انا عضو في جمعية حسم (جمعية الحقوق المدنية والسياسية)

وجدتها فرصة لتدمير كل أنوية النشاط الحقوقي في البلاد، فيما العالم يوجه انظاره باتجاه سوريا. اعتقالات وراء اعتقالات. محاكمات لا علاقة لها بقضاء يحترم نفسه، واتهامات أغرب من الخيال. ضربت مفاصل الحراك في الشرقية ـ أو هكذا توهمت. واعتقلت قيادات حسم كالشيخ المحامي الرشودي، والشيخ الخضر، والدكتورين الحامد والقحطاني، وتصورت انها انتهت. فظهرت جمعية بديلة عن حسم تواصل خطاها فخنقتها أذرع المباحث في المهد. فجأة ظهر علناً من يقول وباسمه الصريح أنه عضو في جمعية حسم! ولا يبالي بما ستفعله السلطات. جنّ جنون مباحث النظام في تويتر وبدأت المعركة!

أنا عضو في جمعية حسم. هذا هو اسمه الوسم/ الهاشتاق. وهو اكثر اهمية من هاشتاق متواصل (كلنا حسم). لأن هذا الهاشتاق الجديد يحمل صفة التحدّي ومواصلة طريق النشطاء. الصحافي والمغرد عصام الزامل قال أن هاشتاق (انا عضو في جمعية حسم) يثبت أن الأفكار العظيمة لا يمكن أن تموت بسجن أصحابها، بل أنها تزداد قوة وانتشارا). وقد كلفه هذا الكلام حتى الان، أطنانا من الشتائم والتحريض والتهديد من قبل المباحث (بيض تويتر)!

الناشط والكاتب على آل حطاب من نجران، كتب بتحد: (أنا عضو في جمعية حسم بلا شك ولا تردد. حسم فكرة جذورها في ضمير المجتمع، وفرعها في عقولهم. فليعتقلوا قلوبنا وعقولنا، او يقتلعوها إن أرداوا موتها). والناشط ثمر المرزوقي يشرح (حين تعتقد الداخلية أن بإمكانها تجريف العمل المدني ومحاصرة حسم.. أُعلن أني ثمر محمد المرزوقي عضو في جمعية حسم ومتبنٍّ لمطالبها الإصلاحية). عبدالله البلعاسي كرر قول المعتقل عبدالله الحامد: (لا تستطيعون سجن جميع النشطاء، فالنشطاء مثل الزرع ينبتون كل يوم). المديميغ يقول مؤيداً: (مطالب حسم محقة وعادلة وتوصلنا معا شاطئ الأمان)، والمستنير يؤيد حسم ويعلن عضويته فيها (لأنها وقفت ضد تحويل دولتنا لمزرعة عائلية). والناشط الحقوقي طه الحاجي أعلن عضويته في حسم (لأن مطالبها مشروعة ووسيلتها مشروعة، بل هي حق من حقوق المواطن: كلنا نطالب ببرلمان منتخب، واستقلال القضاء، ومحاربة الفساد).

كُثُرٌ هم من اعلنوا عضويتهم في حسم تضامناً وتحدياً، فالمالكي يقول بان المواطنين من مناطق مختلفة (اتفقوا جميعاً على أن يقولوا بصوت واحد: انا عضو في جمعية حسم). وعبدالله بن عباد برر عضويته: (لأنه من حقنا نظام سياسي أفضل) ؛ ومصعب يقول بأن (حسم: فكرة، والأفكار لا تموت، والنهر يحفر مجراه، ومن السجن تُشعل الشموع). محمد الربيعة يعتقد بأن (المستهدف هو مشروعنا الوطنية وليست جمعية يعتبرها المستبد خارجة على قانونه) ، وأن (ملاحقة أعضاء حسم هي محاولة لقتل بذرة المشروع المدني الإصلاحي الوطني. كلنا مستهدفون بهذا العمل). اخ لمعتقل هو جهاد الخضر يعلن عضويته في حسم، ومروان يقول بأنها حقوق مشروعة ومن يعتبرها جريمة فليعتبره مجرماً. ووجهت نورة عبدالله كلامها للحكومة: (نعم كلنا حسم، والله لن ترهبونا بمحاكم التفتيش يا حكومة القمع). ولأن مطالب حسم لجميع المواطنين، يعلن محمد الشملان عضويته فيها. اما وليد المخاوي (٢٩) فأعلن عضويته لحسم وكل جمعية (تهدف الى ترك عبادة البشر الى عبادة رب البشر). والبشر المقصودون هم آل سعود!

لكن كان هنالك هجوم من مباحث تويتر (كتاب وزارة الداخلية، أو من يُسمّون بالبيض)، واكثرهم لا يضع صورته خشية. عيسى الزهراني، واحدٌ من البيض، يقول ان كنت عضواً في حسم (فأنت عضو في جمعية غير نظامية تسعى لبث الفتنة والدعوة للإعتصامات والمظاهرات) ثم يهدد (وقد تمّ التخلص منها ولم يبق إلا أنت. ما رأيك؟) ويضيف: ان كنت عضواً (فأنت خائن للوطن تسعى لشقّ عصا الطاعة وتفريق الجماعة والخروج على ولي الأمر).

(بيضة أخرى) تقول بأن حسم (أسست على غير تقوى فما أشبهها بمسجد الضرار). طبعا التقوى تقطر من مؤسسات الحكم ورجاله. اكثر من هذا، فإن البيضة الأخرى: مرضي المهنا يقول: (انا ضد جمعية حسم لأنها تحتوي مطالب كفرية، ولأنها مشبوهة تدار من الخارج). بيضة ثالثة تقول: (حسم خبيثة، تدافع عن المعتقلين بقضايا ارهابية وتدعي براءتهم). ولا يخلو الأمر عند المباحث من استخدام الطائفية لتشويه الحراك الحقوقي وتمزيق المجتمع، فهذا طلال الضويحي يقول: (يبون يخلّون الديرة نوّاب صفويّة ورافضي وأهل بدع، ويشكلون مجالس بمزاجهم، ويقسمون البلد، وكل هذا تحت غطاء حقوق).

الصفحة السابقة