حرية تعبير

الناقد محمد العباس، لاحظ تصاعد العنصرية تحت مسمى (الوطنيون الجدد)، وقال: (حملات التطهير التي يقودها بعض المنادين بمفهوم «السعودي الصافي» تحمل في طياتها بذرة تطرف، لأن الكائن «السعودي جداً» نعرة خطرة قد تنفلت من مستوى الشعار اللفظي الى عدوانية تؤدي الى احتراب مع الآخر بكل أطيافه). وختم: (الوطنية نزعة عاطفية واعية، وليست حالة من التعصب الأعمى المعادل للعنصرية).

 

الكاتب مرزوق بن تنباك، توقف عن الكتابة في جريدة مكة، (والسبب أنني لم أحسب حساب هبوط سقف الباب). أي ان مستوى حرية التعبير المتدني، صار أكثر تدنياً في العهد السلماني. والصحفي الآخر فهد عامر الأحمدي، قال ان عدد مقالاته الممنوعة من النشر وصلت الى مائة وثلاثة وستين مقالاً. وأضاف: (أخاف أنشرها في كتاب فيمنع الكتاب نفسه. وأخاف أبيعها ويقولوا كاتب مرتزق. ما يحز في النفس ان ما يُرفض يكون غالباً هو الأقوى والأفضل والأكثر جراءة).

الإعلامية بدرية البشر تقول: (ابتعدتُ عن تويتر أشهراً، وحين عدتُ وجدته أكثر بؤساً وهشاشة وضجيجاً وسفاهة. أستغرب من هؤلاء الصامدين فيه). الضجيج والسفاهة والقمع من نتاج الذباب الإلكتروني وزعيمهم دليم، الذراع الأيمن للدب الداشر.

أيضاً، فإن عضوة الشورى لطيفة الشعلان تكتب بألم: (خُلقَ المثقف ليعيش حراً بين قلمه وكتاباته وبحوثه. ومن نَكَدِ الزمان، أن يجد نفسه في موقع، حيث فكره ورأيه تحت وصاية مستمرة مرهقة، وممن ليسوا حتى أنداداً. أي بؤس تعيشه هذه الروح؟).

الأديب محمد زايد الألمعي يضيق ذرعاً فيكتب من وراء الحدود: (كانت «مطاراتنا» تُستَنفَر حين يجدون كتاباً واحداً معك. اليوم «مطاراتهم» تُستَنفر حين يجدونك أنت)!

المفكر محمد علي المحمود، يستعير الشعار الستاليني: (لا حرية لأعداء الحرية)، ويقول بأنه حتى الديمقراطيات الأوروبية المستقرة لا تسمح بالأحزاب النازية التي هي أقل خطورة من خطاب التقليدية (يقصد السلفية الوهابية) الذي أنتج القاعدة وداعش. وفي هذا اعتراف بأن وهابية السعودية هي المنتج لقوى الإرهاب الداعشي القاعدي.

وهناك كاريكاتير لعلي جابر يختصر طريق حرية التعبير في السعودية: سجينان يسأل أحدهما الآخر عن سبب سجنه. قال أحدهما: السطو المسلح. والآخر قال: واتسآب!

الصفحة السابقة