نريدها تعفّن.. الدجاجة أو الحكومة!

حملة مقاطعة الدجاج على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان (خلوها تعفن) بسبب ارتفاع أسعارها لم تكن عادية. فقد وصف أصحابها بـ (الثوار)، ولاقت الحملة نجاحاً رغم الشكوك حيال نجاح مثل هذه الحملات في ظل غياب البدائل.

وكانت تعليقات صدرت حول أزمة الدجاج من قبل بعض الكتاب، فتسائل الكاتب ماجد الهزاع (اذا كان المواطن يعاني من ارتفاع اسعار اللحوم او البيض في هذه الفترة الاقتصادية الذهبية فمتى سوف ينعم بالرخاء والنعيم؟ عندما ينخفض سعر البترول الى 10 او 15 دولاراً؟). وأضاف: (منطقياً واقتصادياً وعلمياً يجب أن يعيش المواطن السعودي في الوقت الحالي في ظروف لا تشغل باله اسعار المواد الغذائية أو التفكير في مقاطعة للدواجن او غيرها).

وقال محمد عبد العزيز المنضم لحملة (خلّوها تعفن) على تويتر (مقاطعين ولا نأكل الاّ الأرز) فيما يكتب عادل بارباع (في السعودية، طبق البيض بـ 14 ريالا. هذا واحد من اثنين: إما الدجاجة باضت في التخصصي ـ أحد المستشفيات الراقية ـ أو أن الديك درس في الخارج). ويقول أبو قصي الشهري في تويتر أيضا: (منذ الآن لن اشتري دجاجة واحدة، فالمقاطعة ثقافة يجب ان نمارسها مع جشع التجار. يبدو اننا نخوض حرباً طويلة مع مافيا التجار). في المقابل، يشير بعض أصحاب المحلات الى أنهم يتعرضون لخسائر بسبب عزوف المستهلكين عن شراء الدجاج. ويؤكّد أحدهم رافضاً ذكر اسمه أن (نسبة تراجع المبيعات قاربت 25% ما دفعني الى تقليص حجم طلبات التوريد).

الامر كما يقول البعض ليس في الحملة ضد ارتفاع أسعار الدجاج، وإنما في ثقافة الحملات التي باتت دارجة بين المواطنين ما يحيلها الى ما يوصف في العلوم السياسية بـ (parapolitical) وهي النشاطات التي قد لا تحمل في ظاهرها أهدافاً سياسية، ولكن قد تتحوّل الى نشاط سياسي حين توضع في سياق آخر أو تخضع تحت تأثير أجواء أخرى.

الحكومة السعودية جرّبت حملات سابقة ناجحة مثل مقاطعة الانتخابات البلدية، وحملة تغيير أسماء بوابتين من بوابات الحرم المكي، وحملة (بحبوبة) للرد على كلام الأمير سلمان لصحيفة (السياسىة) الكويتية، إضافة الى حملات التضامن مع المعتقلين الناشطين الحقوقيين والاصلاحيين.. وتخشى ان تنتشر ثقافة الحملات التي تنتقل من الدجاج الى الحكومة في مرات قريبة قادمة.

وكان الملك عبدالله قد شكل لجنة من ثلاثة وزراء لدراسة مشكلة (الدجاج) فعلّق المواطنون: إن كان الملك لا يستطيع أن يعالج مشكلة صغيرة مثل هذه وبوزراء عدّة، فكيف يدير دولة، وبمن؟

الصفحة السابقة