نظام فقد مقومات بقائه لولا (العصبية)

إنها العصبية المناطقية والمذهبية التي تحمي النظام القائم.

لا منجزاته تشفع له بالبقاء حياً.

ولا (وطنيته) المزعومة يصدقها أحد، حتى المنتفعون.

ولا (إسلاميته) يمكن الإستناد عليها في البقاء، في وقت تكفّر فيه مؤسسته الوهابية اكثرية الشعب.

هذا النظام السعودي فاقد للمصداقية الوطنية والإسلامية وحتى الأخلاقية.

نظام توفرت له تريليونات من الدولارات، ولم ينجز للشعب شيئاً بمستوى عُشر ما تصل إليه يداه من المال.

كيف يمكن بناء شرعية لنظام على قاعدة منجز مادي، في حين أن 55% من الشعب لا يمتلكون مساكن؟

هذا حسب الإحصاء الرسمي، وغير الرسمي يقول أن أكثر من 70% من السعوديين لا يمتلكون منازل؟

أين صندوق التنمية العقارية، ولماذا ينتظر الناس أكثر من عشرين عاماً للحصول على قرض بسيط، قد يساعد على بناء منزل؟

كيف تصبح قيمة قطعة أرض في قرية مغمورة في السعودية أعلى من قيمة نظيرتها في الحجم في عواصم عربية وغربية؟

وأين منح الأراضي، في بلد ممتدة على أكثر من مليوني كيلومتر مربع؟

أليس النهب الملكي المنظم حتى للصحارى كان السبب؟

وهذا النظام لم يصنع منجزاً حقيقياً لشعب يفترض فيه الغنى، بل هو محسود ـ من وجهة نظر النظام وإعلامه ـ على الغنى الذي يعيشه.

كيف يُقبل نظام حكم من الناحية الشعبية، ويوجد لديه 30% من السكان تحت خط الفقر، ولا نعلم كم عدد الفقراء الذين يعيشون فوق خط الفقر قليلاً؟

وزير عمل آل سعود اعترف بأن هناك نحو مليون عائلة تعيش تحت خط الفقر، اي نحو ثلاثة ملايين مواطن فقط من 18 مليوناً؟ أي نحو 17% من عدد السكان يعيشون تحت خط الفقر، حسب المزاعم الرسمية.

فليكن رقم الحكومة هو الصحيح. أليس هذا مخجلاً في بلد يهب المليارات للعالم، وينهبها الأمراء ويكنزونها في بنوك أوروبا وأميركا؟

ثم هل وجد أحدٌ لم يتضرر بعد من سياسات النظام الإقتصادية حتى الآن؟

الغلاء وصل الى مدياته العليا. وسوق الأسهم أطاحت بثروة المواطنين وحولت الطبقة الوسطى العريضة الى طبقة فقيرة.

ومع هذا فالنظام يواصل سياساته النفطية للإطاحة بأسعار النفط أكثر وأكثر، خدمة للغرب (الحامي للنظام) وطمعاً في تكسير إيران المنافسة سياسياً في المجال الإقليمي. ولذا تبشرنا أرامكو أنها قادرة في العام القادم على إنتاج نحو 12.5 مليون برميل يومياً!

فأين تذهب هذه الأموال؟

نظام هذا منجزه الإقتصادي، كيف يمكن ائتمانه وعدم تمني رحيله؟

نظام خنق الحريات العامة بشتى أشكالها، ويرفض الإصلاح، هل يمكن القول أنه حقق منجزاً سياسياً؟

انتخابات تشريعية مثلاً؟

احترام حقوق الإنسان؟ توسيع هامش عمل منظمات المجتمع المدني؟

كلا لا منجز للنظام إلا زيادة اسنان الوهابية، وزيادة النهب؟

معظم المواطنين متضررون من النظام. ولكن الأخير يستخدم العصبية المناطقية والمذهبية للحفاظ على الحكم.

إنه يقول للنجديين وللوهابيين بأن مصيركم مرتبط بمصيري.

فلنتكاتف معاً.

ولنمنع الإصلاحات، ولنواجه الإصلاحيين ودعاة التغيير. ولنتقاسم ثروات الدولة: لكم عشرة بالمائة، ولي (العائلة المالكة) تسعين بالمائة!

لولا اتكاء النظام على العصبية، ما بقي حتى الآن.

فقد فقد النظام مقومات بقائه منذ زمن.

الصفحة السابقة