بيع صنافير وتيران للسعودية

المصريون ينتفضون نكتة!

(ولد زايد عايز يدفع خمسة مليار وياخد شرم الشيخ.
وولد الصباح عايز يدفع أربعة مليار وياخد الغردقة.
والبشير عايز يدفع خمسين بقرة وياخد حلايب).

سعدالدين منصوري

هي زيارة تاريخية حقاً، فقد حصل آل سعود فيها على جزيرتين مجاناً، مقابل نفط لمصر على مدى خمس سنوات شبه مجاني، ومقابل استثمارات، ووعد ببناء جسر يربط السعودية بسيناء المصرية.

 

اكثر ما شغل الناس في السعودية هو مقدار الأموال التي ستضخها السعودية وقت أزمتها الاقتصادية الى مصر، في وقت يعاني فيه المواطنون من آثار الأزمة الإقتصادية. وحينما كان الاحتفاء المصري المغالى فيه قائماً، جاءت قنبلة اعلان مجلس وزراء مصر بأن جزيرتي تيران وصنافير سعوديتين، فانقلب المزاج المصري، وبدأ الشجار على مواقع التواصل الاجتماعي بين المصريين والسعوديين، وبين المصريين ونظامهم، وحاكمهم السيسي.

نشرت عكاظ وغيرها تغطية لمغادرة سلمان الى القاهرة بعنوان: (السعوديون مودّعين الملك: تِكْفى، لا تطوّل الغياب)، فرد معارض: (خايفين ما يرجع؟ أخذ ملياراتكم الى السيسي وراجع لكم ياخذ غيرها. جهّزوا قريشاتكم وانتظروه، ما راح يِبْطِيْ). وصل سلمان الى القاهرة، فقالت هدى السقّاف: (البقرة الحلوب وصلت الى مصر). وحين بُدئ بتوقيع الاتفاقيات، رأى أحدهم بأنها لحظة تاريخية حقاً: (لحظة الرّزْ أعزائي المواطنين). وحين وقع سلمان اتفاقية لبناء مساكن في مصر، قالت الكاتبة البندري: (مشكلة الإسكان ترى عندنا، مو عندهم)! وتساءل آخر: (لماذا يأخذ الملك الأموال من مواطنيه جباية قهرية، ويصرفها في مصر؟)؛ فيرد الدكتور تركي الحمد: (الكثيرون ينتقدون المليارات التي أُنفقت على مصر واليمن. القضية هنا قضية وجود. فإذا انتفى الوجود فلا معنى للنقود). يعني ليس عملاً خيرياً لمصر، ولا تنموياً، وإنما استشعاراً سعودياً بأن الدولة السعودية ذاهبة الى مصيرها المحتوم.

عبد العزيز الفوزان، عضو هيئة حقوق الإنسان، والداعية الطائفي، يقول ان جسر سلمان، وسعودة جزيرتي صنافير وتيران، يمثلان أهم منجز سعودي. والاخواني الشيخ عوض القرني وصف الجسر ـ الذي لم يقم بعد ـ بأنه أحد أهم مشاريع المنطقة الاستراتيجية في حقبة ما بعد الحربين العالميتين. لكن اخوانياً آخر، هو محمد الشنقيطي، قيل انه يحمل الجنسية السعودية، ويقيم ويعمل الآن في قطر، رأى أن السعودية تموّل السفّاح، وانها مخترقة فكريا واستراتيجيا؛ ووصف السيسي بأنه فرعون، وسلمان بأنه قارون: (ما كان لفرعون أن يهدر دماء الأحرار، لولا أن قارون أمدّه بمليارات المال الحرام)؛ كما وصف الشنقيطي الملك سلمان بأنه من الحمقى والمغفلين الذين يستنزفون خزائن شعوبهم في دعم السيسي.

لهذا ظهرت شتائم سعودية للإخوان في مصر الذين أصدروا بياناً ضد (بيع الجزيرتين صنافير وتيران). قال أحدهم: (أحقر من الإخوان لم أُشاهد. لا كرامة ولا غيرة ولا وطنية. اذا صفع أحدهم خدّه الأيمن، صرخ غاضباً: الخدّ الثاني حيزعل).

أما الاعلامي الطبّال صالح الفهيد، فقد شبّه الملك سلمان بنبي الله موسى: (موسى ضرب بعصاه البحر، فانفلق وصار يابسة ليعبر هو وقومه. وسلمان ضرب بعصاه البحر في نفس المكان، فصار جسراً سيعبر من خلاله ملايين البشر)! وردّ عليه الصحفي البراء العوهلي: (رووح يا شيخ، ربنا يفتح عليك على هالتجلّيات العظيمة. قلنا تطبيل يا باشا، بس لا تزوّد العيار كذا)! وقال عماد الحوّاس: (سلمان لو يعرف معنى العدل في الشريعة، لبدأ ببناء الجسر مع الشعب المغلوب على أمره).

وداد منصور تحدثت عن صنافير وتيران فقالت: (جزيرتان تم تأجيرهما لمصر؛ ودفعنا فلوس لاسترجاعهما. الغريب في الأمر، أنه لأول مرة في التاريخ، يقوم المؤجِّر بدفع قيمة الإيجار للمستأجر). واضافت ساخرة بأن سلمان اتخذ خطوتين: تأسيس تحالف لجيوش الدول الاسلامية، وبناء الجسر، وبقيت خطوة ثالثة وهي: تحرير القدس عن طريق معبر رفح (والله انك ذيْبْ يا بو فهد)!

النقد الأكبر ناله السيسي الذي اتهمه شعبه ـ بمختلف شرائحه حتى المؤيدين له ـ بأنه باع مصر، وظهرت النزعة الوطنية المصرية حادّة، ووصلت حرارتها الى الملك السعودي، الذي قلب أجواء الفرح في مصر الى مأتم، منذ الإعلان عن سيادة السعودية على الجزيرتين.

هاشتاقات مصرية عديدة ظهرت ضد السيسي، من بينها (عوّاد باع أرضه)؛ و(تيران وصنافير مصرية)؛ و(مصر مش للبيع)، و(السيسي للبيع)، وغيرها، وكلها كانت تتحدث بسخرية وألم من الرئيس الذي كان يتهم الإخوان ومرسي ببيع مصر لقطر.

السيسي في خطاب سابق له قال: (لو ينفع ابيع نفسي أبيعها)، (لكنه قام وباع تيران وصنافير). ومالو؟ يسأل مصري ساخراً ويجيب: (عايزين نغيظ تركيا؟ نمضي اتفاقية مع قبرص واليونان. عايزين شويّة دولارات يفكّوا الزنقةْ؟ نبيع جزيرتين لسلمان). مصرية بإسم (رابعة الحمساوية) تعلق: (السيسي باع أصول مصر في البورصة؛ وباع الأرض للسعودية، وباع النيل لأثيوبيا، والغاز لاسرائيل، وباع الأوهام للشعب المصري). وسخر شلباوي: (اللي عايز يغطس في جزيرة تيران بعد كده، يبقى يروح السفارة السعودية ياخد تأشيرة مناسك رياضية)؛ ورد على سعودية تقول ان صنافير وتيران سعوديتان، فقال: (ليش تخلون الرجال يضحك عليكم ويبيعكم جزركم بخمسة وستين مليار؟ كان لازم تاخدوها من غير ولا هللةْ). 

محمد إمام يقول ان مصر قاتلت لاستعادة طابا ومساحتها كيلومتر واحد، ولكن (تنازلنا عن تيران ٨٣ كيلومتر مربع، وصنافير ٢٣ كم مربع، في قَعدَة وحدة مع جلالته). أما الاعلامي باسم يوسف فكتب: (قرّب قرّب يا باشا. الجزيرة بمليار، والهرم باتنين، وعليهم تمثالين هدية). كما كتب تحليلا مطولا في الفيس بوك قال فيه: (وصل بينا الحال اننا نحلل التنازل عن أرضنا، وبنقول أنها أصلا مش بتاعتنا)!

ومن سخرية لاخرى قال عمرو عبدالهادي: (انتو لو عارفين ثمن الجزر الاتنين اللي اتباعوا، دول يبنوا كام سجن للمصريين، مشْ هتلوموا السيسي). والمغردة ايمي إياد تعلق: (الدين لله، والوطن للجيش، والنيل لأثيوبيا، والجزر للسعودية، والغاز لاسرائيل، والسجن للي مش عاجبه). وفي ذات الخط قال ناشط مصري مش سياسي: (ولد زايد عايز يدفع خمسة مليار، وياخد شرم الشيخ. وولد الصباح عايز يدفع أربعة مليار وياخد الغردقة. والبشير عايز يدفع خمسين بقرة وياخد حلايب). واحمد عصام يضيف: (قالهم السيسي: مليون ريال كمان، وأبو الهول يبقى أبو نوّاف). 

اما الكاتب والأكاديمي اللبناني أسعد ابو خليل فسخر: (لو أن طائرة الملك السعودي تتسع لأبي الهول لحمّله السيسي إيّاه). بعد هذا يأتيك المغرد البقري: (اللي هناك دول الإهرامات. نازلين ثلاث مقاسات. تشوف الميديام؟). وهيثم تمنى (لو أن السعودية تعمل الصح مع المصريين وتشتري السيسي مع الجزيرتين، وتقعّدُهْ جَنبْ زين العابدين بن علي. إحنا حنكون مسامحين والبِيْعَةْ تمشي)!

الصفحة السابقة