وثائق سرية تكشف الحقيقة حول (صفقة القرن) المثيرة للجدل

وزارة الدفاع.. البقرة الحلوب لولي العهد سلطان


فيما تتواصل المباحثات السرية السعودية البريطانيا بشراء الرياض أسلحة من لندن بقيمة 71 مليار دولار بحسب ما ذكرت صحيفة الجارديان في شهر أكتوبر الماضي، تنبعث رائحة الفساد من صفقة القرن (اليمامة) التي تم التوقيع عليها العام 1985.

الصفقة الجديدة تضمّنت شروطاً سعودية من أجل إتمام الصفقة منها: طرد معارضين سعوديين مقيمين في لندن، واستئناف رحلات الخطوط الجوية البريطانية الى السعودية، ووقف تحقيقات بريطانية بالفساد في صفقات بيع الاسلحة طالت أفراداً من العائلة المالكة.

وفيما تغيّرت الأسماء البريطانية المشاركة في المباحثات السرية حول صفقات بيع الأسلحة تبعاً لتبدل الحكومات، فإن إسماً بقي صامداً في الطرف السعودي ممثلاً في ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي يأمل أن يحقق ربحاً فلكياً من الصفقة، بجانب صفقات أخرى عقدت مع فرنسا والولايات المتحدة.

وفيما يحاول وزير الدفاع الأمير سلطان إقفال ملف صفقة اليمامة، من أجل إتمام الصفقة الفلكية الجديدة التي تفوق قيمتها عشرات الأضعاف قيمة (صفقة القرن) الماضي بالطبع، كشفت الوثائق البريطانية المفرج عنها مؤخراً عن معلومات بالغة الخطورة بفعل الرشاوى المندسّة في صفقة اليمامة، وسنحاول هنا استعراض أبرز ما نشر حول الموضوع.


في الثامن والعشرين من أكتوبر الماضي، كتب ديفيد ليج وروب إيفان في صحيفة الجارديان تقريراً حول وثائق تم الكشف عنها مؤخراً حول صفقة اليمامة التي أبرمت العام 1985 بين وزير الدفاع وولي العهد الحالي الأمير سلطان ووزارة الدفاع البريطانية. وقد كشفت الوثائق عن أن الرياض دفعت زيادة تقدّر بـ 600 مليون جنيه إسترليني (حوالي مليار و180 مليون دولار) على الأثمان الأصلية للطائرات الحربية من نوع تورنادو. وتقدّم الوثائق أدلة دامغة على المدفوعات الفاسدة في العقد الموقّع سنة 1985.

وبحسب الكاتبين، فإن الحكومة (البريطانية) كانت مدفوعة بإرباك للكشف عن وثائق سرية تشتمل على دليل يفيد بفساد المدفوعات التي تمت في أكبر صفقة أسلحة بريطانية. الوثائق التي نشرت بالكامل في الثامن والعشرين من أكتوبر من قبل صحيفة الجارديان، تقدّم تفصيلات لأول مرة حول كيف أن سعر طائرات تورنادو قد تضخّم فزاد على المبلغ الأصلي 600 مليون جنيه في صفقة اليمامة العام 1985 مع السعودية. الرسائل المتبادلة بتفاصيلها من قبل رئاسة وحدة المبيعات في وزارة الدفاع البريطانية قد وضعت في الأراشيف الوطنية. وقد سارع المسؤولون البريطانيون الى سحبها على الفور، بزعم أن الافراج عنها كان (خطأً).

برقية كولن شاندلر كانت قد أرسلت من الرياض، حيث كان يقوم بترتيب صفقة بيع مؤلفة من 72 طائرة تورنادو و30 طائرة هوك بالنيابة عن شركة الأسلحة البريطانية (بي أيه إي). وكشفت الرسالة بأن تكلفة الصفقة قد تضخّمت الى الثلث تقريباً في صفقة مع وزير الدفاع السعودي الأمير سلطان.

وعلى حد قول موفد من السفير البريطاني ولي موريس، بحسب التقرير الصادر مؤخراً عن إحدى لجان البرلمان فإن لدى سلطان، ولي العهد، (مصالح فاسدة في كل العقود). وفي ورقة مختصرة لوزارة الدفاع أعدّت لاحقاً لرئيسة الوزراء مارجريت ثاتشر وصفت الأمير سلطان بأنه (لا يتّصف بالذكاء العالي.. ومتحيز وأنه غير مرن ومستبد ويتخذ موقفاً تفاوضياً متصلباً). صفقة اليمامة، التي تقدّر بـ 43 مليار جنيه، كانت ولفترة طويلة موضوع إتهامات تتعلق برشاوى سرية لابن السيدة ثاتشر، مارك، ولعدد من أعضاء العائلة المالكة، وكان كل المتورّطين ينكرون دائماً هذه الاتهامات.

برقية السير كولين، الرئيس الحالي لميزانية خطوط إيزي جت الجوية، كشف عنها نيكولاس جيلبي، المناهض لتجارة السلاح. وبعد ان عرضت صحيفة الجارديان هذه البرقية لوزارة الدفاع، تم إيفاد مسؤولين الى مركز الأرشيف الوطني في كيو بمنطقة سري جنوب لندن، حيث قاموا بتحميل الملفات في سيارة شحن صغيرة وأعادوها الى خزانات وايتهول. أعضاء الحملة كانوا قد نسخوا كافة الأوراق وهم يخططون لنشرها جميعاً على شبكة الانترنت.

برنامج اليمامة ذو الحساسية السياسية في بريطانيا بات تحت طائل التحقيق من قبل مكتب الغش التجاري الخطير،

والذي يقوم بالتأكّد من تهم الفساد ضد بي أيه أي.

وتكشف وثائق وزارة الدفاع بأن سعر الطائرة الواحدة من نوع تورنادو قد تضخّم بنسبة 32 بالمئة، أي من 16.3 مليون الى 21 مليون جنيه إسترليني. وقد بات شائعاً في الصفقات العسكرية، أن أسعار الأسلحة يتم رفعها حيث يمكن اقتطاع العمولات من الزيادة الحاصلة. فالـ 600 مليون جنيه ذات الصلة بصفقة اليمامة هي المبلغ نفسه التي كانت نشريات عربية قد تحدثت عنه في حينها وذكرت بأن المبلغ قد تم تحصيله في عمولات سرية دفعت لأعضاء في العائلة المالكة ودائرة الوسطاء في لندن والرياض، كثمن للصفقة.

لقد تعامل وايتهول مع تلك الاتهامات بإهتمام بالغ في العام 1985، بحسب الوثائق، وأن نسخة من المجلة العربية التي قامت بالمساءلة قد بعثت بصورة مباشرة وسرية من قبل وزارة الخارجية الى رئيس مستشاري السيدة ثاتشر في مكتب رقم 10 (أي مكتب رئيس الوزراء في شارع داوننج بقلب العاصمة البريطانية لندن)، شارلز باول، مشفوعاً بنصيحة للمسؤولين بأن (عليهم ببساطة رفض أي تعليق). وبعد مرور عشرين عاماً على الصفقة، حاولت وزارة الدفاع في البدء إلتزام ذات الخط. وقد أصرّت على أن برقية شاندلر قد تم تسريبها وقالت (نحن لا نعّلق أبداً على التسريبات).

وفي الحقيقة، فإن نسخة قد تم إيداعها في الإرشيف الوطني للإطلاع العام في الثامن من مايو الماضي من قبل دائرة التجارة والصناعة.

وزير الدفاع: جشع وغبي

ويقول السيد جيلبي، الباحث في (الحملة ضد تجارة السلاح) الذي كشف عن النسخة، (لقد دهشت حين رأيت برقية شاندلر. فقد تم الاحتفاظ بهذه المعلومات من قبل كل دوائر الحكومة البريطانية، بما في ذلك مكتب الرقابة الوطني، لأكثر من عقدين من الزمن).

وقد زعم مكتب الرقابة الوطني، رافضاً طلبات متعلقة بحرية المعلومات الخاصة بالوثيقة، بأن الإفراج عنها سيؤدي الى الإضرار بالعلاقات الدولية. كما رفض المكتب الإراج عن نسخة لتقرير صادر سنة 1992 حول الصفقات، حتى للبوليس. مذكرة 4 التفاهم الرسمية هذه بين الطرفين تثبت الإجمالي الكلي للصفقة البريطانية السعودية، كونها تقدّر ما بين 3.5 مليار و4 مليار جنيه إسترليني.

كان رقماً موارباً، فالعمولات الخاصة بصفقات الأسلحة كانت، من الناحية نظرية، غير شرعية بموجب القانون السعودي. وخلال أسابيع من التوقيع عليها كان السير كولين في الرياض بجانب مدراء شركة السلاح البريطانية يوافقون على منظومة في مفاوضات خاصة مع الأمير سلطان، الذي أوضح الى لندن، بأنها ـ أي الصفقة ـ ستبلغ في الحقيقة 5 مليار جنيه استرليني. وحين تضاف الأسلحة، والاحتياطيات والتدريب للسعر الأصلي، فإن كل طائرة تورنادو ستكلّف القوات الجوية السعودية أكثر من 60 مليون جنيه إسترليني.

وقال نيك هارفي، المتحدث بإسم حزب الدمقراطيين الليبراليين في قضايا الدفاع: (يجب على الحكومة أن تسلّط الضوء الآن على حقيقة هذه الادعاءات. ليس ثمة شك بأن ذلك سيضاف الى النداءات المتزايدة من أجل نشر تقرير مكتب التفتيش الوطني والذي كان من المقرر أن يتم ذلك قبل 14 سنة). وقد رفضت شركة الاسلحة البريطانية التعليق على ذلك، واكتفت بالقول (اليمامة هي صفقة بين حكومتي كل من المملكة المتحدة والسعودية). كما رفض السير كولين التعليق أيضاً.

وقد أكّد، مؤخراً، إيان جيلمور، الوزير المحافظ آنذاك، حقيقة الرشاوي، وقال بأنها شائعة في الصفقات العسكرية السعودية. وقد صرّح جيلمور لبرنامج نيوزنايت الذي تبُثه القناة الثانية التابعة لشبكة بي بي سي البريطانية (إنك إما أن تحصل على العمل فترشى، أو لا ترتشي ولن تحصل على العمل.. فإذا دفعت رشاوى للناس الكبار في الحكومة، وكون ذلك في الحقيقة غير قانوني في القانون السعودي لا يعني شيئاً كثيراً).

ماهي اليمامة؟

إنها أكبر صفقة سلاح بريطانية، وقّعت العام 1985، وافقت بريطانيا بموجبها بيع 72 طائرة تورنادو و30 طائرة حربية من نوع هوك الى السعودية. وقد تم تجديد الصفقة في سنة 1993 حيث وافق السعوديون على شراء دفعة أخرى مؤلفة من 48 طائرة تورنادو الحربية. وفي المرحلة الثالثة من إتفاقية اليمامة، والتي وقعت في العام الماضي تبيع بريطانيا ما يقرب من 72 طائرة أخرى من نوع تايفونز للسعوديين. الاتفاقية المعروفة بـ (دوف) في اللغة العربية، قد أبقت شركة الاسلحة البريطانية عائمة قائمة على قدميها خلال العشرين سنة الماضية.

والسؤال ماهو المثير للخلاف في هذه الصفقة؟

في غضون الأسابيع الأولى للصفقة الموقّعة في سنة 1985، بدأت تطفو على السطح إدّعاءات بالفساد، وبقيت تلك الادّعاءات طيلة الفترة الماضية، وهي الآن برسم التحقيق من قبل مكتب الغش التجاري الخطير. يقول النقّاد لم يكن على بريطانيا بيع طائرات حربية ومعدّات عسكرية إلى نظام وحشي وغير ديمقراطي (أي النظام السعودي). ويقولون أيضاً بأن الحكومة البريطانية تتحاشى نقد انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة في السعودية، من أجل عدم التأثير على مبيعات الأسلحة.

وقد ختم تقرير الجارديان بعرض وثائق صفقة اليمامة وتتضمن:

1 ـ عقد اتفاق اليمامة الأولي الموقّع من قبل بريطانيا والسعودية في سبتمبر 1985 (والمعروفة بصورة رسمية بإسم مذكرة التفاهم).

2 ـ برقية من السير كولين شاندلر، الرئيس لاحقاً لوحدة مبيعات الأسلحة التابعة لوزارة الدفاع، في يناير 1986.

3 ـ موجز مقدّم من وزارة الدفاع لمارجريت ثاتشر فيما يرتبط بصفقة اليمامة، في سبتمبر 1985، ويشتمل على توصيفات للمسؤولين السعوديين الرئيسيين.

4 ـ تفاصيل اللقاء بين وزير الدفاع، مايكل هزلتاين، والأمير سلطان في سبتمبر 1985.


مذكرة التفاهم

تزويد معدّات وخدمات للقوات الجوية السعودية

التفاهم الرسمي والتوقيع

هزلتاين وزير الدفاع الأسبق

ملحق أ: الاتفاقيات الأولية

ملحق ب: قائمة الرسائل المقترحة للعرض والقبول

التفاهم الرسمي

حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية، وبالنظر الى:

علاقات الصداقة بين البلدين، في جوانب عدة.

ورغبة المملكة العربية السعودية في مواصلة تعاونها مع المملكة المتحدة في مجال تزويد القوات الجوية الملكية السعودية بالمعدات الدفاعية.

قد توصّلتا الى التفاهم التالي:

ـ سوف تشتري حكومة المملكة العربية السعودية، من حكومة المملكة المتحدة 48 طائرة تورنادو من طرار آي دي إس، و24 طائرة تورنادو من طراز أيه دي في، و30 طائرة هوك و30 طائرة تدريب أساسية من طراز بي سي ـ9 مع خدمات دعم، ومعدات، وأسلحة، وذخائر وأنظمة حربية الكترونية من أجل استخدامها من قبل القوات الجوية الملكية السعودية. وستكون القيمة الاجمالية للبرنامج بين 3 الى 4 مليار جنيه إسترليني.

وأن الحكومة البريطانية، ومن أجل مواصلة التعاون بعيد المدى مع الحكومة السعودية تلتزم بدعم هذه الطائرات خلال وجودها في خدمة القوات الجوية الملكية السعودية وتهيئ لتطويرات مستقبلية ممكنة للطائرات، وللأنظمة والأسلحة للقوات الجوية الملكية السعودية.

وتتعهد حكومة المملكة المتحدة بشراء طائرة البرق (لايتننج) العاملة حالياً في القوات الجوية الملكية السعودية، المعدّات المتعلقة بها، والأسلحة وقطع الغيار. كما تتعهد حكومة المملكة المتحدة بشراء أكبر عدد ممكن من طائرات الهجوم الرئيسية العاملة حالياً في خدمة القوات الجوية الملكية السعودية، والمعدّات وقطع الغيار، التي تعرضها حكومة المملكة العربية السعودية للبيع.

وعلى ذلك، تتعهد الحكومتان بتطوير هذه الترتيبات في مذكرة التفاهم الرسمية لتغطية كل جوانب المشروع. وأن هذا، جنباً الى جنب مع الرسائل ذات العلاقة والعرض والقبول، سيكون مكتملاً بحلول 31 مارس 1986. إن الترتيبات الاولية مدرجة في الملحق (أ) وأن الرسائل المقترحة للعرض والقبول ستكون في الملحق (ب).

للمصادقة عليها من قبل ممثل عن حكومة المملكة العربية السعودية

صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز

توقيع

النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران المفتش العام


للمصادقة عليها من قبل حكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية

صاحب الشرف، النائب مايكل هزلتاين

توقيع

وزير الدفاع

الملحق أ

الترتيبات الأولية

1 ـ بعد تعهّد حكومة المملكة العربية السعودية بشراء، وحكومة المملكة المتحدة بتزويد، طائرات الى جانب خدمات الدعم، والمعدّات، والأسلحة، والأنظمة الحربية الالكترونية ليتم استعمالها من قبل القوات الجوية الملكية السعودية، تقرّان ـ الحكومتان ـ بأن التفاهم الرسمي سيعقبه برنامج للتخطيط المفصّل وبناء على ذلك سيتم توجيه كل من القوات الجوية الملكية السعودية ووزراة الدفاع في المملكة المتحدة من أجل إتمام ذلك بدون تأخير.

2 ـ إضافة الى ذلك، فإن الحكومتين تقرّان، ومن أجل إنجاز الهدف المشترك، بتزويد القوات الجوية الملكية السعودية بالقدرة المطلوبة في أقرب فرصة ممكنة، فإن إنتاج طائرات تورنادو والمعدّات يجب أن يبدأ قبل إتمام التخطيط التفصيلي. وستقوم الحكومة السعودية، لذلك، بتوفير الدعم المالي بطريقة يتم الإتفاق عليها بين الحكومتين. ويشمل ذلك تمويلاً مؤقتاً بصورة كافية في الفترة حتى 31 ديسمبر 1985 والتي سوف يتم ترتيبها في غضون ستة أيام من التوقيع على هذا التفاهم الرسمي.

الملحق ب

قائمة الرسائل المقترحة للعرض والقبول

تزويد طائرات تورنادو، هوك، طائرة بي سي ـ9، ومعدّات الدور ـ قطع غيار أولية، ومعدات ونشريات دعم أرضي ـ التدريب ـ تسهيلات داخل البلاد ـ خدمات دعم وصيانة ـ أسلحة ـ قطع غيار وتصليح ـ خدمات التصميم اللاحقة ـ إعادة شراء طائرة البرق (لايتننج) وطائرات التدريب الهجومية (سترايك ماسترز) ـ فريق وزارة الدفاع البريطانية ـ إدارة وتوجيه البرنامج.


مشروع تورنادو

المفاوضات التجارية

سرّي

HDAYIR MF
Z039060 YBKSED OT
P2A/G8Z/KOZ/CMZ ONLET
68 YRAUNAJ Z535060 FO
TOD ,YGRENE FO TPED ,OCF YTREPORP OFNI
SUA ,GTKM GD ,AC ,SUP ,PD/RETSINIM/SP ,S FO S/SP ROF
(NIMDA SED)
SEDH/SP DNA 1DMR
RENEHC T/T ROF TOD ,MOTREGE ROF OCF
68 NAJ Z039060 YBKSED
SEDH MORF

1 ـ ملخـّص:

لقد تم تحقيق تقدّم جوهري ولافت في 5 يناير في لقاء ودي جداً مع الأمير سلطان. لقد تم الإتفاق على أسعار الطائرات كافة (تورنادو، هوك، بي سي ـ 9) الى جانب التوصل الى إتفاق على وضع قيمة إجمالية بقيمة 5 مليارات جنيه لمشروع كل الطائرات، والمعدّات الضرورية، والخدمات المطلوبة لفترة ثلاث سنوات تبدأ من 15 فبراير 1986. لقد اتفقنا أيضاً على أسعار إعادة شراء طائرات البرق والعاصفة. وقد غطّت المناقشات الحاجة الى رسالة لربط صفقة النفط بمشروع الطائرات ومن أجل تسهيل تزويد التمويل اللازم للصيانة بين حاجات المشروع والأموال المستحصلة عن طريق صفقة النفط. ويبقى قلقنا الحالي من المدفوعات الموعودة سلفاً. ولكن سلطان وعد بتقديم دفعة أولى بقيمة 50 مليون جنيه استرليني خلال يومين، والدفعة الثانية في أوائل فبراير.

2 ـ التفاصيل:

أ ـ ممثلون من إتش إم أيه، دي جي/ ساب وديكسون من قبل القوات الجوية البريطانية التقوا الأمير سلطان في 5 يناير، وكان مصطحباً معه كلاً من الجنرال بوحمري، وإدريس من القوات الجوية الملكية (وكان ملاحظاً أن قائد القوات الجوية الملكية الجنرال حمدان كان غائباً في عطلة غير مقررة). وكان اللقاء تجارياً خالصاً وجرى في مناخ دافىء مع لمسات من الدعابة من وقت لآخر، وكان ذروة عدد من اللقاءات الرسمية وغير الرسمية.

ب ـ تم الإتفاق على الاسعار (وجميعها بالجنيه الاسترليني) بخصوص الطائرات على النحو التالي:

ـ أول عشرين طائرة تورنادو من طراز آي دي إس: سعر الواحدة منها 21.5 مليون جنيه.

ـ تورنادو آي دي إس، 21 الى 48، وقيمة الواحدة 25.2 مليون جنيه.

ـ 24 تورنادو من طراز أيه دي في، قيمة الواحدة 25.2 مليون جنيه.

ـ 30 طائرة هوك إم كيه 65 قيمة الواحدة 5.3 مليون جنيه.

ـ 30 طائرة بي سي ـ9 قيمة الواحدة 2.8 مليون جنيه.

ويصل إجمالي هذه الصفقة مليار وتسعمائة وثلاث وثمانين مليون جنيه إسترليني تقريباً. وبالنسبة لمعدّات الدور، وقطع الغيار، والأسلحة، والتدريب، ويو كيه إم أو دي/ دي إي إس بمعدل 2 بالمئة وعمل البناء الأولي، فقد اتفقنا على تحديد المطلوب بأن يتم إرساله والالتزام به خلال فترة ثلاث سنوات تبدأ من 15 فبراير 1986، ويكون المبلغ ثلاثة مليارات وسبعة عشر مليون جنيه إسترليني، بما يجعل التكلفة الإجمالية للمشروع خمسة مليارات جنيه استرليني. وإن السقف المطلوب لإنجاز رقم الثلاث سنوات مقبولاً بالنسبة للقوات الجوية الملكية السعودية.

ج ـ وخلال النقاشات التي جرت مؤخراً، إتفقنا على أن الـ 132 طائرة هي حجر الزاوية في الإتفاق بين الحكومتين وأنها يجب أن تندرج في رقم الخمسة مليارات جنيه إسترليني. إن قبول هذا الأمر من قبل سلطان له دلالات واضحة على الزيادات الواردة على إجمالي سعر المشروع من وقت لآخر.

د ـ إتفقنا على الحاجة لتبادل الرسائل لتسجيل الوارد أعلاه ويجب أن يتم ذلك عن طريق التسليم اليدوي في 7 يناير. لقد اتفقنا أيضاً على موعد محدد هو 15 فبراير 1986 من أجل التوقيع على قائمتي الأسلحة رقم 1 ورقم 2 (الطائرات، والمعدات، وقطع الغيار) وسنعمل كذلك على التأكد من أن قوائم 3، 6 ، 10 جاهزة للتوقيع في ذلك التاريخ.

هـ ـ وافق سلطان على الحاجة لرسالة تربط صفقة النفط بمشروع الطائرات. وسنقوم بوضع ورقة أولية في 6 يناير في شكل يتم التوافق عليه مع كل من شركة شل وشركة بي بي، والتي تم الاطلاع عليها من قبل وزارة البترول السعودية.

و ـ بالإمكان الآن البدء بمناقشات حول التسهيل المالي لتغطية التباينات الخاصة بصفقة النفط ومشروع الطائرات (في المحصلة تغطية الزيادة). وسنقوم بإجراء الترتيبات اللازمة حول هذه التباينات في 6 يناير.

ع ـ بعد مساومات اتسمت بالمرح، إتفقنا على إعادة شراء طائرات البرق (لايتننج) بسعر 1.5 مليون جنيه استرليني للطائرة الواحدة، وللطائرات الهجومية (سترايك ماسترز) بقيمة مائتي ألف جنيه إسترليني للواحدة. كما اتفقنا على تقاسم أي فوائد تتأتى من إعادة البيع اللاحق والاتفاق على رقم منفصل حول قطع الغيار والمعدات الأرضية في الوقت المقرر. ولا تختلف هذه الصفقة من الناحية المادية عن تلك التي تم التوصل بشأنها مع سلفي في مايو 1984.

3 ـ إستنتاج

بعد الشهور القلائل الماضية من المساومة، ننظر الى ما ذُكِر أعلاه بأنه محصلة مرضية، خصوصاً وأن علينا العمل بعيداً عن الإتفاقية التي تم التوصل اليها في مايو 1984 بقيمة 16.3 مليون جنيه إسترليني لكل طائرة تورنادو من أصل 20 طائرة من طراز آي دي إس و4 ملايين جنيه إسترليني لكل طائرة من أصل 24 طائرة هوك. إن مهمتنا الرئيسية الآن هي ترتيب تمويل مرضٍ للمشروع قبل الشحنات الأولى المقررة من صفقة النفط من منتصف وحتى نهاية فبراير 1986.

رايت/ محدود/ تصل نسخ الى

10 داوننج سترتيت

السيد تشينر ـ دي تي آي/ إدارة الطاقة

وزارة الدفاع

المبني الرئيسي وايتهول لندن إس دبليو ون أيه

تلفون:

25 سبتمبر 1985


موجزر للقاء رئيسة الوزراء بالأمير سلطان


ثاتشر: منع الصفقة عن الفرنسيينخالد بن سلطان

أرفق موجزاً مختصراً للقاء رئيسة الوزراء بالأمير سلطان يوم غد. تدرك رئيسة الوزراء تماماً خلفية بيع الطائرات. المنظومة الدقيقة لا تزال في المرحلة النهائية وسأقوم، بالطبع، بإبلاغكم بآخر التطورات يوم غد. وكما أبلغتكم عن طريق الهاتف ليلة البارحة، يبدو من المؤكد أن السعوديين سيمضون في شراء 48 طائرة تورنادو من طراز آي دي إس وكذلك 24 طائرة تورنادو دفاع جوي أخرى متنوعة، إضافة الى طائرات هوك وطائرات بي سي 9.

أقوم بنسخ هذه الرسالة وملحقاتها للسيد كولين بد (إف سي أو). وقد يجد الوزراء الآخرون المشاركون في اللقاء مصلحة، ولذلك سأقوم بإرسال نسخ الى السكرتيرة الخاصة لرئيس المجلس، ومستشار دوتشي لانكستر، ووزير التوظيف، ووزير البيئة ووزير الفنون.

أهدافنا

ـ إتمام بنجاح صفقة طائرات التورنادو/هوك/ بي سي ـ 9، عقب توقيع الأمير سلطان على مذكرة التفاهم في ذلك اليوم.

ـ طمأنة السعوديين بالإلتزام الكامل من قبلنا لدعم المشروع.

المناقشات المطروحة للتداول

ـ إن صفقة كبيرة كهذه تكشف بوضوح عن العلاقات الوثيقة بين البلدين. إن التعاون طويل المدى بين القوات الجوية الملكية، والقوات الجوية الملكية وشركة الأسلحة البريطانية مع دعم شامل من قبل القوات الجوية الملكية وشركة الأسلحة البريطانية لطائرات البرق (لايتننننج) السعودية منذ أواخر الستينيات من القرن الماضي. وبالتأكيد سيستمر ذلك مع حصول السعودية على الجيل الجديد من الطائرات.

أهدافهم

ـ تأمين أقصى الإلتزام من قبل حكومتنا لتحقيق حاجاتهم من تدريب ودعم القوات الجوية الملكية/ شركة الأسلحة البريطانية.

جوابنا

ـ لدينا جميعاً إهتمام وسنقوم بأقصى طاقتنا من أجل توفير الدعم الكامل.

خلفية

منذ أوائل 1984، كانت الجهود الكاملة منصّبة على بيع تورنادو وهوك للسعوديين. وفي خريف 1984، يبدو أن السعوديين يميلون نحو طائرات ميراج الفرنسية. وقد قام السيد هيزلتاين بزيارة عاجلة الى السعودية، حاملاً رسالة من رئيسة الوزراء الى الملك فهد. وفي ديسمبر 1984، بدأت رئيسة الوزراء سلسلة من المفاوضات الهامة مع الأمير بندر، إبن الأمير سلطان.

تردد الولايات المتحدة بتزويد طائرات إف ـ 15 كان عاملاً رئيسياً لصالحنا، ويظهر أن السعوديين قد فقدوا الصبر مع الأميركيين هذا الصيف. التقت رئيسة الوزراء الملك في الرياض في أبريل هذا العام وفي أغسطس كتب الملك لها يفيد بقراره شراء 48 طائرة تورنادو من طراز آي دي إس و30 طائرة هوك.

لقد تم التوصل في منتصف سبتمبر إلى إتفاقية عامة حول الصفقة الكاملة (وتشمل 30 طائرة بيلاتوس بي سي ـ9) والتدريب والدعم المتعلق بها، وذلك مع زيارة فريق التفاوض الفني التابع للقوات الجوية السعودية. ومن المقرر أن يوقّع الأمير سلطان على مذكرة التفاهم حول الصفقة خلال هذه الزيارة.


لقاء رئيسة الوزراء مع الأمير سلطان والأمير سعود في الساعة السابعة مساءً، الخميس 27 سبتمبر


سياسي

أهدافنا

أ ـ إلفات السعوديين لأهمية زيارة رئيسة الوزراء لكل من مصر والأردن للحث على دعم سعودي عام لمبادرة الملك حسين.

ب ـ التعرّف على وجهات نظر السعوديين حيال آفاق المفاوضات لوقف الحرب الايرانية ـ العراقية.

المناقشات

أ ـ تمثل زيارة الأردن ومصر فرصة ثمينة للغاية. وهناك نقاشات تفصيلية ممتازة في كل من العاصمتين. ومازلنا نعتقد بأن مبادرة الملك حسين توفّر فرصة حقيقية للسلام، ولكن كلا القيادتين أكّدوا لي بأن المبادرة لن تحقق غاياتها ما لم ترفد بزخم جديد. ولذلك تم الإتفاق على أن يقوم وزير الخارجية باستقبال وفد أردني ـ فلسطيني مشترك في لندن. نأمل في تعزيز الإلتزام المعتدل بالتقدم السلمي. (التوقيت لم يحدد ولكن من المحتمل أن يتم في منتصف أكتوبر).

ب ـ وفيما يتعلق بالعراق وإيران، نعتقد بأن النقاط الثمان لأمين عام الأمم المتحدة في أبريل الماضي مازالت نقطة بداية جيدة، أو أي خيار آخر من قبل الأمم المتحدة يمكن الإتفاق عليه. وقد تكون وساطة منظمة المؤتمر الاسلامي أو مجلس التعاون الخليجي فرصة في وقت ما.

أهدافهم

أ ـ التعرّف على وجهات نظر رئيسة الوزراء حيال النزاع العربي ـ الاسرائيلي عقب زيارتها لكل من مصر والأردن. وقد يكون الهدف حثّها على لعب بريطانيا دور تمثيلي أكبر في إدارة الرئيس ريغان.

ب ـ ومن المحتمل أيضاً السؤال ما إذا تمت إدانة الأمير مشهور، الأمير السعودي، بتهمة التآمر لاستيراد الهيروئين، وهل بالإمكان إعادته الى السعودية لاستكمال الحكم الصادر بحقه.

ج ـ إلفات الإنتباه الى اهتمام السعوديين بخصوص الوضع في القرن الأفريقي.

جوابنا

أ ـ نحن نلتزم بدور وثيق مع الولايات المتحدة، ونتمنى أن تحثُّ زيارة الوفد الى لندن الأميركيين للقيام بلقائه، أو تطوير خطوة من أجل إستعادة الزخم.

ب ـ يجب أن يأخذ القانون مجراه. فإذا ما ثبتت التهمة على الأمير، فإن للمحكمة، إضافة الى أي حكم يصدر عن قضاتها، صلاحية التوصية بإبعاده. في غضون ذلك، فإن الأمير مازال طليقاً بكفالة، وبلا شك فقد حصل على الاستشارة القانونية اللازمة. وعلى أية حال، وبالنظر الى إهتمام الحكومة بعمل صارم ضد متعاطي المخدرات، سيكون من الصعب التخلي عن سياستنا في هذه القضية إذا ما ثبتت التهمة ضد الأمير وصدر بحقه الحكم النهائي.

ج ـ نقاسم السعوديين القلق من أجل الحيلولة دون زيادة اختراق السوفييت للقرن الأفريقي. وكيف يمكن تدارك ذلك، كما في السودان على سبيل المثال؟

خلفية

العرب ـ اسرائيل

أ ـ لقد أبدى السعوديون إهتماماً قليلاً بمبادرة السلام التي طرحها الملك حسين، ولكن في 21 سبتمبر وصف وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قرارنا باستقبال وفد أردني ـ فلسطيني بأنه (مفيد). وكان ذلك تأييداً كبيراً منه، بالنظر الى رد الفعل السوري الناقد.

إيران/ العراق: آفاق السلام

ب ـ زار وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، إيران في مايو فيما زار مستشار وزير الخارجية الإيراني، الدكتور أردكاني، السعودية في يونيو. وخلال زيارة الأمير سعود الى إيران، أشار مسؤول إيراني للسعوديين بأنه في يوم وفاة آية الله، فإن إيران ستوقف الحرب في اليوم التالي. ونحن في شك من ذلك، ولكن قد يكون هذا الرأي قد أثّر على التفكير السعودي.

جزيرة خرج

ج ـ إن التأثير المتراكم لعشرات الهجمات الجوية على جزيرة خرج منذ 15 أغسطس قد تبدأ قريباً في التأثير على قدرة إيران على تصدير النفط. إن الإنتقام الإيراني مازال حتى الآن محدوداً. وفي 20 سبتمبر، حذّر الرئيس خامنئي بأن إيران ستغلق مضيق هرمز إذا ما أوقفت الهجمات الجوية العراقية صادرات النفط الإيرانية. وبالرغم من أن إغلاق المضيق قد يكون خارج قدرة إيران، فإن ذلك سيتسبب في اضطرابات قصيرة المدة في صادرات النفط من مياه الخليج العربي.

حظر الشحن

د ـ منذ 4 سبتمبر قامت إيران بتفتيش عدد من السفن التجارية بزعم حملها شحنات عسكرية مقررة للعراق (وغالباً عبر الكويت). وبالرغم من أن الإيرانيين قاموا بذلك خلال الحرب، فإن تكثيف هذا العمل يعتبر غير مألوف.

القرن الأفريقي/ اليمن

هـ ـ الأمير سلطان هو خبير الحكومة السعودية في مشاكل اليمنين والقرن الأفريقي. العلاقات السعودية مع جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية تقوى وتضعف بناء على المساعدة المالية التي يحصل عليها البلدان من السعودية. وهناك إهتمام شفهي بالعلاقات الوثيقة، ولكن السعودية غاضبة على جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لانخراطها في المعسكر الشرقي. وقد عارض الأمير سلطان مقترحات بشرائها (رشوتها مالياً).

و ـ تعتنق كل من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية فكرة الوحدة النهائية. على أية حال، ولكن لوجود نظامين سياسيين مختلفين في اليمنين نعتقد بأن من المحتمل ألا يتحقق ذلك في المستقبل المنظور.

ـ تحتفظ الجمهورية العربية اليمنية بسياسة عدم الإنحياز بصورة متوازنة حذرة. ويبدو أن حكومة الرئيس صالح راسخة الى حد ما، وأن أغلب المناصب الرئيسية في الجيش وقوات الأمن بأيدي رجال الرئيس، وبصورة رئيسية من قبيلته.

داخلياً، تواجه الجمهورية مشكلات إقتصادية خطيرة في الوقت الحاضر. وخلال الثلاث سنوات القادمة، قد يتم التخفيف منها عن طريق الاكتشافات النفطية الجديدة. وقد يؤثر ذلك على المساعدات المالية السعودية. وهناك إهتمام في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية للتركيز على مؤتمر الحزب الاشتراكي اليمني الثالث والذي من المقرر انعقاده في أكتوبر. نحن لا نعتقد بأنه سيفضي الى تغييرات رئيسية في القيادة وسياسات اليمن الديمقراطي الشعبي.

ـ السعوديون قلقون حيال النشاط السوفييتي في أثيوبيا وكذلك في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. ويدعمون، عبر السودان، الحركات الاريتيرية المعتدلة التي تحارب حكومة منغستو. وبالرغم من أن الاثيوبيين أعادوا احتلال مدينتين من الثوار في أغسطس، ليس هناك مؤشر على نهاية الانتفاضات التشادية الاريتيرية.

ـ هدفنا هو تخفيف التوترات في القرن والعمل على الحد من النفوذ السوفييتي والمعسكر الشرقي في أثيوبيا. فمازالت المصالح الغربية مهددة بسبب الاضطرابات المحلية وكذلك الوجود السوفييتي. وطالما استمرت حروب الثوار في تشاد وأريتيريا، فيما يعتقد الاثيوبيون بالتهديد الصومالي لأوغادين، فإن من المحتمل أن تعتمد على الاتحاد السوفييتي.


زيارة وزير الدفاع السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز والأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية


العربية السعودية: خلفية سياسية واقتصادية

حقائق جوهرية

1 ـ كانت السعودية حتى قبل شهور قليلة مضت، أكبر مصدّر للبترول في العالم. وهي تمتلك نحو 25 بالمئة من الاحتياطي العالمي الثابت ومن المحتمل أن يتناقص في حال انتعش سوق النفط. وعلى ذلك فهو ذو أهمية بالغة للعالم الصناعي ولمنظمة أوبك والسياسة شرق الأوسطية. وبالرغم من المصاعب السعودية الاقتصادية الأخيرة، فإن احتياطياتها المالية يجعلها القوة الرئيسية في الأسواق المالية العالمية. ولديها المكانة الخاصة في العالم الاسلامي كونها راعية للأماكن المقدسة في المدينة ومكة.

2 ـ يبلغ عدد السكان الاصليين في السعودية 5 أو 6 ملايين يضاف إليهم ربما 2 ـ 3 ملايين أجنبي. بعض هؤلاء يجب عليهم المغادرة بسبب الكساد الاقتصادي. معظم السكان يترّكزون في المناطق الرئيسية أي جدة/ مكة (حوالي 1.2 مليون نسمة) في الغرب، والرياض (1.3 مليون نسمة) في الوسط، والدمام/ الخبر/ الظهران في الشرق. حقول النفط تتمركز في الظهران. وحتى في الماضي، فإن صورة السعودية كبلد مأهول بالكامل من قبل البدو كانت مضللة: الآن، فإن الاستقرار في المدن قد أدى الى إنخفاض أعدادهم الى أقل من 15 بالمئة من أجمالي السكان.

التركيبة السياسية

1 ـ ليس هناك دستور رسمي: ويقول السعوديون بأن القرآن هو دستورهم. الملك فهد هو أيضاً رئيس الوزراء ويعيّن اعضاء مجلس الوزراء. القرارات الرئيسية التي تؤخذ من قبل وزير أو وزراء ذوي العلاقة تخضع لموافقة الملك. وفي داخل مجلس الوزراء فإن لدى الأمراء الكبار تأثيراً كبيراً.

2 ـ النظام تسلطي وغير ديمقراطي. ولكنه أصيل بالنسبة للعربية السعودية، وليس مخلوقاً مزيفاً لعصر ما بعد الاستعمار. فقد كان لدى العائلة المالكة وحلفائها الوهابيين قوة في نجد منذ القرن الثامن عشر. وتعود هيمنة السعودية الى مشروع الفتوحات القبلية التي تواصلت في الجزيرة العربية لفترة طويلة. ليس لديهم أدنى شك بحقهم في الحكم، ومواصلة الحكم طالما أن الذاكرة الوطنية، وتوزيع الثروة النفطية والأمن الداخلي الفعّال والخدمة الاستخبارية قادرة على إبقائهم في السلطة.

3 ـ خارجياً، فإن السلطات السعودية مرتابة في محاولاتها للحفاظ على التطبيق الصارم الممكن للعادات الاسلامية المحافظة. وكان هناك حديث مستفيض مؤخراً من قبل الملك لرئيس تحرير صحيفة بريطانية في ديسمبر 1984 حول تأسيس مجلس شورى ولكن لم يتم تنفيذه بعد. لقد أولى الملك والحكومة إهتماماً متزايداً للقيادات الدينية (العلماء)، الذين هم قوة رئيسية في البلاد (رغم أنهم لا يحصلون دائماً على ما يريدونه بطريقتهم). ويتم تطبيق الشريعة الإسلامية بصرامة. في هذا المجال، فإن السلطات مستجيبة للمحافظة الدينية القوية المنتشرة بين السعوديين المتحمّسين دينياً. ولكن في طريقة الحياة الشخصية، هناك كثير من الأمراء الكبار وغيرهم لا يمارسون ما يبشّرون به.

4 ـ يبقى المجتمع السعودي قبلياً وعائلياً، وأن نسبة الأمية مازالت 70 بالمئة. إن التنمية السريعة والثروة النفطية خلقت جملة من الكوابح، وأن التراجع الإقتصادي الذي من المحتمل أن يستمر لفترة طويلة سيخلق كابحاً آخر. الملك الحالي ليس قيادة كاريزمية وليس شعبياً، وأن عدم نفوذه، وعدم التزامه، وجهوده لتأمين المواقع الحكومية والاعمال التجارية للمقرّبين من عائلته، وبذخ العائلة المالكة بأسرها، قد أحدثت انتقادات واسعة للنظام من قبل المواطنين السعوديين العاديين لم تكن موجودة لسنوات طويلة. ولكن ليس هناك معارضة فاعلة ومنظّمة، وليس هناك تسليط للضوء على السخط، والكوابح داخل الدائرة الضيقة، فالعائلة المالكة تحتفظ بخلافاتها لنفسها وتبدي وجهاً موحّداً للعالم. التعديل الاقتصادي والاجتماعي سيكون صعباً ومؤلماً، ولكن النظام يبدو في الوقت الحالي قادراً على العيش لسنوات قليلة قادمة بدون تحديات رئيسية لسلطته.

السياسة الخارجية: عام

1 ـ السياسة الخارجية السعودية (وتصنع من قبل الملك وليس وزير الخارجية)، تأمل في الحفاظ على أمن المملكة في الجزيرة العربية، والمحافظة قدر الإمكان على الإجماع العربي حول فلسطين (وعليه تحييد نفوذ الراديكاليين)، وكبح النفوذ السوفييتي في المنطقة. إن أبرز إهتمامين حاليين في السياسة السعودية الخارجية هما: العرب/ إسرائيل، وإيران/ العراق. السعودية هي العضو القيادي، وربما المهيمن، في مجلس التعاون الخليجي.

2 ـ العلاقات مع الولايات المتحدة كانت وثيقة للغاية وواسعة في الوقت الراهن، ومنذ الثلاثينات والأربعينات حلّت الولايات المتحدة وشركات النفط الاميركية محل بريطانيا كنفوذ مهيمن. يقرّ معظم السعوديين بأن الولايات المتحدة تمثل الضامن الأكبر لأمن البلاد، التي بالنظر لحجمها وثرواتها، تضم عدداً ضئيلاً من السكان الأصليين. ولكن السعوديين باتوا ناقدين لما يرونه فشل الولايات المتحدة لاستعمال نفوذها على اسرائيل للمضي قدماً في عملية السلام.

3 ـ العلاقات مع فرنسا وثيقة، وقد قام ولي العهد الأمير عبد الله بزيارة ناجحة الى فرنسا في الفترة ما بين 28 ـ31 يناير 1985، والتي كانت على أية حال تفتقر الى التجارة. لم يبد الفرنسيون رد فعل حتى الآن حيال ما إذا كان السعوديون سيقومون بشراء طائرات تورنادو البريطانية بدلاً من طائرات ميراج الفرنسية أم لا؟.

4 ـ العلاقات العمانية مع السعودية غير سهلة بسبب شكوك عمان عموماً حيال نوايا السعودية للهيمنة على الجزيرة العربية. الخلافات حول الحدود تضيف الى عدم ثقة عمان، وكان هناك حادثان حدوديان هذا العام. يقال ذلك بالرغم من أن البلدين عضوان في مجلس التعاون الخليجي.

المملكة المتحدة/ معالجة الاعلام

العلاقات السعودية البريطانية اضطربت في أوقات معينة بسبب تعاطي الإعلام مع السعودية (وبشكل واضح في قضية ـ موت أميرة ـ العام 1980). لقد أبدى السعوديون رد فعل هادىء بخصوص التغطية الصحافية لقضية الأمير مشهور، ولكن مازالوا يعتقدون بأن حكومة جلالة الملكة تملك سلطة أكبر للتأثير على ما يظهر في الصحافة أكثر مما هو في الحقيقة.

وفي سنة 1980 اتفقنا على تأسيس (لجنة ثقافية مشتركة). والسير إيان جيلمور هو الآن الرئيس، والسفير السعودي هو عضو في اللجنة، التي تلتقي تقريباً كل ستة شهور، وقد التقت آخرة مرة في لندن في 2 يوليو 1985. اللقاء كان مهتماً بما اعتبره السفير السعودي قلة الزيارات البرلمانية للسعودية أكثر من الصعوبات الاعلامية بصورة عامة.

النفط والتراجع الاقتصادي

بالرغم من ترشيد الانفاق الحكومي كان هناك عجز كبير في ميزان مدفوعات الحساب الجاري خلال السنتين الماضيتين (حوالي 17 مليار في عامي 1983 و 1984)، وهناك عجز كبير أيضاً آخر في 1985. عجز الحساب الجاري لابد أن يكون قد تجاوز مؤخراً ملياري دولار في الشهر. الاحتياطات النقدية الخارجية القابلة للاستعمال مازالت عالية بكل المقاييس، ولكن عند 50 مليار دولار قد تستنزف خلال سنتين إذا ما استمر إنتاج وتصدير النفط عند مستوياته الحالية.

ولذلك، فإن الحكومة باتت متحررة بشكل كبير من وهم سياستها بخصوص انتاج متفاوت، وأغضبت أعضاء أوبك الذين ساهمت زيادة انتاجهم على الحصص المقررة بتفاقم مشاكل السعودية. كانت هناك تقارير صدرت مؤخراً حول صفقات مع أربع رؤساء في شركة أرامكو. وهذه تدعم مؤشرات أخرى بأن السعوديين بالاتفاق داخل أوبك، إذا أمكن ذلك، يمكن زيادة انتاجهم النفطي، بالرغم من احتمال أن لا يتجاوز ذلك أكثر من 4.3 مليون برميل يومياً وهو الحجم المقرر لهم وطنياً بموجب ترتيبات الحصص الحالية.

صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز

خالد بن سلطان

النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء منذ العام 1982، ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام للقوات المسلّحة منذ 1962.

ولد العام 1924. أحد الأبناء السبعة لعبد العزيز من حصة بنت السديري. الأخ الشقيق للملك، وحاكم سابق للرياض ووزير سابق للزراعة.

ليس عالي الذكاء، ولكنه خفيف دم. حيوي، ويتعلم بسرعة، وأن عشرين سنة في وزارة الدفاع قد أكدّت بأنه يدرك عمله. لديه تحاملات، وغير مرن، متغطرس، ويقود مساومات صعبة. وقربه من الملك فهد يجعله قوياً، وكان كذلك في علاقته مع الملك فيصل والملك خالد.

يتحدث بلا حدود وبحزم (وإن لم يكن دائماً منسجماً ومتماسكاً) في كل القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية، ولكن لديه مصلحة خاصة في اليمن والقرن الأفريقي، وكان لديه مسؤولية خاصة بهما لبعض الوقت.

لديه ستة أبناء: خالد (درس في ساندهيرست، وهو كولونيل في قوات الدفاع الجوي)، وبندر (السفير الى الحكومة الأميركية)، وفهد (نائب رئيس رعاية الشباب والرياضة)، محمد، تركي، وفيصل.

يعرف بعض التحيّات باللغة الانجليزية ويبدو أنه يفهم بعضاً آخر من الكلمات.

صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فيصل بن عبد العزيز: وزير الشؤون الخارجية

ولد العام 1941. الإبن الثالث للملك فيصل. درس في الولايات المتحدة وسنة واحدة في كلية الدراسات الاقتصادية (إل إس إي). نائب وزير البترول والثروة المعدنية بين 1971 ـ1975. وزير الدولة للشؤون الخارجية منذ مارس 1975. ووزير للشؤون الخارجية منذ أكتوبر 1975.

تم تعيينه في وزارة الشؤون الخارجية بعد اغتيال والده. وفي ذلك الوقت، كان من المتوقع أن يؤدي تعيينه الى إصلاحات هيكلية الطبقة الثانية. ولم تتحقق هذه التوقعات سوى جزئياً.

إن اليد القائدة في السياسة الخارجية السعودية هو الملك فهد. وبالرغم من أن سعود معارض بقوة للسوفييت، ولكن نظراته حول، تحديداً، النزاع العربي الاسرائيلي قريبة من أبناء جيله من القوميين العرب الشباب وقد يبدو أكثر تصلّباً من فهد. وهناك أدلة على توتر بينهما.

حين عمل سعود في وزارة البترول، كان يعتبر من قبل خبير إقتصادي بريطاني كبير بأنه على درجة من الجدارة ليصل الى القمة حتى لو لم يكن أميراً. طويل، ووسيم، وفصيح. متألق ولكن ربما ليس بالدرجة التي يعتقدها. يتحدث الإنجليزية بطلاقة. ويقدّر السعوديون بأنه على درجة من الأهمية بالنسبة للاعلام الغربي.

متزوج من جوهرة بنت عبد الله بن عبد الرحمن، ولديه إبنان وثلاث بنات. يمارس لعبة التنس الأرضي بصورة جيدة.

صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز: سفير الى الولايات المتحدة

بندر بن سلطان

ولد العام 1950، إبن وزير الدفاع من زنجية، وقد أهمله والده في البداية بسبب سنحته الداكنة، ولكنه اعترف لاحقاً بقدراته.

تخرّج في كلية كارنول للقوات الجوية الملكية العام 1970، وتمت ترقيته الى رائد، وكولونيل أول العام 1982. تم اختياره لبعض الوقت لتقوية قاعدة الظهران الجوية، ولكن من المحتمل لن يكون قادراً على الطيران بفعل إصابة في ظهره بسبب حادث سير. حضر في كلية القوات الجوية الأميركية العام 1979 وحصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جون هوبكنز العام 1980. تم تعيينه ملحق عسكري في واشنطن في أواخر 1982، ولكن جرى استخدامه سفيراً غير رسمي هناك، حيث يصل الى أعلى المستويات، خلال مفاوضات الأواكس وطائرات إف ـ 15.

في سنة 1983 أرسل (بعد تعيينه سفيراً في واشنطن) كوسيط بين الأحزاب في لبنان: حظي بإشادة علنية من قبل الملك فهد بعد التوصل الى وقف إطلاق النار. ووصل الى واشنطن لتقديم أوراق اعتماده في أواخر سبتمبر 1983، وقد أشيع في ذلك الوقت بأنه سيواصل مهمته الخاصة بالنيابة عن الملك في الشؤون اللبنانية.

متألق، منطلق، يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة، متزوج من هيفاء بنت الملك فيصل ولديه أربعة أبناء: ولدان وبنتان.


بيع الطائرات الى السعودية

وزارة الدفاع

المبنى الرئيسي وايتهول لندن إس دبليو 1 2 إتش بي

26 سبتمبر 1985

ملحقاً برسالتي في 25 سبتمبر، موجز عن لقاء رئيسة الوزراء بالأمير سلطان، وأستطيع أن أؤكد، كما أخبرتكم عبر الهاتف، بأن مذكرة التفاهم قد وُقعت خلال وجبة الغداء ببيع 48 طائرة تورنادو من طراز آي دي إس، و24 طائرة تورنادو من طراز أيه دي في، و30 طائرة هوك، و30 طائرة تدريب من طراز بي سي ـ9.

وقد قدّم السعوديون في مرحلة لاحقة جداً مسألة البداية. وأرفق هنا تسجيلاً لوقائع لقاء وزير الدفاع الذي يغطّي هذه النقطة. كما أرفق نسخة من الرسالة التي يبعث بها الى الأمير سلطان المبسّطة في عبارات عامة جداً.

في الأخير، يجب القول بأننا قدّمنا مقترحات الى السعوديين حول طرق الدفع (نسخة مرفقة)، والتي تم التوافق عليها على المستوى الرسمي مع وزارة الطاقة.

أقوم بعمل نسخ من الرسالة والملحقات للسكرتارية الخاصة بكل من رئيس مجلس اللوردات، ووزارة الخارجية والكمونولث، ووزير الخزانة، ووزير التجارة والصناعة، ووزير الطاقة، ومستشار دتشي لانكستر، ووزير التوظيف، ووزير الدولة.

ملاحظة بخصوص تقرير اللقاء مع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز في الساعة 11:30 صباحاً في يوم الخميس السادس والعشرين من سبتمبر

الحضور:

صاحب الشرف النائب مايكل هزلتاين، وزير الدفاع

صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس الوزراء ووزير الدفاع والطيران

السيد النائب نورمان لامونت، وزير التمويل الدفاعي

صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز، سفير السعودية الى الولايات المتحدة

رئيس التشريفات الجوية السيدر كيث ويليامسون، رئيس الطاقم الجوي

صاحب المعالي علي الشاعر، وزير الاعلام

السيد باتريك رايت، السفير البريطاني، السعودية

صاحب المعالي الشيخ ناصر المنقور، السفير السعودي في المملكة المتحدة

السيد كولين شاندلر، رئيس خدمات التصدير الدفاعية

صاحب المعالي الجنرال أحمد البحيري، مدير العمليات في القوات الجوية الملكية السعودية

السيد آ. د. هاريس، آر. إم. دي 1،

الكولونيل صالح محمد حجاج، المحلق العسكري السعودي

السيد آر. سي. موترام، وزارة الدفاع البريطانية

بيع الطائرات الى السعودية

1 ـ لفت وزير الخارجية الى التعاون الطويل بين القوات الجوية الملكية والقوات الجوية الملكية السعودية. إن القرار الذي يتم التوصل اليه اليوم سيمكّن من الاستمرار لمصلحة البلدين. وقد وافق الأمير سلطان على ذلك. وكانت هناك نقطة واحدة رغب في تسليط الضوء عليها، وهي أن الإتفاقية ليست رد فعل على المشاكل في العلاقة السعودية مع الولايات المتحدة كما تحدثت الصحافة. لقد اتخذت حكومته قراراً قبل سنتين بشراء طائرات من بريطانيا العظمى والتي تعكس تقييمهم لكفاءة طائرات تورنادو. صفقة الشراء هذه تعبير عن السلام، وكانت جزءً من الصداقة الواسعة والتعاون بين بلديهما. وقال وزير الخارجية بأنه كان قراراً ليس لليوم فحسب، ولكنه تعاون لعشرين سنة قادمة. وقد وافق الأمير سلطان على ذلك. وقال بأنه يتمنى بأنها ـ أي الصفقة ـ ستقود الى برنامج يغطي جوانب المصلحة كافة بالنسبة للسعودية بما يشمل الأمن، والتزويد الثابت لقطع الغيار. وقال وزير الخارجية بأن لديه مصلحة خاصة في إتمام الاتفاقية وتمنى أن لا يتردد الأمير سلطان في إلفات انتباهه لكافة القضايا ذات العلاقة.

2 ـ قال الأمير سلطان بأنه يتمنى أيضاً بأن التفاهم على تزويد الطائرات يندرج في سياق اقتصادي أوسع لتنمية التعاون الصناعي بين بريطانيا والسعودية، بما يشمل تبادل التكنولوجيا. وقال الأمير بندر بأن ما تم البحث عنه هو اتفاق مبدئي للتعاون من أجل إنجاز برنامج مالي مورد اتفاق مشترك. وقال وزير الخارجية، كما تمت مناقشته، بأنه كان سعيداً جداً بتقديم رسالة لجلب الاهتمام لاستكشاف الفرص من أجل التعاون كجزء من تفاهمهم بشأن صفقة بيع الطائرات. وذكر بأن حين تكون هناك مبالغ طائلة من المال، كما في الصفقة الحالية، فإن الحكومة ستنظر باهتمام لمثل هذا التعاون لأسباب مالية وأيضاً من أجل تعزيز قدراتها التكنولوجية. وقد أشار الى أنه ربما لم يتم العمل على ذلك بدرجة كافية في الماضي لتأمين شراكة كاملة للمواطنين السعوديين في برامج من هذا النوع. واقترح الأمير سلطان بأنه، وبموجب التفاهم على التعاون، يجب أن تندرج ـ أي الشراكة الكاملة بما في ذلك تعزيز القدرات التكنولوجية ـ في الاتفاقية التي يقومون بإعدادها. قال وزير الخارجية بأنه يفضّل الاقرار بالمبدأ العام في رسالة ويتم متابعتها في النقاشات التفصيلية. وقال الأمير سلطان بأنه مستعد للمضي في هذا الطريق.

3 ـ في النقاش حول التعاون الاقتصادي، قال الأمير سلطان بأن حكومته تثمّن التعاون بين القطاع الخاص في كل من بريطانيا والسعودية. وسيكون ذلك في مصلحة البلدين. إن المشاريع المشتركة ستفتح باب الفرص على اتفاقيات مع البلدان الخليجية والشرق الأقصى. ولم تكن ببساطة قضية تعاون بين حكومتين: إنها مسألة تعاون بين الشعوب. وقال وزير الخارجية بأن آلية ذلك يجب أن تؤسس للعمل باهتمام أكبر على تلك (الفرص). يلفت الأمير سلطان الى نجاح برنامج (درع السلام) للتعاون والذي تم تنظيمه لأسباب مماثلة. وفي اللقاء الأول لتحقيق التعاون يمكن للسعودين تفسير وبإسهاب كيف تحقق ذلك. وعلق السير باتريك رايت بأن بعثة رفيعة المستوى من الصناعة البريطانية زارت السعودية في العام الماضي للاطلاع على آفاق المشاريع المشتركة. وكان المفهوم مدركاً بصورة جيدة. وقال الأمير سلطان بأنه يقدّر ذلك. افتقرت المبادرة الأولى للدعم والذي سيكون الآن قائماً. وقال وزير الخارجية بأنه سيشدد على أهمية التعاون الإقتصادي في تصريحه للصحافة.

4 ـ طلب الأمير سلطان تطميناً بشأن معدات إي دبليو سويدية وأميركية وتندرج في صفقة شراء الطائرات وقد أكّد السيد شاندلر بان هذه المواد قد تم الاتفاق بشأنها مع الحكومات المعنية. كما سأل حول الدفعة الأولى لست طائرات يجب توفيرها في مارس/ أبريل 1986 بدلاً من شهر يونيو. ويتمنى أن يحصل على رد قبل مغادرته إلى نيويورك. وفي الأخير، شدّد على رغبة السعودية في إتمام الإتفاقيات التفصيلية بسرعة ممكنة، على أن لا يتجاوز ذلك 31 مارس من العام القادم بدلاً من 31 مارس بحسب ما يدّل النص العربي للتفاهم.

التفاهم البحري

5 ـ قال وزير الخارجية بأنه يتفهّم كون مستشارين إثنين من البحرية الملكية قد انضما الى الأكاديمية البحرية السعودية. وقد أراد أن يطمئن الى أن المساعدة التي نقدّمها تحقق المتطلبات السعودية. وقال الأمير سلطان بأن تفهّمه كان بأننا قمنا بعمل رائع، وأنه سيقوم باستعراض حاجيات القوات البحرية حال عودته الى المملكة. وقال وزير الخارجية بأن سينتظر ليسمع ما اذا كان هناك أية أعمال اخرى يجب عليه القيام بها.

بيع العربات المسلّحة

6 ـ قال وزير الخارجية بأنهم يدرك كون تجربة دبابة شالنجر و إم سي في 80 قد أستكملت، وتساءل ما اذا كان هناك أي رد فعل سعودي. قال الأمير سلطان بأن التقرير لم يستكمل بعد وأنه سيطلع عليه حال عودته.

إستهلال التفاهم الرسمي

7 ـ انتهى اللقاء عند الساعة الثانية عشر وخمسين دقيقة حيث سافر وزير الخارجية والأمير سلطان الى لانكستر هوس. حيث استهلا التفاهم الرسمي الذي يقضي بأن تشتري الحكومة السعودية وأن تزوّد الحكومة البريطانية 48 طائرة تورنادو من طراز آي دي إس، و24 طائرة تورنادو من طراز أيه دبي في، و30 طائرة هوك، و30 طائرة تدريب من طراز بي سي 9، إضافة الى خدمات الدعم المتعلّقة، والمعدّات، والأسلحة، والذخائر، والانظمة الحربية الالكترونية لاستعمال القوات الجوية الملكية السعودية. وستكون الكلفة الإجمالية للبرنامج (بحسب ما ينص التفاهم) مابين 3 ـ 4 مليارات جنيه استرليني.

وزارة الدفاع وايتهول لندن إس دبليو 1 2 إتش بي

26 سبتمبر 1985


عقب مناقشات بين ممثلينا، إنني مسرور لتأكيد، وفي سياق التفاهم الموقّع عليه اليوم، أن حكومة المملكة المتحدة تشارك حكومة المملكة العربية السعودية الرغبة في أن الصناعات في كلا البلدين ستعدُّ ترتيبات للتعاون الصناعي وانتقال التكنولوجيا.

وكخطوة أولية في هذا المشروع، فإن حكومة المملكة المتحدة ستنظّم وفداً مؤلفاً من ممثلين عن شركات بريطانية محددة لزيارة المملكة العربية السعودية من أجل نقاشات حول السياسة والأهداف، بغرض الإتفاق عليها.

(توقيع مايكل هزلتاين ـ صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود)


يسرّني شخصياً رؤيتكم في هذا البلد في مناسبة عزيزة كهذه وكما ستسمع من رئيسة الوزراء، فإن حكومة جلالتها مسرورة بقرار حكومة المملكة العربية السعودية بالحصول على طائرات تورنادو، هوك، وبي سي 9 من عندنا. وسيقوّي هذا المشروع بشكل كبير الروابط التقليدية بين بلدينا في القضايا الدفاعية، ونحن في وزارة الدفاع سنبذل أقصى جهودنا من أجل تحمّل مسؤولياتنا بموجب مذكرة التفاهم والاتفاقيات والتفاهمات اللاحقة التي سيتم الاتفاق عليها بيننا.

في مذكرة التفاهم التي بدأت اليوم، تم التأكيد بصورة عامة على موضوع طريقة الدفع. والغرض من هذه الرسالة هو تقديم معلومات تفصيلية أكثر لتكون موضع دراسة ونظر حكومة المملكة العربية السعودية.

(صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود)

وفي عقب قبول الحكومة البريطانية بطريقة الدفع بواسطة برنامج بيع النفط، فإن مناقشات أولية قد جرت مع الشركات النفطية البريطانية، بي بي وشل. وهاتان الشركتان مستعدتان، من حيث المبدأ، على الاضطلاع بموضوع برنامج بيع النفط بناء على إتفاقية بشروط مرضية. وستقوم الشركتان بتشكيل كونسرتيوم (إتحاد شركات) تقوده شركة بي بي.

أ ـ الكمية: 200 ألف برميل يومياً. وبناء على النقاشات التفصيلية والتشديد على حرية التصرف الكاملة، فإن الكمية القابلة للتسليم حتى 31 مارس 1986 قابلة للزيادة الى 300 ألف برميل يومياً.

ب ـ المدة: تستغرق المدة القيمة المتفق عليها في عقود الطائرات. وحالياً، فإن هذه القيمة هي بحدود 3 ـ 4 مليارات جنيه استرليني، أي أن المدة هي بحدود 2 ـ 3 سنوات.

ج ـ البداية: تبدأ عمليات الشحن بعد 20 يوم من توقيع اتفاقية بيع النفط.

د ـ السعر: سيتم تحديده عن طريق الخطة المتفق عليها (نسخة مرفقة).

هـ ـ التصرّف: لن تتم شحنات التسليم الى جنوب أفريقيا أو إسرائيل ولكن الكونسرتيوم سيطلب حرية التصرف المذكور في الفقرة السالفة في فقرة أ.

و ـ شروط أخرى: يتم الاتفاق عليها، وتكون عموماً بالتوافق مع الاجراءات المعمول بها دولياً.

ونحن نقترح بأن البرنامج المشار اليه أعلاه سيكون لصالح المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة ونوصي بأن تبدأ المفاوضات في أقرب وقت ممكن مع التركيز بصورة خاصة على الحاجة لحرية التصرف.

وكما سيقدّر صاحب السمو الملكي، سيتم تطوير طائرات تورنادو، التي هي في طور التصنيع، من قبل القوات الجوية الملكية من أجل تلبية طلب المملكة العربية السعودية لتكون جاهزة للتسليم بصورة مبكرة. وتبعث هذه الترتيبات على الحاجة من أجل إتفاقية تفصيلية مبكرة حول طريقة الدفع وسنتكفل بضمان وجود ممثلين خبراء من جانبنا للمناقشة في إبلاغ مسبق قصير.

ونرجو أن تطمئن لاهتمامي الخاص في الأوقات كافة وتدخلي الشخصي المستمر في هذا المشروع الهام للغاية بين بلدينا.

(توقيع مايكل هزلتاين)

ملحق

صيغة السعر

يتحدد السعر/ الجنيه الاسترليني لكل شحنة على أساس الصيغة التالية:

جي بي دبليو، ناقص رسوم التشغيل، ناقص الشحن، ناقص التأمين.

جي بي دبليو: هو حاصل منتج الوزن المحسوب بتطبيق أسعار المردودات والمنتج كما هو موضّح أدناه، مقسوماً على عامل تحويل الجنيه الاسترليني بـ 7.342 ريال.

المحاصيل بالوزن المئوي:

العربي الخفيف ـ 33.3

نافثا ـ 15.0

وقود الطائرات (جت) ـ 10.0

الغاز ـ 32.0

إتش إس إف أو ـ 39.0

الوقود والهدر ـ 4.0

ــــــــــ

100.0

وستطبق هذه المردودات على أية شحنة بجاذبية أيه بي آي مسجلة على فاتورة الشحن وتتراوح بين 34.3 ـ 33.3 درجة. وفي حال كانت جاذبية أيه بي آي لأي شحنة خارج هذا النطاق يكون التالي:

1 ـ إذا كانت جاذبية أيه بي آي أدنى من 33.3، فإن كل 0.1 درجة أدنى من 33.3 فإن نسبة الغاز ستنخفض بمعدل 0.25 فيما تزداد نسبة إتش إس إف أو بمعدل 0.25

2 ـ اذا كانت جاذبية أيه بي آي أعلى من 34.3 فإن كل 0.1 درجة أعلى من 34.3 فإن نسبة الغاز ستزداد بمعدل 0.25 وأن نسبة إتش إس إف أو تنخفض بمعدل 0.25.

الأسعار:

معدل النشريات العشر من بلات بعد اليوم الخمسين من تاريخ فاتورة الشحن:

للنافثا سي آي إف وسيلة الشحنات إن دبليو إي
لوقود الطائرات ======== ======== ========
للغاز ======== ======== ========
لـ إتش إس إف أو ======== ======== ========

الرسوم

المعمول بها: الرسوم هي 4 دولارات/ إم تي

الشحن:

حساب الشحن سيعكس تكلفة فترة الشحن في في إل سي سي من ميناء رأس تنورة الى روتردام. وحتى نهاية أغسطس فإن المعدل الصحيح سيكون دبليو إس 25.

وحالياً، فإن الكلفة الصحيحة ستكون دبليو إس 34. ويقترح بأن يخضع سعر دبليو إس المثبّت منذ البداية، للمراجعة بطلب من أي طرف بإعطاء مهلة شهر واحد لكل ربع سنوي بشأن الربع مورد الجدل، إذا ما شعر الطرف المطالب بأن السعر المعمول به خارج، من الناحية العملية، خط أسعار السوق. وفي حال وقوع أي خلاف حول السعر سيتم الرجوع الى هيئة المضاربين في لندن التي ستكون حكمها ملزماً لكلا الطرفين.

التأمين:

سيتم حساب الرسوم المعتمدة على أسعار السوق لتأمين الشحن لميناء روتردام من ميناء التحميل. وفي هذا الوقت، فإن الرسوم المعينة للشحنات من راس تنورة تقريباً 5 سنتات/ بالجنيه الاسترليني. وسيستمر تطبيق الرسوم وتكون خاضعة للمراجعة بطلب أي من الطرفين بعد تقديم طلب بشهر واحد قبل بداية ربع جديد إذا ما شعر أي طرف بأن السعر المعمول به خارج خط أسعار السوق. وفي حال وقوع أي خلاف حول السعر يتم الرجوع الى خبير مقبول من الطرفين حيث سيكون قراره ملزماً لكلا الطرفين.

الصفحة السابقة