هل خسرت السعودية الباكستان؟

زمن الهزائم السعودي!

لا تخفي الرياض مرارة هزائمها وخسائرها المتواصلة والتي جاء كثيرٌ منها دفعة واحدة. فوز مهاتير محمد برئاسة وزراء ماليزيا كان صدمة، والأفظع هو اعتقال رجلها رئيس الوزراء السابق نجيب عبدالرزاق في تهم فساد وُجدت اطراف سعودية في عمقها. وخشية الرياض ستزداد من خلال المحاكمات والفضائح، هذا غير تراجع ماليزيا في دعم السعودية في اليمن، واغلاق مركز سعودي قيل انه لمحاربة الإرهاب. زد على ذلك، فإن استلام أنور إبراهيم رئاسة الوزراء كما هو متوقع العام القادم، يشكل كارثة للسياسة السعودية، حيث تراه الرياض (اخونجياً)!

والآن هناك أزمة اكبر، وهي وصول عمران خان لرئاسة الوزراء، وتحول الرأي العام الباكستاني ضد السعودية، التي اعتبرت الباكستان مزرعة لها (كاليمن) منذ عقود، وعبثت فيه فكريا وسياسيا وأفسدت كل مفاصل الحياة فيه. وصول عمران خان، كان مؤلماً للرياض، وهي تشهد ان الرجل لا بدّ ان يصطدم برجالها في حال بدأ بمكافحة الفساد، وهي تتوقع كما الجميع، ان ينحو عمران خان منحى ماليزيا وتركيا وايران، وعدم الرضوخ للسعودية، ان كان يسعى لحل أزمات بلاده الاقتصادية والسياسية. وما يزعج الرياض أكثر، هو ان الجيش والأمن الباكستانيين، اللذين يديران بوصلة الحياة السياسية في الباكستان، لا يتماشى ـ كما كان يفعل من قبل ـ مع الرغبات السعودية.

اذا اضفنا هذا، مع حرب السعودية على ايران، وعلى تركيا، فإن الرياض ليست فقط معزولة في محيطها الخليجي، ولا العربي فقط، بل حتى الفضاء الإسلامي الأكبر، لم يعد الرياض قادرة على التنفّس فيه.

ومن المؤكد ان الرياض التي تشهد تحولات أندونيسيا السياسية والإقتصادية الكبرى، تتوقع ان تكون اكثر صلابة في مواجهة سعودية الفساد والإرهاب.

إنه زمن الهزائم السعودي!

الصفحة السابقة