مرة أخرى مع القنبلة النووية السعودية ولكن بشكل مختلف!

نـوويّـون سـعـوديـون

كنا قد نشرنا في أعداد سابقة أن بعض الدول الغربية تحتمل أن السعودية لديها مشروع نووي سرّي اعتماداً على حقيقة العلاقات الطيبة بين السعودية والباكستان، وتمويل الأولى للثانية، وكذلك اعتماداً على حقيقة أن عبدالقدير خان أبو القنبلة النووية الباكستانية كان يحاول بيع أسرارها الى ليبيا وإيران وغيرها، وهو أمرٌ اعترفت به الحكومة الباكستانية.

بعد نشرنا ذلك المقال (راجع العدد ـ 37) جاء مسؤول استخباراتي ألماني في شهر مارس الماضي ليقول أن السعودية لديها نواة مشروع، ربما لم تواصل العمل به، وقد ردّ السعوديون ـ المسؤولون ـ بالنفي والإستنكار لمثل تلك الأخبار التي غرضها التحريض على نظام الحكم في المملكة.

لكن ما ظهر حينها من مشاعر لدى بعض أطياف المجتمع السعودي (السلفيين بالخصوص) كان طابعها تصديق الخبر، وتكذيب الحكومة السعودية، فامتلاك القوة ـ ولو ادّعاءً ـ يبدو أنه حسن لديهم، في حين كانت الحكومة السعودية تخشى من تداعيات ذلك الإدّعاء على علاقاتها مع الغرب، وبالتالي على أمنها، واستقرار نظام الحكم السعودي نفسه.

كان بعض السلفيين يؤكد صحة وجود برنامج نووي سعودي، اعتماداً على العقل! فلا يمكن ـ من وجهة نظرهم ـ أن (دولة التوحيد) ترى الدولة الرافضية الصفوية وترى اسرائيل وهي تمتلك او تسعى لامتلاك السلاح النووي، في حين يقف حماة التوحيد مكتوفي الأيدي؛ وراح هؤلاء يخترعون القصص بأن هناك علماء سعوديين عباقرة هم من يتولى الأمر في منشأة جنوب الرياض، لم تعلم بهم حتى السي آي أيه، واضافوا بأن الحكومة السعودية ترفض التفتيش الأميركي لقواعدها! متناسين أن هناك ما يزيد على عشرة آلاف خبير عسكري بريطاني وأميركي يعملون في كل قطاعات الحرس والجيش! وان للسي آي أيه وكذا الإف بي آي مكاتب في مدن كبرى في السعودية منذ أواخر السبعينيات الميلادية، مع أن الإف بي آي اعلنوا افتتاح مكاتبهم في السعودية قبل ثلاثة أعوام فحسب.

ما أن هدأ الحلم اللذيذ الذي عاشه بعض السلفيين حتى جاء خبر إعلان الرئيس الإيراني نجاد عن نجاح إيران في تخصيب اليورانيوم، فتداعت الصور المأساوية لديهم، وهاجت العواطف السلبية التلقائية، فكانوا الأكثر نواحاً وتألّماً، واعتبروه بما يشبه (الهزيمة العقدية) وليس العلمية أو السياسية، اذا افترضنا أن ايران والسعودية دولتان متنافستان، مع فارق القوة والقدرة بالطبع.

كان ألم سلفيي نجد (عقدي)، في حين أن الألم السياسي مشروع بلحاظ الأسباب السياسية والمصالح المتخالفة مع الحكم الإيراني. كانت الصدمة كبيرة بالنسبة لأناس يعتقدون أنهم يعيشون صراعاً تاريخياً يمتد الى ما قبل تاريخ الإسلام، ويستمر الى اليوم.. صراع أيديولوجي ـ وهو أسمى الصراعات وأعلاها!

الدهشة عبر عنها بطرق مختلفة. من يقرأ تعليقاتهم يذهله حجم الدموع السواجم تسبح على شاشات الإنترنت الخاصة بهم، وسط حمّى المطالبات للحكومة السعودية بأن تبدأ علناً وفوراً بمشروعها النووي (لمواجهة الخطر الرافضي)!

أحدهم تساءل: كيف يحصل (الكفار الروافض) على التقنية النووية، فيما (دولة الإسلام ـ دولتهم النجدية المسعودة) لم تسعَ اليه حتى؟!

آخر قال: أنه سيتشيّع إذا دخلت إيران في حرب مع أميركا، وهي حرب بنظره لن تحدث، لأن أميركا وإيران عملا معاً وسوياً لكي تحصل الأولى على مقدرة نووية. فردّ عليه (شيعي متحمّس لإيران) بأنه (سيتوهّب ـ سيصبح وهّابيّاً) في حال تخاصمت السعودية مع أميركا، مشيراً الى أن السعودية هي الحليف والعميل لأميركا!

ثالث قال بأن أميركا خانت دول الخليج لأنها لم تضرب إيران، وبالتالي لا يوجد حلّ لحماية عروش حكامها سوى (التعاون مع المجاهدين) الذين شيّبوا رؤوس الروافض في العراق! فرد عليه زميل له: (بصراحة تفكير راقي. اشكرك)!

ورابع قال: بعد الإعلان الإيراني (الصفوي) عن قدرته على تخصيب اليورانيوم... فقد بات على دولتنا السعودية المباركة المسارعة بإمتلاك هذا السلاح دون إبطاء، لأن هذين البلدين (إسرائيل - إيران) ومن ورائهما كافة الدول الداعمة لهما، عدو مشترك واحد.

هنا ردّ آخر بسخرية: (سووا صرف صحي أولاً) أي أقيموا شبكة مجاري قبل ان تفكروا في النووي! ولكن هذا لم يعجب المتحمس: (البنية التحتية لوحدها لن تحمي الوطن من أعدائه، بل يجب على المسؤول أن يبني قوة عسكرية تكون مهابة الجانب).. وعضده في ذلك آخر قائلاً: (امتلاك السعودية للأسلحة النووية خيار استراتيجي لا بد منه، ويجب أن يكون معلناً، فالسعودية هدف لدول عديدة في المنطقة، فإسرائيل من جهة، وتركيا من جهة، وايران من جهة، والهند كذلك، ومع الأسف الشديد إذا لم تكن السعودية امتلكت السلاح النووي أو سعت الى ذلك، فهي تتحمل نتيجة ما سوف تؤول اليه الأمور اذا قدر الله، فليس من العقل أن تكون دولة بحجم السعودية من الثروة والمساحة والمكانة العالمية، ولا يكون لديها هذا السلاح، لذا فعلى الحكومة السعودية أن تتدارك الموقف وتسعى لامتلاك السلاح النووي والإعلان عنه أيضاً، حتى يكون رادعاً لكل طامع، فنحن بين كماشتين، بين الشيعة واليهود).

تآمر أميركي إيراني

لقد استحوذ موضوع التآمر الإيراني ـ الأميركي ضد السعودية! مساحة غير قليلة من تعليقات السلفيين، وهذا التحليل قائم على أساس عقدي كالعادة، فإيران (الشيعية) لا يمكن أن تكون تعادي أمريكا وإسرائيل، وما نسمع عنه من صدام ـ برأيهم ـ مجرد ضحك على الذقون. فالاصل العقدي يقول إن الشيعة عملاء للصليبيين والصهاينة. ويسري هذا التحليل على الوضع في العراق، فحسب الرؤية السلفية هناك تحالف أميركي ايراني ضد المجاهدين في العراق، ووفق هذا التحليل، يقول أحدهم أنه سبق التهديد والوعيد الغربي لإيران وكذلك في مجلس الأمن، سبقه أن أميركا (غضّت أنظارها عما يحصل في الخفاء.. إلى أن تمخضّ الأمر بالوصول إلى إنتاج اليورانيوم وتخصيبه. روعة سياسية أليس كذلك.. وقذارة اجلكم الله في نفس الوقت). وهنا صدقه آخر وقال: (صدقت والله، وهذا احساسي القديم هم العدو).. وانبرى آخر منفعلاً من النووي الإيراني ليقول: (قاتل الله الرافضة الأنجاس ونسأل الله أن يأتي اليوم الذي نرى فيه ذلهم وسحقهم بسبب الطغيان الذي يفعلونه في الأمة الإسلامية). وقال ثالث يؤمن بنظرية التحالف الأميركي الإيراني: (إيران تقود المنطقة نحو أمريكا والتشيّع.. أكيد المسألة فيها توافق للمصالح بين الصهاينة والرافضة). لكن أحد المشاركين أراد أن يكون منصفاً على الطريقة السلفية وسأل اصحابه: (ماذا لو ضربت أمريكا المفاعلات النووية الإيرانية، هل سيكون لما قيل ـ أعلاه ـ اعتبار، مع أني أجزم بأنها لن تضرب.. لكن حتى يكون الانصاف منهجنا)!

المرارة في الحلق

(أيها السعوديون، هل شعرتم مثلي بالمرارة والغبن وأنا أسمع أحمد نجاد يعلن أمام العالم أن الأمة الإيرانية أصبحت القوة النووية الثامنة في العالم)؟ ويضيف موضحاً سبب تلك المرارة: (شاهدت الفخر والاعتزاز في عيني كل ايراني، شاهدت نجاد وهو يرفع رأسه وهامته عاليا. في المقابل انتابني كسعودي شعور من المرارة والحرقة والخيبة، واحسست بغصة تملأ جوانحي وهي تتساءل: ما الذي ينقصنا كسعوديين كي نصبح قوة نووية ونفاخر بذلك أمام العالم؟ لماذا.. لماذا.. ومليون لماذا نأتي متأخرين دوما في كل شئ؟ هنا كمواطن سعودي أسأل الملك عبدالله: لماذا نرهن أمننا ومقدساتنا ووجودنا بيد الآخرين؟ لا نريد ازدهارا اقتصاديا او انجازا رياضيا، نريد فقط أن نشعر بما يشعر به كل مواطن إيراني في هذه اللحظه! نريد ان نرفع رؤوسنا امام العالم ونسمعك يا خادم الحرمين تعلن لكل الدنيا أننا اصبحنا القوة النووية التاسعة في العالم).

الردود كانت متفاوتة، بعضها أخذ جانب السخرية، وبعضها أخذ يستشهد بالغيب، وبعضها ذهب بها طويلة عريضة.. من تلك الردود:

ـ أمريكا لن تسمح لدولة مسلمة على مذهب أهل السنة والجماعة بامتلاك سلاح نووي (يقصد السعودية ويستثني الباكستان فهي سنية ليست على مذهب السلف).

ـ مو ناقصنا شيء! رياضياً (نحن) أبطال آسيا أربع مرات متتالية! وأبطال كأس العالم للناشئين عام 1989 باسكتلندا! وتأهل منتخبنا لكأس العالم للكبار أربع مرات متتالية! إعلاميا عندنا قنوات فضائية كثيرة توظف اللبنانيين، كل أبوهم! الخ..

أعجبتني فكرة التبرع بالاسهم من اجل ان نصبح دولة نووية، وهاأنذا أتبرع بـ 350 سهماً في الكهرباء!

ـ يا إخوان! السلاح النووي ليس كل شيء. لكم أن تسألوا عن قوة الصواريخ الاستراتيجية شبه السرية والموجودة عندنا في السعودية والصين فقط، والله شيء يرفع الرأس. (يقصد صواريخ رياح الشرق أو DF-3 متوسطة المدى التي اشترتها السعودية في منتصف الثمانينيات الميلادية الأخيرة ـ اسألوا عنها غوغل!).

- ما هذا السبات الذي تعيشه دول مثل السعودية إزاء كل هذه الإنجازات الحضارية لإيران؟

ـ من يطالب معي بأن تملك حكومتنا قنبلة نووية، ووالله أن الرافضة ليسوا بأحق منا بذلك، فنحن من يحمل راية التوحيد ونحن أحق بها للحفاظ على مصالحنا وامننا منهم.

ـ نعم والله يجب ان نمتلك السلاح النووي، العالم لا يحترم الا القوي.

ـ وبعد امتلاك ايران للسلاح النووي اصبحنا تحت سيطرة رعبهم النووي ولن نتخلص منه الا بوجود سلاح مماثل. وعدو ايران الحقيقي هي دولة التوحيد السعودية حماها الله وجنبها الشرور.

ولي الأمر يصعقهم بـ (حي على الجهاد)!

لقد كانت أطرف التعليقات السلفية تتعلّق بسلاح حي على الجهاد:

ـ المملكة العربية السعودية تمتلك سلاحا أقوى بكثير من القنبلة النووية، ولا تستطيع أعتى قوة في العالم من مواجهته وقت الجد، والغرب وعلى رأسهم رأس الأفعى امريكا تعلم ذلك. (السلاح هو أن) المملكة تحتضن أهم وأقدس بقعتين في العالم، ويعلم الغرب والجهله منهم، إنه متى ما حاولوا المساس بهذين المكانين الشريفين، فكلمة من ولي الأمر (حي على الجهاد) سوف تقيم الدنيا بأكملها ولا تقعدها وتكون حرب عالمية يهب فيها المسلم من كل مكان لنصرة دينه. فاطمئن وأغمض عينيك، وكل ما يجب علينا هو أن نلتف حول ولاة الأمر ونكون يدا واحدة معهم.

ـ كلمة (حي على الجهاد) التي سيدعو لها ولي الامر لا تنفع بدون إعداد العدة. البلد والحكومة تمتلك من المؤهلات المالية والعقلية والادارية ما يؤهلها أن تمتلك هذا السلاح النووي.

ـ لا تخصبوا اليورانيوم وإن كنتم عازمين وملزمين فتكفون خلّوه للاغراض السلمية. صح النوم يا إخوان. أنا أعارض وبشدة امتلاكنا للسلاح النووي.

ـ لانحتاج لقنبلة نووية أبداً.. لأن ما نملكه كتاب الله وسنة رسوله أقوى بكثير من هذه الأمور الدنيوية. (اذا طبقنا ما فيهما) ستخضع لنا الدول وتذل وتقدم لنا إنتاجها على طبق من ذهب، وبأقل من سعر التكلفة، وهذا مشاهد سابقاً في كثير من أمور الحياة.

- قولك بأن كلمة (حي على الجهاد) التي سيدعو لها ولي الامر لا تنفع بدون إعداد العدة.. لا أوافقك الرأي بشأنه، والسبب ان كلمة الجهاد تحتوى قوة روحانية جسديا أوجدها الله جل شأنه، فمتى ما دعا إليها ولي الأمر يصاب العدو بالرعب قبل العدة بأشهر، أنسيت قول المصطفى: ( نصرت بالرعب مسيرة شهر).

- خلهم قبل (هذا) يصنعون مسدس!

ـ بالإيمان الكامل والصحيح يتحول كل ما في يدي الأنسان إلى سلاح، ولك في أفغانستان عبرة، كان الأفغاني إذا حمل العصا ولّى الروسي الهرب وقضى نحبه!

- بينما نحن في نوم عميق، إيران تعلن تطوير أسرع صاروخ تحت الماء في العالم.

إختلاط الكره بالإعجاب بحب الإنتقام

من البديهي أن يختزن السلفي الشيء ونقيضه. فبمقدار كره المتطرف ـ أي متطرّف ـ لعدوّه، أيّاً كان ذلك العدو، فإنه في نفس الوقت يشعر في داخله بالإحترام والإكبار لمنجز عدوه (المادي) على الأقل، حتى وإن ادعى بأنه لا يعترف بقيمة ذلك المنجز. والأعداء ـ أو المتخاصمون ـ يتعلمون من بعضهم البعض، ويطورون أداءهم واستراتيجياتهم بحسب ما يرون في الآخر، بل أن بعضهم قد يغير قناعاته الفقهية ليس بغرض التماهي مع الآخر، وهو الحريص على هويته الذاتية، ولكن لأجل استقطاب المزيد من الدعم والتعاطف والمنافع (المعنوية او المادية).

في هذا الموضوع الإيراني النووي، يمكن ملاحظة ما أشرنا أليه من اختلاط الكره بالإعجاب، وسنأتي الى مسألة الإنتقام لاحقاً. من الأمثلة ما كتبه أحدهم: (إيران المجوسية فهمت مبدأ أن تعيش بكرامة وعز بعيدا عن الإعلام المزيف والكرباج الداخلي المهيب، فدخلت في حرب ضروس مع النفس أولا ومع العالم ثانياً، وهي تعلم تماما أن وقوفها شامخة قد يكلفها الكثير، ولكن هذا ثمن المبدأ الذي لا ينحني في منطقة ألفت الإنحناء والتبعية!). وفي ذات المسار كتب آخر: (عاجل: مبروك. أعلنت جمهورية ايران الشقيقة الرافضية قبل قليل عن نجاحها في عملية تخصيب اليورانيوم، وبوش نايم في العسل أو منوّم فيه، يقول: لازم منع ايران من امتلاك اسلحه نووية بطرق الدبلوماسيه. هيّن هيّن يا الضبّان)!. لكن كلمة مبروك (قاسية على المعدة) فرد أحدهم: (باعوها العجم.. والله مو خوش بشارة.. الله يكفينا شرهم). ولما قال أحدهم أن الخبر قديم، ردّ (الآتي بالتبريك): (وين قديم ياخوي؟ الخبر الآن عاجل على قناتي الجزيرة والعربية. إركد ياخوي ترانا مو ناقصينك، مقابل التلفزيون وبيموت من القهر)!

أما الإنتقام، فيحتاج الى تنفيس، فحوصلة التطرّف لا تتحمّل هكذا أخبار، وهي حوصلة سريعة الإمتلاء بالأخبار، لأن مدى اهتمام السلفي المتطرّف واسع يتعدّى حدود البلاد الى كل ما يجري في العالم، فهو إذ يعيش صراعاً كونياً، يرى الصورة واضحة ـ بل شديدة الوضوح ـ ويستطيع بسهولة أن يربط بين اسرائيل وحزب الله، وبين أمريكا وايران، وبين الشيعة والصوفية، وبين الصليبية والشيعة، وبين أي حدث يقع في المعمورة مع أحد هذه الأطراف المذكورة. لهذا فالمتطرّف ـ سلفيّاً أو غيره ـ بحاجة الى تنفيس دائم. وقد كانت الشبكة العنكبوتية واحدة من أهم وسائل التنفيس (حتى صار مصيدة لمتطرفيهم ـ الساحات مثلاً)، حيث يترك للنفس أن تسترسل وأن تحلم وأن تحارب وأن تذبح وأن تشتم وتتوعد وغير ذلك. ويمكن للشبكة أن تحوي وسيلة اخرى للتنفيس، وهي النكتة، مع أن السلفيين نادراً ما يفعلون، وهناك السخرية من الذات أو من (الحكومة) فيتم الإنتقام منها عبر تنقيصها لجبنها وفسادها. وهذا ما حدث في هذا الموضوع وغيره.

ففي الوقت الذي طالب السلفيون بـ (قنبلة نووية سعودية!) راحوا يتساءلون: (أين دور صناعاتنا الحربية؟!).. تماماً مثلما فعلوا حين انتصر الخميني: (وأين علماؤنا؟!) فكان أن ظهر لنا ولهم محنة المهدي وجهيمان في الحرم!

(لماذا تنام ـ الحكومة ـ في سبات عميق، في الوقت الذي تصنع فيه إيران أنواع الصواريخ وحتى الطائرات الحربية؟!) تساءل أحدهم، وأضاف: (هذه دعوة ومناشدة للمسؤولين لدينا أن يهتموا بالصناعات الحربية الوطنية، فهي والله مهمة و خطيرة جداً). وبدأت التعليقات فكان منها:

ـ لا تخاف مادام عيال أخو نورة (أي آل سعود) موجودين. هذا ولدهم الخبل، سرق فلوس حرب الخليج وراح يشتري فيها خيل استعداداً للحرب.

ـ هل تعلم بأن السعودية تعد ثاني اكبر دول العالم في التسلح بعد الصين! هنيّة على قلبك يا وزير الدفاع أنت وإبنك، مليارات مليارات الدولارات تذهب للتسليح بإسمك لا نعلم عنها شيئاً. قاتل الله الجشع وحب الدنيا!

ـ نحن السعوديين مشغولون بقضايا أهم! مشغولون بقيادة المرأة للسيارة، وإعطاء المرأة حقوقها، وكيل المديح للحكام!

ـ لا تخافون الأمير سلطان، الايام القادمة يبي يوقع عقد صواريخ (جو عرض طول!) جديد من نوعه، يفر الكرة الأرضية ثلاث مرات ثم يرجع لموقعه بكل أمان، ثم يستاذن أنه يضرب العدو. لا تخافون حنّا والتكنلوجيا شيء واحد لا يمكن يسبقنا أحد!

هنا حاول أحد المخبرين أن يغير الموضوع فقال: (السعودية ليست نائمة كما ذكر البعض، وليست مستيقظة أيضا، لكنها تحاول أن تعمل بصمت، واستراتيجيتها العسكرية واضحة جدا، ولن تتهاون البتة في الدفاع عن مصالحها الحيوية والأستراتيجية في المنطقة الشرقية)!

الصفحة السابقة