الأمير سلطان ينقذ فـندق نوغا بجنيف ومالكه الصهيوني غاوون

استثمار قصير المدى قبل الهلاك!

وهو على فراش المرض، ويعالج من المرض الخبيث! لا ينسى القول المأثور: (إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً)! ولكنه ينسى الشطر الآخر: (واعمل لآخرتك كأنك تموتُ غداً)!

سلطان الخير أم سلطان الحرامية؟!

لقد عرف عنه حبّ المال، فوصفوه بأدقّ الصفات، فقال المحايدون أنه يحمل صفات البدوي: (وهّاب نهّاب). وقال عنه مبغضوه بأنه: (سلطان الحرامية)، وقال عنه محبّوه ومريدوه بأنه (سلطان الخير)!

أيّاً تكن الصفات الغرّ التي يحملها، فإن الجميع متفقون على أنه اغترف من الدنيا ما لم يغترفه الآخرون، وعبث فيها كما لم يعبث أشقى الأشقياء، حتى أن الفضيلة تساوت لديه مع الرذيلة بعد أن تلوثت فطرته التي فطره الله عليها، فجاهر مذ أن كان شابّاً بكل المعاصي، ولازال وقد ذُرّف على الثمانين يحتفظ ويروي أقذر النكات، ويمارس أحطّ الأفعال، ويدور أتباعه البلاد طولاً وعرضاً بحثاً عن (صيدٍ) ثمين، كقطعة أرض يسرقها، أو شركة يجبر صاحبها على مشاركته فيها بدون أن يدفع قرشاً، حتى أنه كان ذات يوم مدعواً عند رئيس المخابرات السابق والراحل كمال أدهم، وكانت الدعوة في قصر ابتناه هذا الأخير، فلما رأى الذائقة التركية قد انعكست على المعمار والديكور، أبدى إعجابه بما رأى وقال جملة واحدة: ما أحلى هذا القصر! فما كان من أدهم إلا أن أرسل إليه صك ملكية القصر.

لم تكن لسلطان الخير أو سلطان الحرامية ـ لا فرق ـ أية حدود، فلا يهمه من أين يأتي بالمال أو من أين ينهبه، ولا أين ينفقه. وقد قام قبل نحو عقدين بمشاركة إسرائيليين في شركة تقطيع وبيع الألماس في منطقة الخليج. المهم أن يجني المزيد من المال، وأن يراكم أموال قارون، وأن ينغمس أكثر في المتع الحسّية، أكثر حتى من أخيه المقعد.

غير أن ما فعله في الشهر الماضي (يونيو 2004) لم يكن متوقّعاً، على الأقل لأنه مريض وربما يكون على فراش الموت عمّا قريب، ولأنه لازال في فترة أزمة صحية وغياب ظاهري عن مسرح السياسة السعودية.

تقول الرواية، أن سلطان الخير، قرر وهو على فراش المرض أو الموت شراء فندق (نوغا هيلتون) في جنيف والذي يملكه اليهودي السوداني المتصهين (غاوون) بمبلغ وقدره 300 مليون فرنك سويسري، إضافة الى دفع مبلغ خمسين مليون فرنكاً آخر لتغيير الديكور، وكذلك ثلاثين مليون دولاراً كمصاريف قضائية وغيرها.

والحكاية تبدأ بأن هذا الفندق ابتناه الصهيوني آنف الذكر، واقترض مالاً من بنكي سويسرا الكبيرين UBS و CS، ولفرط ولائه لإسرائيل فإنه سمّى عدداً من أجنحة الفندق بأسماء شخصيات يهودية: فهذا جناح غولدا مائير وذاك جناح بن غوريون وهكذا. كما أن غاوون على علاقة وثيقة بالشخصية الدينية اليهودية المعروفة (ابو حصيرة) ويدعمه بالمال والتأييد، كما أنه اعتاد على دفع مساعدات منتظمة لإسرائيل، فضلاً عن تمكين رجال مخابراتها بشتى الصور، ووضع العلم الإسرائيلي في مقدمة الأعلام المرفرفة في مقدمة الفندق.

في عهد الملك خالد، كانت هناك أوامر بأن يبتعد المسؤولون السعوديون عن السكن في الفندق. ولكن الملك فهد غيّر الوضع، وصار الأمراء يتوافدون على الفندق ويقيمون علاقات وثيقة مع مالكه، خاصة (الطفل المعجزة) عبد العزيز بن فهد، الذي يقال أنه مغرم بجناح غولدا مائير.

المهم أن الفندق قد أفلس، وتمّ الحجز عليه من قبل الدائنين وهما البنكان السويسريان، فما كان من غاوون إلا أن طلب العون ليس من إسرائيل، وإنما من أصدقائه الأمراء السعوديين الذين كثيراً ما لبّى طلباتهم المحرّمة، وكان في مقدمتهم بالطبع سلطان الخير! حيث أجرى اتفاقاً مع غاوون لا تُعلم تفاصيله الكاملة حتى الآن، ولكنه عرض شراءه بمبلغ 300 مليون فرنك سويسري. وقد طلب أمير الخير من محام لبناني إسمه ( أنطوان خير الله) الذي يعمل محامياً لعائلة معوض وشركة مجوهراتهم، طلب منه أن يتولى إجراءات الشراء. فقام هذا المحامي بالتقدم بعرض الأمير في يوم 25 يونيو الماضي على الأرجح، على أمل أن ينتهى من الإجراءات في 25 يوليو القادم.

يبدو أن (الدم يحنّ) كما يقولون! ولا ندرك هدفاً لهذه الصفقة سوى إغاثة غاوون ومنع الفندق من أن يباع في المزاد العلني. وحتى لو كانت المسألة مجرد استثمار مربح، فإنه كان الأولى بمسؤول في الدولة الإسلامية السعودية! أن ينأى بنفسه عن هذه الأعمال المشبوهة التي تدعم العدو. هذا إذا تغاضينا عن مسألة مصدر مال الأمير، وحكايات توطين رؤوس الأموال السعودية لدعم الإقتصاد المحلي وغيرها من الشعارات التي ترفعها العائلة المالكة.

ما عسانا أن نقول إلا أن من لا يخاف الله لا يخاف الناس!

وإذا لم تستح فاصنع ماشئت!

ولا بارك الله في غاوون ولا في سلطان!

الصفحة السابقة