ضغوط على السعودية لإنهاء عدوانها على اليمن

مهمة ولد الشيخ ترجمة للفشل السعودي

عمرالمالكي

مع استمرار غرق النظام السعودي في رمال المعركة المفتوحة مع قطر، التي تتحول شيئا فشيئا الى أزمة مزمنة من أزمات المنطقة، في ضوء انسداد الافق امام الحلول السياسية التي يسارع السعوديون الى إغلاق أبوابها، ونجاح الإدارة الاميركية في احتواء تداعياتها، وابقائها في دائرة الاستنزاف المزدوج..

واضافة الى خروج مؤشرات على قرب اعلان الهزيمة السعودية والمحور الأمريكي في الساحة السورية، وابلاغ المعارضة، كما سرب بعض قياداتها، بأن عليهم القبول بالشراكة مع الرئيس الأسد قبل ان يفوتهم القطار نهائيا..

وبعد انكشاف اللعبة السعودية الفتنوية الجديدة في الساحة العراقية، بعد ان استوعبت القيادات الوطنية والدينية مفاعيل الزيارة النشاز للسيد مقتدى الصدر الى الرياض، وعدم تحويلها الى فتنة داخل الساحة العراقية، كما كان مستشارو الامير محمد بن سلمان يأملون..

 
الأخرق أشعل حرباً خاسرة على اليمن

في خضم هذه الخارطة من الفشل والازمات المحيطة بالسعودية من كل جانب، تبرز الأزمة اليمنية باعتبارها جرحا نازفا، يدمي اليمنيين على الصعيد الانساني والمادي، الا انها باتت دملا يهدد جسد المملكة ووحدة أراضيها، ويفضح طبيعتها العدوانية على الصعيد الدولي.

صار من نافل القول، الحديث عن فشل العدوان السعودي في تحقيق أهدافه السياسية، وقد تحول الى مجرد حرب همجية يمارس فيها النظام السعودي الجريمة المنظمة، من اعمال القتل والتدمير وارتكاب المجازر، وتنفيذ الحصار على أمة من نحو ثلاثين مليون نسمة، والتسبب بانتشار الامراض والاوبئة والمجاعة، بغطاء كامل ومفضوح من واشنطن ومجتمعها الدولي، واسرائيل واللوبي الصهيوني النافذ في العالم.

فماذا بقي امام محمد بن سلمان للعمل في اليمن؟

لا شيء الكثير غير المناورات الاعلامية، واعادة تحريك بعض الادوات التي وفرتها الولايات المتحدة له، لممارسة التضليل واشغال الساحة التي تنوء تحت ثقل جمود قاتل، وفراغ ممل.

اسماعيل ولد الشيخ احمد، المبعوث الدولي، وممثل الامين العام للامم المتحدة اسميا، عاد الى لعبته الساذجة التي ما كانت لتصبح حدثا يمكن التوقف عنده، لولا هذا الانسداد المطلق في أفق الحلول السياسية والعسكرية للازمة اليمنية، بحيث ان من يقرأ اخبار الجبهات، ويطلع على تصريحات المسؤولين في معسكر العدوان السعودي، وما يسمى حكومة عبد ربه منصور هادي التي لا يعرف محل اقامتها بشكل دقيق، لا يجد فرقا اليوم عما كان عليه الوضع قبل شهراو شهرين.

في هذا التوقيت عاد ولد الشيخ الى المنطقة، دون ان يكلف نفسه عناء البحث عن برنامج عمل لزيارته، ودون ان يكون لديه ما يقوله فيها، فتكفلت الدوائر السعودية بتزويده بمادة للعمل على تسويقها، هي من أغبى المهمات التي يمكن ان تنسب الى مبعوث دولي.

فما هي هذه المهمة الجديدة، ولماذا نتهمها بالغباء والسذاجة؟

قبل اكثر من شهر من الان، وتحديدا في الثاني عشر من يوليو الماضي، شدد المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في كلمته أمام مجلس الأمن، على ضرورة استئناف الرحلات من وإلى مطار العاصمة صنعاء الدولي.

وقال ولد الشيخ أنه على مدى العام الماضي، دعا المنسق المقيم ومنسق الشؤون الانسانية مرارا وتكرارا، لاستئناف الرحلات الجوية التجارية من صنعاء، مشيرا الى ان وقف هذه الرحلات بسبب الحصار السعودي، ادى الى وضع عبء غير ضروري على السكان، وتفاقم حالة انسانية بائسة بالفعل.

وناشد ولد الشيخ التحالف والاطراف في الصراع دعم اقتراحه لاستئناف الرحلات الجوية المنتظمة على وجه التحديد للأفراد الذين يحتاجون الى رعاية طبية، والطلاب الذين يدرسون في الخارج، ولم شمل الأسر، وتأمين وصول الامدادات الطبية الضرورية لعمل المستشفيات اليمنية القليلة الباقية في الخدمة.

 
ولد الشيخ ممثلٌ للسعودية ومصالحها

لم تستتجب السعودية لهذا المقترح، وضربت به عرض الحائط، ومضت عدة اسابيع لم يضع فيها ولد الشيخ خطة عمل واضحة لتنفيذ قتراحه، والضغط على دول الحصار والعدوان، للتراجع عن فعل هذه الجريمة لاسباب اخلاقية وانسانية، خاصة ان مطار صنعاء ليس وسيلة لتزويد الجيش اليمني والمقاومة الشعبية بالسلاح، ولم يؤد اقفاله طيلة السنتين الماضيتين الى اضعاف القدرة القتالية للمقاومة في وجه العدوان السعودي.

وخلال هذه الاسابيع التي كان فيها ولد الشيخ غائبا عن المشهد، تحركت جهات اوروبية ودولية على خط الأزمة، مدفوعة بتراكم الجرائم والانتهاكات، ومواصلة القوات السعودية استهداف الاهداف المدنية في اليمن وسقوط الضحايا الابرياء، اضافة الى تصاعد الصرخة من منظمات الاغاثة ومنظمات حقوق الانسان، وصدور البيانات المنددة بالحصار، مع ارتفاع اعداد ضحايا الكوليرا والامراض الوبائية الاخرى، وهو ما احرج الحكومات الغربية، واستدر موجة نقد واسعة في الصحافة العالمية.

وفي السابع من اغسطس الجاري (2017) قامت رئيسة البعثة الأوروبية في اليمن، ماريا انتونا بجولة تفقدية في العاصمة صنعاء. اطلعت خلالها على الأضرار التي ألحقها طيران العدوان السعودي في المباني التاريخية لمدينة صنعاء القديمة.

وفي اثناء ذلك كان الطيران السعودي يواصل مسلسل جرائمه ضد المدنيين اليمنيين، حيث ارتكبت طائرات التحالف السعودي صباح الجمعة 4 اغسطس 2017 مجزرة وحشية وبشعة، استهدفت منزل أحد المواطنين اليمنيين في منطقة محضة بمحافظة صعدة، راح ضحيتها أكثر من 13 شهيداً معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى 14 جريحاً بينهم نساء وأطفال.

وواصلت منظمات حقوق الانسان والصحافة الغربية اصدار البيانات والتقارير حول الاوضاع الانسانية في اليمن، والجرائم التي ترتكبها قوات العدوان السعودي بحق المدنيين، وبالخصوص الحالة الانسانية وتفاقم انتشار الاوبئة والفقر ونقص الامدادات الطبية.

هذه الاوضاع، معطوفة على الفشل السعودي الميداني، خلقت حالة من التململ في الاوساط الحكومية الغربية، وعبرت عن نفسها بتساؤلات مريبة عن هدف هذه الحرب وامدها، والنتائج الكارثية التي اوصلت الشعب اليمني اليها.

وازاء ذلك دعا المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف السعودي العقيد الركن تركي المالكي، الأمم المتحدة للمساهمة في إدارة أمن مطار صنعاء العاصمة، من أجل استئناف تسيير الرحلات التجارية ونقل الركاب لمطار صنعاء، في محاولة للتخفيف من الضغوط الخارجية، وهي خدعة مكشوفة للظهور بمظهر الساعي للتخفيف من جريمة الحصار بحد ذاتها.

وأكد المالكي في بيان أن التحالف مستعد لفتح حركة الملاحة الجوية أمام الطائرات التجارية في حال توفرت عوامل حسن إدارة المطار، وضمان أمن وسلامة الطائرات التجارية، وإيقاف عمليات التهريب.

وتزامنت دعوة التحالف السعودي مع تجديد المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر، «النداء العاجل لضرورة إعادة فتح مطار صنعاء الدولي بأسرع وقت». وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أن اليمن يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، لا سيما في ظل الانتشار غير المسبوق لوباء الكوليرا على خلفية الصراع المسلح المستمر منذ العام 2015.

وردا على الاقتراح السعودي الملغوم، قالت الأمم المتحدة إن مسؤولية فتح مطار صنعاء الدولي تقع على عاتق أطراف الصراع اليمني، فيما اعتبر رفضا لدعوة التحالف السعودي لها لإدارة المطار. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك: «اطلعنا على تقارير إعلامية بشأن طلب التحالف السعودي، ولكن من الواضح للغاية أن المسؤولية الرئيسية هنا تقع على عاتق أطراف الصراع» في اليمن. وأضاف دوجاريك ان الأمم المتحدة لا تسيطر على المطار. وهناك التزامات تقع على عاتق أطراف الصراع، منها حركة الملاحة الجوية بالمطار، ووصول المساعدات والرحلات الإنسانية التي تشمل نقل المرضى.

وعلى الرغم من ذلك، فإن ولد الشيخ، خلال جولته الجديدة في المنطقة التي بدأت مساء الأحد 6 اغسطس، تلقف الدعوة السعودية بعد ان مكث في الرياض ثلاثة ايام، وسعى إلى فرض خارطة الحل الخاصة بميناء «الحديدة» الاستراتيجي الفاشلة، التي تنص على انسحاب الحوثيين منه، وتسليمه لطرف ثالث محايد، مقابل وقف التحالف السعودي لأي عملية عسكرية في الساحل الغربي، والاتفاق على مسألة وصول الإيرادات، وحل أزمة رواتب الموظفين المتوقفة منذ 10 أشهر.

 
ولد الشيخ في طهران لإنقاذ منصبه

وعلى الرغم من فشل خطته المدعومة بالتهويل السعودي والاميركي الصريح عن قرب غزو الميناء، واخضاعه للهيمنة السعودية بالتدخل الاميركي المباشر، لم يرعو ولد الشيخ عن مثل هذه السياسات التي تترجم نيات واهداف العدوان، واعاد الكرة فيما يخص مطار صنعاء، مستخدما مآسي اليمنيين والحالة الانسانية المروعة التي وصفتها الامم المتحدة بأنها احدى اكبر المآسي في التاريخ الحديث.

وهذا ما يبرر وصف هذه المهمة بالسذاجة، ومحاولة استغباء اليمنيين الذين لا تخفى عليهم هذه الالاعيب بعد ان واجهوها اكثر من مرة.

وتساءلت مصادر يمنية مطلعة عن طبيعة الدرك الذي وصل اليه ولد الشيخ، الذي بات يتصرف بشكل مكشوف وأرعن باعتباره ممثلا للعدوان، ومضطلعا بمهمة تثبيط معنويات اليمنيين، ودفعهم الى الاستسلام للعدوان السعودي، وهو ما يتناقض تماما مع مهمته كمبعوث سلام دولي.

وقالت تلك المصادر ان الحكومة اليمنية في صنعاء والقوى الفاعلة فيها، المؤتمر الشعبي العام وانصار الله، رفضت استقبال ولد الشيخ، بعد ان تعرت مهمته تماما، وبات أداة بيد العدوان السعودي. بل انه بات يمارس دورا هو على النقيض من منصبه، بحيث يمنع لقاء اليمنيين او تفاهمهم على حل انقاذي.

ورأت تلك المصادر ان اهداف النظام السعودي من طرح هذه الافكار غير خافية، وهو يعلم ان مرفقا عاما مثل المطار او الميناء، يحتل مكانة مركزية في مواجهة العدوان، وتأكيد تمسك اليمنيين بسيادتهم واستقلالهم. فهذه المرافق هي جزء لا يتجزأ من السيادة والكرامة الوطنية، اضافة الى ما يمثله على صعيد تمويل جزء من موازنة الدولة.

واذا كان العدوان السعودي يسعى الى حرمان اليمنيين من هذا الدخل المالي المحدود، ونزع اي شرعية عن حكومتهم، فما هي مصلحة ولد الشيخ في الترويج للهدف السعودي الذي يمثل ركنا اساسيا من العدوان، الذي كلف اليمن واليمنيين حتى الان تضحيات جسيمة؟.

ان من اوجب واجبات المبعوث الدولي والامم المتحدة ادانة العدوان، وانتهاك المواثيق الدولية، والتصدي لاي عمل يؤدي الى تضرر حياة ومعيشة ومصالح المواطنين المدنين في زمن الحرب، كما تفرض المواثيق الدولية والاتفاقات التي جرى الزام الدول فيها، وذلك بما يخدم اهداف الامم لمتحدة اولا، والمهمة التي اوكلت اليه ثانيا.

الا ان ولد الشيخ خسر الرهان على المستويين بعد ان تخلى عن حياديته، والتزم نهجا متحيزا في الصراع المحتدم على الارض اليمنية، واسهم في تسييس مهمته بشكل فاضح منذ البداية.

وكانت النتيجة المنطقية من ذلك، ان قاطعه الطرف اليمني ورفض اللقاء به، وطالب بتغييره، وهو ما ينتظره فعلا في اكتوبر المقبل بعد انتهاء فترة تكليفه، ليسجل فترة ضائعة من عمر الازمة، لم تسفر عن اي تقدم في العمل لانهاء العدوان ودفع الاطراف الى تسوية سياسية للازمة القائمة، من جهة، والتخفيف من اعبائها وحماية المدنيين اليمنيين من جهة ثانية.

ولكن هل يتحمل ولد الشيخ وحده مسؤولية هذه النتيجة السيئة لمهمته؟

كلا بالطبع، بل ان فضيحة الدور الذي قام به في اليمن، تسلط الضوء على أزمة عميقة تعانيها المنظمة الدولية، التي باتت رهينة الهيمنة الاميركية على قرارها وتوجهاتها. واذا كانت الادارة الاميركية حولت المنظمة الدولية الى مجرد دائرة تابعة لوزارة خارجيتها، منذ ان تحولت الى القوة العالمية الوحيدة المتحكمة بالقرار الدولي، في فترة عرفت بعالم أحادي القطبية.. فإن هذا الانحراف الخطير في وظيفة المنظمات الدولية تفاقم وازداد سوءا في السنوات الاخيرة.

ولعل هذا التراجع الخطير في دور المجتمع الدولي ومنظماته، يعود الى الخسارات المتتابعة والهزائم التي مني بها المشروع الاميركي في المنطقة، وطبيعة الادارة الاميركية الجديدة بقيادة الرئيس رونالد ترامب، الذي يسلك منهجا متفردا ومزاجيا في سياسته الخارجية.

ولكن ذلك لا يعفي ولد الشيخ شخصيا والامم المتحدة وامينها العام من المسؤولية، وواجب الالتزام بمواثيق المنظمة الدولية وقيمها، والعمل على ارساء السلم ومنع الحروب، والحفاظ على حقوق المدنيين وتجنيبهم ويلات الحروب.

 
جرائم آل سعود لا تتوقف في اليمن

وانطلاقا من ذلك فإن بديهيات مهمة ولد الشيخ تقتضي منه ادانة العدوان السعودي على اليمن، ورفض الممارسات الوحشية والمناقضة لحقوق الانسان كالحصار ومنع الدواء والغذاء، وتدمير المرافق العامة او منعها من العمل، بما يشكل تهديدا مباشرا للمدنيين، وعقوبات جماعية لا تقرها شرائع الامم المتحدة والاتفاقات الدولية.

ولهذا فقد كانت مهمته الاخيرة محكومة بالفشل، وقد فشلت فعلا، بعد ان رفضت الحكومة اليمنية والقوى السياسية المشاركة فيها، استقبال ولد الشيخ، فأمضى ثلاثة ايام في الرياض في فنادق المجموعات اليمنية التي ترعاها الحكومة السعودية، مكررا المطالب السعودية، بفرض شروط سياسية لفتح مطار صنعاء امام الرحلات المدنية والمهمات الانسانية، والعودة الى تسليمه لجهات دولية معروفة الهوية والوظيفة سلفا، تبعا للنهج الذي سار عليه ولد الشيخ في السنتين الماضيتين.

ووصفت مصادر يمنية تحركات ولد الشيخ بأنها اكبر عملية ابتزاز يمارسها تحت ستار الوساطة في الأزمة اليمنية. وبعد ان افتضح امره في اليمن ورفض قادة البلاد استقباله والتباحث معه، خشي ولد الشيخ من الفضيحة، فسعى الى طلب الغطاء بزيارته الى سلطنة عمان ومن ثم الى طهران.. ولأن العاصمة الايرانية تعرف خفايا لعبة ولد الشيخ، فكان لافتا ان يسمعه المسؤولون فيها كلاما قاسيا وصريحا.. اذ شددت الخارجية الإيرانية على أن نجاح جهود الأمم المتحدة في اليمن، مرتبط بدرجة مراعاة المنظمة العالمية الحياد، إزاء جميع أطراف الأزمة التي تمر بها هذه البلاد.

وهي رسالة واضحة لولد الشيخ، ان الحل لا يكون في الرياض ولا في طهران ولا في اي مكان اخر غير صنعاء، وعندما يصل الامر الى حد رفض زعماء اليمن استقباله، فإنه يكون قد حكم على مهمته بالموت والفشل، ولا جدوى من البحث عن ادوات التجميل للوجه البشع لمهمته في اي مكان آخر.

وأعرب نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين جابر أنصاري، في مؤتمر صحفي عقده في أعقاب لقائه بالمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في طهران، عن دعم إيران للمساعي التي تبذلها الأمم المتحدة لحل الأزمة اليمنية، مؤكدا ضرورة أن تسعى المنظمة إلى كسب ثقة جميع أطراف الأزمة.

وذكر الدبلوماسي الإيراني أن طهران تحرص على إنجاح مهمة المبعوث اليمني من أجل التسريع في تسوية الأزمة اليمنية، مضيفا أنه لا حل عسكريا في اليمن، وينبغي تسوية الأزمة عبر سبل سياسية حصرا، وعن طريق الحوار المباشر بين الأطراف المتحاربة. وأعرب أنصاري عن بالغ قلق الطرف الإيراني من الأزمة الإنسانية العميقة التي تشهدها اليمن في الوقت الراهن، قائلا إن سبب تفاقم الأوضاع الإنسانية وانتشار وباء الكوليرا غير المسبوق، يكمن في الحصار المفروض على اليمن.

من جانبه، جدد ولد الشيخ دعوته إلى إعادة فتح مطار صنعاء بغية إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن، ووصف هذه الخطوة بأنها ضرورية من وجهة نظر الأمم المتحدة. وأضاف أن الحرب الدائرة في اليمن تترك تداعيات هائلة على الأوضاع في البلاد، موضحا أن المجاعة تهدد سبعة ملايين يمني، كما يوجد 18.8 مليونا بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية.

وبحسب ما يعتقد معظم المراقبين، فإن مهمة ولد الشيخ وصلت الى حائط مسدود، ولم يعد قادرا على تقديم خدماته لمشغله الاميركي والسعودي، وهو ما يزيد من ارتباك صاحب القرار في الرياض، حيث تشهد السياسات السعودية حالة من الارتباك والقلق تنذر بانهيار كبير في مقومات العدوان.

ومن ابرز هذه المؤشرات، اقدام الصحف السعودية والاماراتية على نعي مهمة ولد الشيخ والكشف عن فشلها، في ظل هجوم صريح على ايران التي لم يزرها ولد الشيخ دون اذن وتوجيه سعودي.

وتحدثت مصادر سياسية رفيعة عن فرض المملكة السعودية الإقامة الجبرية على كل قيادات حزب التجمع اليمني للأصلاح المتواجدين في الرياض. ونقلت مواقع اخبارية يمنية ان الرياض قيدت حركة قادة الحزب، والمحسوبين عليه من سياسيين وعسكريين، وان تحركاتهم باتت مرصودة، وتحت رقابة المخابرات السعودية، وحتى المسؤولين في الحكومة من المحسوبين على الحزب لا يتحركون الا بموافقة من المخابرات السعودية.

وقالت المصادر ان سبب هذه الخطوة السعودية ما جرى تسريبه عن اتصالات للمصالحة بين انصار الله الحوثيين وحزب الاصلاح، عبر اتصالات يجريها المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس السابق علي عبد الله صالح. ولا شك ان نجاح هذه الخطوة يدفع بالحل السياسي للازمة اليمنية خطوة كبيرة الى الامام، لان حزب الإصلاح كان من اوائل الأحزاب التي اعلنت تأييدها لعمليات التحالف السعودي في اليمن، منذ 26 مارس 2015م .

ويرى المراقبون ان تحركات ولد الشيخ الاخيرة وزيارته الى طهران لا تعدو كونها مناورة مكشوفة لاجهاض التقارب بين اليمنيين، اذ ترى الرياض ان فتح قنوات الاتصال بين الحوثيين وجماعة الإخوان، هو نتيجة للتقارب القطري – الإيراني، الذي تجري وقائعه على خلفية أزمة الخليج الجديدة بين السعودية وقطر.

وهذا الامر يقدم دليلا جديدا على ان اسماعيل ولد الشيخ لا يتحرك بأجندة دولية، وانما تنفيذا لمهمات سعودية بغطاء دولي! الا انه في ربع الساعة الاخير من مهمته لم يعد قادرا على ان يقدم ما عجز عن القيام به طيلة فترة مهمته الفاشلة.. خصوصا بعد ان بات يلعب في العراء، اثر كشف الجهات اليمنية عن نياته ورفضها التعامل معه.

الصفحة السابقة