محمد البجادي.. من السجن الى السجن

هل كانت لعبة حكومية أم استهانة بعواطف الناس وبالقضاء وبالكرامة الإنسانية؟

فجأة وبدون مقدمات يتم استدعاؤه من زنزانته في سجن الحائر بالرياض، ويطلب منه الخروج فوراً من السجن، ويمنع حتى من تسّلم أغراضه الشخصية او توديع صحبه من سجناء الرأي، بل أنه لم يكن بإمكانه حتى الإتصال بأهله ليأتوا اليه ويقلّوه الى المنزل.

هل كان كل هذا أمراً مدبّراً.

نعم.

بعد خروجه بتسعة أيام، يستدعى لسجن المباحث في ١٤/٨/٢٠١٣، ليوقع بعض الأوراق كما قيل له، فرافقه الى هناك الناشطان الحقوقيان محمد عبدالله العتيبي وفوزان الحربي اضافة الى أخيه سامر البجادي، فلم يسمح لهم بمرافقته داخل اروقة المباحث، ومن هناك أُخذ البجادي مجدداً الى سجن الحائر، في مملكة الإنسانية العظيمة!

وكان الناشط الحقوقي والمدافع عن حقوق الإنسان وأحد مؤسسي جمعية الحقوق المدنية والسياسية (حسم) قد اعتقل مدّة عامين وأربعة أشهر، قد تم اطلاق سراحه قبل عيد الفطر المبارك ما أشاع فرحة عارمة واحتضاناً من زملائه الحقوقيين.

بعد خروجه من السجن، تواصل البجادي مع من حوله والكثير من محبيه عبر حسابه على تويتر، فكانت اول تغريدة له: (لا أعلم أين تكمن فرحتي؟ هل في رؤية هذا الجيل المتعطش للعدالة والكرامة أم في لقاء أمي وزوجتي وأبنائي وأهلي. شكراً لك يا وطني المنشود). واضاف: (العالم يموت من حولنا بحثاً عن الحرية والكرامة، فهل نستخسر لأجلها المبيت عدة ليال في معتقل؟). وفي تغريدة ثالثة قال: (هناك حقيقة أكبر هي أنه مازال بالسجون الكثير من محمد البجادي ينتظرون وقفتكم الجادة والصادقة). وتابع: الحرية مع الألم اكثر سعادة من الأمن مع الإستعباد.

فعلاً هي كذلك.

الصفحة السابقة