ماوراء الحملة الإعلامية على إبن سلمان

أمير فاشل، أم ابتزاز مالي؟

عمرالمالكي

نعلم أن الماكنة السعودية الإعلامية ضخمة ولا شك.

هي أخطبوط مسيطر على الساحة العربية، في مجالات مختلفة.

لكن تأثيرها السياسي يكاد يكون محدوداً.

 
الإبتزاز الغربي متواصل لابن سلمان

بل أن تأثير تلك الآلة ضعيف في التغذية السياسية، على الأقل على المستوى الشعبي المحلي.

فالمواطنون لا يثقون في الإعلام الرسمي، خاصة في هذه الفترة، حيث انكشف مقدار الدجل والكذب، فضلاً عن انكشاف الهبوط والإسفاف غير المحدود الذي تتمتع به الوسائل الإعلامية السعودية الرسمية، وصحفييها وكتابها ومغرديها ومقدميها.

وآية الفشل، ومن أبرز علاماته، ان المواطن لا يتابع الأخبار السياسية على القنوات المحلية، ولا على قنوات الاعلام السعودي الخارجية، كالعربية، الا لماماً.

وحتى المتابعة لا تعني التصديق. خاصة ان تعلّق الأمر ـ كما هو الحال في هذه الأيام ـ بحرب العدوان على اليمن، أو ما يتعلّق بالإعتقالات المتصاعدة والتهم الكاذبة والجزافية ضد الخصوم.

لهذا، يمكن القول بأن التوجيه السياسي الرسمي للشعب المُسعود ضعيف، ومحيط تأثيره محصور في أقليّة، تنفخ في إنجازات وانتصارات كاذبة ورقياً وفضائياً وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ماكنة إعلامية ضخمة، ولكنها فاشلة

يظن المتابع الخارجي ان للنظام السعودي تأييداً كبيراً على المستوى المحلي.

لكن المؤكد ان الصحافة الورقية لا تُقرأ. وقد جرت نقاشات عديدة حول (موت الصحافة الورقية) وضرورة إيقاف الدعم الرسمي عنها، فالعالم والمواطنون تجاوزوها. وما أكثر المقالات التي كُتبت حول الأمر قبل بضعة أشهر.

أما الفضائيات، فلا يجد المواطن الأخبار الصحيحة من القنوات المحلية ولا من العربية وأخواتها. هو يتابع ام بي سي، كوسيلة ترفيه؛ اما الموضوع السياسي فمنفصل جداً. لهذا قيل بأن التوجيه السياسي للمواطن تقوم به محطات خارجية.

جزئياً تقوم به قناة الجزيرة وقناة الميادين وقناة البي بي سي، وحتى قناة المسيرة اليمنية التي يديرها أنصار الله (الحوثيين).

وأما في مواقع التواصل الاجتماعي، فيحسب المراقب من خلال التعليقات على الأخبار والتغريدات، وسيل الشتائم والحملات الاليكترونية، والسيطرة على حسابات الآخرين، ان السعوديين مسيطرين اعلامياً وان قوتهم هائلة.

لكن الحقيقة هي أن نحو تسعين بالمائة من الحسابات وهمية، تديرها مجموعات تعمل لدى المباحث السعودية. واذا استطاع المرء تمييزها، وهو ما نفعله في مجلة الحجاز، سيدرك بسهولة، ان الاعلام السعودي لا شعبية له، ولا مؤيدين كُثر كما يبدو في الظاهر.

وهناك قضية مهمة، تتعلق بجيش الذباب الالكتروني او الجيش السلماني، فقد استطاع هذا الجيش ان يشوّه سمعة آل سعود في عملية تدمير ذاتي رهيبة.

فاللغة الهابطة، وسيل الشتائم، وسطحية التعليقات، وهبوط المستوى الفكري، والتهديد بالقتل او السجن للمخالف.. كلها كانت تعكس وسائل النظام، ومباحث أمنه، ما جعل العرب قبل المواطنين، ينفرون منهم، ويميزونهم بأنهم مباحث، او بتعبيراتهم: دبابيس، او بيض، او غير ذلك.

إزاء الفشل الكبير للآلة الإعلامية السعودية الضخمة، ظهر بعض النقد للإعلام المحلي وأدواته الخارجية، كونه غير قادر على مواجهة التحديات التي تتعرض لها العائلة المالكة، ولأنه أيضاً بنظر الكثيرين لا يمثل قيم المجتمع الدينية والأخلاقية، فضلاً عن أنه يستهلك الأموال الطائلة، ويعتمد على أشخاص مشهود لهم بالفجور والانحلال والجهل والتطبيل.

واذا كانت الرياض حريصة على أن تكون لها منصّات إعلامية خارجية، لتحسين سمعة آل سعود، فإنها تبتغي من تمويل الإعلام الأجنبي، خاصة الغربي، إقناع المواطن بحكمة ونجاح آل سعود وحكمهم. فمن لا يؤثر فيه العلف الإعلامي السعودي، يمكن أن يقتنع بما يقوله الإعلام الغربي.

وعلى هذا الأساس رأينا أغلفة مجلات الغرب، واعلامه، في مقالات ودعايات، لآل سعود ولمحمد بن سلمان. وقد أمضينا السنوات الثلاث بالخصوص، في حملات إعلامية غربية تروج لابن سلمان ورؤيته، وتدافع عنه، بل ان بعضها تمت السيطرة عليها بشكل شبه كلي، كموقع سي ان ان (العربي)، او مجلة التايم المتخصصة في وضع آل سعود على أغلفتها. وحتى موقع بلومبيرغ كان يستلم الأموال، وحتى المراسلون الأجانب في الرياض، ومن يزور الرياض من صحفيين غربيين، يستلمون الهدايا (أموال وساعات ثمينة وغيرها).

وسائل إعلامية غربية: ابن سلمان فاشل!
 
الصحافة والاعلام السعودي جملة فاشل

ولكن فجأة انقلب ذلك الإعلام وصار يتحدث عن فشل محمد بن سلمان ورؤيته العمياء ٢٠٣٠، وعن قمعه لشعبه، وأنه فشل في كل الملفات الخارجية، بما فيها حربه على اليمن ومعاركه مع قطر، ومواجهته مع ايران.

مالذي تغيّر حتى تهاجم محمد بن سلمان، الصحف الغربية البريطانية والأمريكية، وحتى الفرنسية، فضلاً عن بعض القنوات الفضائية؟

هل هي مؤامرة غربية؟ هل هو ابتزاز سياسي؟ هل القضية مجرد التوقع عن دعم ابن سلمان اعلامياً بعد أن خسر الرهان عليه؟

هل غيّر ابن سلمان من سياساته؟ هل قلّل من دفع الجزية للدول الغربية؟ هل اتجهت بوصلته الى حلف آخر؟ هل تراجع عن قضية بيع فلسطين من خلال (صفقة القرن).

من حق المُسعودين أن يتساءلوا. لكن عليهم أن يعرفوا التالي:

لقد دعم الغرب ـ خاصة إدارة ترامب ـ محمد بن سلمان، الى حدّ إيصاله الى ولاية العرش، لأنه اعتقد بأنه الشخص الذي يجلب المنافع المادية له (أي الغرب ودوله)، ولأنه بنظرهم سيقود البلاد باتجاه التغريب الكلي، وبسرعة الصاروخ؛ ولأنه أيضاً قادر على تسويق أمريكا وسياساتها والتحالف معها في العالمين العربي والإسلامي. والأهم، رأوا فيه أنه قادر على اتخاذ قرارات خطيرة، بتطوير العلاقات مع الكيان الصهيوني، والتخلّص بأي شكل كان من القضية الفلسطينية.

فعل ابن سلمان ما عليه ان يفعله، مقابل العرش.

أغدق الأموال، ووقع الصفقات، وإن ذهب معظمها لأمريكا، ما جعل بريطانيا وفرنسا غاضبتين.

وباعتراف نتنياهو وادارته، فإن ابن سلمان تقارب مع إسرائيل، وضغط على الفلسطينيين ليقبلوا بصفقة القرن، التي تتضمن التخلي عن المطالبة بالقدس الغربية كعاصمة، وعن الدولة الفلسطينية المستقلة، وعن حق العودة، بما يشمل توطين الفلسطينيين في بلدان الشتات، خاصة لبنان وسوريا والأردن.

لماذا خاب ظن الغرب إذاً، وتوجه الإعلام الى مهاجمة ابن سلمان، والتأكيد على انه فاشل؟

فعلاً ابن سلمان فاشل، وهذا ليس جديداً، فكل سياساته كان واضحاً فشلها منذ البداية، سواء في حرب اليمن الاجرامية، او في سوريا، او في العراق، او في لبنان، او في قطر. هذا ليس جديداً، خاصة وان فشل آل سعود هو محصلة نهائية لفشل الغرب نفسه، والأمريكيين بشك خاص. ذلك ان سياسة آل سعود ما هي الا ملحق بالسياسة الأمريكية، ولا يمكن ان تفشل أمريكا في سياساتها الشرق أوسطية، وينجح ابن سلمان، او اسرائيل.

ايضاً فإن الغربيين يعلمون ان رؤية ابن سلمان عمياء، وانه لا يمكن ان تنجح. ولا يوجد احمق ـ ولا نقول اقتصادي او باحث ـ يقرأ وثيقة رؤية ٢٠٣٠، الا ويدرك انها رؤية رغبوية غير علمية يستحيل ان تنجح.

لكن الغرب واعلامه طبّل لها، وحين بان عوارها سريعاً، قال ان ابن سلمان يقوم بإعادة النظر في بعض فصولها، وتكييفها لتتواءم مع المرحلة القادمة.

الغرب غطّى فشل ابن سلمان طيلة السنوات الثلاث الماضية، سواء تعلق الأمر بالسياسات الخارجية، او الاقتصادية والمالية، او تغطيته في الصراع على الحكم وروج لتعاطي ابن نايف المخدرات، ودافع عنه حين وضع رجال الأعمال في فندق الريتز كارلتون (نتذكر تغريدات ترامب بهذا الخصوص). والغرب واعلامه وشركات التواصل الاجتماعي (تويتر والفيس واليوتيوب بشكل خاص) كانت تعمل جنباً الى جنب مع ابن سلمان، وتضيّق على المعارضين، وتحذف حساباتهم اعتباطاً، وتنظّف أرشيف ابن سلمان بما يتواءم مع المرحلة.

والغرب نفسه، هو من غطّى جرائم ابن سلمان في اليمن، وغطّى وصمت عن الاعتقالات التي قام بها بحق كل الحقوقيين والناشطين والنساء وغيرهم.

الآن صحا الغرب، وبدأ يتحدث اعلامه بأن ابن سلمان فاشل!

اليس هناك أمرٌ ما وراء الأكمة؟!

بالطبع!

ما هو؟

تبخّر آمال الغربيين
 
خصخصة أرامكو قد تكون وراء الحملة على ابن سلمان!

الآمال الغربية على محمد بن سلمان كثيرة، ولكنه شاب بلا خبرة، ولديه من الرعونة والحمق ما يكفي لإفشال تلك الآمال.

لم يكن الخلل في ابن سلمان، بقدر ما كان الخلل في تضخيم الآمال المتوقعة منه.

لقد نجح في كثير من متطلبات الغرب (أمريكا بالذات)، وحاول أن يجعل من بلده عنصراً فاعلاً في السياسة الأمريكية، الى حد التطابق مع رؤية ترامب في كل الأمور الشرق أوسطية.

لكن، هل يستطيع ابن سلمان ان يُنجح صفقة القرن؟

ذلك امرٌ ليس بيده وحده، ولا يمتلك أدوات ذلك، الا القليل منها، وقد مارس ضغطاً على الأردن وعلى محمود عباس، ولازال، لتمضية صفقة القرن. كما لازال على تواصل قوي مع الصهاينة ومشروعهم.

ليس بإمكان محمد بن سلمان أن يُنجح سياسة ترامب في الشرق الأوسط.

في العراق ـ كما لاحظنا في البصرة مؤخراً ـ عمل ما بوسعه، الى جنب أمريكا وقنصلها في البصرة، وسفيرها في بغداد. دفع الأموال الكثيرة للتخريب. اشترى زعماء قبائل. سعى لشقّ الصفّ الشيعي من خلال مقتدى الصدر والحكيم بالذات، واستقبل الأول هو وابن زايد لتشكيل تحالف يخربط المعادلة العراقية كاملة. بل ان ابن سلمان، ضخّ الكثير من المال لبعض رجال الأعمال العراقيين في الجنوب، لكي يتم استثمار ذلك سياسياً قبل وبعد الانتخابات.

فهل يُلام على الفشل في العراق، وأمريكا نفسها فشلت؟!

ام هل يُلام ابن سلمان على الفشل الماحق في سوريا، وأمريكا فشلت قبله رغم انه كان ينفذ ما تريده؟

نعم.. لقد (خربط) ابن سلمان المعادلة حين وضع سعد الحريري في الحجز، العام الماضي. وكانت تلك غلطة أثمرت الإطاحة بالسبهان، ولكن ابن سلمان عاد وانضبط ضمن اللعبة الامريكية الإسرائيلية، كما هو واضح اليوم، من خلال الحملات على حزب الله، وتعطيل تشكيل الحكومة اللبنانية.

مع ايران، فإن ابن سلمان لم يخطئ ـ بمقاييس أمريكا. لازال اعلامه وسياساته وأمواله تسعى للتخريب الداخلي في ايران، ومحاربتها خارجياً. بل ان ايران صارت محور كل سياسات ابن سلمان! وهو اليوم مستعد ويعمل على ارض الواقع لإنجاح خطة ترامب في خنق ايران، بعد ان يتم منعها من تصدير نفطها.

اما في اليمن، فتجاوزات ابن سلمان، كقتل المدنيين، وقصفهم، وإقامة المجازر، فإنها مجرد (أخطاء صغيرة) بنظر ترامب. أي ابن سلمان وابن زايد، يوظفان القاعدة في مواجهة حكومة صنعاء، بموافقة أمريكية. لا يقبل بالحلول السياسية، بموافقة أمريكية. وأمريكا تخطط معه عسكرياً وتزوده بالسلاح، كما بريطانيا، بما فيها القنابل العنقودية. فأين اخطا ابن سلمان حتى يتم معاقبته؟

الخطأ، في توقع الغرب منه الشيء الكثير، او تحميله فشل سياساته!

وحسب السفير الأمريكي السابق في الرياض (فريمان) فإن ابن سلمان لا يستطيع ان يروج لأمريكا في العالم الإسلامي. لقد فعل ما في وسعه. لكن أمريكا هي من اهدرت سمعتها، وأهدرت سمعة حلفائها السعوديين والصهاينة على حد سواء.

حملة ابتزاز مالي؟

اذا كان ابن سلمان لم يتزحزح في المجمل عن السياسة الأمريكية الغربية الصهيونية..

واذا كان ابن سلمان قد منح الغرب ما يريد حتى من الأموال والعقود والصفقات..

واذا كان ابن سلمان يبذل جهده في كل الإتجاهات لإرضاء الغرب.. حتى فيما يتعلق بالسياسات الداخلية، والانفتاح الاجتماعي، ووضع المخالفين في السجون..

اذن.. هل يمكن القول ان ما نراه في صحافة الغرب من هجوم عليه، يستهدف المزيد من الإبتزاز المالي تحديداً؟

نظنّ ذلك! وهو الأقرب، خاصة بالنسبة للصحف البريطانية المحافظة كالتايمز!

وما يعضدنا في الميل الى هذا أمران:

الأول ـ أن دول الغرب لا تطلب من محمد بن سلمان وأبيه تغييراً في سياساته بشأن قضية ما. فلا هي تطلب منه إيقاف الحرب في اليمن، بل العكس؛ ولا هي معترضة على سياساته تجاه إيران، ولا تجاه لبنان، ولا تجاه العراق، ولا تجاه سوريا، ولا تجاه حماس وفلسطين؛ بل ان الغرب لا يضغط على ابن سلمان لحل أزمته مع قطر وهي الحليف الآخر للغرب. أمريكا ودول الغرب عامة، لا تبحث عن تعديل في سياسة سلمان وابنه الخارجية، ولا تطلب ذلك، ولا هي تقول انها تعترض على سياساته هذه، لأنها جميعاً منتفعة منها.

الثاني ـ ان حملة المقالات في الصحف والمجلات الغربية وبعض الفضائيات الغربية، جاءت مترافقة مع اعلان (رويترز) وغيرها، من أن ابن سلمان، أو أبيه، قد قرّر عدم بيع أرامكو أو قسم منها ـ على الأقل الى حين. وبالتالي استنتج الجميع، ان مشاريع ابن سلمان (نيوم، قدية، البحر الأحمر) سيتم تعليقها. ويبدو أن آمال الغربيين (بريطانيا وأمريكا خاصة) في الاستحواذ على أرامكو، اكبر شركة نفطية في العالم، وادراجها في سوق أسهم نيويورك او لندن، قد أُحبطت. والمكسب الغربي الآخر من بيع أرامكو، والذي سيتحول الى مشاريع (حالمة) بتعبير ابن سلمان نفسه (خاصة في نيوم)، لن تكون موجودة أيضاً. وبالتالي فات على تلك الدول، مكسبين من بيع أرامكو، وما يتبعها من مشرعات.

وعليه، جاء الحديث في اعلام الغرب مكرراً، بأن ابن سلمان فشل في رؤيته (وهو كلام حق أريد به باطل)، وفجأة اكتشفت صحافة الغرب، بأن ابن سلمان (قمعي واستبدادي وجاهل وأرعن)!؛ وأنه يقمع النساء ويقمع الشيعة!، وكأنه وفّر أحداً من طغيانه!

إذن.. هل يمكن القول بأن ما ينشره الاعلام الغربي من مواد تنتقد ابن سلمان وتسخر منه، سياسة استراتيجية، أم تكتيكية؟!

هل يريد الغرب إضعاف ابن سلمان محلياً لصالح شيء من الانفتاح والحرية في التعبير والمشاركة السياسية واحترام حقوق الإنسان؟

كلا.. فهذه القضايا ليست مدرجة أساساً على قائمة اهتماماته!

لا أمريكا ولا بريطانيا ولا فرنسا، ولا غيرها، تريد إضعاف ابن سلمان داخلياً، أو استبداله بأمير آخر، ولا تريد من ابن سلمان تغيير سياساته الداخلية عامّة، سواء بشأن الاعتقالات (عدا بعضها)، او بشأن الضرائب وتحويل الدولة الى دولة ضريبية، ولا بشأن تحجيم دور المؤسسة الدينية، ولا بشأن السياسات الاجتماعية عامّة.

نحن ـ إذن ـ بإزاء نهج تكتيكي غربي محدود التأثير على السياسات والأشخاص الذين يقودون الحكم السعودي.

ومن جانب آل سعود، فهم يدركون ان الحملة الإعلامية تتسم بـ (النفاق)، و(الإبتزاز المالي) وهي وإن كانت مؤلمة لشخص مثل ابن سلمان، يعتمد على سمعته لدى الغرب في تسويق نفسه محلياً، الا ان السياسات السعودية ستبقى بدون تعديلات، أي دون تغيير في المنهج العام. خاصة وأن خيارات الرياض محدودة، وليس لديها الا الغرب الذي ساهم في صناعة الحكم السعودي، وبقي محافظاً عليه الى الآن. ولا يتوقع ـ والحال هذه ـ أن تميل الرياض الى موسكو أو الصين (مجرد ميل سياسي او اقتصادي)، فالنظام السعودي أصبح مُرتهناً للغرب منذ زمن، وبشكل كامل.

الصفحة السابقة