نصر الله: السعودية تتراجع الحرب السعودية الصهيونية واحدة على لبنان واليمن

نصر الله والحلف السعودي الصهيوني

حرب السعودية على لبنان.. إقتصادية

هاشم عبد الستار

صدم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته الاخيرة بمناسبة الذكرى 12 للانتصار الكبير على جيش الاحتلال الصهيوني في ١٤ اغسطس آب 2006.

والصدمة كانت عبر تأكيد السيد نصرالله ان عصر الهزائم الذي دخل فيه الكيان الصهيوني يشمل ايضا النظام السعودي، الذي تحول الى شريك للعدوان الصهيوني الاميركي على شعوب المنطقة، لمشاركته في حرب الصهاينة 2006 وانتهاء بالحرب العدوانية على اليمن، وغيرها.

النظام السعودي المأزوم ليس في وارد الاعتبار من هزائمه، والركون الى مراجعة سياساته الفاشلة على مدى عقود، بل لعله يتمادى في تسخير ثروة البلاد النفطية أكثر فأكثر لدعم المخططات الاميركية والصهيونية، مؤملاً استعادة دوره المنحدر والمأزوم في المنطقة والعالم العربي والإسلامي.

ما يجري في اليمن ليس مجرد خطأ في الحسابات السعودية.. وما يعانيه الشعب اليمني، هو جزء من استراتيجية شاملة تعتمدها الادارة الاميركية، لاستخدام الاقتصاد سلاحا في حال عجزت الأدوات الإخرى في تحقيق أهدافها، بما فيها فشل الأدوات العسكرية والارهابية. وبات من المحتمل ان توسع السعودية نطاق هذه السياسة لمعاقبة شعوب اخرى قررت الخروج عن طوق الهيمنة، ورفضت الدخول في فتن الارهاب والاقتتال المذهبي.

اسرائيل تنظر للدور السعودي
 
السعودية.. حرب اقتصادية على لبنان لصالح إسرائيل

لم يعد مستغربا ان يتحول موقع ايلاف الاليكتروني السعودي الى منصة للمسؤولين الصهاينة، لكي يوجهوا الرسائل للسعوديين اولا، في اجراء تطبيعي كامل، وجسر تواصل بين القيادتين السعودية والصهيونية على المستوى الاعلامي. الا ان المستغرب ان تصبح الرغبات الاسرائيلية والاستراتيجية السياسية لقادة الكيان الصهيوني، مادة للحوار الاعلامي، وأن يصرح المسؤولون الصهاينة بما هو مطلوب من النظام السعودي، بشكل صريح ومباشر!، ولم نعد بحاجة الى دليل او تأكيد على وجود الصلة بين ما تقوم به المملكة من حروب ومواقف سياسية، وما تقتضيه المصلحة الاسرائيلية.

في اخر حلقات هذا المسلسل، تصدرت التصريحات التي ادلى بها مدير الموساد السابق تمير باردو صفحات الجريدة الالكترونية السعودية (ايلاف) في يوم الاثنين 13 اغسطس، والتي كشف فيها أن للسعودية والامارات دورا مهما في الضغط على حكومة لبنان لحل مشكلة حزب الله وسلاحه وصواريخه التي تهدد أمن إسرائيل، وذلك عبر سحب ودائعها، أو عدم الايداع بشكل كبير في لبنان، ما يمثل ضغطا، ضمن سلّة إجراءات عقابية اقتصادية، قد توفي بالغرض من دون الحاجة إلى قرارات أممية معقدة وصعبة التنفيذ.

التهديد بالحرب الاقتصادية على لبنان، اعتماداً على الدور السعودي، وخدمة للصهاينة، يلفت النظر الى مقدار الثقة بقدرة الطرفين السعودي والإسرائيلي، وحرصهما على تطوير العلاقات بين الطرفين إزاء جملة من القضايا الإقليمية حيث التطابق في السياسات مدهشاً بينهما، سواء إزاء لبنان وحزب الله، او فلسطين وحماس، او تركيا وإيران، او اليمن وغيرها.

المطلوب من السعودية والامارات، كما قال تامير باردو، ان تقوما بمنع سياحة مواطنيهما الى لبنان، وسحب ودائعهما من مصارفه، اضافة الى ممارسة الضغط على فرنسا والولايات المتحدة للضغط اقتصاديا على لبنان لاجباره على الاندفاع لسياسة تجريد المقاومة من سلاحها.

واللافت ايضا ان المسؤول الامني الصهيوني يعتبر الحصار الاقتصادي، السلاح الوحيد المتبقي لاسرائيل لكي تتخلص من هاجس وجود مئة الف صاروخ على حدودها، حسب تعبيره.

الاحباط السعودي

الا ان هذا الخطاب الإسرائيلي، والموجه اساسا للرأي العام السعودي الذي تتوجه اليه ايلاف، كان له رد فعل عكسي في الاوساط الشعبية ولدى النخبة السعودية، اذ انه بدل ان يطمئن جمهور النظام الى قوة الكيان الصهيوني، وأهمية التحالف معه، لمواجهة الاعداء المشتركين في المنطقة، ولدرء خطرهم عن المملكة، كما يروج النظام في المرحلة الراهنة.. فإنه تسبب في ظهور انطباع مضاد تماما، اذ عزز الصورة التي يحاول ان ينكرها السعوديون، عن عجز قوة الكيان الصهيوني العسكرية عن مواجهة نفوذ وقدرات حزب الله في لبنان، وما يسمونه النفوذ الايراني في المنطقة.

المسؤول الامني الاسرائيلي أكد أولا، انه لا امكانية لمواجهة عسكرية مع حزب الله، الذي يبقى مشكلة مستعصية لا يمكن حلها بالوسائل العسكرية. وثانيا اوضح هذا المسؤول ان جيشه ودولته لم تعد قادرة على تزعم الحلف المفترض لمواجهة ايران وحلفها في المنطقة، بل هو يرمي بالمسؤولية على السعوديين والاماراتيين، ويحيل اليهم المهمة المستحيلة ببدء حرب اقتصادية على لبنان واللبنانيين، لتفجير الساحة اللبنانية واحتواء سلاح المقاومة، حسب اعتقاده، وتحت المظلة الاميركية دائما.

لقد ادرك السعوديون ان سياسة المال مقابل الحروب لم تعد فاعلة، وانه في الوقت الذي عليهم ان يواصلوا دفع الاموال، فإن عليهم ان ينخرطوا في الحروب بشكل مباشر، وبالتالي فإنهم سيتحملون كلفة الحروب التي تشنها الولايات المتحدة واسرائيل، ليس اقتصاديا وماليا وحسب، بل سياسيا واخلاقيا وبشريا ايضا.

وقد سبق للأمين العام لحزب الله ان اتهم السعودية بأنها طلبت من اسرائيل اجتياح لبنان وتدميره، للقضاء على المقاومة وتصفية وجودها في لبنان، وابلغتها بأنها مستعدة لتقديم مليارات الدولارات للكيان الصهيوني مقابل ذلك.. واكد السيد نصرالله في خطابة في 11 نوفمبر الماضي، انه يمتلك معلومات مؤكدة حول ذلك.

ولم يعد كافيا اذن ان تدفع السعودية كلفة الحروب الاسرائيلية على دول وشعوب المنطقة، بل بات عليها ان تقوم هي بالمهمة، وتتحمل تبعات الهزيمة المادية والسياسية والعسكرية. وقد انقلبت الاية، بحيث بات على السعودية ان تخوض الحرب نيابة عن الصهاينة وكيانهم، وهذا ما تفعله في اليمن وفي سوريا ولبنان.

العقوبات الاقتصادية

الحديث عن العقوبات السعودية على لبنان ليس جديدا؛ فقد روجت مصادر اعلامية عدة أخباراً عن نية الرياض وابوظبي شن حرب اقتصادية على لبنان تشمل: طرد نحو 400 ألف لبناني يعملون في السعودية و150 الفا في الامارات. وتقدر كما تشمل العقوبات: السياحة، وحركة الرساميل لخنق اقتصاد لبنان الهش، والذي يعيش ازمة اقتصادية خانقة.

وقد صدرت هذه التهديدات بالتزامن مع احتجاز رئيس وزراء لبنان حينها سعد الحريري في الرياض، واجباره على الاستقالة.. حيث وردت في كلمته التي وجهها الى اللبنانيين (عبر قناة العربية) اشارات الى ذلك، وصفها مسؤول لبناني لوكالة رويترز بقوله انه: «يجب أن ننظر بجدية إلى العقوبات العربية. هذه تهديدات جدّية للبنان في ظل الاقتصاد الهشّ. إذا قطعوا الواردات فهذه كارثة».

فهل ازدادت هذه المخاوف بعد الخطاب الاخير للسيد حسن نصرالله؟

ردود الفعل على تصريحات نصرالله
 
باردو.. رئيس الموساد السابق يمجّد العقوبات السعودية على لبنان

تبرع المتحدث باسم الجيش لإسرائيلي، افيخاي أدرعي، بالدفاع عن السعودية، دون ان يأتي على ذكر ما تضمنه خطاب الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، فيما يتعلق باسرائيل، التي كانت الموضوع الرئيسي للخطاب وخصوصا في تأكيده على ان المقاومة باتت لها اليد العليا في اي مواجهة مع جيش الاحتلال.. وان الكيان الصهيوني مشغول الان في البحث عن اساليب لردع هجوم محتمل لرجال المقاومة وتحرير الجليل الاعلى.

قال إدرعي في حسابه على تويتر، إن نصرالله يطلق تهديداته من السرداب الذي بقي فيه منذ 12 عاماً. وعلى هذا المنوال علق وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، على خطاب نصر الله مشيرا إلى أنه حمل تطاولا على السعودية. لكن قرقاش كان اكثر وضوحا في الدخول الى صلب اللعبة اللبنانية بقوله ان الخطاب «مثال جديد لفشل سياسة النأي بالنفس التي يرددها لبنان الرسمي ولا نرى الإلتزام بها». محذرا من ان على اللبنانيين الاستعداد لحرب جديدة.

وهذه الحرب ـ التي لم يحدد قرقاش شكلها ـ بديهي انها لن تكون الا حرباً سعودية خليجية لصالح إسرائيل، وفق سياق تصريحات المسؤول الصهيوني لموقع ايلاف السعودي.

السعودية التي تجنبت الرد على خطاب السيد نصرالله، اوكلت المهمة كما هو في اغلب الاحيان، الى صحافييها وكتاب الاعمدة فيها، ليوجهوا الرسائل لمن يعنيهم الامر. وقد ترافق الصمت السعودي بخفوت صوت الجوقة اللبنانية، التي اعتادت الرد بالنيابة، والتي تعاني من حالة تراجع، ولا تجد لديها القدرة والجمهور الكافيين للدفاع عن آل سعود.

عبدالله ناصر العتيبي في مقالته بصحيفة الحياة، رأى ان السيد نصرالله، يتاجر بدماء من يموتون من أجله! وانه اشعل حرب ٢٠٠٦ للعودة الى المشهد اللبناني ثانية!

ولفظة السرداب التي اطلقها ادرعي، كررها حرفيا سلمان الدوسري .. في مقالته دراما حسن نصر الله في صحيفة الشرق الاوسط .. ولم يجد الدوسري الا مفردات من قاموس الشتائم والاتهام بالتبعية لايران وابداء الحزن على لبنان الجريح الذي يعاني من جراء تبعات التدخلات السافرة. أما صحيفة الرياض فقد رأت ـ لمزيد من المهنية والاخلاق الرفيعة ـ ان تستخدم عنوان «أفعى الضاحية».. واصفة المقاومة بالارهاب، بما ينسجم مع الخطاب الصهيوني.

لكن الملاحظ على ردود الفعل السعودية ابتعادها عن مناقشة الاتهامات التي اعلنها السيد نصرالله، بل ذهبت مباشرة الى الشتائم والالفاظ النابية، دون حتى انكار ما وصفت به من تراجع وهزائم في كل الساحات التي غاصت فيها وحولها.

خطاب الامين العام

خطاب السيد نصر الله في 14 أغسطس ٢٠١٨، أتى على التدخل المباشر للسعودية في الشأن اللبناني، وقارنه برد فعل الرياض على كندا، التي اتهمت الأخيرة بالتدخل في شؤونها الداخلية. وتحدث السيد نصرالله عن: «ازمات داخلية وازمات خارجية عند السعودية، في مجلس التعاون والآن الأزمة المعلنة مع قطر، ويوجد أزمات خفية ايضا في مجلس التعاون. مع كندا مشكلة صغيرة، ونحن لا نعلم اذا كانت العلاقات ساءت من أجل هذه المشكلة أم لأجل ترامب. الحكاية لا بد من التأمل بها.”

وتابع قائلا ان ازمات السعودية تشمل ايضا علاقاتها مع تركيا بعد اتهامها السعودية والامارات بالتورط في الانقلاب الاخير.. وحتى في العالم الاسلامي تحدث السيد عن التحول في سياسات ماليزيا وباكستان تجاه السعودية، من التأييد الى العداء.

منذ البداية كان السيد واضحا وجازما في الربط بين حرب تموز 2006 والتطورات اللاحقة حتى اليوم، والتي اعتبرها استمرارا لتلك الحرب، وان ما جرى منذئذ إلى اليوم، كان بمثابة «حرب تموز كبرى» على مستوى المنطقة، تريد أن تحقق نفس الأهداف، ونفس المشروع، ونفس الآمال، التي سعت إليها اسرائيل في عدوانها على لبنان.

واوضح السيد نصر الله ان الامر ليس تحليلا صحافيا بل هي معلومات ووقائع جرت معه، اذ طُلب من المقاومة تسليم سلاحها والقبول بإحتلال مقنع للبنان، عبر قوات متعددة الجنسيات على الحدود اللبنانية الفلسطينية والسورية وفي المطار والموانئ. ورأى ان الهدف من ذلك «الاحتلال الأميركي» أن يكون مدخلا لاحتلال سوريا وفرض شروط كولن باول عليها، ومن ثم تصفية القضية الفلسطينية.

ليس جديدا اتهام حزب الله للسعودية بالوقوف خلف اسرائيل في حرب تموز، وانها الدولة التي كانت تطالب بمواصلة القتال عندما بدأت بوادر هزيمة جيش الاحتلال، وانها كانت تدفع الى تأخير قرار وقف الحرب من مجلس الامن، وتحث الجيش الاسرائيلي على توسيع دائرة القصف والتدمير للبنية التحيتة والاندفاع داخل الاراضي اللبنانية.

الا ان الجديد قوله انه مع مجيئ ترامب الى السلطة في اميركا ومحمد بن سلمان الى السلطة في السعودية، وعلى فرضية ان المنطقة ذاهبة الى الانهيار، ومحور المقاومة ذاهب الى الزوال، وضعوا مسودة صفقة القرن التي هي افضل ما يمكن ان تحلم به اسرائيل في يوم من الايام.

وبعد ان اشار السيد نصر الله الى مسؤولية النظام السعودي عن تمويل وتجهيز الارهاب الداعشي، وفشل هذه الحرب وتراجع المحور الذي تقوده السعودية في المنطقة.. تعمد قائد المقاومة في ذكرى الانتصار ان يوجه رسالة (من الضاحية الى ضحيان)، ليس لابداء التضامن الانساني والقومي مع ضحايا مجزرة ضحيان في صعدة وحسب، ولا لاستغلال التشابه في الالفاظ، بل اساسا ليقيم المقارنة بين الايادي الاثمة التي ارتكبت المجزرتين، الاسرائيلية والسعودية، وليؤكد التلازم في النهج والهدف والاساليب.. وهو ما شدد عليه بقوله: (ايها الأهل الأعزاء والكرام والشرفاء، خصوصاً أهالي الأطفال الذين استشهدوا: اعلموا يقيناً ان الذي قتلكم، هو الذي قتل اطفالنا في الضاحية، في قانا. ان الذي سفك دماء نسائكم واطفالكم هو الذي سفك دماءنا في لبنان. السلاح ذاته، والمحور ذاته، والجهات ذاتها، والإرادة ذاتها، والقرار ذاته، والهدف ذاته).

وهكذا ربط السيد نصرالله بشكل قاطع وكامل بين العدوان السعودي على اليمن والاهداف الصهيونية في المنطقة.. وانتهى الى القول ان هذه المجازر هي دليل اكيد على الفشل العسكري والسقوط الاخلاقي، معللا ذلك بتراكم وتفاقم الازمات التي يواجهها النظام السعودي داخليا وخارجيا. وخلص السيد نصرالله الى نتيجة مفادها ان المحور الاميركي السعودي الاسرائيلي يتراجع في المنطقة، فـ (صورة السعودية اليوم في العالم العربي وفي العالم الإسلامي، الصورة التي أُنفقت من أجلها مليارات الدولارات لتقدمها كمملكة الخير، اليوم هي في ذهن العالم هي مملكة ماذا؟! مملكة الذين بعثوا هذه الحركات الداعشية التكفيرية التي دمرت العالم العربي والإسلامي، والتي إرتكبت أبشع المجازر في العالم العربي والإسلامي، والتي تهدد أمن العالم). وأضاف: (صورتهم بعد حرب اليمن، ماذا؟! حصار وكوليرا وتجويع، وصولاً الى تأييدها لصفقة القرن. الآن يقال بأنها تراجعت، ممتاز، لماذا تراجعت؟! لأنها أدركت أنَ هذه الصفقة هي صفقة انتحارية).

التحدي

الكل بات يعلم الان ومن سياق الاحداث والوقائع، ان الحروب القائمة او التي يمكن تفجيرها، انه لم تعد قرارات احادية ولا تستهدف دولا او قوى منفردة.. بل ان المنطقة دخلت في اصطفاف سياسي حاد، وانقسامات في محاور متقابلة.. بل في محورين لا ثالث لهما.. محور تقوده اسرائيل ويضم الولايات المتحدة والسعودية، ومحور تقوده ايران.. وبالتالي فإن الحرب المقبلة ستكون حربا بين المحورين ايا كانت ساحتها.

وواضح أيضا، من سياق الموقف الذي اعلنه الامين العام لحزب الله، وصمت السعودية عن الرد المباشر.. وفي ظل حقيقة ان اسرائيل غير قادرة على الدخول في مغامرة عسكرية مباشرة، سواء من اجل السعودية، او من اجل تبديد قلق سكانها ومستوطنيها.. وحقيقة ان الحصار الاميركي على إيران، لن يجدي نفعا ولن يحقق اغراض البيت الابيض، بعد ان رفض السيد علي الخامنئي المرشد الاعلى لايران، اي حوار او مفاوضات مع واشنطن تحت ولاية هذه الادارة الشاذة، والمتحيزة للاستراتيجية الصهيونية بشكل سافر، والتي لم تعد محل ثقة للايرانيين كما لكل شعوب العالم.

في ظل كل هذه الظروف، بات واضحا ان المحور الاسرائيلي لم يعد لديه الا الحروب الاقتصادية، ومعارك تجويع الشعوب لتفجير الازمات وعدم الاستقرار في الدول والمجتمعات المتمردة على استراتيجيته، والتي تقف عقبة في طريق هيمنته على المنطقة.

فهل تستجيب السعودية لطلب مدير الموساد السابق تمير باردو، بإعلان الحصار على لبنان، وبدء حربها الاقتصادية على الشعب اللبناني؟ وهل يكون ذلك ردها على تحدي السيد نصر الله، بعد ان تفشل كل محاولاتها لعرقلة تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة؟

الايام المقبلة حبلى بالمفاجآت والتطورات، كما يقول احد المراقبين، الا ان ذلك لن يتجاوز الاتجاه العام التراجعي لدور المملكة السعودية، وارتفاع حدة التوتر الداخلي في ظل اخفاقاتها السياسية والاقتصادية على حد سواء.

الصفحة السابقة