10 ملايين لا يملكون سكناَ في المملكة!

تؤكّد الدراسات المتعاقبة حول أزمة السكن في المملكة السعودية على أن ما نشر سابقاً حول عدم تملّك غالبية المواطنين لمساكن خاصة، وأنها تعيش في بيوت مستأجرة، بات اليوم حقيقة لا مناص من الإذعان لها.

صحيفة (الحياة) السعودية الصادرة في لندن، نشرت في 6 إبريل الجاري مقتطفات من دراسة لشركة عقارية غربية تفيد بأن 60 في المئة من سكان المملكة لا يمتلكون منازل خاصة. ولفتت الدراسة الى أن المشكلة لم تعد مقتصرة على تملّك السكن، ولكن هناك عدة قضايا متعلقة بنوع المسكن الصحيح وسعره وموقعه.

وكانت دراسة صادرة عن شركة الاستشارات العقارية العالمية سي بي آر إي المتخصصة في السوق العقارية السعودية قد ذكرت في مطلع شهر إبريل الجاري بأن هناك قرابة 10 ملايين مواطن يعيشون في مساكن مستأجرة، وقالت الدراسة بأنه لا تزال مشكلة ارتفاع أسعار الأراضي تحبط محاولات مطوري القطاع الخاص، الذين يجدون أنفسهم غير قادرين على تلبية المتطلبات السعرية للشرائح المتوسطة والدنيا من المجتمع والراغبين في شراء عقار.

وقال مايك وليامز كبير مديري البحوث والاستشارات في سي بي آر إي (ليس هناك عملياً أي إطار تنظيمي تقدمه الحكومة للتحكم بتجارة الأراضي، ولا يأخذ المشاركون فيها عادة حسابات القيمة الاقتصادية الفعلية للأراضي عند اتخاذ قراراتهم الاستثمارية).

ووفقاً لسي بي آر إي، تظهر هنا طبقة إضافية من التعقيد بسبب النظام الحالي لمنح الأراضي. ففي الوقت الراهن، يعتبر جميع الذكور فوق سن 18 عاماً والأرامل من النساء مؤهّلين للحصول على قطعة أرض سكنيّة بصرف النظر عن الدخل أو الوضع الاقتصادي. وبذلك، نتج عن هذه العملية عدد كبير من الأراضي غير المطورة لعدم توفّر الموارد المالية لدى المستفيدين من أجل البناء على أراضيهم. فقد وزّعت وزارة الشؤون البلدية والقروية نحو 2.2 مليون قطعة بهذه الطريقة، ولكن لا توجد بيانات ترصد الاستخدام الفعلي لهذه الأراضي).

وأشار التقرير أيضاً إلى أن عدداً كبيراً من الوحدات السكنية ذات التكلفة المنخفضة لم يتم بيعها، وخاصة في المشاريع المجتمعية الكبيرة الرقعة في جنوب العاصمة الرياض والتي تمّ عرضها للإيجار بعد فشل بيع وحدات كافية منها، بينما شهدت أسعار الإيجار بعض الارتفاعات الحادة في المناطق الناشئة التي تحظى بإقبال خاص في كل من الرياض وجدة.

وارتفعت معدلات الإيجار في الرياض بنسبة تتراوح بين 1 و14 بالمئة للفلل مع كون الارتفاعات الأعلى حدة في المناطق المركزية. بينما كانت نسب النمو في الشقق أقل تنوعاً لتتراوح بين 3 و10 بالمئة، مع كون الجزء الغربي من المدينة هو الخاضع لأكبر الضغوطات.

وفي جدة، شهدت الأجزاء الشرقية من المدينة نشاطاً ضئيلًا للغاية (حوالي 1 بالمئة) في كل من الفلل والشقق، في حين تظهر المناطق الغربية نمواً سريعاً يصل إلى 20 بالمئة للشقق و 6 بالمئة للفلل.

يذكر أن “سي بي آر إي” (NYSE:CBG) هي إحدى شركات مؤشر ستاندارد آند بورز لأكبر 500 شركة، ويقع المقر الرئيسي للشركة في لوس أنجلوس وهي أكبر شركة للخدمات والاستثمارات في العقارات التجارية في العالم من حيث الدخل في العام 2012.

الصفحة السابقة