أبوه ولي العهد في مصر وهو في السويد

جـديـدهـُما (كـذب جـديـد)!

الأمراء يتحدثون كثيراً، ولكن إن تحدثوا فحديثهم لا معنى، ولا يقدم جديداً. مثال ذلك حديث خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع للشؤون العسكرية، لصحيفته، صحيفة الحياة في 18/11/2005. تحدث عن أشياء كثيرة ولكنه لم يقل شيئاً في المحصّلة سوى كذبة باهتة تجدها في نهاية المقال.

في حديثه ـ مثلاً عن النفط ـ تفضل علينا بأن أبلغنا بأن النفط (مادة عالمية استراتيجية وأساسية لاستقرار الإقتصاد العالمي) وقال كلاماً عن دور المملكة في تغطية حاجات السوق العالمي وغير ذلك من الكلام الفاضي!

وتحدث الجنرال إبن سلطان عن مكانة السعودية في العالم الإسلامي ودورها المميز، وذكرنا بأنها تأخذ دورها (بجديّة) ـ ما شاء الله! ـ وأن عائلته تسعى الى (بناء مجتمع عادل) وفق الأسس الثابتة للعقيدة؛ وكأن الجنرال الأمير يمسك بمسبحة ولا يفارق المسجد وكأن جبهته قد اسودّت من كثرة السجود! ونحن نعلم من هو وما هو وماذا يفعل!

ومن كلام الجنرال الفاضي، الذي (لا يودّي ولا يجيب) أو لا معنى له حتى، قوله أن بلاده (تنظر الى الناحية الأمنية والدفاعية برؤية 360 درجة). وأن حيازة الأسلحة وشراؤها تقوم على معايير ثلاثة: التقويم العسكري، وأن تكون من أفضل الأنواع، وأن تكون رخيصة السعر. وكان يجب أن يضيف شرطاً رابعاً: وأن تكون له ولوالده حصّة لا تقل عن 50% سمسرة ونهب، وشرطاً خامساً: أن يشترى السلاح لا وفق الحاجة بل وفق الطلب الأميركي والغربي وحسب قدرة الميزانية.. وما دامت الأخيرة مملوءة ولله الحمد، فقد اشتغل الغربيون على تفريغها، يعينهم في ذلك آل سعود أنفسهم، كيف لا وهو ابن الوهاب النهّاب!

أما هدف زيارته للسويد، فإن الجنرال الغبي يقول بأنها تستهدف (العمل على اتفاقات مهمة لتعزيز علاقاتنا).. هكذا بمنتهى الشفافية الملكية السعودية! لم يقل أنه في زيارة خاصة، ولا زيارة عمل، ولا زيارة سمسرة وشراء سلاح، وإنما الكلام المتهافت الذي قاله. يا زينك ساكت بس!

أما السيمفونية السعودية المعتادة والمتعلقة بفلسطين فتقول: (المملكة تريد حلاً للصراع الطويل بين الفلسطينيين وإسرائيل مبنياً على دولتين) ووفق مبادرة الملك عبد الله.

أيضاً في موضوع العنف الداخلي أتى الجنرال ابن سلطان بالقوالب المعتادة: المملكة مستهدفة من أناس (أغواهم دجّالو الإرهاب).. وأن المملكة تحارب الإرهاب: ما هذه الفلتة؟ والأكثر منها أن سموه أبدى أسفه العميق (لاحظ العميق!) (للطريقة التي يصور بها بعض الناس في الغرب الاسلام على أنه دين للعنف).. والحال أن الأمير الذي يقطر تديّناً لا يريد تشويه الإسلام! وقد كان مشوّهاً بفعل آل سعود من قبل فصار لدينا (الإسلام الأمريكاني) و(إسلام الكباريهات) و (إسلام القمار) الذي كان بطله الملك الراحل الخادم.

وفي سابقة نادرة لم تأتِ بها الأُول، نبّهنا الجنرال ذو البطن الواسعة والفم البلاّع بأن السعودية ليست فقط (واحة نفط وسوق للسلاح كما يعتقد) بل هي أيضاً (أمة تتمتع بقدرات اقتصادية عظيمة)!

الجديد فعلاً في قول الأمير الجنرال، أنه قال (كذبة جديدة): (شعبنا ـ أي شعب آل سعود ـ يعلم بأن غياب الاقتراع لا يعني غياب صوتهم في الحكومة) وإن (شعبنا يعلم أن الانتخابات البلدية كانت ناجحة، وأن للإنتخابات مستويات أخرى في الحكومة آتية في المستقبل القريب). وأضاف: (إننا مؤمنون كبار بالإجماع والتحدث بمشكلاتنا ونجمع الآن بين الإجماع والتمثيل... التغيير آت بالفعل الى مملكتنا).

نعم. شعبكم يعلم كذبكم، ويعلم باطل أفعالكم، ويعلم أنكم مستبدون سرّاق كبار لا تؤمنون بدين غير مصالحكم، ولا تعتقدون برأي غير رأيكم. وبعد كل الذي قلته نسألك: ماذا قلت أصلاً؟!

الصفحة السابقة