محمد بن سلمان: جارد كوشنر (في جيبي)! ابن سلمان ينفي في الواشنطن بوست مقولة (كوشنر في جيبي)!

ابن سلمان وكوشنر.. لعبة الجيوب!

ناصر عنقاوي

من وضع من في جيبه؟ محمد بن سلمان الذي هبط بالبراشوت ووضع يده على ملك لم يتسنّ لأحد من قبل، ولا حتى عبد العزيز، مؤسس الكيان؟، أم جاريد كوشنر، صهر ترامب، ومستشاره الخاص، والمطلّع على أسراره، والمستثمر القذر؟.

هل هو محمد بن سلمان الذي خاض غزوة مالية في الولايات المتحدة، وقامر بمدخرات الشعب التي تراكمت على مدى أكثر من عشر سنوات، وقدّم البقرة الحلوب، أي شركة أرامكو، في مسالخ المال والاعمال الأميركية والأوروبية.. أم هو كوشنر، الذي بات على استعداد لاشعال أزمات وحروب، من أجل تأمين صفقة هنا، وعقد تجاري هناك، في أسواق الخليج.

لنتوقف ابتداءً عند رواية موقع «انترسبت» الأميركي بتاريخ 22 مارس الماضي حيث نقل بأن ولي العهد السعودي، تفاخر أثناء وجوده مع عدد من المسؤولين الخليجيين المقرّبين منه، قائلاً إن صهر ترامب ومستشاره الخاص غاريد كوشنر «في جيبه».

وبحسب الموقع الأميركي، فإن كوشنر كان معروفاً في البيت الأبيض بأنَّه واحدٌ من أكثر المطلّعين، وبنهم، علىPresident’s Daily Brief أو «مُلخَّص الرئيس اليومي» الممهور بعبارة «سري للغاية»، والذي يتضمن أحدث المعلومات الاستخباراتية الموجَّهة للرئيس وأقرب مستشاريه فقط، وكان كوشنر يتمتع بتصرح أمني سرّي للغاية.

في شهر يونيو 2017، أطاح محمد بن سلمان ابن عمه محمد بن نايف الذي كان ولي العهد آنذاك، وحلَّ محله ليصبح الرجل الثاني في سُلَّم الحكم بعد الملك، مُغيِّراً بذلك، التسلسلَ المُعتَرَف به لولاة العهد.

وفي الأشهر التي أعقبت ذلك، كانت وثيقة «مُلخَّص الرئيس اليومي» تتضمَّن معلوماتٍ عن تطوُّرات الوضع السياسي بالمملكة السعودية، من بينها أسماء بعض أفراد العائلة المالكة الذين يعارضون استيلاء إبن سلمان على السلطة، وفقاً لما ذكره مسؤول سابق في البيت الأبيض، ومسؤولان حكوميان أميركيان على درايةٍ بالتقرير.

وفي أواخر أكتوبر 2017، أجرى غاريد كوشنر رحلةً غير مُعلَنة إلى الرياض، مُفاجِئاً بذلك بعض مسؤولي الاستخبارات. وكَتَب الصحفي الأميركي ديفيد إغناتيوس، في صحيفة (واشنطن بوست) مقالةً قال فيها: «يُقال إنَّ ابن سلمان وكوشنر كانا يجلسان معاً حتى الساعة الرابعة فجراً على مدى عدة أيام، يتبادلان فيها القصص ويُخطِّطان لبعض الاستراتيجيات».

لا يعرف أحدٌ ما دار بين كوشنر وإبن سلمان تحديداً في الرياض آنذاك، لكنَّ الأخير قال لبعض المُقرَّبين منه بعد تلك اللقاءات، إنَّ كوشنر أخبره بأسماء أشخاص سعوديين غير مُخلصين له، وفقاً لما ذكره 3 أشخاصٍ كانوا على اتصالٍ بأفراد في العائلتين المالكتين السعودية والإمارتية منذ حملة القمع. لكنَّ كوشنر نفى ذلك على لسان المتحدث باسم محاميه، حسب موقع إنترسبت.

وقال بيتر ميريجانيان، المتحدث باسم آبي لويل، محامي كوشنر: «بعض الأسئلة التي تطرحها وسائل الإعلام خاطئة ومثيرة للسخرية بوضوحٍ شديد، لدرجة أنَّها لا تستحق الرد، وهذا أحدها. ينبغي لموقع ذا إنترسبت التحقُّق على نحوٍ أفضل».

وفي الرابع من نوفمبر 2017، أي بعد أسبوعٍ من عودة كوشنر إلى الولايات المتحدة، أطلق إبن سلمان ما سمّاها حملة تطهير لمكافحة الفساد، إذ ألقت الحكومة السعودية القبض على العشرات من أفراد العائلة المالكة واحتجزتهم في فندق الريتز - كارلتون بالرياض، وكان موقع «ذا إنترسبت» الأميركي هو أول من نشر تقريراً عن هذه الواقعة باللغة الإنكليزية. وكانت الشخصيات السعودية التي وردت أسماؤها في وثيقة «ملخص الرئيس اليومي» من بين المُعتقلين، وقيل إنَّ أحدهم على الأقل تعرَّض للتعذيب.

جديرٌ بالذكر أنَّ السفارة السعودية لدى الولايات المتحدة لم تردَّ على الأسئلة التي وردتها من موقع «ذا إنترسبت». بينما أحال البيت الأبيض الأسئلة التي وردته إلى مايكل أنطون المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، لكنَّ أنطون رفض التعليق، وأحال الأسئلة التي وردته عن مناقشات كوشنر مع ابن سلمان إلى لويل.

وقال مسؤولٌ في الحكومة الأميركية - رفض ذكر اسمه - أنَّه من المحتمل أنَّ ابن سلمان كان يعرف هوية معارضيه بالفعل دون أن يذكرهم كوشنر. وربما يكون ابن سلمان أيضاً لديه أسبابه الخاصة لقوله إنَّ كوشنر شاركه المعلومات، حتى لو كان ذلك غير صحيح، فمجرِّد إظهار أنَّ كوشنر فعل ذلك، من شأنه أن يبعث برسالةٍ قوية لحلفاء ابن سلمان وأعدائه، بأنَّ أفعاله مدعومةٌ من جانب الحكومة الأميركية.

وقال مصدرٌ على صلة بمُقرَّبين من الحكام السعوديين والإماراتيين، إنَّ ولي العهد الإماراتي، محمد بن زايد، كان من بين الأشخاص الذين أطلَعهم ابن سلمان على نقاشاته مع كوشنر. وقال المصدر نفسه إنَّ ابن سلمان تباهى، في حديثه مع ولي العهد الإماراتي وآخرين، بأنَّ كوشنر كان «في جيبه».

 
كوشنر سلم أسماء معارضين لابن سلمان فاعتقلهم وقتل احدهم!

وصحيحٌ أنَّ هناك قيوداً صارمة مفروضة على الاطِّلاع على ملخص الرئيس اليومي، لكنَّ الرئيس دونالد ترامب، يتمتع بالسلطة القانونية للسماح لكوشنر بالكشف عن المعلومات الواردة فيه. وإذا صحَّ أنَّ كوشنر ذكر أسماء هؤلاء الأشخاص لـ»ابن سلمان»، في إطار نهجٍ مُعتمَد للسياسة الخارجية الأميركية، فستكون هذه الخطوة تدخُّلاً صارخاً من جانب الولايات المتحدة على أعلى المستويات في صراعٍ سلطوي واضح بدولةٍ حليفة. أمَّا إذا كان كوشنر قد ذكر الأسماء للأمير السعودي دون إذن رئاسي، فسيكون قد انتهك بذلك، القوانين الفيدرالية بشأن تبادل معلومات سرية.

يُذكَر أنَّ ترامب دافع عن حملة التطهير، بتغريدة على موقع تويتر، في السادس من نوفمبر 2017 - أي بعد يومين من بدء الاعتقالات في فندق الريتز - قال فيها: «لديَّ ثقةٌ كبيرة بالملك سلمان وولي عهد المملكة السعودية، فهُما يعرفان بالضبط ما يفعلانه».

وفي الأشهُر التي أعقبت ذلك، أُجبِرَ المُحتَجزون على التنازل عن أصولٍ شخصية بمليارات الدولارات للحكومة السعودية. وفي ديسمبر 2017، ذكرت صحيفة «القدس العربي»، أنَّ اللواء علي القحطاني تعرَّض للتعذيب حتى الموت في فندق الريتز. وظهرت على جثة القحطاني علاماتٌ على سوء المعاملة، من ضمنها برقبته التي كانت «ملتوية التواءً غير طبيعي كما لو كانت مكسورة»، وكدمات، «وآثار حرق تبدو ناتجةً من صدمات كهربائية»، وفقاً لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في وقتٍ سابق من مارس 2018.

ولطالما كان مسؤولون بارزون في الحكومة الأميركية قلقين حيال تعامُل كوشنر مع قضايا السياسة الخارجية الحسَّاسة، نظراً إلى افتقاره إلى الخبرة الدبلوماسية. وأعربوا عن مخاوفهم كذلك إزاء احتمالية سعي مسؤولين أجانب للتأثير عليه عبر صفقاتٍ تجارية مع إمبراطورية عائلته العقارية. ويُقال إنَّ المستشار الخاص روبرت مولر يُحقِّق في علاقات كوشنر التجارية ضمن تحقيقه المستمر.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، أنَّ ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأميركي السابق، وهربرت ماكماستر مستشار الأمن القومي (السابق أيضاً) «أعربا عن قلقهما مبكراً من أنَّ كوشنر يطوِّع السياسة الخارجية لمصلحته الخاصة». وذكرت الصحيفة نفسها أنَّ تيلرسون سأل موظفيه غاضباً في إحدى المرات: «مَن وزير الخارجية الفعلي هنا؟».

وفي الواقع، لقد عقد كوشنر صلات وثيقة مع ولي العهد السعودي ونظيره الإماراتي، اللذين كان يتواصل معهما عبر تطبيق واتساب، المملوك لشركة فيسبوك، ويحظى بشعبيةٍ في الشرق الأوسط، وفقاً لما ذكره مسؤولٌ غربي كبير ومصدرٌ مُقرَّب من العائلة المالكة السعودية.

وحين سُئِل ميريجانيان، المتحدّث باسم محامي كوشنر، عن تواصل كوشنر مع مسؤولين أجانب عبر تطبيق واتساب، قال: «دون التعليق على هوية من يتحدث معهم والطريقة التي يؤدي بها عمله، فكوشنر ملتزمٌ بقانون السجّلات الرئاسية واللوائح الأخرى». ومنذ ذلك الحين، قال محامو كوشنر له بألَّا يستخدم التطبيق للعمل الرسمي، وفقاً لما ذكره مصدرٌ على درايةٍ مباشرة بالمراسلة، حسب موقع «انترسبت».

وأدَّت اتصالات كوشنر غير التقليدية مع قادة إقليميين إلى تهميش مسؤولين دبلوماسيين أميركيين في صيف العام الماضي (2017)، حين أطلقت السعودية والإمارات حصاراً اقتصادياً لإضعاف جارتهما الخليجية قطر، إذ سرعان ما باءت مساعي تيلرسون للتوسُّط في الأزمة بالفشل، بسبب ترامب وكوشنر، اللذين دعما الحصار. وقال ثلاثة مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية أنَّ تيلرسون لم يكن يعلم شيئاً تقريباً عن اتصالات كوشنر مع ابن سلمان في تلك الفترة.

وفي أعقاب حملة مكافحة الفساد التي أطلقها ابن سلمان في السعودية، اقترحت لجنة تنسيق السياسات، التابعة لمجلس الأمن القومي الأميركي، أن يتدخَّل تيلرسون ويحاول التحاور مع ابن سلمان، وفقاً لما ذكره مسؤولان سابقان في البيت الأبيض وفي وزارة الخارجية. لكنَّ تيلرسون رفض، وقال لزملائه إنَّ ذلك سيكون «بلا جدوى»، نظراً إلى أنَّ كوشنر كان على اتصال مباشرٍ وقريب بالفعل من ابن سلمان آنذاك.

وقال المسؤول السابق في البيت الأبيض إنَّ مايكل بيل - مستشار مجلس الأمن القومي الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، والعقيد المتقاعد الذي كان يخدم في الجيش الأميركي- اشتكى كذلك في الأشهر الأخيرة، من أنَّه أُخرِج من دائرة أزمة الخليج والصراع العربي - الإسرائيلي. وقال بيل لبعض زملائه إنَّ كوشنر غالباً ما كان يدير كل تفاصيل هذه الموضوعات عبر التعامل المباشر مع قادة إقليميين، دون أن يُطلِع بيل على أي تفاصيل مهمة عن هذه التعاملات.

جديرٌ بالذكر أنَّ دعم كوشنر السعودية والإمارات في أزمتهما مع قطر، أثار تساؤلاتٍ عن تضارب محتمل في المصالح، إذ دَعَم كوشنر الحصار، بعد شهرٍ من رفض وزارة المالية القطرية محاولةً من شركة كوشنر العقارية، التي تحمل اسم «كوشنر كمبانيز» للحصول على تسهيلات مالية من أجل أكبر عقاراتها المتعثرة في المبنى رقم 666 بالشارع الخامس في مدينة نيويورك.

ففي العام 2007، اشترى كوشنر مبنى مانهاتن الشهير مقابل 1.8 مليار دولار، وسدَّد آنذاك مبلغ 500 مليون دولار نقداً، جَمَع معظمه من بيع الآلاف من الوحدات السكنية المُؤجَّرة التي كانت أسرته تمتلكها في ولاية نيوجيرسي الأميركية. ورأى الكثيرون أنَّ سعر المبنى مُبالغٌ فيه آنذاك، وحين عصفت الأزمة المالية بالولايات المتحدة، انهارت قيمة المبنى، مما أسفر عن القضاء على جزءٍ كبير من الاستثمار المبدئي. والآن، تمضي عقارب الساعة نحو موعد السداد النهائي في شهر فبراير من العام القادم (2019)، عندما سيحين موعد سداد قرض عقاري كبير.

ومنذ عام 2011، يبحث كوشنر وأقرباؤه في أنحاء العالم عن مستثمرٍ جديد، وفق موقع «ذي إنترسبت». وجاءت إحدى هذه المحاولات مؤخراً في ربيع العام الماضي (2017)، حين طلب تشارلز كوشنر، والد غاريد، من رئيس الوزراء القطري السابق، حمد بن جاسم آل ثاني، أن يستثمر في المبنى. ثم قدَّم تشارلز في شهر أبريل 2017، عرضاً مباشراً للحكومة القطرية عبر وزير المالية القطري.

لكنَّ قطر رفضت الصفقة باعتبارها غير مُجدية من الناحية المالية. وفي شهر مايو 2017، سافر كوشنر برفقة ترامب إلى الرياض، حيث التُقطِت الصورة الشهيرة لترامب والملك سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وهم يمسكون مُجسَّماً للكرة الأرضية. وفي أعقاب الاجتماع الذي عُقِد آنذاك، أعلنت السعودية والإمارات ومصر والبحرين فرض حصار على قطر، بزعم أنها تقف إلى جانب إيران، غريمة السعودية اللدود. وما زالت الأزمة مستمرة حتى اليوم.

يُذكَر أنَّ الديمقراطي كريس ميرفي - عضو مجلس الشيوخ، قال لجورج ستيفانوبولوس، المذيع الأميركي في برنامج This Week الذي يُذاع على قناة «أيه بي سي» الأميركية، بعدما نَشَر موقع «ذي إنترسبت» تقريراً عن جهود شركة كوشنر كمبانيز للحصول على تمويل من قطر: «لا أفهم لماذا تنحاز إدارة ترامب بقوةٍ إلى السعوديين في هذا الصراع، فالولايات المتحدة لديها مصالح مهمة جداً في قطر». وكان ميرفي يشير إلى قاعدة العديد الجوية بقطر والتي تُمثِّل مقر القيادة المركزية الأميركية، ويتركَّز فيها آلاف الجنود الأميركيين. وأضاف: «إذا كان السبب الذي دفع هذه الإدارة إلى تعريض القوات الأميركية للخطر في قطر هو حماية مصالح آل كوشنر المالية، فهذا هو كل ما تحتاج إليه من أدلةٍ لإجراء بعض التغييرات الكبيرة في البيت الأبيض».

جديرٌ بالذكر أنَّ ابن سلمان حظي باستقبال حار يوم الثلاثاء 20 مارس 2018 من ترامب، الذي قال للصحفيين إنَّ العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية «ربما تكون في أقوى أحوالها على الإطلاق».

* * *

على الضد لما نشره موقع (ذي انترسبت)، نفى ابن سلمان في 22 مارس الماضي أن يكون قد قال بأن كوشنر في جيبه، وقال إنه «سيكون «جنوناً حقاً» بالنسبة له أن يتاجر بمعلومات سرية مع صهر رئاسي ومستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر أو محاولة استخدامه لتعزيز الأهداف السعودية داخل إدارة ترامب.

وقال إن هذا النوع من العلاقة «لن يساعدنا» ولا وجود له. وفي حديثه مع أحد المحررين والصحفيين في «واشنطن بوست» نفى ابن سلمان التقارير الإعلامية الأمريكية التي زعم فيها أن كوشنر «في جيبه»، أو عندما التقى الاثنان في الرياض في أكتوبر سعى للحصول على الضوء الأخضر من كوشنر أو حصل عليه للقيام بحملة اعتقالات واسعة وسط أعضاء فاسدين في العائلة المالكة، ورجال أعمال سعوديين.

وقال ابن سلمان بأن الاعتقالات قضية داخلية وكان يخطط لها منذ سنوات، ووصف العلاقة مع كوشنر بقوله: «نعمل سوية كأصدقاء، أكثر من شركاء»، وأن علاقته بكوشنر كانت ضمن السياق الطبيعي للاتصالات بين الحكومات. وأشار إلى أنه يتمتّع بعلاقات جيدة مع نائب الرئيس بنس وآخرين في البيت الأبيض.

وفي الاجتماع الذي استغرق 75 دقيقة في صحيفة The Post في اليوم الأخير من إقامته التي استمرت أربعة أيام في واشنطن، كان ابن سلمان متحمساً ومتفاعلاً، حيث طرح أسئلة حول مجموعة من الموضوعات، بدءاً من الحرب في اليمن إلى عملية السلام في الشرق الأوسط، وإيران، وجدول أعمال الإصلاح الداخلي وحقوق الإنسان، والخطط النووية للمملكة السعودية.

على الرغم من أن الاجتماع، الذي تمّ إجراؤه باللغة الإنجليزية، كان غير رسمي وليس للنشر، فقد وافقت السفارة السعودية في وقت لاحق على أنه يمكن استخدام أجزاء محددة في مقال حول الجلسة.

وكان ابن سلمان قد تحدث مع عدد من قادة الكونجرس - العديد منهم انتقدوا الحرب السعودية في اليمن.

في «ذا بوست»، قال إبن سلمان إن شاغله الأساسي هو القدرة على تخصيب واستخدام اليورانيوم السعودي نفسه في مفاعلات الطاقة، بدلاً من شرائه من الخارج. وأضاف ان لدى بلاده أكثر من 5 في المائة من احتياطيات اليورانيوم في العالم، و «إذا لم نستخدمها، فإن الأمر يشبه إخبارنا بعدم استخدام النفط». وقال إن الولايات المتحدة ستدعى إلى وضع قوانين وهياكل للتأكد من عدم اساءة استخدام اليورانيوم المخصب.

بخصوص التغييرات الاجتماعية التي تصطدم بثوابت المؤسسة الدينية قال ابن سلمان إنه عمل جاهداً لإقناع الزعماء الدينيين المحافظين بأن مثل هذه القيود ليست جزءاً من العقيدة الإسلامية وقال «أعتقد أن الإسلام عقلاني، والإسلام بسيط، ولكن بعض الناس يحاولون خطفه». وقال إن «المناقشات المطولة مع رجال الدين كانت إيجابية وتساءل «لماذا لدينا المزيد من الحلفاء في المؤسسة الدينية يوماً بعد يوم». ورداً على سؤال حول انتشار الوهابية بتمويل السعوديين، والإيمان المتشدد السائد في المملكة، إذ اتهمها البعض بأنها مصدر للإرهاب العالمي، قال ابن سلمان «إن الاستثمارات في المساجد والمدارس الدينية في الخارج كانت متجذرة في الحرب الباردة، عندما طلب الحلفاء من السعودية استخدام مواردها لمنع غزو الدول الإسلامية من قبل الاتحاد السوفييتي». وقال: «لقد خسرنا مسار الجهود، والآن علينا أن نستعيد كل شيء». ويأتي التمويل الآن إلى حد كبير من «المؤسسات» التي مقرها السعودية، وليس من الحكومة.

الصفحة السابقة