تهريب القحطاني من الجنة!

عايض عبد الله القحطاني، 22 عاماً، كان من بين المشاركين في القتال في معسكر (فتح الاسلام). فقد نزل الى بيروت في فبراير الماضي دون علم أهله، كما تقول الرواية التي نقلها مراسل صحيفة (الحياة) في الأول من يوليو. هي قصة تصلح لتعزيز تصريحات سعودية ولبنانية رسمية بأن السعوديين الذين جاءوا للمشاركة في قتال الجيش قد تراجعوا أو ألقي القبض عليهم، ومنهم عايض القحطاني هذا، الذي قيل بأن إنقاذه قد تم وفق عملية إستدراج استخباراتية معقّدة شاركت فيها أجهزة الأمن السعودية واللبنانية. وكان دور الجوّال أو الخليوي أساسياً في هذه العملية، حيث تم إقناع القحطاني بالفرار خلسة من المخيم وبعيداً عن رقابة قادة فتح الإسلام، وتأمين وسيلة إخراجه من المخيم، حيث استلمه الجيش فور خروجه من المخيم بانتظار نتائج التحقيق معه.

هو نفسه عايض القحطاني الذي نقل عنه ما يثير الشفقة خلال عملية التحقيق، حيث تبيّن أن ثمة من استغل حماسته الدينية غير الواعية والشحن المذهبي الذي خضع له في بلاده، ما أحاله طعماً لنار الآخرين. فقد جاء الى لبنان الذي يجهل القحطاني خارطته، وتخيّل أنه جاء لقتال اليهود وتحرير فلسطين من نهر البارد في شمال لبنان، حيث تقع فلسطين على الحدود الجنوبية، وللدفاع عن (أهل السنّة في نهر البارد) حيث لا وجود شيعي لافت هناك، وحيث لا سبب وجيه للحميّة السنيّة.

هرب القحطاني من الجنة التي قرأ عنها في حلقات الدرس الديني السلفي، ولكنه اكتشف بأن جحيماً كانت تنتظره في نهر البارد، وهو يمثّل نموذجاً لمجموعة السعوديين الذين تم تهريبهم خلسة من مطار البحرين الى مطار بيروت ضمن خطّة معدّة سلفاً، واكتشفوا بأن الموت المهين كان في استقبالهم. ولتهريب القحطاني معنى متميز، وربما عجّلت أقواله المدوّنة في محاضر التحقيق، من بين عوامل أخرى، في تهريب بقية العناصر السعودية خارج لبنان قبل تداعي الرواية الرسمية بصورة متسللة.

الصفحة السابقة