حليمة في قلب «المُخرفن» سلمان!

عبد الوهاب فقي

مذيعة كويتية، اسمها حليمة بولند. زارت السعودية، وقدّم لها الملك سلمان هدية عطور من محلات عبدالصمد القرشي، بثلاثة ملايين ريال. انتشر الخبر مع مقطع فيديو لحليمة نفسها يؤكد هدية الملك، فكان وقعه كالزلزال في مواقع التواصل الاجتماعي.

ظهر هاشتاق بعنوان الملك يهدي حليمة، مليء بالسخرية.

قال احدهم ساخراً: (تهادوا تحابوا. اللهم قوّي إيمانه) يقصد الملك. ثانٍ قال: (أشوَا، ما أهدى لها قارورة زمزم). ثالث: (هدية من جيب دافعي الضرائب). رابع يقول: (وِشْ ذي الخرفنة؟ شكلها خرفنة عالية المستوى).

مدافع عن ولاة امره قال: (أين المشكلة؟ الملك من حقه يهدي الناس. تنظيم الحمدين يحاول الإيقاع بالشعب المتماسك خلف قيادته). ولم يجد آخر حانق سوى القول: (خنازير عزمي تحتضر).

 

علقت احداهن فقالت مثلاً: (رجعت حليمة لعادتها القديمة). وأضافت في هاشتاق بعنوان: (حليمة بولند في قلب الملك سلمان)، بأن الملك سلمان في جيب حليمة. وخاطب احدهم الداشر: (نلقاها منك، أو من أبوك). وغيره قال بأن الملك اهدى ايفانكا بنت ترامب وابوها ٤٦٠ مليار دولار، ولم يعط حليمة الا ثلاثة ملايين ريال (حرام عليك وين العدل في الموضوع).

وسخر ماحي شرارة فقال: (تستاهل حليمة، فهي على العقيدة الصافية، وتباً لكم يا خوارج). وزاد آخر سخرية فرأى ان الملك اهدى ما اهداه لحليمة من منطلق: (رفقاً بالقوارير). لكن مغرداً موالياً كتب بجدية: (هذا والله دهاء من الملك سلمان لكسب المشاهير معنا ضد كلاب عزمي. عاش ملك الحزم والدهاء). وثان ينصح: (قللوا هَرْجْ ـ أي اسكتوا. هذا من ذكاء قيادتنا ان المشاهير يجون السعودية وليس لقطر. هدية حليمة محبة للسعودية وقيادتها).

سيدة اسمها ريم توصي بالتالي: (ضروري السنة الجاية يسافر الملك الى طنجة، حتى لا يجيب العيد). والدكتور عبدالله الشمري تحدث بلسان الشيخ عبدالعزيز الريّس، وهو الذي قال ان الملك لو زنى على الهواء مباشرة لنصف ساعة (ثلاثين دقيقة) لا يجوز الاعتراض عليه بالكلام، وانما بالنصح الخاص. وزاد آخر بلسان الشيخ الريس: (يجوز ان تهدي حليمة عطراً اذا كانت رائحته لا تبقى اكثر من ثلاثين دقيقة).

ووجدها فرصة الصحفي القطري عبدالله الملا فقال: (لن يفلح قوم ولّوا أمرهم دشيرهم). وطعن آخر بحملات التبرعات للأفغان والبوسنة وغيرها والتي اشرف عليها سلمان، وكلها نُهبت او ذهبت لحليمة وامثال حليمة. وذكرنا آخر بأن أموال الشعب والضرايب ذهبت لصديقة الداشر كيم كارديشيان، ولإيفانكا ترامب، وحليمة. الله يعوضكم خير (ويجيك حمار يقول لك السعودية تحكم بشرع الله. يا حَنَفي: عِطْنِي عصير عَوارْ قَلْبْ).

وكتب احدهم ساخراً بلسان الشيخ صالح الفوزان: (حليمة خير مثال للإسلام الوسطي المعتدل، وهذه الهدية حافز لها لخدمة العقيدة الصافية، ولا يهمكم كلام الخوارج).

الذباب الالكتروني تورط كيف يرد. فتم تحويل التهمة على صاحب المحلات المتوفى وهو عبدالصمد القرشي. وروج ذباب آل سعود لهاشتاقات عديدة مثل: (عبدالصمد القرشي يسيء للإناث؛ وهاشتاق القرشي يهدي حليمة؛ وعبدالصمد القرشي خروف حليمة؛ وغيرها.

محلات عبدالصمد القرشي ردّت على المستفسرين، بأن نفت ان تكون قدمت هدية لحليمة بولند، لكن الذباب الالكتروني مصرّ على تلبيس أصحاب المحلات التهمة.

كان واضحاً توجيه الذباب الالكتروني لتغيير المُتهم والدفاع عن الملك، ملك الذباب.

واضطرت محلات القرشي الى اصدار بيان تقول انها لم تتعاقد مع حليمة بولند على اعلان وليس لها علاقة بالفيديو المتداول.

في نهاية المطاف، غيرت الحكومة روايتها، وقالت انها قبضت على مجموعة من المزورين للعطور قاموا باهداء حليمة بولند عطوراً باسم الملك، وذلك لأهداف شخصية.

وأضافت بأن الثلاثة: سعودي، وسوري وباكستاني.

لكن احداً لم يصدق الرواية السعودية الجديدة.

الصفحة السابقة