نتطلع لحرية وكرامة ومشاركة

الطيب: الوطن ليس ملكاً لفئة

أثار اعتقال الإصلاحي الدكتور متروك الفالح ردود فعل غاضبة، خاصة وأن طريقة الإعتقال بدت وكأنها اختطاف، بلا مبررات قانونية وبدون توضيح الإتهامات وبدون التواصل مع محامين أو مع عائلته. وشمل التعاطف مع الفالح عدداً كبيراً من الناشطين الحقوقيين، ومن منظمات المجتمع المدني في داخل وخارج المملكة، كما شمل العشرات من المثقفين والسياسيين.

الإصلاحي محمد سعيد طيب، والذي كان قد تعرض للإعتقال مرات ومرات ولازال ممنوعاً من السفر، أدلى بتصريح حول اعتقال الفالح الذي وصفه بـ (الرمز الإصلاحي الكبير) عبر فيه عن صدمته الشديدة وأسفه العميق لما وقع له ولما تضمنه بيان زوجة المعتقل الفالح السيدة جميلة العقلا. وقال الطيب: (إن المكان الطبيعي للدكتور الفالح هو كرسي الأستاذية في جامعته ليؤدي رسالته العلمية السامية). وأضاف بأنه من أكثر الناس معرفة بالإصلاحي الكبير الذي يشغل الوطن في ضميره ووجدانه أكبر المساحات، وأنه لا يحمل حقدا على أحد، وليس في حالة صدام مع أحد، وأنه متصالح مع مجتمعه، وليس لديه أي مصالح شخصية، وأن المصالح العليا للوطن وحاضره ومستقبله ووحدته واستقراره وتقدمه هو رائده وهدفه في كل ما يصدر عنه.

وأكد المستشار الطيب ما سبق أن ردده من أن هذا الوطن ليس لفئة معينة – مهما تصورت هذه الفئة ـ بالوهم أو بغيره ـ أنها أجدى للوطن، أو أنها أكثر حرصا على مصالحه وتقدمه ونهضته). وتابع بأن (المضي في الإصلاح الحقيقي والجاد وفي جميع مناحي حياتنا، يمثل – اليوم – أكثر من ضرورة، بل هو واجب وطني لا يحتمل التأجيل أو التسويف أو التبرير. وهو في ذات الوقت مسئولية مشتركة، ولا يصح أن تكون محلا للتنافر أو الاختلاف فضلا عن الصدام). وأضاف: (إن البديل عن الإصلاح الشامل هو بديل مخيف وبالغ الخطورة. قد آن الأوان لإنهاء حالة التوتر الدائم والمتصل، وردود الفعل السلبية بوضع الجميع في كفة واحدة، والتوجس البالغ وغير المبرر من الرأي الآخر، وأن يسود الحد الأدنى ـ على الأقل – من الوفاق الاجتماعي، والمصالحة الوطنية، والتفاهم المشترك، والثقة المتبادلة، واحترام المخلصين والشرفاء من شرائح المثقفين والأساتذة ذوي الاختصاص وأصحاب الرأي.. الذين يظلون بالتأكيد أحسن وأفضل وأجدى من كل الأدعياء والمنافقين والمدلسين على أصحاب القرار.. والمتلاعبين بمصالح الوطن ووحدته واستقراره).

وقال الطيب بأن هناك حلماً مشروعاً يحمله المواطنون ودعا إلى حشد كل الطاقات لإنجازه وهو: البناء والتنمية والإصلاح الشامل، وحياة أفضل وأكرم، ومساحات من الحرية ومشاركة شعبية أوسع وأرحب.

الصفحة السابقة