي لتلك الصعوبات. وكان كبير مستشاريه الاستراتيجيين، ستيفن بانون، والمستشار الكبير (وصهره) جاريد كوشنر متواجدين في اجتماعات المكتب البيضاوي والبنتاغون وكذلك غداء البيت الأبيض، وفي الوقت نفسه، كان محامي ترامب والمستشار الإسرائيلي جيسون جرينبلات في القدس ورام الله للتحدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

 
سلمان والسيسي، الحلفاء المتخاصمون يجمعهما ترامب!

في تقرير نشرته صحيفة (وورلد تربيون) في السادس والعشرين من مارس الماضي بعنوان «ولي ولي العهد فشل في استمالة ترامب البيت الأبيض) جاء بأن الأمير ـ أي ابن سلمان ـ كان يحاول استدراج ترامب نحو المعسكر السعودي، والحديث باسم عموم المسلمين، وكيف ستكون الإدارة الأمريكية جيدة بالنسبة لهم، يتطلع إلى التخلص من صداقة ترامب المزدهرة لغريمه الرئيس عبد الفتاح السيسي.

صدر التقرير عقب أيام من استئناف شركة أرامكو السعودية الشحنات النفطية للقاهرة فيما وصفت بأنها بوادر لتحسّن العلاقات بين الدولتين. وتابعت الصحيفة: «سوف يكشف الزمن عن الحقيقة، لكن الصياح بتحقيق ولي ولي العهد انتصاراً في واشنطن بدا أجوفاً وربما ملفقًا”.

لقد احتاج محمد بن سلمان، بحسب الصحيفة، قدراً من النجاح بعد اجتماعه في البيت الأبيض مع الرئيس دونالد ترامب في 14 مارس. لقد نفدت خيارات السعودية وتدفع حلفاءها التقليديين، رغم عدم سعادة البعض، إلى إظهار التضامن مع مواقفها في حروب اليمن والعراق وسوريا وليبيا، وفي وقت يمرّ فيه الاقتصاد السعودي بمنحنى حساس ويتزايد سوءا، مما يشكل ضغوطا سياسية داخلية”.

محمد سلمان الذي كان يتطلع الى استخدام ترامب في خصومته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أصبح الآن غريم الأمير السعودي ولذلك امتد نطاق العداء السعودي المصري إلى واشنطن في وقت اتضح فيه أن الإدارة الأمريكية الجديدة لن تستمر آليا في أي سياسات شرق أوسطية كانت تنتهجها إدارة أوباما.

وبرغم من المخاطر الكبيرة، فإذا كان على واشنطن الاختيار، فإنها ستختار الوزن الجيوسياسي والثقافي لمصر التي تطل على البحرين المتوسط والأحمر، وتمتلك قناة السويس.

الخصومة السعودية الأخيرة مع مصر، وانهيار العلاقة بين الأمير محمد والرئيس السيسي جعل كل طرف يحاول استمالة الولايات المتحدة إلى جانبه.

وبرغم من أن واشنطن غير راغبة في تهميش السعودية بصورة كاملة في هذه المرحلة أو جارتها الوهابية قطر، فإنه لا يمكن للبيت الأبيض تجاهل وضع مصر الإستراتيجي. وذكرت (وورلد تريبيون) بأن أول ما فعله ترامب في 23 يناير الماضي بعد تقلّده منصبه كان الإتصال بالرئيس عبد الفتاح السيسي وأعقب ذلك تعليقات إيجابية من الجانبين.

وعلاوة على ذلك، التقى السيسي بترامب وقتما كان لايزال مرشّحا على هامش فعاليات الجمعيّة العامة للأمم المتحدة، والتقى السيسي بترامب في الثالث من إبريل الجاري «لتعزيز العلاقات بين البلدين».

وتحاول إدارة ترامب الآن تحديد أكثر إستراتيجيات المنطقة ملاءمة لها، والمضي قدما في تنفيذها، ولا تحبذ محاولات إرغامها من السعودية وتركيا والإمارات نحو صراع أكبر نطاقاً في اليمن وسوريا والعراق.

دعوى أن لقاء ابن سلمان وترامب كان «نقطة تحول تاريخية» في العلاقات الأمريكية السعودية”، يبدو أنها لم ترق لا لمسؤولي البيت الأبيض ولا المراقبين في الولايات المتحدة. ونقل موقع «ديفينس وفورين أفيرز» عن مصادر بالبيت الأبيض قولها إنه لم يحدث أي شيء من هذا النوع، وأن لغة جسد ترامب أثناء لقائه مع محمد بن سلمان أوضحت أنه لا يشعر بأي كيمياء مع المسؤول السعودي الشاب.

وبالرغم من ذلك، فإن وزير الدفاع السعودي قال في بيان بعد اللقاء إن ترامب صديق حقيقي للمسلمين وسوف يخدم العالم الإسلامي بطريقة لا يتخيّلها أحد، وأن الاجتماع حقّق نجاحاً هائلاً، وكان بمثابة نقطة تحول تاريخية في العلاقات الثنائية بين الدولتين”. وكل ذلك لم يكن سوى عبارات إنشائية لإخفاء فشل زيارة بن سلمان. فقد إتّسمت بيانات البيت الأبيض بالبرود، كما لم يبدو على فريق ترامب الإعجاب بولي ولي العهد.

لقد زجّ محمد بن سلمان بالسعودية في طريق من الصعب العدول عنه بأمان، بحسب وولد تريبيون. ونتيجة لذلك، تدفع الرياض أصدقاءها السابقين إلى الدخول في الحرب معها.

محمد بن سلمان مستمر في مطلبه لباكستان بالدخول في الحرب على اليمن، بالرغم من أن الرياض تروج للحرب باعتبارها ضد الشيعة، وبالتالي ضد إيران، علماً بأن 20 في المائة من سكان باكستان هم من الشيعة. وإذا دخلت باكستان حرب اليمن، فإنها تعجّل بحرب أهلية لديها.

ومع ذلك، فإن رئيس وزراء باكستان، نواز شريف، المستفيد من صداقته الطويلة مع السعودية لديه صعوبات الآن في رفض مطالب الرياض. وعليه، فإن الأمر لا يقتصر على واشنطن فحسب، في مسألة عدم استقبال مطالب دعم السعودية بصدر رحب، لكنه يمتد إلى قوى أخرى.

من جهة ثانية، لفتت معلقة الشؤون العربية في صحيفة (يديعوت أحرنوت) الاسرائيلية سمادار بيري في مقالتها المنشورة في الثاني من إبريل الجاري الى توبيخ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمحمد بن سلمان خلال لقائهما في 14 مارس الماضي في واشنطن والذي أثمر في القمّة العربيّة التي عُقدت في البحر الميّت، حيث تمّت المُصالحة بين الرئيس المصريّ، عبد الفتّاح السيسي والملك سلمان.

وقالت إنّ الشرط الأمريكيّ لابن سلمان: «إذا أرادت السعوديّة الحصول على دعمٍ أمريكي والمشاركة في الحلف الذي يتبلور لوقف ما أسمته بالتمدّد الإيرانيّ في منطقة الشرق الأوسط، فيتحتّم عليها، أيْ السعوديّة، أنْ تفتح خزائنها وتعود لتقديم المساعدات لمصر، التي تعاني من وضع اقتصادي صعب.

وأشارت أيضاً إلى أنّ الزعماء العرب، الذين باتوا على قناعة بأنّ ترامب يبحث عن صفقة ما، اقترحوا عليه أنْ يقوم بتغيير سلّم الأولويات: أولاً، يجب دعم الدول العربية التي تعيش أزماتٍ اقتصاديّة لإطعام الشعوب، ولمنع الثورات ضدّ الحكّام، وبعد ذلك، يفتحون أمام واشنطن الباب على مصراعيه من أجل العملية السلميّة، والقصد في هذه العجالة من العملية السلميّة، هو المؤتمر الإقليميّ الذي قد يدعو إليه الرئيس الأمريكيّ للإعلان رسمياً عن تشكيل حلف جديد لمُواجهة إيران، بحيث تكون الدول العربيّة المُصنفّة إسرائيلياً وأمريكياً بالدول المُعتدلة شريكة مع واشنطن وتل أبيب في هذا الحلف، الذي سيعمل على شاكلة حلف شمال الأطلسيّ (الناتو) بهدف مواجهة إيران، بحسب الصحيفة.

الصفحة السابقة