العبقري نايف: التعيين أفضل من الإنتخاب، ولا حاجة للمرأة

في حديث لجريدة المدينة، 25/3/2009، أكد الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والذي سيصبح ملكاً مستقبلياً، أن تعيين أعضاء مجلس الشورى افضل من انتخابهم، مشيرا الى ان التعيين يختار الأفضل، ولو كان بالانتخاب لما وصل المجلس الى هذا المستوى! (كان يجب ان يضيف الى هذا المستوى من الإنحدار).

وقد جاء هذا التعليق رداً على تقرير هيئة حقوق الإنسان الداعي الى إنتخاب أعضاء مجلس الشورى، والى توسيع مشاركة المرأة لتدخل المجلس، حيث رفض الأمير أيضاً هذا الأمر وقال (سموه!): (ليس هناك ضرورة لمشاركتها)!

هذا كلام فضيحة بكل ما في الكلمة من معنى!

لكن نايف وطبّالوه رأوا في الأمر (عين الحكمة، وعين العقل!) فانبروا يكتبون مدافعين عن (فضيلة التعيين) مخطئين العالم كله الذي يأخذ بالإنتخاب، والذي لم يكتشف بعد الجوهرة السعودية في الخطاب والرأي!

حتى جريدة الحياة، انساقت وراء الأمر، ونشرت مقالات في هذا الإتجاه!

بالله عليكم، أفي هذا الزمن هناك من يجرؤ على مثل هذا القول لولا أنا في بلد مثل (السعودية).

أعتى عتاة الطواغيت ـ عرباً وعجماً وبُكماً! ـ لم يقولوا ذلك، ولم يجرؤوا على قول ذلك.

وحدها الشجاعة السعودية النايفية التي تدافع عن الاستبداد القذر وتعتبره فضيلة.

ووحدهم طبّالو السلاطين من الدكاترة والصحافيين من يروّج لمثل هذه الميكروبات السعودية.

لقد فقد نايف وأمراء العائلة المالكة صفة (الحياء) حقاً. فما عادوا يعرفون كيف يخاطبون الناس لا في الداخل ولا في الخارج.

وصار على إعلامهم الذي يشتم الديكتاتوريات أو الإنتخابات المزورة، أن يروّج لديمقراطية سعودية لم يكتشفها (خلق الله) بعد!

أوبعدَ هذا يتوقع من نايف وأضرابه أن يأتونا بإصلاح أو تجديد أو حتى (تطوير) وهذه الأخيرة مفضلّة لدى نايف؟!

كيف يأتي من أمثال هؤلاء إصلاح إن لم يجبروا عليه؟!

هذا سؤال يوجه الى الإصلاحيين الذين لا يريدون أن يدفعوا ثمن مواجهتهم مع هكذا نظام طاغ.

وهناك سؤال آخر لطبّالي الصحف السعودية، الذين تخصصوا في الهجوم على غيرهم، خاصة غريمتهم سوريا وايران، خاصة الأخيرة والتي وصفوها بالإستبداد والتخلّف والتي انهكها الجوع والعودة الى النصف الأول من القرن العشرين، كما كتب محمد علي المحمود. ترى ماذا يمكنهم أن يوصفوا مملكتهم النايفية إذن حين يقايسونها بإيران؟!

الصفحة السابقة